|
|||||||
| ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
|
حركة الحب وسكون الأصل محاسن الشرهان تحكي لي إحدى الزميلات حينما كانت في بعثة في بلاد أوروبية، تقول: حينما أخرج من مكان سكني إلى الخارج وأرى الطبيعة والاشجار وأنظر إلى وجوه الناس وأشاهد الكائنات الحية. أشعر أنَّ كل شيء مختلف في بلاد الكفر، لا أحد يعرف الله هناك غيري. قلت لها بل على العكس، كل الكون وكل الأشجار والكائنات تعرف الله وتعبده أكثر منك! إن خرجت من منزلك فكل ما ترينه حولك هو يعبد الله بكل حركة من حركاته ولا يشذ عن هذه القاعدة إلا الكافر فهو الغربي الشاذ بكفره في الكون الواسع. * * * * إن السكون هو الأصل في الكون،وكل حركة هي طارئة على السكون.. وأيُّ حركة في الأجسام والأجرام وكل شيء من حولنا فهي أحد ثلاثة: * إما حركة طبيعية: في أصل الجسم المتحرك ولكن بدون إرادة ولا اختيار منه. مثال: حركات الأعضاء داخل الجسم، ومثل حركة الشمس (والشمس تجري لمستقرٍّ لها). * وإما حركة قسرية قهرية: حركة لا إرادية وليست في أصل الجسم ولا في طبيعته وهي على خلاف الأصل وهي بسبب القوة المؤثرة فيها والقاسرة. مثل صعود الحجر لأعلى عند رميه بسبب قوة خارجة عنه، فإن من طبيعته السقوط على الأرض. * حركة اختيارية إرادية: فهي حركة مبدأها من المتحرك وتكون عن شعور واختيار. فالحركة الطبيعية والقسرية هي حركات لا إرادية بذاتها ولكنها تابعة لإرادة غيرها. إذن: مبدأ الحركات كلها الحركة الإرادية. * * * * حركة الأفلاك السماوية..حركة الشمس والقمر.. حركة الرياح والسحاب والمطر والنبات.. حركة الأعضاء الداخلية اللاإرادية في أجسامنا.. هذه الحركات كلها قد وَكَّل الله بها الملائكة الذين لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون، ولا يملكون شيئاً إلا بأمر الله (فالمدبرات أمراً) (فالمقسمات أمراً) أفعالهم وتدبيرهم وتقسيمهم بأمرٍ من الله وحده. ولقد وكلهم الله بأصناف المخلوقات وتحركاتها.. ولولا أمر الله للملائكة بتحريك هذه الأفلاك والأجرام السماوية وتحريك الهواء، وكل حركة في الكون لبقي الكون ساكناً لا يتحرك.. والملائكة تعمل بأمر الله حبًّا لله وإرادة لتنفيذ أوامره.. وكل حركة في الكون هي بتحريك الملائكة لها حبّاً لله وعبادة له.. إذن: جميع تلك الحركات والإرادات هي محبة لله وعبادة لله، رب الأرض والسماوات.. الكون كله يحب الله وكل حركة هي حبٌّ وعبوديةٌ لله وحده لا شريك له. الكون كله يوحِّد الله سبحانه وتعالى.. ولو كان هناك إله مع الله لتنازعا وفسد الكون (لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدَتا). وبالتالي فأصل المحبة المحمودة التي أمر الله بها وخلق الخلق لأجلها هي في عبادته وحده لا شريك له، لأن معنى العبادة (غاية الحبِّ بغاية الذلِّ) وهي أصل السعادة ورأسها. فأهل التوحيد الذين أحبوا الله وعبدوه وحده لا شريك له لن يبقى منهم أحد في العذاب.. * * * * وإنَّ كل ما في القرآن هو أمرٌ بتلك المحبة ولوازمها من الأفعال، والنهي عن محبَّة ما سواه ولوازمها. وفي رواية في الصحيح: (لا يجد طعم الإيمان إلا من كان فيه ثلاث: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه الا لله، وأن يكره أن يرجع في الكفر بعد أن أنقذه الله كما يكره أن يلقى في النار). وفي الصحيح عن أنس قال النبي صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين). ولهذا كانت كلمة التوحيد هي أفضل الذكر كالحديث الذي في السنن: (أفضل الذكر لا إله إلا الله) وما تتضمنه من العلم والمحبة هو أفضل العلوم والمحبات.. * * * * وبما أننا قلنا كل حركة فأصلها الحبُّ فلا بد أن يكون المحبوب مُرَاداً لذاته من كل وجه ولا يُحَبُّ لغيره..حينما يحب الإنسان الأكل فلأنه يحبُّ نفسه ولأنه يحبُّ نفسه فإنه يحبُّ الأكل فحصل هنا (دَوْرٌ) وكلُّ شيءٍ في المحبوبات يُحَبُّ لغيره لا لذاته.. فحبُّ المال ليس لذات المال، وإنما لما يحققه للإنسان من رفاهية وما يكتسب من خلاله الجاه وغيره. ولا يوجد شيءٌ يُحَبُّ لذاته من كلِّ وجهٍ (إلا الله وحده)، ولا تصلح الإلهية إلا له وحده. ولو كان معه غيره لفسد الكون (لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا). والإلهية هي العبادة والتأله، ويلزم من ذلك أن يكون هو الربُّ الخالق. فالله خلق الكون والمخلوقات، وكل حركات الكون عرفنا أنها عبادة ومحبّة لله وإرادة تنفيذ أمره.. ومثلما أنه لا وجود للموجودات إلا بخلق الله لها فإذن لا صلاح لها إلاّ أن يكون كمال محبتها لله وحركتها لله.. * * * * إن النية وهي العمل بإرادة وجه الله هي موجودة لكل متحرك في الكون..فكل الكون يتحرك بنية حب الله وإرادة وجهه.. فالنية موجودة لكل متحرك.. فماذا عن عمل الإنسان، وإرادته؟؟ كل إنسان له إرادته وعمله بحسبه... يتبع
__________________
|
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |