مشاكل لا تنتهي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 886 - عددالزوار : 119520 )           »          الوصايا النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 27 - عددالزوار : 8866 )           »          البشعة وحكمها في الشريعة الإسلامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الألباني.. إمام الحديث في العصر الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 4 - عددالزوار : 1197 )           »          لا تقولوا على الله ما لا تعلمون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          نصائح وضوابط إصلاحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 50 - عددالزوار : 21981 )           »          اصطحاب الأطفال إلى المساجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          صلة الرحم ليس لها فترة زمنية محددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          الدعاء بالثبات والنصر للمستضعفين من المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          الأسباب المعينة على قيام الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 14-06-2021, 03:02 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,293
الدولة : Egypt
افتراضي مشاكل لا تنتهي

مشاكل لا تنتهي


أ. مجاهد مأمون ديرانية


السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أنا متزوِّج منذُ ثلاث سنوات - والحمد لله - رَزقَنا الله بطفل، مشكلتي هي أهل زوجتي، فهم يتدخلون في كلِّ كبيرة وصغيرة، مهما كانتْ علاقتي جيِّدة بزوجتي، فإنَّها تنقلب في أقل من ثوانٍ، وذلك بعد تدخُّل أمها.

حاولت كثيرًا مع زوجتي في كسْبِ ثقتها، وقد قمتُ بإرشادها وهدايتها كثيرًا، لكنَّ كلَّ هذا يذهب مع الرِّياح، فزوجتي مشكلتها الرئيسة أنَّها لا تُحافِظ على الخصوصية في الحياة الزوجيَّة، مع أنِّي كنتُ حازمًا معها في هذا الأمر، مع العِلم أنَّ زوجتي ليست صغيرةً، فعمرها قريب من عمري ومشاكلي كانتْ كثيرة مع أهلها منذ أيَّام الخطوبة، فوالدتها هي المسيطرة في بيتهم، وأهلُ زوجتي مقيمون خارجَ الأردن، ويحضر والداها كلَّ صيف، ويغادران في بداية الشتاء.

وفي العام الماضي تُوفِّي والدُ زوجتي - رحمه الله - وقد حضرتْ أمها وحدَها في بداية الصيف، وقد كنت مرتاحَ البال فترة شهر، ثم بدأتِ المشاكل، فقد أخبرتني زوجتي أنَّ أخاها قرَّر أن يأتيَ ليسافرَ هو وأمُّه وزوجتي؛ للترفيه عن أمِّه بعدَ وفاة والده، فرفضتُ لكون القرارِ يرجع إليَّ بالنسبة لسفر زوجتي، وقلت لزوجتي: سوف نُسافِر في الأيَّام القادمة وحدَنا، فقالت زوجتي: إنْ لم أسافر لن تسافرَ أمي، وسوفَ أفْتعِل المشاكل، وأُنكِّد عليك عَيْشك إلى أن تُطلقَني!!

وبعدَ رفضي قامتْ زوجتي بأعمال تخريبيَّة في المنزل، عند عودتي من العمل فوجئتُ بأنَّ زوجتي قد أشعلتْ جميعَ إنارة المنزل من الصباح وحتى عودتي، فقمتُ بالتصرُّف بحكمة؛ أطفأت الإنارة، ممَّا أثار زوجتي، فقامت بإضاءتها مرة أخرى، فقمتُ بفكِّ المصابيح، وقد ثارتْ مرَّة أخرى، وقامتْ بتمزيق قميصي، فعندها قمتُ بالاتصال بأهلي ووالدتها، فقد خفتُ بأن تقوم بعمل جنوني.

وعندما حضرتْ أمُّها قامتْ بشتمي أمام أهلي، ورَفْع صوتها في بيتي، وقالت لي: ابنتي لن تعيشَ معك، وهذا الكلام نفسه هو الذي سمعتُه من زوجتي، وأخذتْ تُهدِّدُني أمُّها بالطلاق، وتقول لي: منعتَ ابنتي من الذهاب إلى عمَّاتها وخالاتها - مع أني أرسل زوجتي لتزور عمَّاتِها وخالاتها - وذلك للتغطية على أفعال ابنتِها، وقلْب الموضوع، وبعد أن حَضَرَ أخوها بعدَ يومين، سمع منِّي المشكلة، وسَمِع منها، واعتَبَر أنَّ المشكلةَ شيءٌ عادي، وناتج عن عدم الذَّهاب لعماتها وخالتها، وقد طلب منِّي أن أتناقشَ مع زوجتي، وإن لم أتوصَّل إلى اتِّفاق طلب أن أكلمَه في صباح اليوم التالي.

وعندما جلستُ للتحدُّث مع زوجتي في الموضوع، قالت لي: أنا لن أعيشَ معك، وهل هذه عيشة؟!

فقلت لها: اتَّصِلي بأخيك في صباح اليوم التالي؛ ليأخذَك، وفي اليوم التالي اتَّصَل أخوها وأخبرني بأنَّه يريد أن يأخذَها هي وابني لمدة أسبوع عندَ أمِّه، وإرجاعها بعدَ أن يحفها.

وسافَرَ أخوها ولم ترجعْ، وبعدَها اتَّصل بي أخوها الثاني، وقال لي بأنَّ عليَّ أن أذهبَ أنا وأهلي لبيتِ أمِّه، فرفضتُ لكونِ أمِّه شتمتني في بيتي، وفي اليوم التالي حضرتْ زوجتي إلى البيتِ وأنا غير موجود، وأخذت جميعَ ملابس ابني وأغراضه جميعها.

والآن قد مرَّ شهرٌ، مع العِلم أنه لا يوجد في عائلتهم رجلٌ يُحبُّ الإصلاح، ففي المشاكل التي حدثتْ قبلَ ذلك كانوا لا يَقفون مع الحقِّ، ويستفزُّونني، فهم غير أهلٍ للإصلاح، وباعترافٍ من زوج خالةِ زوجتي بأنَّه قبلَ أن تحضرَ حماتي بفترة فعائلتهم كلها تحسب ليوم حضور حماتي ألف حساب، وذلك بسببِ تدخُّلاتها.

أرشدوني، جزاكم الله.


الجواب
لا أعلمُ ما هو الجزء الذي تُريد مني تقديمَ الحلِّ له؟ أنت اخترتَ لرسالتك عنوان "مشاكل لا تنتهي" ، فإذا كانتْ هذه المشكلات لا نهايةَ لها، فأيٌّ منها تريد لها أن تُحَلَّ؟ وإذا حللتَ اليوم واحدةً، فماذا تصنع في التي بعدَها غدًا؟ والتي بعدَ غدٍ، وبعدَ بعدِ غدٍ؟

أنت اهتديتَ إلى "جَذْر" المشكلة، وهو:
(أ) التدخُّل الدائم من طَرَف أمِّ زوجتك.
(ب) انفتاح زوجتك المبالَغ فيه على أهلها، وعدم احترامها خصوصيةَ العَلاقة التي تجمعكما.

ثم أدركتَ السببَ في تفاقُم المشكلات واستمرارها حين ربطتَها بالطبيعة المسيطرة لحماتك أولاً، وبأنَّ عائلة زوجتك ليس فيها شخصٌ يحب الإصلاح ثانيًا.

أما العلاج فقدْ بدأتَ به في وقتٍ مبكِّر حينما "حزمت مع زوجتك" في مسألة تدخُّل أمِّها في حياتكما، وانفتاحها الشديد عليها، وبما بذلتَه مِن جهد لكَسْبِ ثقتها، و"إرشادها" - كما تقول.

إذًا؛ أنتَ بذلت جهدَك في علاج هذه المأساة منذُ البداية، وبما أنَّني لا أعرف الأساليب التفصيليَّة التي اتَّبعتَها، فإنَّني لا أستطيعُ الحكمَ الدقيق عليها، لكنني أُدرِك أنَّك حاولت، وبذلت غاية الجهد، ولا أرى - بالجملة - أنَّك غفلتَ عن المشكلة، أو أنك سلكت سُبُلاً خاطئة لحلها.

الجزئية الوحيدة التي أَجدُني غيرَ مُتَّفِق معك فيها هي دعوتك أهلَها عندما جُنَّ جنونُها ومزَّقَت قميصك، فما دمتَ تعرف أنَّ أهلها يفسدون ولا يصلحون، وأنَّ أمَّها على ما هي عليه من السُّوء ، فلماذا حرصت على وجودها؟!

هذه أخطأت فيها، وكان عليكَ أن تعالِج الأمرَ بنفسك بلا أطرافٍ خارجيَّة، لا مِن أهلك، ولا من أهلها، ولو أنك استشرتني يومئذٍ لأشرتُ عليك بأن تصنعَ بأحبِّ أثوابها إلى نفسِها ما صنعَتْه هي بقميصك، هذا العمل يوصَف في الأحوال العادية بأنَّه عمل صِبياني، وهو لا يليق برجلٍ عاقل محترم مثلك بالتأكيد، ولكنَّ الحالة التي تصفها شاذة جدًّا، وتحتاج إلى "صدمة" من العيار الثقيل؛ للمساعدة على الشفاء.

على أنَّ ذلك كلَّه قد وَلَّى الآن، وصِرْنا في مرحلة أخرى متقدِّمة من المشكلة، ولا أرى حاجةً بك لأنْ تَندمَ على أمر فَرَط منك، أو تصرُّف مرجوح تصرفتَه وغيرُه أرجح منه، فإنَّ مَن يقرأ ما ورد في رسالتك من تفصيلات يكاد يجزمُ باستحالة العِلاج، واستحالةِ الحياة الطيبة مع عائلة هذه سِماتُها.

وأنت تسألُ الآن عن الحلِّ، فأيُّ حلٍّ في يدك، وهم قد أعلنوا عليك الحربَ، و"اختطفوا" الطفل من بين يديك؟! إذَا كان شهرٌ قد انصرم وزوجتك "معتصمة" ببيت أهلها، ولا تريد العودةَ إلى بيتك، وإذا كان أهلُ زوجتك غيرَ راغبين في الخير ولا راغبين في الإصلاح، وإذا كانت زوجتُك غيرَ راضية عن الحياة معك، ولا تراها "عيشة" هنيئة، إذا كان كل ذلك، فماذا تصنع؟! هل تذهب إلى بَيْت أهلها، وتُريق ماءَ وجهك؛ رجاءَ أن تعطفَ حماتك عليك، وتأذن بعودةِ ابنتها إلى بيتك؟!

إنَّها ستزداد تسلُّطًا وصَلَفًا إن فعلتَ، وما عانيتَ منه في السَّنَة التي مضت، ستُعاني ضِعفَيْه في السَّنَة التي تأتي، وربما عانيتَ ثلاثة أضعافه في السَّنَة التي بعدها، وماذا بعد؟! ولماذا كلُّ هذا العناء مع قوم لا يُقدِّرون المعروف ولا يحبُّون الإصلاح؟!

لا، بل اقطعْ كلَّ اتصال بزوجتك وبأهلها، ولا تتوسَّل إليهم بأيِّ وسيلة، ثم أرسِلْ إليها رسالة واضحة مع زَوْج خالتها - الذي أرجو أن يكونَ أعقل من سواه - أعطِها مهلةً محدودة للعودة إلى البيت؛ عودة غير مشروطة مِن جِهتها بأيِّ شرط، ومشروطة من جهتك بالبَدءِ بحياة جديدة لا محلَّ فيها لتدخُّل أمها بأيِّ شكل من الأشكال، أو لتَبْقَ في بيت أهلها إلى الأبد.

لابدَّ من لهجة حازمة، وموقف صارم، فإن لم ينفعْ هذا الحزمُ اليومَ، فلن ينفعَ في أيِّ وقت آخر، من الواضح أنك كنتَ لطيفًا لوقت طويل، وأنَّك حاولتَ الإصلاح بالحسنى، فماذا يصنع مَن يُجرِّب الأسلوبَ الحسن، ويصبر عليه سنين ثم يخفق؟! كن كما قال الشاعر:

وَلِي فَرَسٌ لِلْحِلْمِ بِالْحِلْمِ مُلجَمٌ وَلِي فَرَسٌ لِلْجَهْلِ بِالْجَهْلِ مُسْرَجُ
فَمَنْ رَامَ تَقْوِيمِي فَإِنِّي مُقَوَّمٌ وَمَنْ رَامَ تَعْوِيجِي فَإِنِّي مُعَوَّجُ



إذا عادت زوجتُك إلى البيت في الموعد المضروب، فاحرصْ على تغيير قواعدِ اللعبة منذُ اليوم الأول، ارسم في حياتك الزوجية خطَّيْن أحمرين لا سبيلَ إلى تجاوزهما:
(أ) على زوجتك أن تحافظَ على خصوصيةِ العَلاقة الزوجية.
(ب) وعلى حماتك أن تكفَّ عن التدخُّل في حياتك إلى الأبد.

على أنني أستبعد أن تعود زوجتك من تلقاء نفسها، فماذا في يدك لتضغط عليها؟ في يدك كل شيء، فالرجل في يده المفاتيح دائمًا، إذا أحسن استعمالها نجحت الحياة الزوجية ووفقه الله، وإذا أساء أو تعسف أو ظلم، أفسد حياته الزوجية في الدنيا، وجلب على نفسه انتقام الله وغضبه في الآخرة.

الخُطوة الأولى التي يَنبغي أن تبدأَ بها: هي الإهمالُ التام، انسَ أمرَ زوجتك وأهلها، وعِش بعيدًا عنهم بلا زيارة، ولا اتصال، ولا سؤال، واصبرْ على ذلك مهمَا طال الزمن، حتى إذا اتَّصل أحدٌ من طرفهم - الزوجة أو أيٍّ من أقاربها - فاشترط شرطيك السابقين لعودتها إلى البيت، ولا ترسل لها أي مال، ولا تأخذك الشفقة بالطفل الصغير فتقول: لعلي أرسل المال من أجله! لا، بل دعهم يتدبرون أمرهم ويَرْتُقون الفتق الذي فتقوه، وإذا ما لجأت زوجتك إلى القضاء لطلب النفقة فرُدَّ عليها بأنك لن تطلِّق، والنفقةُ واجبة للزوجة في بيت زوجها لا في غيره، وسوف يُنصفُك القضاء، ولن يُحمِّلَك أيَّ نفقة - إن شاء الله.

أهمُّ ما في هذا العلاج أمران: أمرٌ قبلَه وأمرٌ بعده، فأمَّا الذي قبله فالصبر والثبات على المقاطعة الكاملة، وأمَّا الذي بعدَه فالحزم والحرص على عدم تجاوز الخطَّين الأحمرين اللَّذَين أشرت إليهما آنفًا، فإن تقاعَسْتَ في أيٍّ من هذين الأمرين، فلا خيرَ في العلاج كلِّه من أساسه.

وقبلَ ذلك كلِّه ومِن بعده استعنْ بالله وادعُه أن يختار لك الخير، فإنَّك لا تعلم أين هو الخير، إنَّما يعلمه الله، فكن مع الله، والجأ إليه صادقًا، وتوكل عليه حقَّ التوكل، ولن يُضيَّعك الله بإذنه.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 69.17 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 67.45 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.48%)]