سلامة التعامل مع عواطفنا ومشاعرنا - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 909 - عددالزوار : 119760 )           »          التنمر الإلكترونى عبر الإنترنت.. إحصاءات وحقائق هامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          طرق مهمة للتعامل لحماية الأطفال من مخاطر الإنترنت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          علماء الفلك يحذرون من احتمال بنسبة 50% لاصطدام مجرتنا مع أخرى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          احم طفلك.. ألعاب إلكترونية ونهايات مأساوية أبرزها الحوت الأزرق وبابجى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          كيفية جعل أيقونات الشاشة الرئيسية لجهاز أيفون داكنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          كيفية تحويل ملف Word إلى PDF فى 3 خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          كل ما تريد معرفته عن روبوت لوحى من أبل يشبه ايباد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          سلسلة Google Pixel 9.. ما تقدمه الهواتف المستخدمة للذكاء الاصطناعى مقابل السعر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          تطبيق رسائل جوجل يحصل على بعض التعديلات قريباً.. تعرف عليها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 10-09-2022, 03:41 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,340
الدولة : Egypt
افتراضي سلامة التعامل مع عواطفنا ومشاعرنا

سلامة التعامل مع عواطفنا ومشاعرنا


عبدالستار المرسومي





مَن يسعى لأن يكون شخصية مميزة في نظر الناس، مقبولاً من قِبَلهم، فلا بد له من أن يُطلق القوة الكامنة في داخله! وهذا يعني أن القوة الحقيقيَّة تسكن في أعماق الإنسان؛ أي: في داخله، فإذا ما تمكَّن هذا الإنسان من إعادة طرح قوة شخصيَّتِه الخفية بطريقة جديدة، ودرَّبها جيدًا، فسوف تكون إرادتُه قوية، وقراراته حاسمة، ويصل إلى حالة اتِّزان روحي، وعاطفي، وعقلي، وبالتالي سيمتَلِكُ شخصية مميزة، على عكس مَن يتبع أهواء نفسه وعاطفته؛ فهي التي تدير دفَّتَه كيفما تشاء، ويفلت منه زمام الأمور.

ولكن كيف نُبرمِجُ العقل الباطن وهو جزء لا شعوري لا نعرفه، ولا نحسُّ به ولا نراه؟
هناك طريقة مجربة؛ وهي طريقة المداومة والإصرار والمتابعة، فعندما تُكرِّرُ أمرًا ما، تداوم عليه بشكل دوري، وتعتقد صحته، وتستمر على ذلك لفترة من الزمن، فإن العقلَ الباطنَ سيستجِيبُ لهذا الأمر، ويعتقد فيه، وبذلك سيُحبُّه ويعمله بكل مشاعره وعن قناعة ورضًا، إذًا فهو الاستمرار والمداومة على العمل وتَكرارُه - وإن كان قليلاً - فعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "كان أحبُّ العمل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يدوم عليه صاحبه"[1]، وقد أثبتتِ الدراسات أن أفضل طريقة لإعادة برمجة العقل الباطن هي أن تتم برمجتُه على تعاليم القرآن الكريم، وهكذا كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "كان خلقُه القرآن"[2]، وجاء ذلك من كثرة تعامله وقراءته وحياته مع القرآن.

إن عملية حفظ القرآن تتم أثناء تَكْرار الآيات لمرات عديدة، هذا التَّكْرار له أثر على العقل الباطن، وبخاصة إذا كانت عملية الحفظ مترافقةً بالفهم والتدبُّر والتأمل، فالتَّكْرار يصل بصاحبه إلى المحبة لما يُكرِّرُ، فعندما يحفظ قولَه تعالى: ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ﴾ [فاطر: 10]، هذه الكلمات عندما نُكرِّرُها مرارًا، ونصل إلى اعتقاد جازم فيها، فإن النتيجة ستكون أن عقلَنا الباطن سيُوقِنُ بأن القوة والعزة والكرامة لا يمكن أن تكون خارجَ كتاب الله سبحانه وتعالى، ولا يمكن لإنسان أن يكون عزيزًا ولا قويًّا إلا بمرضاة الله تعالى.

فالعزةُ لله ونحن نستمدُّ العزة منه، ولذلك وبعدما تترسَّخُ هذه الآية في ضمائر البشر، فإن السلوك العام سيتغيَّرُ بالكامل، فلن يكون هنالك أيُّ خوف من أي مخلوق؛ لأننا سنُدرِكُ أن العزة والقوة لن تكون إلا مع الله، وبما أننا نعيش مع الله تعالى بكل أحاسيسنا وعواطفنا، فهذه هي القوة الحقيقية، وستُترجَمُ هذه المشاعر والأحاسيس إلى أعمال.

إن الحياة عبارة عن مجموعة من المواجهات، قد تكون ناجحةً، أو تكون فاشلة، ويكفي أن تحسَّ بالانتصار في كل مواجهة حتى يتحقَّق ذلك الانتصار؛ ولذلك عندما نقرأ قوله تعالى: ﴿ إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ [آل عمران: 160] فإن ثقةً عظيمة تتولَّدُ في داخلنا، بشرط أن نثق بهذا الكلام، وندرك أن الله سيُعينُنا ويكون بجانبنا في مواجهة أيِّ مشكلة، فقد تكون مشاكلُ الحياة أكثرَ صعوبةً من المعارك والحروب!

والعجيبُ في هذه الآية أنها صوَّرت لنا جانبَيْنِ مهمَّيْنِ ومتناقضَيْنِ في ذات الوقت، أولهما: إيجابيٌّ، وثانيهما: سلبيٌّ، والطريقة العملية لتحقيق الجانب الإيجابي.

فهنالك نصر، وهنالك خذلان، وكلاهما بأمر الله وإرادته، فإذا توكلْتَ على الله؛ أي: اعتمدت عليه، وسلمتَه شأنَك، وأيقنت بأن الله قادرٌ على كل شيء، فإن الله سينصرُك، وسيحلُّ لك مشاكلَك، وهذه الثقة تُشكِّلُ - كما يقول العلماء - نصفَ الحلِّ!

وفي هذا الباب لا بد من مراجعة النفس بشكل دوري، وملاحظة بعض الأمور التي تُدلِّلُ على الشد العصبي، وعدم السيطرة على العواطف، وهو ما يُعرَفُ بـ"الشخصية العاطفية" التي هي إحدى أنماط الشخصية المتهورة، وهي نوع من الشخصيات التي تتميز بغلبة المشاعر والعاطفة على الفكر والعقل، والسعي لبناء عَلاقات اجتماعية مع الآخرين بِناء على هذه العواطف والمشاعر، وهنا أمر في غاية الأهمية؛ أن هذه الشخصية من صفاتها أنها لا تداوم على الأعمال؛ لأنها متقلِّبة، فحين تكون في حالة استقرار عاطفي تجدُها في غاية الإيجابية، وعلى عكس ذلك حين تكون في حالة هيجان عاطفيٍّ تكون في غاية السلبية، ومما يلاحظ على صاحب هذه الشخصية أنه يَتَّصِفُ بمجموعة من الصفات هي إيجابية في ظاهرها، ولكنها سلبية بسبب سوء استخدامها، فهو يندفع وراء تقلب مزاجِه وعواطفه أكثرَ من اندفاعه وراء حكم العقل والمنطق والحسابات الواقعية، وهو شخص سريعُ التأثر، سهلُ الإثارة، حسَّاس وحالم، طيبُ القلب، وهو سريع الانفعال والتفاعل، ومتأجِّج المشاعر، مُتوهِّجُ الوجدان دائمًا، فسرعان ما يغضبُ، وسرعان ما يرضى ويتصالَحُ، اجتماعيٌّ ومحبٌّ للناس، حسَنُ النيَّة، يَثِقُ بالناس سريعًا، مِعطاء بطبعه، يُؤثِرُ الغيرَ على نفسه، وقد يكون مندفعًا مُتسرِّعًا، وهو شخص متقلِّبُ المِزاج، حادُّ الطبع - أحيانًا - ولكنه سرعان ما يعودُ ليهدأ، ويستقر، وتغلبُ عليه صفاتُ العفوِ والتسامح، ولكنه فيما بعدُ يتأثَّرُ جدًّا إلى حدِّ الألم حين يَغدِرُ به الآخرون، ويختلي بنفسه، وعلى عكس الشخصية العاطفية، هناك الشخصية العقلانية أو ما تسمى بـ"الشخصية العملية الواقعية"، وهي شخصية تأخذ بالأسباب، وتتعامل بالحساب المنطقي، لا تسير وراءَ أهوائها أو عواطفها ومِزاجها، يقودُ كلَّ تحركها عواملُ العقل بعيدًا عن الاندفاعات غير المحسوبة.

[1]رواه البخاري (6426).
[2]رواه الإمام أحمد في مسنده.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 62.10 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 60.38 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.76%)]