نظرات نقدية في "الدرر الغوالي من أشعار الإمام الغزالي" - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         معركة جلولاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          وقفات مع سورة البلد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          مواقع التواصل الاجتماعي بين المنافع والمفاسد الفيس بوك ًانموذجاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          قلبٌ وقلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 76 - عددالزوار : 20660 )           »          ماذا أخفت منى عن أمها؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          الأخ المفقود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          أقبل الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          زد من حلمك عليها طوال حملها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          أحكام خطبة الجمعة وآدابها***متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 110 - عددالزوار : 107137 )           »          خواطرفي سبيل الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 74 - عددالزوار : 22092 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى النقد اللغوي
التسجيل التعليمـــات التقويم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 25-09-2022, 11:46 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,390
الدولة : Egypt
افتراضي نظرات نقدية في "الدرر الغوالي من أشعار الإمام الغزالي"

نظرات نقدية في "الدرر الغوالي من أشعار الإمام الغزالي"
د. عبدالحكيم الأنيس












أَنْ يكونَ للغزالي شعرٌ يُكوّن ديواناً - فذلك شيءٌ يبعث على زيادة الإعجاب بهذه الشخصية الكبيرة، ولكن الملاحظ أنّ المؤرخين حين ترجموا له كانوا فريقين:



فريق سكت عن الناحية الشعرية تماماً - كابن عساكر، وابن الجوزي، والذهبي، وابن كثير-.








وفريق قال: "وله شعر"، ثم أورد بعض الأبيات - كسبط ابن الجوزي، والصفدي، والسبكي، وابن الملقن، والعيني -.








فمِنْ أين أتى الباحث جميل إبراهيم حبيب بما بلغ لديه (538) بيتاً في (96) صفحة؟



هذا ما دار في نفسي - وكنت قريب عهدٍ بدراسة حول الغزالي - وأنا أنظر إلى صورته المتخيلة المطبوعة على غلاف ديوانٍ يحمل عنوان: "الدرر الغوالي من أشعار الإمام الغزالي" طبع بغداد سنة 1985م، ولم يكن لي خيار أمام هذه الدرر إلا أن أصطحبها معي لأقضي بعض الوقت في استجلائها، والكشف عنها، فماذا كان؟








الواقع أنَّ هذه المحاولة كانت مخفقة مبنىً ومعنىً، وتبعاً لذلك فإني لم أستلذَّ أبداً بقراءة شعرٍ ظننتُ أن الإمام الفيلسوف المفكر محمد بن محمد الغزالي (450 - 505هـ) قد نظمه وضمنه نظرتَه إلى الحياة، وتجربته فيها، مع ما خلص إليه من سموٍ روحي، ورقيٍ قلبي، في أجواء شفافة عطرة، ومشاعر دفاقة حية، وتأكدتُ أنَّ تساؤلي كان في موضعه.








يبدأ الأستاذ جميل بعرض ترجمةٍ موجزة للإمام، ويتبعها بفصلٍ قصيرٍ مضطربٍ يسميه: الغزالي والشعر، ومِنْ ثم يذكر القصائد التي جمعها.








ولنمضِ معه خطوة خطوة:



1- ابتدأ بذكر القصيدة المنفرجة، وهي في (58) بيتاً، ومطلعها:



الشدّةُ أودتْ بالمهجِ ♦♦♦ يا ربِّ فعجِّلْ بالفرجِ








وقد نقلها مِنْ آخر كتابٍ اسمُهُ "مجموعة الأوراد الأحمدية" جاء فيه أنَّ هذه القصيدة للغزالي، وهذه النسبة متأخرة، وقد عثر الدكتور عبدالرحمن بدوي على شرحٍ للقصيدة للقاضي زكريا الأنصاري ذُكِرَ فيه أنها لأبي الفضل يوسف بن محمد بن يوسف التوزري الأصل، المعروف بابن النحوي، على ما قاله أبو العباس أحمد بن أبي زيد البخاري[2] شارحها، والسبكي في "طبقاته"، ولهذا السبب ذكرها الدكتور بدوي في القسم الخامس من كتابه "مؤلفات الغزالي"، وهو خاص بالكتب المنحولة (انظر صـ 377)[3].



♦♦♦








2- ثم ذكر الباحثُ جميل إبراهيم حبيب قصيدة هائية في (63) بيتاً؛ مطلعها:



ما بال نفسي تطيل شكواها ♦♦♦ إلى الورى وهي ترتجي الله؟








وقصيدةً تائيةً في (363) بيتاً، مطلعها:



بنور تجلى وجه قدسك دهشتي ♦♦♦ وفيك على أَنْ لا خفا فيك حيرتي








ومصدرُه فيهما ذيل كتاب "معارج القدس في مدارج معرفة النفس" للغزالي (الطبعة 3 من منشورات دار الآفاق الجديدة 1978م)، وهذه قد صُوِّرَتْ على طبعة محيي الدين صبري الكردي الأولى في القاهرة عام 1927م، وهو - أعني محيي الدين الكردي-الذي أتى بهاتين القصيدتين، وقال: إنه طبعهما " على نسخةٍ مخطوطةٍ صحيحةٍ مؤرخةٍ بتاريخ خامس عشر ربيع الأول سنة 882 هجرية".








قال الدكتور بدوي في كتابه المشار إليه صـ 457: "ولكنه لم يذكر مصدر هذه النسخة كعادته في كل ما نشر".








فهل يكفي قولُ الناشر محيي الدين هذا لإثبات النسبة خاصةً إذا عرفنا أَنّ أحداً من المؤرخين والمفهرسين لم يذكر للغزالي شيئاً من ذلك؟








وكيف نسلم بصحة النسبة وفي القصيدة التائية أبياتٌ لا يمكن أن تصدر عن مثل الغزالي، كقول ناظمها في المناجاة الإلهية:



وهل أنا إلا أنتَ ذاتاً ووحدةً ♦♦♦ وهل أنتَ إلا نفسُ عينِ هُويتي؟!!








وقولِهِ:





فصرت إِذا وجهتُ وجهي مصلّياً

فرائضَ أوقاتي فنفسيَ كعبتي



فصار صيامي لي ونُسْكي وطاعتي

ونحري وتعريفي وحجي وعمرتي



وحولي طوافي واجبٌ وخلالَهُ اس

تلامي لركني من مناسك حجتي



وذكري وتسبيحي وحمدي وقربتي

لنفسي وتقديسي وصفو سريرتي



ولو همَّ مني خاطرٌ بالتفاتةٍ

لما كان لي إلا إليَّ تلفتي



ولو لم أؤدِّ الفرضَ مني إليَّ لمْ

يصحَّ بوجهٍ لي ولم تبرَ ذمتي



وكنتُ على أني أوحِّدُ ظاهراً

ففي باطني قد دنتُ بالثنوية!!!











وكون القصيدتين قد جاءتا منسوبتين إليه في مخطوطٍ قديم لا يعني الصحة، فكم نُسِبَ إلى مؤلفٍ من أقوال أو أفعال وهي في الحقيقة مكذوبة مزورة، ومثل الغزالي لا بُدَّ أن يُنسب إليه الكثير، ويُستتر وراءه، ويُروج باسمه كل شيء أُريد له الشيوع والانتشار.








يقول ابنُ خلدون في "مقدمته" وهو يتحدث عن الكيمياء - بمفهومها السحري - صـ 505: "وقد ينسبون للغزالي رحمه الله بعض التآليف فيها، وليس بصحيحٍ؛ لأنَّ الرجل لم تكن مداركه العالية لتقف عن خطأ ما يذهبون إليه حتى ينتحله". وهذا مثالٌ على ما قلت.



♦♦♦








3- ثم ذكر الأستاذ جميل قصيدةً في فضائل سورة الفاتحة، وهي في (9) أبيات؛ مطلعها:



إذا ما كنتَ ملتمساً لرزقٍ ♦♦♦ ونيلِ القصد من عبدٍ وحرِّ








ونقل صـ 59 سببَ نظمها عن "الكوكب المتلالي بشرح قصيدة الغزالي" للشيخ عبد الغني النابلسي، وهو: "إن الإمام الغزالي لما أحسَّ بنزول الموت به قال لبعض أصحابه: ائتني بثوبٍ جديدٍ، فإني أريد أدخل على الملك، فأتاه بثوب، فطلع إلى بيته وأبطأ ولم ينزل، فدخل صاحبُهُ ذلك عليه مع بعض تلامذته فوجدوه قد مات، وعند رأسه مكتوب في ورقة هذه الأبيات".








وحين رجعت إلى "الكوكب المتلالي" (المطبوع ضمن المجموعة الصغرى للفوائد الكبرى) وجدت صـ 174 - وبكلِّ وضوح - أنَّ هذا السبب - على ما قبل - سببُ نظمِ القصيدة النونية الآتية التي مطلعها:



قل لإخوانٍ رأوني ميتاً ♦♦♦ فبكوني ورثوا لي حزنا








لا الرائية هذه، فهذا نقل خطأ.
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 112.02 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 110.31 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (1.53%)]