عبودية أولي العزم من الرسل عليهم السلام بأعيانهم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         ابتسامة تدوم مدى الحياة: دليلك للعناية بالأسنان في كل مرحلة عمرية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          كم يحتاج الجسم من البروتين يوميًا؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          أطعمة ممنوعة للمرضع: قللي منها لصحة طفلك! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          مكملات البروبيوتيك: كل ما تحتاج معرفته! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          التخلص من التوتر: دليلك لحياة متوازنة! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          أطعمة مفيدة لمرضى الربو: قائمة بأهمها! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          كيفية التعامل مع الطفل العنيد: 9 نصائح ذكية! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          كيف يؤثر التدخين على لياقتك البدنية وأدائك الرياضي؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          كل ما تحتاج معرفته عن لقاح السعال الديكي للأطفال والبالغين! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          لمرضى السكري: 9 فواكه ذات مؤشر جلايسيمي منخفض! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18-02-2023, 02:23 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,695
الدولة : Egypt
افتراضي عبودية أولي العزم من الرسل عليهم السلام بأعيانهم

عبودية أولي العزم من الرسل عليهم السلام بأعيانهم
الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي

قال سبحانه وتعالى مبينًا مراتب أوليائه: ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ﴾ [النساء: 69].

فالله قد رتَّب عباده السعداء المنعم عليهم أربع مراتب، وبدأ بالأعلى منهم وهم النبيون، وقد ورد في سبب نزول هذه الآية أن بعض الصحابة رضوان الله عليهم قد شق عليهم أن النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة يُرفع مع النبيين في الدرجات العلا، فتكون منزلتهم دون منزلته، فلا يَصلون إليه ولا يرونه ولا يجالسونه، فنزلت الآية[1].

ولقد ذكر الله تبارك وتعالى جملة من أنبيائه ورسله في سورة الأنعام، ثم قال في ختام ذكرهم: ﴿ وَكُلاًّ فضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ ﴾ [الأنعام: 86].

قال ابن سعدي رحمه الله: وكلًّا من هؤلاء الأنبياء والمرسلين فضلنا على العالمين؛ لأن درجات الفضائل أربع، وهي التي ذكرها الله بقوله: ﴿ وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ﴾ [النساء: 69]، فهؤلاء من الدرجة العليا[2].

وقال تعالى: ﴿ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ﴾ [آل عمران: 33].

قال الفخر الرازي مبينًا وجهَ التناسب والترابط بين هذه الآية وبين الآيات قبلها:
اعلم أنه تعالى لَما بيَّن أن محبته لا تتم إلا بمتابعة الرسل، بيَّن علو درجات الرسل وشرف مناصبهم[3].

وقد قال الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: ﴿ ‏فَاصْبِرْ كما صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ ﴾ ‏ [الأحقاف‏‏: 35‏] [4].

وقال الله في حق أول رُسله لأهل الأرض وهو نوح عليه السلام: ﴿ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ ﴾ [القمر:9]، فشرَّفه بعبوديته له سبحانه، وقال في وصف عبوديته وإيمانه: ﴿ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الصافات:81]، وقال في وصف عبوديته وشكره: ﴿ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا ﴾ [الإسراء:3]، وقال في حقه وحق لوط واصفًا عبوديتهما وصلاحهما عليهما السلام: ﴿ ضَرَبَ اللهُ مَثَلًا لِلذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ﴾ [التحريم:10].

وفي وصف أبي الأنبياء وخليل الرحمن قال تعالى: ﴿ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ [الصافات:81]، وقال في وصفه أيضًا ووصف بعض النبيين من ذريته: ﴿ وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ * إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ * وَإِنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ ﴾ [ص: 45 - 47].

وقال في وصف كليمه موسى بن عمران ووصف أخيه هارون: ﴿ إِنَّهُمَا مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الصافات:122]، وقال في وصف بيان أول ما نطق به عيسى ابن مريم عليه السلام في المهد أنه: ﴿ قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ ﴾ [مريم:30]، وقال عنه أيضًا: ﴿ لَنْ يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ ﴾ [النساء:172].

وقال في حقه أيضًا: ﴿ إِنْ هُوَ إِلاَّ عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لبَني إِسْرائِيلَ ﴾ [الزخرف:59].

"فجعل غايته العبودية لا الإلهية كما يقول أعداؤه النصارى"[5].

[1] تفسير الطبري: (5/ 104) و (حلية الأولياء) (4/ 240 و8/ 125)، و(أسباب النزول للواحدي) (ص: 94)، و(الدر المنثور) (2/ 182)، و (لباب النقول – بهامش الجلاليين) (ص: 174).

[2] تفسير ابن سعدي: (2/ 200).

[3] تفسير الفخر الرازي: (8/ 19).

[4] أولو العزم أي: أصحاب القوة في الدين والثبات عليه، والعزم في تبليغ دين الله لعباده والصبر عل ذلك، ولا نعلم نصًا صريحًا بتسميتهم بأولي العزم إلا ما دلل عليه بعض المفسرين حول الآيات التي ذُكِرُوا فيها. والله أعلم. والمشهور عند أهل التفسير أنهم خمسة وهم: الذين ذكرهم الله في سورة الأحزاب في قوله سبحانه: ﴿ ‏وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا ﴾ ‏[‏الأحزاب‏‏ : 7‏]‏ وذكرهم أيضًا في الشورى في قوله تعالى‏‏: ﴿ ‏‏شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ ﴾ ‏[‏الشورى‏‏ : 13‏]‏ وبعض المفسرين يرى أن الرسل كلهم أولو عزم وأن ‏‏﴿ مِن‏ ﴾ في قوله تعالى‏‏: ‏﴿ ‏مِنَ الرُّسُلِ ﴾‏[‏الأحقاف‏‏ : 35‏]‏ بيانية وليست تبعيضية، ومنهم من يرى غير ذلك.
ولمن أراد البحث المستفيض فالأقوال مبسوطة في مظانها عند أهل التفسير فليرجع إليها، والله تعالى أعلم. الباحث.

[5] مدارج السالكين: (1/ 102-103).




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.44 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.77 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.37%)]