فضل الأدب مع الناس - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 5031 - عددالزوار : 2179670 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4612 - عددالزوار : 1460394 )           »          معرفة الحق في فِطر الخلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          الدعاء والذكر عند قراءة القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 6 - عددالزوار : 807 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 67 - عددالزوار : 54880 )           »          الغش والتزوير لنيل الشهادات العلمية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          حكم التيمّم حال وجود الماء ووقت جوازه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          الواجب على من نسي سجوداً في صلاته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          القضاء والقدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          التحايل على غير المسلمين في المعاملات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 09-08-2024, 07:20 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,980
الدولة : Egypt
افتراضي فضل الأدب مع الناس

فضل الأدب مع الناس

الْحَمْدُ لِلَّهِ الذي أكملَ لنا الدين، وأتمَّ علينا نعمته، ورضي لنا الإسلام دينًا، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ الَّذِي أَرْسَلَهُ رَبُّهُ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا، وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا.

الأدب بالأدب له ثمرات طيبة مباركة تعود على المسلم في الدنيا والآخرة فأقول وبالله تعالى التوفيق:
الأدب يجعل صاحبه مِن أفضل المسلمين:
روى البخاريُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العاص، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاحِشًا وَلا مُتَفَحِّشًا، وَكَانَ يَقُولُ: «إِنَّ مِنْ خِيَارِكُمْ أَحْسَنَكُمْ أَخْلاقًا»؛ (البخاري حديث: 3559).

♦ قَوْلُهُ: «فَاحِشًا»؛ أيْ: نَاطِقًا بِالْفُحْشِ، وَهُوَ الزِّيَادَةُ على الْحَد فِي الْكَلَام السَّيِّئ.

♦ قَوْلُهُ: «وَلَا مُتَفَحِّشًا» الْـمُتَفَحِّشُ: هُوَ الـمُتَكَلِّفُ لِذَلِكَ؛ أَيْ: لَمْ يَكُنْ لَهُ الْفُحْشُ خُلُقًا وَلَا مُكْتَسِبًا؛ (فتح الباري ـ لابن حجر العسقلاني ـ جـ6 ـ صـ 575).

♦ قَوْلُهُ: «مِنْ خِيَارِكُمْ أَحْسَنَكُمْ أَخْلاقًا»؛ أي: مِنْ أَكْمَل الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أكثرهم تَمَسُّكًا بِفَضَائِلِ الأخْلاقِ ومَحَاسِنِ الشِّيَمِ؛ (منار القاري ـ حمزة محمد قاسم ـ جـ4 ـ صـ 242).

الأدب يجعل ميزان الحسنات ثقيلًا:
روى الترمذيُّ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَا مِنْ شَيْءٍ يُوضَعُ فِي المِيزَانِ أَثْقَلُ مِنْ حُسْنِ الخُلُقِ، وَإِنَّ صَاحِبَ حُسْنِ الخُلُقِ لَيَبْلُغُ بِهِ دَرَجَةَ صَاحِبِ الصَّوْمِ وَالصَّلَاةِ»؛ (حديث صحيح) (صحيح الترمذي ـ للألباني ـ حديث 1629).

معنى الحديث:
مَا مِن عَمَلٍ صالحٍ عظيمٍ يُوضَعُ في ميزان العَبْد يوم القيامة فيثقل ويُرَجِّحُ كفة الحسنات مثل حُسْن الخُلق، فإنه يَزيد في رجحان كفة الميزان على كل عمل صالح؛ (شرح بلوغ المرام ـ عبدالقادر شيبة الحمد ـ جـ10 ـ صـ 291).

الأدب يجعل المسلم محبوبًا وقريبًا مِن النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة:
روى الترمذيُّ عَنْ جَابِرِ بنِ عبدالله، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ القِيَامَةِ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلَاقًا، وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَيَّ وَأَبْعَدَكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ القِيَامَةِ الثَّرْثَارُونَ وَالمُتَشَدِّقُونَ وَالمُتَفَيْهِقُونَ»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ عَلِمْنَا الثَّرْثَارُونَ وَالمُتَشَدِّقُونَ، فَمَا المُتَفَيْهِقُونَ؟ قَالَ: «المُتَكَبِّرُونَ»؛ (حديث صحيح) (صحيح الترمذي ـ للألباني ـ حديث 1642).

♦ قَوْلُهُ: «الثَّرْثَارُونَ»: الثَّرْثَار: هُوَ الْكَثِير الْكَلَام بِتَكَلُّفٍ.

♦ قَوْلُهُ: «وَالمُتَشَدِّقُونَ»: الْمُتَشَدِّقُ هُوَ: الَّذِي يَتَطَاوَلُ عَلَى النَّاسِ فِي كَلَامِهِ الذي يتكلم به بِمِلْءِ فِيهِ تَفَاصُحًا وَتَفَخُّمًا وَتَعْظِيمًا لِكَلَامِهِ.

♦ قَوْلُهُ: «المُتَفَيْهِقُونَ» الْمُتَفَيْهِقُ: أَصْله مِن الْفَهَق، وَهُوَ الامْتِلَاء.
وَالْمُتَفَيْهِقُ: هُوَ الإنسانُ الَّذِي يَمْلَأ فَمَهُ بِالْكَلَامِ، وَيَتَوَسَّع فِيهِ تَكَثُّرًا وَارْتِفَاعًا وتَكَبُّرًا وَإِظْهَارًا لِفَضْلِهِ عَلَى غَيْره مِنَ النَّاسِ؛ (عون المعبود ـ محمد أشرف آبادي ـ جـ13 ـ صـ 91).

قَالَ الإمَامُ النووي (رَحِمَهُ اللهُ): يُكْرَهُ التَّفَخُّرُ فِي الْكَلَامِ بِالتَّشَدُّقِ، وَتَكَلُّفِ السَّجْعِ وَالْفَصَاحَةِ، وَالتَّصَنُّعِ بِالْمُقَدِّمَاتِ الَّتِي يَعْتَادُهَا الْمُتَفَاصِحُونَ مِنْ زَخَارِفِ الْقَوْلِ، فَكُلُّ ذَلِكَ مِنَ التَّكَلُّفِ الْمَذْمُومِ، وَكَذَلِكَ التَّحَرِّي فِي دَقَائِقِ الْإِعْرَابِ وَوَحْشِيِّ اللُّغَةِ فِي حَالِ مُخَاطَبَةِ الْعَوَامِّ، بَلْ يَنْبَغِي أَنْ يَقْصِدَ فِي مُخَاطَبَتِهِ إِيَّاهُمْ لَفْظًا يَفْهَمُونَهُ فَهْمًا جَلِيًّا، وَلَا يَدْخُلُ فِي الذَّمِّ تَحْسِينُ الْقَادِرِ لِلْخُطَبِ وَالْمَوَاعِظِ إِذَا لَمْ يَكُنْ فِيهَا إِفْرَاطٌ وَإِغْرَابٌ؛ لِأَنَّ الْمَقْصُودَ مِنْهَا تَهْيِيجُ الْقُلُوبِ إِلَى طَاعَةِ اللَّهِ تَعَالَى، وَلِحُسْنِ اللَّفْظِ فِي هَذَا أَثَرٌ ظَاهِرٌ؛ (مرقاة المفاتيح ـ علي الهروي ـ جـ7 ـ صـ 3019).

الأدب يجعل المسلم يسكن قصرًا في أعلى الجنة:
روى أبو داودَ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ البَاهِلي، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ، وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا، وَبِبَيْتٍ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ وَإِنْ كَانَ مَازِحًا، وَبِبَيْتٍ فِي أَعْلَى الْجَنَّةِ لِمَنْ حَسَّنَ خُلُقَهُ»؛ (حديث حسن) (صحيح أبي داود للألباني ـ حديث 4015).

♦ قَوْلُهُ: «زَعِيمٌ»: ضَامِنٌ.

♦ قَوْلُهُ: «رَبَضِ الْجَنَّةِ»: في نَوَاحِيهَا وَجَوَانِبِهَا مِنْ دَاخِلِهَا.

♦ قَوْلُهُ: «(الْمِرَاء»: الْجِدَالَ.

♦ قَوْلُهُ: «وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا»: صَادِقًا وَمُتَكَلِّمًا بِالْحَقِّ؛ (مرقاة المفاتيح ـ علي الهروي ـ جـ7 ـ صـ 3035).

الأدب طريق الجنة:
رَوَى الترمذيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الجَنَّةَ، فَقَالَ: «تَقْوَى اللَّهِ وَحُسْنُ الخُلُقِ»؛ (حديث حسن) (صحيح الترمذي ـ للألباني ـ حديث 1630).

♦ قال الإمَامُ ابن القيم (رَحِمَهُ اللهً): جَمَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَينَ تقوى اللهِ وَحُسْن الْـخُلُق؛ لِأَن تقوى الله، تُصلح مَا بَين العَبْد وَبَين ربه، وَحُسْن الْـخُلُق يصلح مَا بَينه وَبَين الناس، فتَقْوَى اللهِ تُوجِبُ لَهُ محبَّة اللهِ، وَحُسْن الْـخُلُق يَدْعُو الناس إِلَى محبته؛ (الفوائد ـ لابن القيم ـ صـ 54).

خِتَامًا:
أَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى بِأَسْمَائِهِ الْحُسْنَى وَصِفَاتِهِ الْعُلا أَنْ يَجْعَلَ هَذَا الْعَمَلَ خَالِصًا لِوَجْهِهِ الْكَرِيمِ، وَيَجْعَلهُ سُبْحَانَهُ فِي مِيزَانِ حَسَنَاتِي يَوْمَ القِيَامَة، كما أسألهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أن ينفعَ بهذا العمل طلاب العِلْمِ الكِرَامِ، وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَصَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِهِ، وَأَصْحَابِهِ، وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إلَى يَوْمِ الدِّينِ.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 63.71 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 62.00 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.69%)]