علاج الحسد في النفس - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         محرمات استهان بها الناس كتاب الكتروني رائع (اخر مشاركة : Adel Mohamed - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          الهوية الإمبريالية للحرب الصليبية في الشرق الأوسط (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          «ابن الجنرال» ونهاية الحُلم الصهيوني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          التغيير في العلاقات الأمريكية الروسية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          هل اقتربت نهاية المشروع الإيراني؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          الشيخ عثمان دي فودي: رائد حركات الإصلاح الديني في إفريقيا الغربية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          دور العلماء الرّواة والكُتّاب في نشأة البلاغة العربية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          مرصد الأحداث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          وقفات مع قول الله تعالى: ﴿وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          أصحّ ما في الباب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-11-2024, 04:12 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,446
الدولة : Egypt
افتراضي علاج الحسد في النفس

علاج الحسد في النفس
أ. أحمد بن عبيد الحربي

السؤال:
الملخص:
سائلة تشعر تجاه من هو أفضل منها بالحسد، وهي تكره ذلك الشعور، وتريد التخلص منه، وتسأل: ما الحل؟

تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


تفضَّل عليَّ الحق سبحانه بأنْعُمٍ كثيرة جدًّا، وكثيرًا ما شعرت أني أخذت الشيء الأفضل دون مَن حولي، والحمد لله، لكني عندما أرى غيري - ممن حولي تحديدًا - أحسن مني في شيء - خاصة في الأمور التي تهمني - أُحِسُّ بأني أحسده، أكره جدًّا هذا الشعور، ولا أعلم كيف أزيله من قلبي، أستغفر الله بعدها، وأدعو لهم بالتوفيق، ولكن الشعور ثابتٌ في قلبي ويزعجني جدًّا، فهل من سبيل إلى أن يكون قلبي نظيفًا بلا حسد ولا غلٍّ، أو أن الحسد موجود، ونحن مطالبون بهذه المجاهدة؛ لأني أكره حتى أن يأتي في ذهني أني أجاهد نفسي من الحسد؟ بارك الله فيكم.

الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
فمرحبًا أختي الكريمة، ونشكركِ على الثقة بهذا الموقع.

تطلُّع الإنسان إلى الارتقاء بمستواه وفي جوانب متعددة من حياته ليس معيبًا، بل هو علامة نُضج وإحساس بقيمة النفس، بل وعُلو في الهمة.

وحتى لا تنحرف هذه المَزِيَّة إلى سلوكيات خاطئة، لا بد من التعامل الجيد معها، وأن تكون دافعًا للارتقاء دون أذية للنفس أو للآخرين.

وقد لاحظتُ في مسيرتي الإرشادية بعض أصحاب الهمم العالية يُصابون بضعف لتقدير الذات، بل واحتقار للقدرات والنِّعم التي حباهم الله إيَّاها، فينزعون إلى طلب الكمال في كل شيء، ولا يُرضيهم من أنفسهم إلا تمام الأمور، فيحدث صراع داخلي وإرهاق للنفس، فالنفس قدمت الكثير دون شعور بالرضا.

وحتى لا تتحول هذه الصفة إلى طريقة تفكير خاطئة، وميزانٍ غير عادل، لا بُد من التجرد في النظر إلى الجهد المبذول، والمكتسبات كذلك، وعدم مقارنة النفس بالآخرين، بل السعي في تحسين الوضع قدر المستطاع، وعدم مطالبة النفس بما ليس بمقدورها، فقدرات الناس متفاوتة، وظروفهم متباينة، والله هو مقسم الأرزاق والمواهب؛ يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿ أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ [الزخرف: 32].

وجاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((انظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم؛ فإنه أجدر ألَّا تزدروا نعمة الله عليكم)).

ومهما حرصتِ أيتها الكريمة، فستجدين من يتفوق عليكِ؛ يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿ أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 54]، وتأملي النِّعَمَ التي حباكِ الله إياها وأكْثِري من شكره سبحانه، وسؤاله من فضله، وإذا رأيتِ من يفوقكِ في أي شيء، فاعتادي الدعاء له بالبركة؛ جاء في الحديث عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال: ((مرَّ عامر بن ربيعة بسهلِ بن حُنيفٍ، وهو يغتسل، فقال: لم أرَ كاليوم ولا جلد مخبأة، فما لبث أن لُبِط به، فأُتيَ به النبي صلى الله عليه وسلم، فقيل له: أدرك سهلًا صريعًا، قال: مَن تتهمون به؟ قالوا: عامر بن ربيعة، قال: علام يقتل أحدكم أخاه؟ إذا رأى أحدكم من أخيه ما يعجبه، فليَدْعُ له بالبركة، ثم دعا بماء، فأمر عامرًا أن يتوضأ فيغسل وجهه ويديه إلى المرفقين وركبتيه وداخلة إزاره، وأمره أن يصب عليه))؛ [رواه ابن ماجه (3509)، وأحمد (15550)، ومالك (1747)].

أختي الكريمة، روى ابن ماجه عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما: ((قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الناس أفضل؟ قال: كل مخموم القلب صدوق اللسان، قالوا: صدوق اللسان نعرفه، فما مخموم القلب؟ قال: هو التقيُّ النقيُّ، لا إثم فيه، ولا بَغْيَ، ولا غِلَّ، ولا حَسَدَ)).

اسألي الله سلامة القلب، وتمني الخير لمن حولكِ، واعتادي البذل ونفع الآخرين، وعودي نفسكِ إدخال السرور عليهم، فهذه من الأمور المعينة في ترويض النفس على الابتعاد عن الحسد، بالإضافة إلى إقبالكِ على ما ينفعكِ من خيري الدنيا والآخرة.

وختامًا: اعلمي أن تميز غيركِ لا يعني الانتقاص من قدركِ أبدًا.

سائلًا الله لكِ التوفيق والسعادة وسلامة الصدر، والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.38 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.71 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.38%)]