شعر النابغة الجعدي وموضوعاته - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         المبسوط فى الفقه الحنفى محمد بن أحمد السرخسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 610 - عددالزوار : 24743 )           »          الأخطاء الطبية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          إصدارات لتصحيح المسار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12 - عددالزوار : 10440 )           »          قناديل على الدرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 41 - عددالزوار : 25588 )           »          حديث أبي ذر.. رؤية إدارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 145 )           »          أسبـــاب هـــلاك الأمـــم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 490 - عددالزوار : 203715 )           »          قراءة سورة الأعراف في صلاة المغرب: دراسة فقهية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          دلالة الربط ما بين الحب ذي العصف والريحان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          أقسام الشرك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشعر والخواطر كل ما يخص الشعر والشعراء والابداع واحساس الكلمة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 28-11-2022, 12:05 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 168,815
الدولة : Egypt
افتراضي شعر النابغة الجعدي وموضوعاته

شعر النابغة الجعدي وموضوعاته


د. إبراهيم عوض




وصَلَنا من شعر النَّابغة الجَعْدي عدد لا بأس به من القصائد والمقطوعات، عدا النتف والأبيات المفردة، وقد جاء عدد من قصائده بروايات مختلفة تتفاوت في الطول، وقد تتفاوت في بعض الألفاظ أيضًا، وقد جمع شعره وحقَّقه مرتبًا إياه على حروف الألفبا: عبدالعزيز رباح، وألحق به ما نسب إليه وإلى غيره من شعر، وقد استفاد، كما يقول، من عمل ماريا نلينو (بنت المستشرق الإيطالي المعروف كارلو نلينو)، التي كانت قد جمعت شعر الشاعر ونشرته محققًا ومشروحًا بالإيطالية سنة 1953م[1]، ورغم الجهد الذي بذله المحققان فقد بقيت ثغرات في بعض القصائد ينتقل فيها الكلام من معنى إلى آخر لا اتصال له به، كما ظلت هناك بعض الأبيات التي لم يستطيعا أن يعيِّنا مكانها في القصيدة التي رأيَا أنها منها، فكانا يثبتانها في نهايتها.
ورغم هذا كله فإن الإنسان يستطيع أن يخرج بصورة لا بأس بها لفن النَّابغة الشعري، ويتذوق شعره ويستمتع به.

وفي شعر النَّابغة هجاءٌ ومفاخرة، وهما أغلبُ الشعر عنده، كما أن عنده غزلًا، لكنه لا يأتي أبدًا مستقلًّا ولا طويلًا، بل هي أبيات مرافقة للغرض الأصلي في القصيدة التي وردت فيها، ومثل الغزل في ذلك وصفُه للخمر، وكذلك نظراته الحِكْمية، وثمة أيضًا أبيات في مدح الرسول عليه السلام والاعتزاز بالإسلام، كما أن هناك أبياتًا أخرى تأتي في تضاعيف بعض قصائده تصور حزنه الأليم على أخيه وَحْوَح وتمجد خلاله ومروءته وشهامته، ومثل ذلك الأبيات التي يصوب فيها ناظريه إلى الماضي متذكرًا شبابه ومسترجعًا أوقات الهناء التي عاشها هناك، ومتحسرًا على مضي ذلك كله إلى عالم الفَناء، وكذلك تلك الأبيات التي يتحدث فيها عن الراحلين من قومه، وفي عدد من قصائده تقابلنا أبيات غير قليلة في وصف الفرس، وهو ما اشتهر به النَّابغة عند القدماء[2]، وهذا كله غير القصيدة التي يبدؤها بتحميد الله وتوحيده مؤكدًا أن من لم يقل ذلك فقد ظلم نفسه.

والحق أن وصف النَّابغة للخيل هو أقل شعره عندي جاذبية، صحيح أنه ومثله من شعر الشعراء الآخرين كان يعجب القدماء، لكنهم إنما كانوا ينجذبون إليه لِما فيه من الغريب، أما الناحية الفنية وما تحدثه من نشوة في النفس والعقل فإني لا أجدها في ذلك اللون من الشعر الذي يبدو فيه الشاعر عادة وكأنه قد تخلت عنه تلك الأحلام الدافئة التي تجعل من الشعر شعرًا، فإنه يذهب في تقصي أجزاء ناقته ووصفها وصفًا عقليًّا لا أثر فيه للشعور، وتشبيهاته حينذاك تأتي ميتة؛ إذ إن وجه الشبه فيها غالبًا سطحي لا تحليق للخيال فيه، فكأنه مجرد وسيلة تعليمية يراد بها التفهيم والتقريب.

وفضلًا عن ذلك، فينبغي ألا ننسى أن الناقة والحصان اللذين شُغف الجاهليون والإسلاميون بوصفهما والإطالة في ذلك إطالة مسرفة في غير قليل من الأحيان لم يعد لهما الآن نفس الدور الذي كانا يقومان به في حياة العربي القديم، ولا ترتبط حياتنا بهما كما كانت حياة ذلك العربي القديم ترتبط بهما، بل إن الأغلبية الساحقة منا لا تستطيع أن تعرف أسماء أجزاء جسميهما أو الأدوات التي توضع عليهما مما هو محل الوصف والتطويل في شعرنا القديم، فلقد أصبحنا نستعمل اليوم السيارة والقطار والطائرة لا الجمل ولا الحصان، بل إن أي شاعر لو وقف اليوم وقفة نظيره القديم فوصف لنا أجزاء أية وسيلة من وسائل مواصلاتنا هذه بالطريقة التي كان القدماء يصفون بها الحصان أو الناقة فلا شك أنه سيكون مملًّا غاية الإملال، ولا أظنه سيهتم بكلامه أحد إلا المهندسون والميكانيكيون وأشباه ذلك؛ إذ الموضوع بهذه الطريقة يخلو تمامًا من الشاعرية، أو يكاد[3].

ثم إن هذا الغرض الشعري بالذات هو من الأغراض التي يكثر فيها الغريب الحُوشي من الألفاظ، إن لم يكن يأتي على رأسها، مما يضاعف برَمَنا به.

وعلى أية حال، فهذا شاهد على وصف النَّابغة للحصان، يقول مفاخرًا بحصانه الذي لاقى به كتيبة من كتائب الأعداء:
تلاقيتهن بلا مُقرف
بطيء ولا جذع جانب

بعاري النواهق صلت الجبي
ن أجرد كالصدع الأشعب

يقطِّعهن بتقريبه
ويأوي إلى حضر ملهب

وإرخاء سِيدٍ إلى هضبة
يوائل من برَد مُهْذب

إذا سيقت الخيل وسط النها
ر يُضربن ضربًا ولم يُضرب

غدَا مرحًا طربًا قلبه
لغبن وأصبح لم يغلب

فليق النسا حبِط الموقفي
ن يستن كالتيس في الحُلَّب

مدل على سلطات النسو
ر شم السنابك لم تُقلب

صحيح الفصوص أمين الشظا
نيام الأباجل لم تُضرب

كأن تماثيل أرساغه
رقاب وعول لدى مشرب




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 160.42 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 158.70 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.07%)]