أسير الحب (قصة) - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1168 - عددالزوار : 130835 )           »          3 مراحل لانفصام الشخصية وأهم أعراضها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          متلازمة الشاشات الإلكترونية: كل ما تود معرفته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          ما هي أسباب التعرق الزائد؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          أضرار الوجبات السريعة على الأطفال: عواقب يُمكنك تجنبها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          الوقاية من القمل بالقرنفل: أهم الخطوات والنصائح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          علاج جفاف المهبل: حلول طبيّة وطبيعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          الوقاية من القمل في المدارس: دليل شامل للأهل والمعلم! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          الوقاية من التهاب الكبد: 9 خطوات بسيطة لصحة أفضل! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          الوقاية من الجلطات: دليلك الشامل لصحة أفضل! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي
التسجيل التعليمـــات التقويم

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-06-2021, 03:55 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,851
الدولة : Egypt
افتراضي أسير الحب (قصة)

أسير الحب (قصة)
عادل عبدالله أحمد محمد الفقيه







رنَّ جرس هاتفها، فتحَت الهاتف، فإذا بزميلتها تُخبرها أنَّ نتيجة نهاية العام الدراسي قد ظهرَت البارحةَ.

فخرجت (روى) من المنزل راكبةً سيارتها، متجهة صوب كليَّتِها، وبينما هي مسرعةٌ كانت شاردة الذِّهن، تفكِّر في أمر نتيجتها؛ فهي في السنَة الأخيرة.

كانت تقود السيارة بدون شعور، وبينما هي على هذه الحالة، مرَّ شابٌّ يقطع الشارع فاصطدم بسيارتها، لم تَسمع إلَّا صوته، أوقفَت السيارة، رأَته والدماء تَنزف من أنفه وفمه.

حاولَت رفعَه إلى السيارة فلم تستطع، استنجدَت بالمارَّة، فَحُمِل إلى السيارة.

وفي أثناء سيرها صوب المستشفى، قال لها: اطمئنِّي؛ فإنِّي بخير، لا تقلقي أيَّتها الجميلة.

ما إن وصلَت به حتى أخذَه الأطبَّاء نحو غرفة العمليات؛ فحالَته خطيرة.

ظلَّت (روى) في صالة المستشفى حائرةً قلقة، تدعو اللهَ له بالشِّفاء.

وما هي إلَّا ساعة حتى خرجَت الممرِّضة تنادي: مَن له؟ إنَّه يَحتاج إلى الدَّم؛ فحالَته خطيرة.

سارعَت (روى) إلى المختبَر لتعطيه من دمها؛ فهي السَّبب فيما حصل له.

اتصلَت بوالدها، فطار كالبرق صوب المستشفى؛ خوفًا على فتاته الوحيدة، فما إن وصل إليها حتى انطلقَت نحوه باكية.

حكَت لوالدها ما حدث بالتفصيل، فطمأَنها قائلًا: خيرًا يا بنيتي، اذهبي إلى كليتك وأنا من أتولَّى الأمر.

ذهبَت (روى) صوب الكلية؛ لترى نتيجتها، كانت فرحتها عظيمة جدًّا، لكن ما زال في قلبها حسرةٌ وقلق؛ فلا بد أن تطمئنَّ على صحَّة من أَرْدَتْه أسير السرير.

عادت إلى البيت لتبشرَ أسرتها بما حصلَت عليه، فرِحت الأسرة، ولكنْ هناك سؤال قدَّمَته (روى)؛ فقلبُها نار تؤجِّجه الأحزان على ما خلفَت وراءها من حادث.

سألَت والدها: كيف حالَة الفتى، والدي؟
أجابها: إنَّه بخير؛ فلم أخرج من المستشفى حتى اطمأنَّ قلبي عليه، إنَّه شهم يا بنتي.

قالت (روى): كيف عرفتَ ذلك؟
فقال: عندما أفاق، رفض أن يذكر لضابط المستشفى مَن السَّبب فيما جرى له.

سارعت (روى) لتطمئنَّ عليه، فما إن وصلَت حتى قال لها: هأنا بخير، قلت لكِ: لا تخافي!
قالت: لِمَ لم تخبِر الضابطَ بما حدث؟

تبسَّم قائلًا: وما الذي سيصنع ذلك الضابطُ؟
هل ينقذ حياتي؟ أو يأخذني إلى مستشفًى لنَيل العلاج؟ هل يَصنع ما صنعتِ؟
تبسمَت قائلة: الحمد لله على سلامتك.

كانت (روى) تزوره كلَّ يوم، فما إن تأتي لزيارته حتى تذهب إلى بائع الورود لتأخذ باقةً من الورد لتسلِّمها بين يديه
.
وفي يومٍ من الأيام سلمَت له باقةً من الورد كالعادة ولكن هذه المرة، وضعت على ورودها ظرف وعليه رسالة ينتشر منها رائحة جميلة، كان مكتوباً عليها:

"عزيزي الغالي سمير أنقذت حياتك بعد أن كنت ملطخاً بالدماء رغم أنني كنت السبب في كل ما جرى لك، وها أنذا اليوم مرمية في شراك هواك فلم أنم الليل أرجوك أنقذ حياتي، فلا غنى لي بسواك"

تبيَّن لسمير أنَّ (روى) تعلقَت به كثيرًا، لكن هيهات أن يصل إليها؛ فوالدها رجلٌ ملياردير لا يبارى.

فهو متجنس في الولايات المتحدة الأمريكية، وابنته كذلك يتهافَت عليها أصحابُ الدولارات من كلِّ حَدَبٍ وصوب؛ فأنَّى له أن يصل إلى ما تَطلب منه؟ فلا مالَ ولا جنسية تَشفع له عند والدها.

لقد عرضتْ عليه الأمر مرارًا وتكرارًا؛ لكنه يرُد عليها: وهل يوافق والدك أن أكون لكِ الزوج وأنا لا أملك ما يُخرجني من المستشفى؟

فقالت: لا يهم المال إن كان قلبي قد تعلَّق بك.
فيرد: إنَّها دولارات كثيرة يا (روى)، لا أستطيع دفع مبلغٍ كبير، هذا إن وافَق والدك.

ردَّت: أنا أوفِّر لك المال؛ سأبيع كلَّ ما أملك من ذهب؛ فلديَّ الكثير.
فإذا ما رحلنا معًا نحو الغربة، فأنتَ من يعوِّضني كلَّ ما بعناه.

وما هي إلَّا أيام حتى تماثَل سمير للشفاء، فخرج من المستشفى قبل أن تَحضر (روى) لزيارته؛ لكنَّه ترك لها رسالةً كان نصها "إلى من أعزها كثيراً ، إلى ماء حياتي ومتنفسي الوحيد (روى) كنت أعرف ذلك كثيراً اعرف أنك قد تعلقتِ بي كثيراً وأنا كذلك لكنك تعرفين لم أبوح لك بحبي فأنتِ من أسرة راقية وما أنا إلا طالب في كلية الطب، لا أجد مصروفي اليومي لكن أُعَاهدك أني لن أتزوج امرأة حتى أراكِ أو أسمع عنك أنكِ قد تزوجتِ رجلاً غيري يسعدك".

وضع تلك الرسالة، وأخرج هاتفه، فأخرج شريحتَه ورماها؛ حتى لا تظل (روى) متعلِّقة به؛ فهو لا يطيق عذابها.

حان وقت الظهر، فجاءت (روى) كعادتها، لكنَّها وجدَت سريرَه فارغًا، سألَت الطبيبَ:
أين سمير؟
قال لها الطبيب: لقد ذهب وترك لك رسالةً.
أخذَت (روى) الرسالة، قرأَت تلك الأبيات، فاضَت دموع عينيها، أخرجَت هاتفَها لتتَّصل به، فردَّ الهاتف: (قد يكون الهاتف مغلقًا أو خارج نطاق التغطية).

حاولَت مرارًا.. لكن، لا فائدة.
كانت (روى) تعرف أنَّ سميرًا يحبُّها كثيرًا، لكنَّه أسير المال، لكنَّها لم تيئَس من البحث عنه، لقد بحثَت في كلِّ مكانٍ فلم تجد له أثرًا.

دارت الأيام، توجَّهَت (روى) نحو الغربة، وقلبها يَقطر دمًا لفراق مَن تحب، تقدَّم لخطبتها الكثير وهي ترفض، لكنَّها حتمًا ستَقبل رجلًا آخر.

تزوجَت شابًّا، عاشَت معه سنوات، وكأنها تعيش في جحيم.

اختلف معها زَوجها، فعلى إثر الخلاف توصَّلا إلى أن يَترك كلٌّ منهما الآخر.

عادت (روى) إلى اليمَن، وكلُّها عزيمة وإصرار على البحث عن سمير؛ هذا ما كان من (روى).

أمَّا سمير، فقد أكمل كليَّتَه (الطب)، وخرج على إثرها طبيبًا مشهورًا لا يفارِق أفواهَ المجتمع في مدينته.

وفي يوم من الأيام كانت (روى) راكبة سيَّارتَها، لفتَت نظرها لوحةٌ مكتوب عليها: (سارِع لحجز اسمك في أقرب وقت لدى الدكتور سمير؛ فالوقت محدود، احجز على الرقم التالي: ".........").

سألت (روى) عن هاتف الدكتور بطريقةٍ لا يعرفها، وهناك أرسلت له برسالة تذكره أيامها معه قائلة: "أما زال الدكتور سمير ماسكاً بعهدٍ فرضه على نفسه منذ حوالي عشر سنوات أما زال يذكر من أحب أم خانته ذاكرته".

كتبت الرسالة وأرسلت بها إلى جواله ثم أقفلت هاتفها.
أخرج الدكتور هاتفَه وقرأ الرسالةَ، أخذ الرقم ليتَّصل عليه، لكن هيهات أن يصِل إلى مراده، لقد تعذَّبَت (روى) كثيرًا.

حاول مرارًا لكن الهاتف يرد: (قد يكون الهاتف مغلقًا أو خارج نطاق التغطية).

ها قد طرقَت (روى) قلبَه من جديد.
وفي اليوم الثاني كتبت: "عزيزي سمير ما دام من تحب وفياً بعهده حتى يداهمه الأجل أما زلت وفياً كما عهدتك"

كتبت تلك الرسالة ثم أرسلت الرسالة وأغلقت هاتفها.
اتَّصل لكنها كانت تقفل هاتفها.

دخل الرسائل وكتب "لعمر الله أني باقٍ على العهد حتى تتزوجين أو يلحق أحدنا بربه
فإن كنت الأولى أقرر حينئذٍ وإن سبقتك فلك الخيار بمصيرك عزيزتي روى".

أرسل الرسالة تلقَّت (روى) الرسالةَ، وهناك اطمأنَّ قلبها أنَّ من تحب ما زال على العهد.
تقدمَت إليه كبقيَّة المرضى، عرفَته وهو لها منكرٌ.

سألها: ممَّ تشكين؟
أجابت: مرض مزمن في القلب.
أخذ القلمَ وبدأ يكتب لها في الورق إلى الفحص.

ردَّت: دَعك من هذه أيها الدكتور؛ إنَّه ألَم أَشكو منه منذ زمن.
فما إن أكملَت كلامَها حتى عرفها.
حكت له كلَّ ما صار معها.
تقدَّم سمير إلى والدها يَطلب يدَها، وعلى الفور وافق والدُها؛ كيف لا وهو دكتور قد طار صِيته في الأفق؟!
فكان اللِّقاء بعد الغياب، والعناق بعد الفراق، والقرب بعد البعد، غمرتهما المحبَّةُ والفرحة والسرور...


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.23 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.56 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.87%)]