العائدات - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         دعاء الأنبياء عليهم السلام على الكفار (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 1 - عددالزوار : 26 )           »          شرح زاد المستقنع في اختصار المقنع للشيخ محمد الشنقيطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 664 - عددالزوار : 428125 )           »          أول مرة أتدبر القرآن (اخر مشاركة : Adel Mohamed - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          {ليس عليكم جناح}: رفع الحرج وتيسير الشريعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          شرح حديث دعوات المكروب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 5043 - عددالزوار : 2203149 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4625 - عددالزوار : 1483546 )           »          الحديث الحادي عشر: الصدق سبب في نجاح الدنيا والآخرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          تخريج حديث: «لا يبول في مستحمه، فإن عامة الوسواس منه» (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 484 - عددالزوار : 175996 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 04-12-2019, 04:58 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 163,903
الدولة : Egypt
افتراضي العائدات

العائدات

يس عبد الوهاب نبيه مسعد


هل شاهدتَ عُيوناً تدمع ؟ هل أحسستَ بقلبٍ يُضجع ؟ أم أظلمتِ الدنيا أمامك ؟
هل شاهدت الحزن يسير ؟
فوق الرأس يحوم ، يطير .
يعود ، يجول .
يخرِقُ فرحاً ، يُسْكِتُ أملاً ، يَهْدِمُ جسداً .
حتى يُقضى بين يديه .
إنها العائداتُ ، وما أدراك ما العائدات ؟ تلك التي تفاجئُنا دُون نذير ، وتجْثُو على قلوبنا دُون بشير .
إنها تؤرِّق النفس ، وتمنع النوم ، وتُمْرِضُ الجسد والقلب ، وتُؤثِّرُ في الإنسان تأثيراً يجعلُهُ يغيِّر سَمْته وهيئتهُ ، وتصلُ به إلى أن يترك العمل ، وينقطع به الأمل ، وقد تُودي بصاحبها بعدما غرَّتْهُ الحياةُ وزينت له أنَّهُ في مأمنٍ منها ، وأنَّى له ذلك ؟
وأنَّى لإنسان أن تصفو له الحياة أبداً ؟ فالكلُّ من لذعاتها ذائقٌ .
وما منْ عالم إلَّا له منها نصيبٌ .
طَحنتْه الأيامُ فاعتلى وطارتْ شُهرتُهُ وأثَّر في الأُمم كما تؤثِّرُ حُبوب اللِّقاح في الثمار ؛ فلولاها ما أينعت الثِّمار ، ولولا العُلماء ما تقدَّمت الدُّنيا .
ينْظرُ بعضنا إلى بعض ، فيروْنهُم لا يشكون ، ولا يتبرَّمُون ، فيَظُنُّون أنَّهم يَخْلُون من العائدات ، وأنَّهم في مأْمنٍ من الحادِثات ؛ فإذا أصابك مِثْلُ ذلك فاستغفر الله - تعالى - لأنه : ( من راقب الناس ماتَ غمّاً ) ، و « من حُسْنِ إسلام المرْءِ تركُهُ ما لا يعْنيه » .
إنَّ المصائب تتفاوت بقدْر أصحابها ، ويظن المبتلى أنه أكثر الناس ابتلاءً ؛ وذلك لشدَّة لَذْعِ العائدات عليه ، وقلة الحيلة لديه :
وتعظمُ في عينِ الصَّغِير صِغارُهَا وتَصْغرُ في عينِ العظيم العظَائِم
كان هناك رجُلان ذوا منْصب وجاهٍ ، ورِثا ضَيْعةً وأمْوالاً ، وبساتين ، ثُمَّ استُخرِجَ لهما قانونٌ ، سلب منْهما أكثر ما يملكانه .
أما أحدُهُما فثبت في الميدان ثبات الأسد في الفلاة ؛ فقد بنى لله مسجداً ، وظَلَّ على حاله من توزيع الصدقات والعطف على المساكين إلى أنْ تغمَّده الله برحمته ، وحزِن المساكين على فجيعته .
وأمَّا الآخرُ : فقد جُنَّ جُنُونه بعدما ظنَّها باقيةً لهُ ، وقدْ ظلم مَنْ ظلم وقتل مَنْ قتل ، يَثُور كالبركان ، ويخور كالثيران .
لا رادع له ولا أمان ؛ فهو السُّلطان بعد السلطان ، ثم تغير به الحال ؛ فبُنيت له حُجرةٌ ظاهرها حَجَريَّةٌ ، وباطنها إسفنجيةٌ .
كُلما تذكر ماله الضَّائع جعل يخْبطُ رأسهُ بتلك الجُدْران إلى أن توفَّاة اللهُ - تعالى - وهو على هذه الحال .
لا يُذْكَرُ إلا وتُذكَر مساوئه ، ولا يُذكَر أخوه إلاَّ وتُذكَر محاسنه .
لقدْ خلق الله - تعالى - الموتَ والإنسانُ لا يُريده ولكنَّهُ يُسلِّم به ، وخلق الحياة والإنسان يطلبُها ولكنَّها لا تدوم .
وخلق الله - تعالى - الأفراح يريدها الإنسان ولكنها لا تستمر على حال ،وخلق الأحزان لا لمتاعب الإنسان ولكنْ لتصقل نفسه صقلاً يخرج منها كالذَّهب الخالص وقد ثقَّفه صاحبه على النَّار ؛ فتزداد جمالاً وقوَّةً .
{وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى * وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا }( النجم : 43-44 ) .
ولربما أصاب الإنسان ضِيقٌ دون سبب واضح يبدو له ؛ لأن السبب عند مُسبِّبُ الأسباب ، فاصطلِحْ معه يشرحْ لك صدرك ، ويضعْ عنك وزْرك .
ثُمَّ خفِّف الحِمْل عن البائسين ، وتصدَّق على المُحتاجين ؛ فالصَّدقة بُرهان على الإيمان ، تنجلي بها الغُمَّةُ ، وتنكشف بها المُلِمَّةُ .
فلْتنطلق في الحياة الفانية ، انطلاقك للحياة الباقية ، حتَّى تحصُد ما قدَّمت يداك .
إن حوادث الزمن لا تعدو أن تكون فقداً أو حرماناً : فإنْ كانتْ فقْداً ، فالعائداتُ تُولِّي ، ولا يبقى لك إلَّا ما قدَّمت : {مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللَّهِ بَاقٍ }( النحل : 96 ) وإن كانت حرْماناً ، فأنت لم تملك منها شيئاً طوال حياتك ، ولم تجرِّب لذَّة المُلكِ ؛ فلماذا البُكاءُ على ما لم تملكه ؟
فإذا وقع عليك ابتلاءٌ ( وهو واقعٌ لا محالة ) فحاوِل التخفيف عن نفسك وحلَّ مُشْكلاتك وإنْ كان لك يدٌ فيها ، واستشرْ أُولي الهمة والرأي ، وإلاَّ ففوِّض الأمر إلى الله - تعالى - إذا انقطعت بك الأسباب ؛ فهناك مسبِّب الأسباب يُجيبُ من مدَّ إليه يده : {أَمَّن يُجِيبُ المُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ }( النمل : 62 ) .
وسيحلُّ لباس الفرح بديلاً من لباس الحُزْنِ ؛ فلا تبيتنَّ إلا خالي البال .
إنَّ المُبتلى قريبٌ من الله ، قريبٌ من الجنة ؛ فأكثر الناس ابتلاءً الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل .
فلْيكن استقبالُنا للأتراح كاستقبالنا للأفراح ، هكذا المؤْمن : إنْ أصابته سرَّاء شكر فكان خيراً له ، وإن أصابته ضرَّاء صبر فكان خيراً له .
واللهَ أسأل ألاَّ يجْعل مصيبتنا في ديننا .

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 70.38 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 68.70 كيلو بايت... تم توفير 1.68 كيلو بايت...بمعدل (2.39%)]