هل أكون مُهانة مع زوجي، أو ذليلة لأنفق على أولادي؟!

[ابوالوليد المسلم]

هل أكون مُهانة مع زوجي، أو ذليلة لأنفق على أولادي؟!

أ. يمنى زكريا



السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مشكلتي أنني بعد زواجٍ استمرَّ عشرين عامًا، وزوج يلعب بأيمان الطلاق، وتحمُّلي لطباعه وعلاقاته - طلقني، ولدي أطفال مراهقون!
طليقي متزَوِّج مِن امرأةٍ أخرى مِن عدَّة سنوات، وأنا أعيش معه في دولة عربيَّة، ويطلب مني أن أستمر معه في الغربة؛ لأراعي أولادي، وتكون حياتنا كما كانتْ، وهو سيعيش مع زوجته ويُنفق على أولادي، فمِن ضمن ميزاته حبه لأولاده، ولن ينفقَ عليَّ، كما أنه يهددني أنني في حالة صممتُ على الرجوع لبلدي بأنه سيترك لي الأولاد، ولن يعطيني حقوقي.
فإما أن أعيش مطلقة، وأربي أولادي وهو ينفق عليهم، أو أن أعود إلى بلدي وأعمل وأنفق أنا عليهم.
أفيدوني بحل يريحني ويحفظ لي كرامتي.
الجواب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أخيتي الحبيبة.
أرحب بكِ في شبكة الألوكة، وأدعو الله أن يلهمكِ الصواب في اتخاذك القرار المناسب، ويرزقك العزيمة على الرشد - إن شاء الله.
أحييك على نظرتك الإيجابية، وحسن مواجهتكِ للمواقف، وأحسبكِ - إن شاء الله -عاقلة ومتزنة، ولكنكِ لم تذكري رأي أهلكِ، كما أني لا أدري أين أهله مِن هذا كله؟ ولكني أنصحكِ بأن تعودي لبلدكِ؛ حيث إنه استحالت الحياةُ بينكما، فما الداعي للمكوث في بلد غريب وحدكِ، لا سند لكِ فيه، وقد تتعرضين للفتن - حفظكِ الله منها.
كما أنه برجوعكِ إلى بلدكِ، يكون لديكِ العديد من مقومات النجاح: الأهل، العمل، الحياة الاجتماعية، الشعور بالاستقرار والأمان... وغيرها، فأنتِ حين ترجعين إلى عملكِ سيكسبكِ ثقة في نفسكِ، وستشعرين بكيانكِ، قبل أن يكونَ للنفقة على الأبناء.
لفت نظري قولك: "لأنه مِن ضمن ميزاته حبه لأولاده"، فهذه نقطة إيجابيَّة يجب أن تستغل بصورة طيبة وميزة كبيرةٍ، فهناك احتمالٌ كبير في حمل مسؤولية النفقات معكِ، ولا يلقيها على عاتقكِ وحدكِ، ولكن هذا كله يكون بالتفاهُم بينكما - والله المستعان .
أيضًا يجب أن توضحي لأبنائكِ أن علاقتهم مُستمرة بأبيهم، وأن السفر لن يعيقَهم عن رؤيته، أو التواصُل معهم، أو استشارته في أي شيء يريدونه، ولا تذكريه أمامهم بسوء؛ حتى لا تهتزَّ صورته لديهم.
كما أن اللجوء إلى الله، وانتقاء الصُّحبة الصالحة سيُساعدكِ - إن شاء الله - على تفادي أي مشكلات مع الأبناء، كما سيمثلون أيضًا قدوةً صالحة لهم؛ حيث إنهم يحتاجون للقدوة في مثل هذه المرحلة العمريَّة.
حاولي أن تستثمري معهم الوقت فيما يفيد وينفع، وليس في اجترار المشاكل، فمن الممكن أن تلتحقوا جميعًا بالأنشطة الدينيَّة والاجتماعيَّة، والتي باتتْ - بفضل الله - متوفِّرة في العديد من المساجد والمؤسسات المختصة بذلك (مراكز التنمية البشرية وتنمية المهارات المختلفة)، كلٌّ حسب هواياته وعمره، كما أنه من الممكن إن كان لديكِ أولاد من الذكور، فمن الممكن أن تشركيهم في الرياضة المناسبة لهم، كما وصى - عليه السلام -: ((علِّموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل)).

واعلمي - أيتها الأخت الفاضلة - أن المحنة هي في الأصل منحة مِن الله - جلَّ وعلا - وليس كل سقوط نهاية، فسقوط المطر أجمل بداية، فدائمًا ما تكون المشكلات التي نواجهها حافزًا قويًّا لنا؛ لمُواجَهة الحياة ومواصلتها، ورسم مستقبل أفضل - إن شاء الله .
وأخيرًا أدعو الله لكِ أن يهديكِ إلى الخير ويوفقكِ لما يحب ويرضى