|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() ![]() الكفر [الكاتب: أبو محمد المقدسي] هذه عقيدتنا ونبرأ إلى الله من ضلال مرجئة العصر، وجهمية الزمان؛ الذين لا يرون الكفر إالا في الجحود والتكذيب القلبي وحده، فهوَّنوا بذلك الكفر وسهّلوه، ورقَّعوا للكفرة الملحدين، وأقاموا الشبه الباطلة التي تسوّغ كفر وتشريع الطواغيت. ونعتقد أن قولهم: "أن المرء لا يكفر إلا بجحود قلبي"؛ قول بدعي، فالجحود - كما قرر علماؤنا المحققون - يكون بالعمل والقول، أي بالجوارح، كما يكون بالقلب، والتصديق مثل ذلك. والكفر أنواع؛ فمنه كفر الجحود، ومنه كفر الجهل، ومنه كفر الإعراض. ونواقض الإسلام كثيرة، ولحوق الرجل بالكفر أسرع من لحوقه بالإسلام. وكما أن الإيمان عندنا؛ اعتقاد وقول وعمل، فكذلك الكفر؛ يكون اعتقاداً، ويكون قولاً، ويكون عملاً. ومن الكفر والظلم والفسق؛ ما هو أكبر، ومنه ما هو أصغر، والقول بأن الكفر العملي؛ مطلقاً كفر أصغر، وأن الخطأ الاعتقادي؛ مطلقاً كفر أكبر، قول بدعيّ، بل الكفر العملي؛ منه الأصغر ومنه الأكبر، وكذلك الخطأ أو الانحراف في الاعتقاد؛ منه ما هو كفر أكبر ومنه ما هو دون ذلك. فمن أعمال الجوارح؛ ما أخبر الله تعالى بأنه كفر أكبر، ولم يشترط لذلك أن يصاحبه اعتقاد أو جحود أو استحلال، كالتشريع مع الله ما لم يأذن به الله، وكالسجود للشمس والأصنام، أو سب الله، أو الدين، أو الأنبياء، أو إظهار الاستهزاء، أو الاستهانة بشيء من الدين. ومنها؛ ما هو من المعاصي غير المكفرة، التي لا تخرج صاحبها من دائرة الإسلام إلا أن يستحلها، كالزنى والسرقة وشرب الخمر ونحوها. ولا نقول: "لا يضر مع الإيمان ذنب"، بل من الذنوب ما ينقص الإيمان، ومنها ما ينقضه، ونبرأ من أقوال المرجئة المؤدية إلى التكذيب بآيات الوعيد، وأحاديثه الواردة في حق العصاة من هذه الأمة، أو في حق الكفار والمشركين والمرتدين. ونؤمن بأن الميثاق الذي أخذه الله تعالى من آدم وذريته؛ حق، وأنه سبحانه خلق عباده حنفاء فاجتالتهم شياطين الجن والإنس عن دينهم، وشرعت لهم ما لم يأذن به الله، وأن المولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه أو يشركانه. ولذلك نعتقد أن كل من دان بغير دين الإسلام فهو كافر، سواء بلغته الرسالة أو لم تبلغه، فمن بلغته؛ فهو كافر معاند أو كافر معرض، ومن لم تبلغه؛ فهو كافر جاهل، فللكفر درجات، كما أن للإيمان درجات. ومع هذا؛ فلم يكتف الله تعالى بحجة الميثاق والفطرة على عباده، فأرسل إليهم الرسل يذكرونهم بالميثاق الذي أخذه الله عليهم، وأنزل عليهم كتبه وجعل آخرها كتابه المهيمن عليها "القرآن الكريم"، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وحفظه من التبديل، وجعله حجة بالغة واضحة قائمة على كل من بلغه، فقال: {وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا القُرآنُ لأُنْذِرَكُم بِهِ وَمَنْ بَلَغَ} [الأنعام: 19]، فدين الله في الأرض والسماء واحد هو دين الإسلام. قال تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الإِسْلامُ} [آل عمران: 19]، وقال تعالى: {وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيْنَاً} [المائدة: 3]، فنحن ندين به، ونبرأ من كل ما خالفه، ونكفر بكل ما ناقضه وعارضه من المناهج الكافرة والملل الباطلة والمذاهب الفاسدة، ومن ذلك بدعة العصر الكفرية "الديمقراطية"، فمن اتبعها وابتغاها فقد ابتغى غير الإسلام ديناً، قال تعالى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينَاً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الخَاسِرِينَ} [آل عمران: 85]. ولذا نكفِّر من شرّع مع الله وفقاً لدين الديمقراطية - تشريع الشعب للشعب - كما نكفر من اختار أو وكّل وأناب عن نفسه مشرّعاً، لأنه قد ابتغى غير الله حكماً ورباً ومشرّعاً، قال تعالى: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُم مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأذَن بِهِ اللهُ} [الشورى: 21]، وقال سبحانه: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابَاً مِنْ دُونِ اللهِ... الآية} [التوبة: 31]. ومع هذا؛ فنحن لا نكفر عموم الناس المشاركين في الانتخابات، إذ ليس جميعهم يبتغون في مشاركتهم فيها أرباباً مشرّعين، بل منهم من يقصد إلى اختيار نواباً للخدمات الدنيوية والمعيشية، وهذا أمر عمَّت به البلوى، واختلفت فيه مقاصد المنتخبين الذين لا يباشرون ولا يمارسون التشريع كالنواب، ولذلك فنحن لا نبادر إلى تكفير أعيانهم كما نكفر أعيان النواب المباشرين للكفر البواح من تشريع ونحوه. ونقول: إن المشاركة في الانتخابات التشريعية عمل كفري... ولا نكفر بالعموم، بل نفرّق بين مقارفة الإنسان لعمل مكفر، وبين تنزيل حكم الكفر عليه، والذي يلزم فيه إقامة الحجة إذا أشكلت الأمور، والتبست الأحوال، وورد احتمال انتفاء القصد في مثل هذه الأبواب [12]. ولا نطلق مقولة: "ولا نكفر أحداً من أهل القبلة بذنب"، بل نقيدها بزيادة: "غير مكفر ما لم يستحله"، فلا نكفر بمطلق المعاصي والذنوب. ونسمي أهل قبلتنا؛ مسلمين مؤمنين، والأصل فيهم عندنا الإسلام ما لم يأت أحدهم بناقض ولم يمنع من تكفيره مانع. ولا نقول بخلود أهل الكبائر من أمة محمد عليه الصلاة والسلام في النار إن ماتوا وهم موحدين، حتى وإن لم يكونوا من ذنوبهم تائبين، خلافاً للخوارج ومن تابعهم من غلاة المكفرة، بل نقول؛ هم إلى مشيئة الله وحكمه، إن شاء سبحانه غفر لهم وعفا عنهم بفضله، كما ذكر تعالى: {وَيَغفِرُ مَا دُوْنَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ} [النساء: 48]، وإن شاء عذبهم بعدله، ثم يخرجون من النار برحمته، أو بشفاعة النبي عليه الصلاة والسلام التي ادخرها لأمته، او بشفاعة من يرتضي الله شفاعته من أهل طاعته. فنحن وسط بين المرجئة والخوارج في باب الوعد والوعيد، ووعده ووعيده حق كله. والأخوّة الإيمانية؛ ثابتة لعموم أهل القبلة مع المعاصي والكبائر، كما نص الله تعالى على ذلك في الكتاب فقال: {إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ} [الحجرات: 10]، وقال: {فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيءٌ فاتِّبَاعٌ بِالمَعْرُوفِ} [البقرة: 178]، فلا نسلب الفاسق الملي الإسلام بالكلية - كما تقول الخوارج - ولا نُخَلّده في النار - كما تقول المعتزلة - ولا ننفي عنه مطلق الإيمان ولا نصفه بالإيمان المطلق، بل نقول؛ هو مؤمن ناقص الإيمان، أو مؤمن بإيمانه، فاسق بكبيرته. ونرجو للمحسين من المؤمنين أن يعفوَ الله عنهم ويدخلهم الجنة برحمته، ولا نأمن عليهم، ولا نشهد لأحد منهم بالجنة أو النار - إلاَّ من شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبر عنه بذلك - ونستغفر لمسيئهم، ونخاف عليهم، ولا نُقَنّطهم، والأمن والإياس ينقلان عن ملة الإسلام، وسبيل أهل الحق - جعلنا الله منهم - بينهما. ونرحم عوام المسلمين من أهل القبلة، ولا نكلفهم فوق طاقتهم، فلا نشترط للحكم بإسلامهم أن يعرفوا نواقض الإسلام أو يحفظوا ويعددوا شروط "لا إله إلا الله"، بل يُحكم لهم بالإسلام بتحقيق أصل التوحيد واجتناب الشرك والتنديد - ما لم يتلبسوا بناقض – ونراعي شروط التكفير وننظر في موانعه، كما ننظر بعين الاعتبار إلى واقع الاستضعاف الذي يعيشونه في ظل غياب سلطان الإسلام وحكمه ودولته، وما نجم من جهل وما عمّ من شبهات لقلة العلم وذهاب العلماء الربانيين. وعلى هذا؛ فنحن لا نبرأ من عصاة المؤمنين كبراءتنا من الكفار والمشركين والمرتدين، بل عصاة المؤمنين داخل دائرة الموالاة الإيمانية، لا نخرجهم منها ما داموا مسلمين، وإنما نبرأ من معاصيهم وفسوقهم وعصيانهم، ولا نعاملهم معاملة الكفار. ولا نُكفّر كل من عمل عند حكومات الكفر منهم - كما هو شأن غلاة المكفرة - وإنما نكفّر من كان في عمله نوع من أنواع الكفر أو الشرك، من مشاركة في التشريع الكفري، أو الحكم الطاغوتي، أو تولٍّ للمشركين والكفار، أو مظاهرتهم على الموحدين. ونُفصّل في العمل عند الكفار، ولا نقول بأنه كفر كله أو حرام، بل من ذلك ما هو كفر، ومنه ما هو حرام، ومنه ما هو دون ذلك، وكل وظيفة بحسبها. ولا نحكم في أحكام الدنيا إلا بالظاهر الذي ليس لنا الحكم إلا به، والله يتولى السرائر ويحاسب عليها، فليس لنا أن نشق عن قلوب الناس، ولا عن بطونهم. ونتحرز - كما تحرز علماؤنا الأبرار - في تكفير أهل التأويل، خصوصاً إذا كان الاختلاف لفظياً أو في المسائل العلمية التي يعذر فيها المخالف بالجهل. وليس من منهجنا التعجل في التكفير، أو التعجل بترتيب آثاره دون تثبّت أو تبيّن، "فإن استباحة دماء المصلين الموحدين خطر عظيم، والخطأ في ترك ألف كافر، أهون من الخطأ في سفك محجمة من دم مسلم واحد" [13]. ونفرق في أبواب التكفير بين كفر النوع أو العمل المكفر، وبين كفر المعين، وأنه قد يصدر عن المرء كفر ولا يلزمه حكمه ولا اسمه، إن اختل شرط، أو قام مانع من موانع التكفير، ونعتقد أن من دخل الإسلام بيقين؛ فإنه لا يجوز أن يخرج منه بالشك أو التخرّص، فما ثبت بيقين لا يزول بالشك. والبدع؛ ليست كلها على مرتبة واحدة بل منها ما هو من البدع المكفرة، ومن ذلك بدعة "الديمقراطية"، ومتابعة وابتغاء غير الله مشرعاً، من الأرباب المتفرقين، ومن البدع ما هو دون ذلك، فلا يصل إلى الكفر. ونعتقد أن قاعدة: "من لم يكفر الكافر فهو كافر"؛ إنما استعملها أئمتنا للتغليظ والتنفير من بعض أنواع الكفر، ولم يستعملوا فيها التسلسل البدعي الذي أحدثه غلاة المكفرة، وأنها ليست على إطلاقها، وإنما فيمن كذّب أو ردّ بعدم تكفيره للكافر نصاً قطعي الدلالة قطعي الثبوت. أما من لم يُكفِّر مَن ثبت عندنا تكفيره، لكن يحتاج في إنزال الكفر على عينه إلى نظر في الشروط والموانع والأدلة الشرعية - كالحكام بغير ما أنزل الله وعساكرهم مثلاً - فمن توقف في إنزال الكفر على أعيانهم لشبهات نصية عنده، فهذا لا تنطبق عليه القاعدة المذكورة، إذ هو لم يكذب نصاً شرعياً ولا رده، وإنما لم يقدر على التوفيق بين الأدلة، أو قدم دليلاً على غيره، أو نحو ذلك مما قد يقع فيه من قصّر في علوم الآلة والاجتهاد، فهذا ليس بكافر عندنا ما دام خلافه معنا بالألفاظ والأسماء، إلا أن يؤدي به ذلك إلى الدخول في دين الكفار أو نصرته، أو إلى توليهم ومظاهرتهم على الموحدين. ونعتقد أن اتباع المتشابه وترك المحكم؛ علامة من علامات أهل البدع، وأن طريقة الراسخين في العلم من أهل السنة؛ أن يردوا المتشابه إلى المحكم. ولا نكفر بالمآل، أو بلازم القول، فلازم المذهب ليس عندنا بمذهب، كما أننا لا نكفر مخالفينا ومن بغى علينا من مرجئة العصر ونحوهم من المبتدعة الذين لا تصل بدعتهم إلى الكفر، ما دام تخليطهم وخلافهم معنا لفظياً، كالاختلاف المجرّد في مسمى الإيمان أو الكفر وتعريفهما. ولا نكفرهم وإن افتروا علينا، وقوّلونا ما لم نقله، أو نسبوا إلينا ما نحن منه برآء، فلا نعصي الله فيهم وإن عصوا الله فينا، ولا نكفرهم لإرجائهم إن كان من جنس إرجاء الفقهاءـ ما دام خلافهم معنا لفظياً، فلا نكفرهم إلا أن يؤدي بهم إرجاؤهم إلى ترك التوحيد والفرائض، أو إلى الكفر أو الشرك وتسويغه، أو إلى تولي الطواغيت ونصرتهم، أو المشاركة في تشريعهم، أو مظاهرتهم على الموحدين. ونبغض جماعات الإرجاء التي ميّعت الدين، وشاركت أو سوّغت المشاركة في الحكم بغير ما أنزل الله، أو التشريع مع الله من خلال الديمقراطية، أو إظهار النصرة للمرتدين، ونبرأ من طريقتها، ونعتبرها جماعات بدع وضلالة، قد ضلوا وأضلوا عن سواء السبيل، ونرى أن رؤوسها من الدعاة على أبواب جهنم، ومع هذا؛ فنحن لا نكفر من هذه الجماعات إلا من قارف الكفر منهم أو نصره أو سوّغه أو ظاهر أهله على الموحدين، ولا نكفرهم بالعموم. ونحفظ لعلمائنا العاملين حقهم، وكذلك دعاتنا المجاهدين، الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحداً إلا الله. وتقرّ أعيننا بطلب العلم الشرعي، ونحب طلبته، ونبغض أهل الرأي، وأصحاب البدع، وأصحاب الكلام الذين يقدمون العقول على النقول، أو يقدمون استصلاحاتهم واستحساناتهم على نصوص الوحي. ونبغض مدارس الطواغيت وندعو إلى اجتنابها، ولا نكفر من شارك فيها دراسة أو تدريساً، إلا أن يباشر ويشارك في كفر أو يسوغه أو يدعو إليه، ولا نمانع من تعلم العلم الدنيوي المفيد إن سلم من المحظور، ولا ندعو إلى ترك الأسباب، ونحث على تربية الذراري على التوحيد، وتبصيرهم بأمر دينهم ودنياهم؛ ليكونوا لدين الله جنداً صادقين وأنصاراً عاملين. :salam: [12] وقد فصلنا ذلك في رسالتنا الثلاثينية في التحذير من أخطاء التكفير. [13] أصل هذه الجملة النفيسة من كتاب الشفا للقاضي عياض 2/277. نقلها عن العلماء المحققين وللغزالي مثلها. التعديل الأخير تم بواسطة أبو الشيماء ; 19-03-2014 الساعة 02:14 PM. |
#2
|
||||
|
||||
![]() ![]() المقدمة الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي المؤمنين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله إمام المرسلين وسيد الأولين والآخرين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الغر الميامين.أما بعد: فإن المسائل الإيمانية المتعلقة بالطاغوت من أهم مسائل الدين، لأنها الفيصل بين الإيمان والكفر، فالمؤمن بالله كافر بالطاغوت والمؤمن بالطاغوت كافر بالله، ولا يصح إيمان عبد مسلم وحَّدَ الله عز وجل حتى يكفر بالطاغوت، فكان الكفر بالطاغوت من أهم شروط تحقيق التوحيد وتجريده. ولما كان التوحيد أصل الأصول في الإسلام وجوهر الإيمان وحقيقته كان تحقيقه من أوجب الواجبات وألزم اللوازم، وعليه مدار الإيمان والإسلام، فكان الواجب على المسلم أن يجتهد في تحقيقه وتجريده بعيداً عن شوائب الكفر والشرك، ولذلك أمر الله سبحانه وتعالى الناس باجتناب الطاغوت فقال: {وَلَقَدْ بَعَثنَا ِفي كُلِّ أُمَّةٍ َرسُولاً أنْ اعْبُدُوا اللهَ واجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَنْ هَدَى اللهُ ومِنْهُم َمنْ حَقَّتْ عَلَيهِ الضَّلالةُ فَسِيرُوا في الأرضِ فَانْظُرُوا كَيفَ كَانَ عَاقِبَةُ المكذِّبين} (النَّحل: 36). وحيث أن الكلام في الطاغوت بهذه الأهمية فإن بيان حكم الشرع فيه وفي أعوانه وأنصاره من أهم مقاصد الدين، وحاجة الناس إلى فهم حكم الشرع فيما يتعلق بأعوان الطاغوت وأنصاره أشد من حاجتهم إلى الأمور الدنيوية؛ سيما وأن الخطر الذي يداهم الأمة الإسلامية - اليوم - في كل ميادين الحياة أكثره من الطاغوت وأنصاره وأعوانه. والسكوت عن بيان حكم الشرع في الطاغوت وأنصاره وأعوانه في وقت تشتد فيه حاجة العباد إلى معرفة حكمه، إثمٌ، لذلك رأيت أن من الواجب بيان حكم الشرع في هذه المسألة الهامة، حتى لا يبقى المسلمون في جهل بأمور دينهم، ويتعلَّلوا بشبه واهية وأباطيل كاذبة. وحيث أن في طيات الكلام عن الطاغوت إستدلال بكلام بعض أهل العلم المعاصرين ممن اضطربت أقوالهم في مسائل الإيمان والكفر، فإن نقلي عنهم لا يفهم منه أن قولهم في تلك المسألة هو المقطوع به عندهم، إذ قد يقف القاريء ببعض كلامهم في تلك المسألة بعينها يخالف ما قد قرروه من قبل، وحين أنقل عنهم فإنما أصنع ذلك لعلمي أن ما قرروه في تلك المسألة مما تم النقل عنهم أنه هو الحق والحق أحق أن يتبع، بغض النظر عن تناقضهم واختلاف أقوالهم في المسألة الواحدة، لاعتبارات لا تخفى على اللبيب والله يغفر لنا ولهم الزلات ويتجاوز عنا وعنهم الأخطاء والهفوات. وحسبي فيما كتبته عن حكم الشرع في الطاغوت وأعوانه؛ قصدي ونيتي وأرجوا من الله أن أكون قد بذلت في الموضوع قصارى جهدي وأسميته "نثر اللؤلؤ والياقوت لبيان حكم الشرع في أعوان وأنصار الطاغوت". والله أسأل أن ينفع به كل مسلم يقف عليه، ويبذل لي النصح فيه ويخصني بدعوة بظهر الغيب لي ولوالدي وهو حسبي ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصير. وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك. التعديل الأخير تم بواسطة أبو الشيماء ; 19-03-2014 الساعة 02:15 PM. |
#3
|
||||
|
||||
![]() السلام عليكم و رحمة الله و بركاته. نثر اللؤلؤ والياقوت لبيان حكم الشرع في أنصار وأعوان الطاغوتالأدلة على كفر أعوان الطواغيت وأنصارهم.أولاً من القرآن الكريم. وقد دلَّتِ الأدلَّةُ مِنْ الكِتابِ والسُنَّة على ذلكَ، ومِنْ ذلكَ: أوّلاً مِنْ القرآنِ الكريم: 1) قوله تعالى: {فَمَنْ يَكفرْ بالطَّاغوتِ ويُؤمنْ باللهِ فقدِ استمسَكَ بالعُروةِ الوُثقى... الآية}، (البقرة: 256)، فَجَعلَ اللهُ شرطَ صِحَّةِ الإيمانِ الكُفرُ بالطَّاغوت، فَمَنْ لم يَكفُرْ بالطَّاغوتِ لم يَصحُ له عَقدُ الإسلامِ إلاّ بالكُفرِ بالطَّاغوتِ، والمُناصرُ والمُعاونُ للطَّواغيتِ لم يَكفرْ بِمَا أمَرَه اللهُ به مِنْ الكُفرِ بالطاغوتِ، فيكونُ بإيمانِهِ بالطَّاغوتِ كافراً بالله. 2) قوله تعالى: {اللهُ وَليُّ الذينَ آمنوا يُخرجُهُم مِنَ الظُلُماتِ إلى النُّورِ والذينَ كفروا أولياؤُهُم الطَّاغوتُ يُخرجُونَهم مِنَ النُّورِ إلى الظُلُماتِ أولئكَ أصحابُ النَّار هُم فيها خالدون} (البقرة: 257)، فَبيَّنَ اللهُ سبحانَه وتعالى أنَّ الذينَ كفروا هُم أولياءُ الطَّاغوتِ أي أحبابُهُ وأنصارُهُ وأعوانُهُ، فَيتَبيَّنُ مِنْ ذلكَ أنَّ مَنْ ناصرَهُم أو عاونَهُم فَهوَ كافرٌ مثلُهُم. 3) قوله تعالى: {بَشِّرِ المُنافقينَ بأنَّ لهم عذاباً أليماً * الذينَ يَتَّخِذُونَ الكافرينَ أولياءَ مِنْ دُونِ المُؤمنينَ أيَبتَغُونَ عندَهُمُ العِزَّةَ فإنَّ العِزَّةَ للهِ جَميعاً} (النِّساء: 138 - 139)، فَمِنْ صِفاتِ المُنافقينَ أنَّهم يُوالُونَ الكُفَّارَ مِنْ دُونِ المُؤمنينَ، وأنصارُ الطَّاغوتِ وأعوانِهِ مِنْ أولياءِ الطَّاغوتِ كَمَا هُوَ مَعلومٌ، فَيتبيَّنُ مِنْ ذلكَ أنَّ أنصارَ الطَّواغيتِ وأعوانِهِم كالمُنافِقينَ فَهُمْ في الكُفرِ سواء. 4) قوله تعالى: {لا يَتَّخِذِ المُؤمنونَ الكافرينَ أولياءَ مِنْ دُونِ المُؤمنينَ ومَنْ يفعلْ ذلكَ فليسَ مِنَ اللهِ في شيءٍ إلاّ أنْ تَتَّقوا مِنهم تُقاةً ويُحذِّرُكُم اللهُ نَفسَه وإلى اللهِ المَصيرُ} (آل عمران: 28). وهذِهِ الآيةُ تَدلُ على كُفرِ أنصارِ الطَّاغوتِ وأعوانِهِ مِنْ قولِهِ تعالى: {فليسَ مِنَ اللهِ في شيءٍ} (يَعني فقد بَريءَ مِنَ الله، وبَريءَ اللهُ مِنه، بارتِدادِهِ عن دينِهِ ودُخُولِهِ في الكُفر) [12]. وفي سَببِ نُزولِ هذهِ الآيةِ قالَ شيخُ الإسلامِ في "مِنهاجِ السُنَّةِ النَّبويَّة" [13]: (وعنْ مُقاتلِ بن حيَّان ومُقاتل بن سليمان أنَّها نَزلت في حاطبِ بن أبي بَلتَعَة وغيرِهِ، كانوا يُظهِرون المودَّةَ لكفَّارِ مكَّة، فنَهَاهم اللهُ عن ذلكَ) أهـ. 5) قوله تعالى: {يا أيُّها الذينَ آمنوا لا تََتَّخِذوا اليَهودَ والنَّصارى أولياءَ بعضُهُم أولياءُ بعضٍ ومَنْ يَتولَّهم مِنكم فإنَّه مِنهم إنَّ اللهَ لا يَهدي القومَ الظالمينَ} (المائدة: 51). ومَوضعُ الإستدلالِ مِنْ هذِهِ الآيةِ أنَّ الحُكَّامَ الطَّواغيتَ قدْ وَالوا اليَهود والنَّصارى فَهُم كُفَّار مِثلُهُم لقولِهِ تعالى: {ومَنْ يَتولَّهم مِنكم فإنَّه مِنهم}، ومَنْ وَالََى مَنْ تَولَّى اليَهود والنَّصارى كانَ دَاخلاً في ذلكَ التَّولِّي فَهوَ مِنهم أيضاً، فيُعلَمُ مِنْ ذلكَ أنَّ أعوانَ الطَّواغيتِ وأنصارِهِم كُفَّارٌ لكونِهم تَولَّوا الطَّواغيتَ فهُم دَاخِلونَ جميعاً في عُمومِ قولِهِ تعالى: {ومَنْ يَتوَلَّهم مِنكم فإنَّه مِنهم }. وقالَ الإمامُ ابنُ جريرٍ رحِمه اللهُ تعالى في تَفسِيره [14]: (ومَنْ يَتولَّ اليَهود والنَّصارى دُونِ المُؤمنينَ فإنَّه منهم، يقولُ: فإنَّ مَنْ تَولاّهُم ونصرَهُم على المُؤمنينَ فَهوَ مِنْ أهلِ دينِهم ومِلَّتِهم، فإنَّه لا يَتولَّى مُتولٍّ أحَداً إلاّ وهَوَ به وبدينِه ومَا هُوَ عليهِ راضٍ، وإذا رَضيَه ورَضيَ دينَه فقد عادَى مَا خالفَه وسخِطه وصارَ حُكمُهُ حُكْمَه) أهـ. 6) قولُهُ تعالى: {يا أيُّها الذينَ آمنوا لا تَتََّخِذُوا الذينَ اتَّخَذُوا دينَكم هُزُواً ولَعِباً مِنَ الذينَ أُوتُوا الكِتَابَ مِنْ قِبلِكم والكفَّارَ أولياءَ واتَّقُوا اللهَ إنْ كُنتُم مُؤمنينَ } (المائدة: 57). فَدلَّت هذِهِ الآيةُ أنَّ اتَّخاذَ الذينَ اتَّخَذُوا دينَ الإسلامِ هُزُواً ولَعِباً أولياءَ كُفرٌ بالله، والطَّواغيتُ مِنْ أكثرِ النَّاسِ هُزُواً ولَعِباً بدينِ اللهِ، فَمَعنى ذلكَ أنَّ أنصارَ الطَّواغيتِ وأعوانِهم كُفَّارٌ مِثلَهم . قالَ الشيخُ عبد اللطيفِ بنُ عبد الرحمنِ آل الشيخ رحِمه اللهُ تعالى: (فتَأمَّلْ قوله تعالى: {واتَّقُوا اللهَ إنْ كُنتُم مُؤمنينَ} فإنَّ هذا الحرفَ - وهو "إنَّ" الشَرطيَّة - تَقتَضي نفيَ شرطِها إذا انتفَى جوابُها , ومَعناه: أنَّ مَنْ اتَّخَذهم أولياءَ فليسَ بمُؤمنٍ) [15]. 7) قولُهُ تعالى: {ولو كانوا يُؤمنونَ باللهِ والنَّبيِّ وما أُنزِلَ إليهِ مَا اتَّخَذُوهُم أولياءَ ولكنَّ كثيراً مِنهم فاسقونَ } (المائدة: 81). قالَ شيخُ الإسلامِ في "مجموعِ الفتاوى" [16]: (فَذَكَرَ جُملةًًً شَرطيَّةًً تَقتَضي أنَّّه إذا وُجدَ الشَّرطُ وُجدَ المَشرُوطُ بحرفِ "لو" الَّتي تَقتَضي مَعَ انتفاءِ الشَّرطِ انتفاءِ المَشروطِ، فقالَ: {ولو كانوا يُؤمنونَ باللهِ والنَّبيِّ ومَا أُنزلَ إليهِ مَا اتَّخَذُوهم أولياءَ} فَدلَّ على أنَّ الإيمانَ المَذكُورَ ينفي اتِّخاذَهم أولياءَ ويُضادَّه، ولا يَجتمعُ الإيمانُ واتِّخاذُهُم أولياءَ في القلبِ) أهـ. ومَوضعُ الإستِدلالِ مِنْ هذهِ الآيةِ أنَّ أنصارَ الطَّواغيتِ وأعوانِهِم لو كانوا يُؤمنونَ باللهِ والنَّبيِّ والقرآنِ ما اتَّخذُوا الطَّواغيتَ أولياءَ، فاتِّخاذُهُم للطَّواغيتِ أولياءَ مِنْ دُونِ المُؤمنينَ يَنفي عنهُمُ الإيمانَ إذ لا يَجتمعُ الإيمانُ واتِّخاذُ الطَّواغيتِ أولياءِ في قلبِ مُؤمنٍ. 8) قولُهُ تعالى: {والذينَ كََفرُوا بعضُهُم أولياءُ بعضٍ إلاَّ تفعَلُوهُ تَكُنْ فِتنةٌ في الأرضِ وفسادٌ كبيرٌ} (الأنفال: 73)، وهذِهِ الآيةُ مِنْ أصرحِ الأدلَّةِ على أنَّ المُتَّخِذينَ للكُفَّارِ أولياءَ أنَّهم مِنهم وهُم مِثلُهم في الكُفرِ سواءً بسواءٍ ولذلكَ قالَ: {بَعضُهم أولياءُ بعضٍ}، فأنصارُ الطَّاغوتِ وأعوانِهِ مَا دامُوا يُوالونَ الطَّواغيتَ فَهُم مِثلُهم في الكُفرِ، حيثُ جَعلَ اللهُ الكُفَّارَ بعضُهُم أولياءُ بعضٍ فقَطَعَ ولايتَهم عنِ المُؤمنينَ، وقولُهُ: {إلاَّ تَفعلُوه تَكُنْ فِتنةٌ في الأرضِ وفسادٌ كبيرٌ} (الأنفال: 73). قالَ الشَّيخُ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشَّيخ: (وهلِ الفتنةُ إلاَّ الشركُ، والفسادُ الكبيرُ هَوَ انتِثارُ عِقد التَّوحيدِ والإسلامِ وقَطْعُ مَا أحكَمَه القرآنُ مِنْ الأحكامِ والنِّظام) [17]. 9) قولُهُ تعالى: {إنَّ الذينَ ارتدُّوا على أدبارِهِم مِنْ بَعدِ مَا تَبيَّنَ لهُمُ الهُدى الشَّيطانُ سوَّلَ لهم وأمْلَى لهم * ذلكَ بأنَّهم قالوا للذينَ كرِهُوا مَا نزَّلَ اللهُ سنُطِيعُكُم في بعضِ الأمرِ واللهُ يَعلمُ إسرَارَهم } (محمَّد: 25 - 26)، ومَوضِعُ الإستدلالِ في هذِهِ الآيةِ أنَّ المُرتدَّينَ قالوا للكافرينَ الذينَ كَرِهُوا مَا نزَّلَ اللهُ، {سنُطِيعُكُم في بعضِ الأمرِ}، فإذا كانوا قد أطاعُوهم في بعضِ الأمرِ صاروا به مُرتدَّينَ مع أنَّهم لم يُطيعُوهم في كلِّ الأمرِ، فكيفَ بمَنْ أطاعَهم في كلِّ أمورِهِم بلْ وناصرَهم وعاونَهم وسانَدَهم ووطَّد مُلكَهم وحَمَى دَولتهم، فمَن كانَ هذا حالُهُ فمِن بابِ أولَى أنْ يكونَ مُرتدَّاً. 10) قولُهُ تعالى: {يا أيُّها الذينَ آمنوا إنْ تُطيعُوا الذينَ كفروا يَردُّوكم على أعقابِكم فتنقَلِبُوا خاسرينَ * بلِ اللهُ مولاكُم وهَوَ خيرُ النَّاصرين} (آل عمران: 149 - 150). فأخبَرَ تعالى أنَّ المُؤمنينَ إنْ أطاعُوا الكافرينَ رَدُّوهم عن دينِهم لأنَّهم يَوَدُّونَ أنْ يَكفُروا ليكُونوا في الكُفرِ سواء، ولذلكَ لم يُرخص في طاعتِهم . ثم أخبَرَ أنَّه هَوَ سبُحانه مَولاهم وناصِرهم وهَوَ خيرُ النَّاصرينَ، وفي الآيةِ دليلٌ على أنَّ طاعةََ الكافرينَ ِردَّةٌ عن دينِ الإسلامِ لقولِهِ: {يَردُّوكُم على أعقابِكم}. 11) قولُهُ تعالى: {ألمْ تَرَ إلى الذينَ نافَقوا يَقولونَ لإخوانِهِمُ الذينَ كفروا مِنْ أهلِ الكتابِ لئنْ أُخرجتُم لنََخْرُجَنَّ معكم ولا نُطيعُ فيكم أحداً أبداً وإنْ قُوتِلتُم لنَنصُرنَّكُم واللهُ يَشهدُ إنَّهم لكاذبون} (الحشر: 10). فأفادت هذِهِ الآيةُ أنَّ المُنافقينَ إخوانُ الكُفَّارِ لأنَّهم وعَدُوهُم سِرّاً بالخروجِ معهم إذا قَاتلوا المُسلمينَ ولا يُطيعونَ أحداً ِسواهُم أبداً وَسينصُرونَهم في القتالِ والحربِ، فإذا كانَ كلُّ ذلكَ إنَّما كانَ سِرَّاً وَعَدَّهُ اللهُ نِفاقاً وكُفراً، فكيفَ بمَنْ أظهرَ ذلكَ صِدقاً واستَمَاتَ عليه، والمُهمُّ أنَّ أعوانَ الطَّواغيتِ وأنصاِرهِم كُفَّّارٌ لأنَّهم يُقاتِلونَ في سبيلِ أولياءِ الشَّيطانِ عِياذاً باللهِ مِنْ ذلك . 12) قولُهُ تعالى: {ولا تَركَنُوا إلى الذينَ ظَلَموا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ ومَا لكم مِن دُونِ اللهِ مِن أولياءَ ثُمَّ لا تُنصَرون} (هود: 113). فإذا كانَ مُجرَّدُ الرُكونِ إلى الذينَ ظَلموا قد جاءَ فيهِ هذا الوعيدِ الشّديدِ، مع أنَّ الرُكونَ قد يكونُ مِن نوعِ المُداهَنةِ، فكيفَ بمَنْ اتَّبَعهم على كُفِرهِم أو َرضيَ بأعمالِهم أو عاونَهم وأحبَّهم ونَصَرهم، فواللهِ إنَّه سَيكونُ مِثلَهم في الكُفِر مادامَ راِضياً بأعمالِهِم. ثمّ تأمَّل قولَه تعالى: {ومَا لكُم مِن دُونِ اللهِ مِن أولياءَ ثُمَّ لا تُنصرون}، فإذا كانَ مَنْ مَالَ إلى الظَّالمينَ واستعانَ بِهم قََطَعَ اللهُ وُلايَته عنه ولم يَكنْ ناصراً له، فكيفَ بمَنْ تَولاّهم وأعانَهم كأنصاِر الطَّواغيتِ وأعوانِهم. 13) قولُهُ تعالى: {يا أيُّها الذينَ آمنوا إنْ تُطِيعُوا فريقاً مِنَ الذينَ أُوتُوا الكتابَ يَردُّوكُم بعدَ إيمانِكم كافرينَ * وكيفَ تَكفرونَ وأنتُم تُتلَى عَليكُم آياتُ اللهِ وفِيكُم رسولُهُ ومَنْ يَعتَصم باللهِ فقدْ هُديَ إلى صراطٍ مُستقيم} (آل عمران: 100 - 101). فأخبرَ سُبحانَه وتعالى أنَّ المُؤمنينَ إنْ أطَاعُوا أهلَ الكتابِ رَدُّوهم عن دينِهم، ثُمَّ بيَّنَ أنَّهم كيفَ يَكفرونَ بعدَ أنْ هَداهُم للإيمانِ وفِيهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يَتلُوا عليهم آياتِه، ثُمَّ قالَ: {ومَنْ يَعتَصم باللهِ فقدْ هُديَ إلى صراطٍ مُستقيم}، فأفادت الآيةُ أنَّ المُطِيعينَ للكافرينَ لمْ يَعتَصمُوا باللهِ إذْ لا يَستَقيمُ في قلبِ ُمؤمنٍ الإعتصامُ باللهِ وطاعةُ الكافرين. ومَحلُّ الإستدلالِ مِنْ هذِهِ الآيةِ أنَّ الحُكَّامَ الطَّواغيتَ أطَاعُوا أولياءَهم مِنَ اليَهود والنَّّصارى وبالأخصِّ الأمريكان، فطَاعَتُهُم لليَهودِ والنَّصارى ِردَّةٌ ظَاهرةٌ عن دينِ الإسلامِ، ومَنْ أطاعِ المُطِيعينَ لليَهودِ والنَّصارى كانَ مثلَهم لإشتراكِهم جميعاً في طاعةِ الكافرينَ. واللهُ المُؤيِّدُ والمُوفِّقُ للصَّواب. [13] 6: 423: ط: مكتبة ابن تيميَّة [14] 6: 277 [15] أنظر الدُّرر السُنيَّة 8: 288 [16] 7: 17 [17] الدُّررُ السُنيَّة 8: 326 التعديل الأخير تم بواسطة أبو الشيماء ; 19-03-2014 الساعة 02:17 PM. |
#4
|
|||
|
|||
![]() اللهم يا مقلب القلوب و الابصار ثبت قلوبنا على دينك
و حسن طا عتك واختم با لصالحا ت اعما لنا وجزا كم اللة حسن الجزاء |
#5
|
|||
|
|||
![]() جزاك الله خيرا اخى سيف الاسلام ولكن اود انبهك لااشياء فى هذه الرسالة اولا هناك تناقض واضح وهو انك قلت من انواع الكفر الجهل فكيف تعذر مرجئة العصر اولا هم لم يفهموا الاسلام ويعتقدون ان الحكام مسلمين بل وهم من مشايخهم ويجوزون الكفر الصريح وهو التحاكم الى الطاغوت ويسعون فى تثبيت الحكام الكافرين المبدلين لشرع الله ويحكمون على المشركين عبدة القبور والاوثان بالاسلام ويستدلون بالشبه ويعذروهم بها واقول لك لاتنظر الى الامر من زاوية واحدة ولاتقدم قول عالم مهما كان على القران وارجع الى التفاسير وانشاء الله سوف يتبين لك الحق ووالله كفر مرجئة العصر وادعياء السلفية واضح كوضوح الشمس فى رابعة النهار لمن فتح الله بصيرته وهداه وجزاك الله خيرا ونفعنا بمواضيك الجميلة 0
|
#6
|
|||
|
|||
![]() السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احبتي هذه اول مشاركاتي في المنتدى اسأل الله ان تكون موافقه للدليل الصحيح اريد ان اعلق على استدلالات المؤلف وليس على رأيه النهائي في المسألة وانما على دلالة بعض الادلة التي ذكرها فأقول وبالله التوفيق: الدليل الاول/ ذكر فيه المؤلف ان الكفر بالطاغوت شرط في صحة الايمان وهذا حق لكن غاب عن المؤلف ان الكفر بالطاغوت على قسمين: بالعموم وبالتعيين 1- اما بالعموم فلا يعذر احد بتركه ويكفر تاركه 2- اما بالتعيين ففيه تفصيل وإلا لزم ان كل من جهل او اخطأ في اسلمة مرتد لإرجائه او تقليده او عدم علمه بكفره انه يكفر لأنه لم يكفر بالطاغوت, فالصحيح ان الذي يلزم هو الكفر بالطاغوت على وجه العموم وكذلك على وجه الخصوص لمن علم عمله الكفري وليس له أي عذر شرعي في عدم تكفيره فإنه يلزمه تكفيره والا كفر هو وهذا هو قول العلامة علي الخضير . الدليل الثاني/واكثر الادلة من بعده هي اكثرها في الموالاة وهي مسألة مهمه كالسابق إن لم تفصل فسوف تقع في الخطأ والزلل فموالاة الكافر على قسمين : 1- موالاة الكافر الاصلي : فما كان منها من قسم الموالاة الكبرى فهي كفر اكبر وما كان منها من الموالاة الصغرى فليست مخرجه من الملة 2- وهي عين مسألتنا موالاة المرتد المنتسب للإسلام : فهذه إن جهل ردته ثم والاه فلا يكفر وإلا لزم تكفير كل من ناصر المرتد في( تثبيت) حكمه وهو لا يعلم بردته سواء عمل في العسكرية او غيرها حتى من يدعو له من إمام وخطيب وعجوز وغيرهم وهذا التفصيل لم آتي به من كيسي وإنما هو قول العلماء قاطبة واكده الشيخ العلامة الخضير وراجعوا رسالته ( جزء جهل الحال ) هذا ما تيسر الان فإن اصبت فمن الله وحده وان اخطأت فمني والشيطان واستغفر الله منه والله اعلم . وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الكرام. |
#7
|
||||
|
||||
![]() السلام عليكم ..
موضوع مهم جدا للنقاش ..ولكن هناك بعض المصطلحات وردت في هذا الموضوع ولم أفهما مثل :" أدعياء السلفية " , "مرجئة العصر" , "جهمية الزمان" فمن هم المقصودون تحديدا بهذه الأسماء ؟
__________________
![]() |
#8
|
|||
|
|||
![]() الألباني كان من المرجئة هل هذا يعني أنه كافر وقد أفنى حياته كلها في الحديث وبيان صحيحه من ضعيفه ؟؟
أنا لا أؤمن بكلام المرجئة وأؤمن أن الإيمان اعتقاد وقول وعمل في نفس الوقت لا أؤيد المغالاة في التكفير فإنها مسألةٌ صعبة للغاية كيف لا والحبيب المصطفى قال بما معناه من كفر رجل فقد باء بهما أحدهما .. فعلينا أن ننصف في الأحكام فمهمتنا العبادة الخالصة لله لا تكفير البشر .. على الهآمش // أحب جدًا منهج القاعدة وأؤيدهم في كثير من منهجهم إلا قضية التكفير فتقوى الله تمنعني من مجاراتهم في ذلك أسأل الله أن يرينا الحق حقًا ويرزقنا اتباعه ةيرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه
__________________
![]() |
#9
|
||||
|
||||
![]() مع أنه لم يجب أحد على سؤالي السابق ..إلا أنني سأضيف سؤالا آخر .
فقد ورد قبل قليل أن الشيخ الألباني رحمه الله كان من المرجئة , فهل هناك ما يثبت صحة هذه الدعوى ؟ فما كنت أعلمه عن الشيخ رحمه الله أنه كان سنيا مدافعا عن السنة , وينكر على جميع المبتدعة ومن بينهم المرجئة . فمنه تعلمت انحراف أهل الارجاء وغيرهم من فرق الضلال والأهواء . وبعد هذا أخشى أن يظهر بعد أيام شخص يدعي أن الأمام أحمد بن حنبل رحمه الله كان معتزليا يقول بخلق القرآن !!
__________________
![]() |
#10
|
||||
|
||||
![]() مع أنه لم يجب أحد على سؤالي السابق ..إلا أنني سأضيف سؤالا آخر .
فقد ورد قبل قليل أن الشيخ الألباني رحمه الله كان من المرجئة , فهل هناك ما يثبت صحة هذه الدعوى ؟ فما كنت أعلمه عن الشيخ رحمه الله أنه كان سنيا مدافعا عن السنة , وينكر على جميع المبتدعة ومن بينهم المرجئة . فمنه تعلمت انحراف أهل الارجاء وغيرهم من فرق الضلال والأهواء . وبعد هذا أخشى أن يظهر بعد أيام شخص يدعي أن الأمام أحمد بن حنبل رحمه الله كان معتزليا يقول بخلق القرآن !!
__________________
![]() |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |