زوجي لا يحب العمل، فكيف أحثه عليه؟!

[ابوالوليد المسلم]

زوجي لا يحب العمل، فكيف أحثه عليه؟!
د. رحمة الغامدي

السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
زوجي لا يحبُّ العمل، بالرغم مِن وجود عمل خاصٍّ به، لكنه لا يُشرف عليه، ولا يهتم به!
يرى أنَّ العمل روتين يومي! لا يحب الخروج نهارًا، ولا يقضي أي مصالح فيه، يحبُّ النوم بشكلٍ غير طبيعي؛ فينام طوال النهار، ويستيقظ طوال الليل.
هو إنسانٌ طيبٌ، ويحبُّ أهل بيتِه، ولكني أريد أن يتحمَّل مسؤوليتنا، وأن يعملَ، وينفقَ علينا من حُرِّ مالِه، بدلًا من الاعتماد على أبيه في الإنفاق علينا، وهذا ما يحزنني، ويحزُّ في نفسي.


الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أختي العزيزة، أشكر لكِ تفكيركِ الإيجابي، وبحْثكِ عن المُساعدة قبل أن تكبرَ أسرتكِ، وتكثر طلباتُها، وهذا من مهارات التخطيط؛ تلافيًا لوُقوع المشكلة.

أختي، لم تُحدِّدي عُمر زوجكِ، وكم عامًا مرَّ على زواجكما، وفي كل الأحوال أوصيكِ بالتالي:
1- يظهر لي أنَّ نومَه أثناء النهار جَعَلَه مُتخلِّفًا عن الصلاة، وهذا أمرٌ ليس سهلًا؛ فهو أكبر سبب لزيادة الكسَل والضِّيق؛ لذلك عليكِ مُعالجة هذا الأمر أولًا، وتذكيره بالصَّلاة، وفضلها، وأهميتها الدنيويَّة والأخرويَّة، وابحثي عمَّن يُعينكِ مِن والديه والأقارب على ذلك.
2- الاستفادة مِن أنَّ زوجكِ حنون ويحبكِ، في توضيح أهمية استمرار هذا الحبِّ، وأهمية العطاء.
3- ناقِشِي معه المستقبل؛ مِن حيثُ زيادةُ عدد الأبناء، والمصاريف، وأنكم بحاجةٍ إلى منزلٍ أجمل وأكبر.
4- اطلبي منه بعض الكماليَّات لكِ أو لأبنائكِ، على ألا تكونَ هدفًا لكِ، بل الهدف هو أن يشعرَ بأنه بحاجةٍ إلى العمل.
5- وضِّحي له بطريقةٍ هادئةٍ أنكِ غير راضية عن هذه الحياة معه؛ لأنه ينام بالنَّهار، ويستيقظ بالليل، وهذا أمرٌ غير صحِّي، وإن كان يُناسبه قبل أن يتزوَّج، فهو لا يُناسبه حاليًّا!
6- ساعِدِيه على ترْك النَّوم نهارًا، بأن تكونَ أنشطة اليوم نهارًا؛ كالزِّيارات، والمواعيد، وعوِّدي نفسكِ على الاستيقاظ باكرًا، وإعداد حفلة إفطار يسيرة له، بعد أن تنسِّقي معه مُسبقًا.
7- كرِّري على أذنيه أنكِ تُحبِّين أن ينفقَ عليكم مِن مالِه، وخاصة عندما تطلبين منه أشياء للمنزل.
8- اعرضي مُشكلتكِ على والدِه، وأنكِ تريدينه أن يعملَ؛ بحيث يُقلِّل ما يعطيه له، أو يحثه على العمل.
9- قد تكون مُشكلة النوم بسبب مشكلة نفسيةٍ؛ مثل: صراع داخلي فيلوم نفسه، وغير راضٍ عنها، ولكن عندما تُشجعينه في بداية استجابته للعمل، فسوف يخفُّ هذا الأمر تدريجيًّا.

10- وضِّحي له تضايقكِ مِن أنَّ والده هو مَن ينفق عليكم، وسعادتكِ عندما يقوم هو بذلك.
11- استعيني كثيرًا بالله وبالدُّعاء، واللجوء إلى الله بأن يُعينكِ؛ لأنكِ على حق، والْزَمي الاستغفار، وتخلَّصي مِمَّا يُغضب الله؛ لقوله تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ﴾} [الطلاق: 4]

أسأل الله لكِ العون والتوفيق والحياة الكريمة السعيدة