|
|||||||
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#6
|
||||
|
||||
|
وقوله في رثاء خولة أخت الأمير الحمداني: فليتَ طالعةَ الشمسينِ غائبةٌ ![]() وليت غائبةَ الشمسينِ لم تغبِ ![]() وليتَ عينَ التي آب النهارُ بها ![]() فداءُ عينِ التي زالت ولم تؤبِ ![]() وقوله من قصيدته في الحمى التي أصابته في مصر: فإن أمرض فما مرض اصطباري ![]() وإن أحمم فما حم اعتزامي ![]() وإن أسلم فما أبقى، ولكن ![]() سلمت من الحمام إلى الحمامِ ![]() وقوله: أما في هذه الدنيا كريمٌ ![]() تزول به عن القلب الهمومُ؟ ![]() أما في هذه الدنيا مكانٌ ![]() يسر بأهله الجار المقيم؟ ![]() وقوله في مدح دلير لشكروز، الذي قدم ليدفع عن الكوفة هجمة القرامطة، وإن كان قد بلغها بعد أن كان سكانها قد ردوهم: وما دام دلير يهزُّ حسامه فلا ![]() ناب في الدنيا لليث ولا شبلِ ![]() وما دام دلير يقلِّب كفَّه فلا ![]() خلق من دعوى المكارم في حلِّ ![]() وهكذ، وهكذا...، وهذه مجرد أمثلة، وفي شعر الرجل منها الكثير. ولا شك أن القارئ قد لاحظ أن المتنبي ينوع في هذا التكرار، فمثلًا قد يكرر اللفظ أو العبارة مرتين في البيت الواحد؛ مرة في أول كل شطرة من شطرتي البيت الذي يليه، وقد يتم التكرار في أبيات بيتين متعاقبين؛ كل مرة في أول الشطرة الأولى من كل بيت، وقد يكرر اللفظ أو العبارة في أول الشطرة الأولى من بيت، وفي أول كل شطرة من شطرتي البيت الذي يليه، وقد يتم التكرار في أبيات بعضها متتالٍ وبعضها غير ذلك، وإن لم يكن متباعدًا، وقد تحوي القصيدة أكثر من لفظٍ أو عبارة، كما رأينا في بعض ما مر من أمثلة، وهكذا... ومما لا مماراة فيه أن هذا التكرير يحدث نوعًا من الموسيقا الداخلية في القصيدة، كما أنه يصنع تجاوبًا بين أبياتها، فكأنك في مكان عالي الأركان، فسيح البنيان، تتكلم، فإذا الجدران والقباب تردِّد ما قلت مجلجلًا، وقد خلعت عليه حلة من الفخامة والجلال، وربما الرهبة أيضًا. كذلك فهذا التكرار يقوم بوظيفةِ الربط بين بعض أبيات القصيدة، ويجعلنا نُحِس بها كأنها عقود، وليست، من الناحية الشكلية، حبات منفردة. ينبغي أيضًا ألا ننسى أن في التكرار تأكيدًا، ثم إن لترديد بعض الألفاظ والعبارات بين الحين والآخر حلاوة في الفم، وهو ما أشرنا إليه في كلامنا عن النوع الأول من التكرار في شعر المتنبي. [1] وقد قال الصاحب في نقد هذا البيت: (ما أكثر عظام هذا البيت). [2] انظر: الكشف عن مساوئ المتنبي لابن عباد 237، 240، 243، 245، 247. [3] انظر: الرسالة الموضحة / 175. [4] انظر: يتيمة الدهر / 1 / 161، 180، وما بعدها، وانظر: الصبح المنبي / 377 - 379. [5] العمدة / 1 / 303، نقلا، عن د. عبدالرحمن شعيب / 113. [6] د. عبدالرحمن شعيب / 114. [7] انظر: العكبري 4 / 216 - 217 / هـ19، وانظر: ملاحظة شبيهة لابن الأثير في (الاستدراك) / 41، نقلًا عن د. صلاح عبدالحافظ / 75. [8] ص / 344 من كتابه عن الشاعر. [9] هي قصيدة: (قفا تريا ودقي فهاتا المخايل). [10] انظر: رأى الدكتور صلاح عبدالحافظ في كتابه الصنعة الفنية في شعر المتنبي / 234. [11] لا بد من التنبيه إلى أن أول مَن أشار إلى هذا النوع من التكرير في شعر المتنبي، في حدود انتباهي، هو المرحوم محمد كمال حلمي، وإن كانت الأمثلة التي أوردها قليلة، كما أنه اكتفى في تعليقه على هذه السمة بإدراجها في مقتضيات (الأسلوب الخطابي)، ولم يقل فيها شيئًا أكثر من ذلك؛ انظر: كتاب أبو الطيب المتنبي - حياته وخلقه وشعره وأسلوبه / 332.
__________________
|
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |