المحطة الثانية:الصلاة

[راغبة في رضا الله]

الصلاة

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
أهلا بكم إخوتي من جديد في جولتنا القطارية في رحاب الاسلام ووصلنا الآن للمحطة الثانية وهي الصلاة

تعريف الصلاة

لغة : الدعاء .
شرعــــــــــاً : أقوال وأفعال مفتتحة بالتكبيرة ومختتمة بالتسيلم مع النية
الصلاة هي لقاء يومي متجدد للعبد مع ربه
فما أجمله من لقاء ,ينظر الله إلينا ويباهي بنا الملائكة
قد يسأل سائل مافائدة الصلاة
قال تعالى (إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرْ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَر)
نعم صلاة المرء ستنهاه عن ارتكاب المعاصي ولكن الهدف الأكبر والأهم هو ذكر الله فأحياناً يأخذنا العمل والبيت والأولاد فتكون الصلاة وسيلة تجعلنا نذكر الله ولانسهو عن عبادته

الصلاة هي الركن الثاني في الاسلام بعد الشهادتين وهي أفضل الطاعات وأم العبادات وعمود الإسلام
وأول مايحاسب عليه العبد يوم القيامة هو الصلاة ونظراً لأهميتها البالغة فقد جاءت آيات وأحاديث كثيرة للحث عليها
قال تعالى: حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى [البقرة: 238]. وقال تعالى: وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ [البقرة: 43]، وقال سبحانه وتعالى: إِلَّا الْمُصَلِّينَ (22) الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ [المعارج: 23،22

وكان آخر وصايا النبي قبل انتقاله إلى الرفيق الأعلى: { الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم } [أبو داود وصححه الألباني].
فالصلاة أفضل الأعمال: فقد سُئل النبي عن أفضل الأعمال فقال: { الصلاة لوقتها }[مسلم].
والصلاة نهر من الطهارة والمغفرة: فعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي قال: { أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم، يغتسل فيه كل يوم خمس مرات، هل يبقى من درنه شيء؟ } قالوا: لا يبقى من درنه شيء. قال: { فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا } [متفق عليه].
والصلاة كفارة للذنوب والخطايا: فعن أبي هريرة أن رسول الله قال: { الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة كفارات لما بينهن ما لم تُغش الكبائر } [مسلم].
والصلاة حفظ وأمان للعبد في الدنيا: فعن جندب بن عبدالله قال: قال رسول الله : { من صلى الصبح فهو في ذمة الله } [مسلم].
والصلاة عهد من الله بدخول الجنة في الآخرة: فعن عبادة بن الصامت قال: سمعت رسول الله يقول: { خمس صلوات كتبهن الله على العباد، فمن جاء بهن، ولم يضيع منهن شيئاً استخفافاً بحقهن، كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة... الحديث } [أبو داود والنسائي وهو صحيح].
وكما قلنا الصلاة أول ما يُحاسب عنه العبد يوم القيامة: فعن عبدالله بن قرط قال: قال رسول الله : { أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة، فإن صلحت صلح سائر عمله، وإن فسدت فسد سائر عمله } [الطبراني في الأوسط وهو حسن].
والصلاة نور: فقد ورد عن النبي أنه قال: { الصلاة نور } [مسلم].
والصلاة مناجاة بين العبد وربه: قال الله تعالى في الحديث القدسي: { قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين، قال الله تعالى: حمدني عبدي.. الحديث } [مسلم].
والصلاة أمان من النار: فعن أبي زهير عمارة بن رُويبَة قال: سمعت رسول الله يقول: { لن يلج النار أحدٌ صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها } [مسلم]. يعني الفجر والعصر.
والصلاة أمان من الكفر والشرك: فعن جابر قال: سمعت رسول الله يقول: { إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة } [مسلم].
وصلاة الفجر والعشاء في جماعة أمان من النفاق: فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله قال: { ليس صلاة أثقل على المنافقين من صلاة الفجر والعشاء، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا } [متفق عليه].
والصلاة في جماعة من سنن الهدى: فعن ابن مسعود قال: { من سره أن يلقى الله غداً مسلماً، فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن، فإن الله شرع لنبيكم سنن الهدى، ولو أنكم صليتم في بيوتكم، كما يصلي هذا المتخلف في بيته، لتركتم سنة نبيكم، ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم، وما من رجل يتطهر فيحسن الطهور، ثم يعمد إلى مسجد من هذه المساجد إلا كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة، ويرفعه بها درجة، ويحط عنه بها سيئة، ولقد رأيتنا، وما يتخلّف عنها إلا منافق معلوم النفاق، ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يُقام في الصف } مسلم

شروط الصلاة تسعة :
أولاً : الإسلام وضده الكفر والكافر عمله مردود علية ولو عمل أي عمل والدليل قوله تعالى (( وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا ))

ثانياً : العقل وضده الجنون ، والمجنون مرفوع عنه القلم حتى يفيق . والدليل قال رسول الله عليه الصلاة والسلام ( رفع القلم عن ثلاثة ، النائم حتى يستيقظ ، والمجنون حتى يفيق ، والصغير حتى يبلغ )

ثالثاً : التمييز وضده الصغر وحده سبع سنين ثم يؤمر بالصلاة لقوله صلى الله عليه وسلم ( مروا أبنائكم بالصلاة لسبع واضربوهم لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع )

رابعاً : رفع الحدث وهو الوضوء المعروف .

خامساً : إزالة النجاسة من ثلاث البدن ، والثوب ، والبقعة المصلى عليها . والدليل قوله تعالى (( وثيابك فطهر ))

سادساً : ستر العورة وقد أجمع أهل العلم على فساد صلاة من صلى عرياناً وهو قادر والدليل قوله تعالى (( يابني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد )) أي عند الصلاة .

سابعاً : دخول الوقت . والدليل من السنة حديث جبريل عليه السلام أنه أم النبي صلى الله عليه وسلم في أول الوقت وفي أخره فقال : يا محمد الصلاة بين هذين الوقتيين .
وقوله تعالى (( إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً )) أي مفروضاً في الأوقات ، ودليل الأوقات قوله تعالى (( أقم الصلاة لدلول الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا ))

ثامناً : استقبال القبلة والدليل تعالى (( قد ترى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره))

تاسعاً : النية ومحلها القلب والتلفظ بها بدعة ، والدليل ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى )

أركــــــان الصــلاة :

أركان الصلاة أربعة عشر ركناً منها : القيام مع القدرة ، وتكبيرة الإحرام ، وقراءة الفاتحة ،والركوع ، والرفع منه ، والسجود على الأعضاء السبعة ، والاعتدال منه ، والجلسة بين السجدتين ، والطمأنينة في جميع الأركان ، والترتيب ، والتشهد الأخير ، والجلوس له ، والصلاة على النبي ، والتسليمتان .

واجبـــــــات الصـــلاة :
وعددها ثمانية :
1/ جميع التكبيرات غير تكبيرة الإحرام . 2/ قول سبحان ربي العظيم في الركوع.
3/ قول سمع الله لمن حمده للإمام والمنفرد . 4/ قول ربنا ولك الحمد للكل.
5/ قول سبحان ربي الأعلى في السجود . 6/ قول ربي اغفر لي بين السجدتين.
7/ التشهد الأول . 8/ الجلوس له ,

والأركان ما سقط منها سهواً أو عمداً بطلت الصلاة بتركه ، والواجبات ما سقط منها عمداً بطلت الصلاة بتركه ، وسهواً جبر ه بسجود السهو والله أعلم

الصلاة تقسم الى قسمين :الفرائض والنوافل
وأما الفرائض فهي خمس صلوات في اليوم
الفجر
الظهر
العصر
المغرب
العشاء
وقبل الحديث عن كيفية الصلاة أريد الحديث عن أمر أساسي يجب فعله قبل الصلاة وهو

الطهارة