|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() كتاب الطهارة بدأ البهوتي كتابه (( الرّوضُ المُرْبِعْ )) بباب الطهارة ، وكان مناسبا أن يبدأ بها لأنها مفتاح الصلاة التي هي آكد أركان الإسلام بعد الشهادتين . كعادتنا سنتعرف أولا على معنى كلمة ( كتاب الطهارة ) . تعريف الكتاب: كتاب من المصادر السّيّالة ، أي التي توجد شيئا فشيئا . لغة: من التجمع. تقول العرب : تّـكَـتـَّبَ بنو فلان إذا إجتمعوا ، ومنه قيل لجماعة الخيل كَـتِـيبَة . ونقول على الكتابة بالقلم (( كتابة )) لإجتماع الكلمات والحروف . والمراد به هنا المكتوب ، أي هذا مكتوبٌ جامع لمسائل الطهارة كلها . تعريف الطهارة : لغة: النظافة و النزاهة من الأقذار. إصطلاحا: إرتفاع الحدث وما في معناه ، وزوال الخبث . الفرق بين كلمة الحَـدَثْ - حاء مفتوحة ودال مفتوحة وثاء ساكنة - ، و الخَـبـَث - خاء مفتوحة و باء مفتوحة وثاء ساكنة - : الحدث ليس نجاسة ، وإنما هو وصف قائم بالبدن ، يمنع من 3 أشياء: الصلاة و الطواف ومس المصحف. الخبث معناه النجاسة . أقسام الحَـدَث: حدث أصغر يرتفع ويزول بالوضوء ، وحدث أكبر يرتفع ويزول بالغسل . أقسام الخَـبـَث ( أقسام النجاسة ) : 1- نجاسة عينية أو ذاتية وهذه لا يمكن تطهيرها بأي حال من الأحوال مثل: البول ، الغائط ، الكلب ، الخنزير . مثال: لو أخذ العالم الكيميائي كمية من البول وقال سأقوم بتطهيرها ، وبقي لأيام يدخلها من مكان ويخرجها من مكان إلى أن أحضرها لنا وقال إنتهيت من تنقيته ، أنقبلها؟ لا ، لأن البول نجس لا يمكن تطهيره بأي حال من الأحوال ، والغائط مثله . والكلب لو أخذه شخص وظل يحممه ويعطره وأعطاه التطعيمات وكل شيء ، وأحضره وقال هو الآن طاهر أنقبله؟ لا ، لأن الكلب نجس لا يمكن تطهيره بأي حال من الأحوال ، والخنزير مثله . 2- نجاسة حُكْمية : هي النجاسة الطارئة على محل طاهر . مثل الثوب أصابه بول ، أو أرض وقع عليها دم فهذه نجاسة طارئة يمكن تطهيرها بأن تغسل فتعود طاهرة . فالثوب الموجود عليه بول نقول عنه ( ثوب نجس حكما ) فلو غُسِل يعود الثوب طاهرا نظيفا لا مشكلة في إرتدائه بعد غسله . أقسام المياه: ماء طهور ، ماء طاهر ، ماء نجس. تعريف الماء الطهور هو الماء الباقي على أصل خلقته إما حقيقة أو حكما. حقيقة: بأن يبقى على ما خلق عليه من برودة أو حرارة أو ملوحة لا يتغير ، مثل البحر . حكما : الماء المتغير بطول بقائه ، أو الماء المتغير بنمو الطحالب فيه ، أو الماء الذي سقط فيه شيء لا يسلب منه الطهورية كأن يسقط في البركة أوراق شجر ( هذه كلها تسمى مياه طهورة طهارة حُكمية ، يعني هي تأخذ حكم الطهور حتى مع هذه الأشياء التي حصلت لها ) . شروط الماء الطهور: لم يتغير لونه ، لم يتغير طعمه ، لم تتغير رائحته. أي ماء يختل فيه شرط من هذه الشروط الثلاثة ، يخرج عن كونه طهور . أنواع الأحكام الشرعية الفقهية : حرام: لا يجوز عمله ، ويعاقب فاعله . مكروه: لا بأس من العمل به والأفضل تركه. مباح أو جائز: لا بأس من العمل به ولا عقاب لمن تركها . يهمني جدا حفظ هذه المعاني ، ونعود للموضوع ![]() حالات يكره فيها إستعمال الماء الطهور : ما معنى يكره إستعماله؟ يعني الأفضل تركه ولو لم يجد غيره جاز له أن يستخدمها. 1- إن تغير الماء بشيء غير مُمَازِج ، يعني لا يختلط به ، يكره إستعماله لأن فيه دُهنية . مثل: أن يسقط في الماء قطع كافور ، أو عود قمارى ، أو شمع ، أو زفت ، أو قطران أو دهن جامد ، هذه الأشياء لو سقطت في الماء لا تختلط به مثل الزيت تبقى طافية على سطح الماء ، ولو لم يجد الإنسان إلا هذه المياه جاز له إستخدامها في الطهارة . معنى كلمة عود قمارى : قمارى هي مدينة هندية ، يأتي منها أفضل وأجود أنواع العود على الإطلاق وهو ثخين ودهني ، والعود هو نوع من أنواع العطور ، وليس العود المستخدم في الغناء :d 2- إن تغير بملح مائي يكره إستعماله . الملح الموجود الآن في الأسواق نوعان: ملح بحري ، وملح معدني. الملح البحري أهل زمان كانوا يستخدموه بأن يأخذوا كمية من مياه البحر ويتركوها تحت الشمس لتجف فإذا جفت المياه بقي الملح فيأخذونه للإستعمال ، والملح المعدني هو الموجود الآن في البيوت وتستخدمه النساء في الطبخ . فلو تغير الماء الطهور بملح بحري يكره إستعماله ، أما لو تغير بملح معدني يحرم إستعماله لأنه يسلب الطهورية بتغير لونه وطعمه. 3- لو سخن الماء الطهور بشيء نجس يكره إستعماله. مثل: أن يكون الماء الطهور باردا ، فيجمع روث حمار بدلا من الفحم أو الحطب ويسخن به الماء ، هذا الماء يكره إستعماله لأنه لا يمكن أن يسلم من صعود أجزاء لطيفة إلى الماء مع الأبخرة . قاعدة فقهية: ( البَـوْلُ وَ رَوَثُ مَأْكُولُ اللحْمِ طَاهِرْ ) البول واضح ، والرَّوَثْ هو غائط الحيوانات -أكرمكم الله- وضحته لأني لا أعرف هل الكل يعرف معنى الكلمة أو لا . مثال: المصابون بمرض السرطان - عافاكم الله - يبحثون عن بول الإبل فهو شفاء ممتاز لهم بإذن الله ، وبعض النساء تستخدم بول الإبل على شعرها فهو ينعمه ويغزره ، فيأتِ شخص جاهل ويقول: البول حرام هذا خطأ وجهل كبير ، لأن القاعدة الفقهية تقول: البول وروث الحيوانات التي نأكل لحمها طاهرة . أيضا لو لم يجد الإنسان إلا روث الغنم ليسخن به الماء البارد فعمله صحيح . لماذا ؟ لأن الغنم من الحيوانات التي نأكل لحمها وروثها غير نجس. 4- إذا استعمل الماء الطهور في طهارة مستحبة. مثال: إذا كان أحمد وخالد في مكان الماء فيه قليل ، وإحتفظ أحمد بالماء المستخدم في الغسلة الثانية و الثالثة في الوضوء ، يجوز لخالد أن يستعمل هذا الماء من بعده مع الكراهة ، يعني الحكم في إستعمال هذا الماء مكروه . الغسلة الأولى في الوضوء واجبة ، فلو توضأ أحمد وغسل أجزاءه مرة واحدة لا يجوز لخالد الوضوء بنفس الماء ، ولكن الغسلة الثانية والثالثة في الوضوء مستحب القيام بها . كذلك الأمر في تجديد الوضوء ، أو إذا كان غسلا مستحبا مثل: غسل الجمعة وغسل العيدين. يعني أحمد متوضأ فقط يريد أن يجدد وضوءه وإحتفظ بالماء لخالد ، يكون حكم استعمال الماء مكروه. 5- إذا إشتد حر الماء أو إشتد برده كره إستعماله. لأن الإنسان الذي يتوضأ بماء شديد الحرارة أو شديد البرودة لم يتوضأ ويغسل أجزاءه بشكل كامل من الألم الذي يشعر به ، فإذا وجد ماء آخر كان أفضل له ، ولو لم يجد يجوز إستعماله مع الكراهة لأنه يمنع كمال الطهارة . نتوقف إلى هنا ، لأن الدرس فيه معلومات كثيرة وأريد أن أتأكد من أن الجميع إستوعبها ولا شيء صعب بإذن الله ، وبعدها نكمل إن شاء الله. لأي سؤال أنا جاهزة ، حياكم الله .
__________________
وانقضت الأيام
وصرت أُنَادى بأم البراء بين الأنام ربِّ احفظه لي وأقر عيني فيه حافظا لكتابك و إمام |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |