اقتربي مني فالوصل طيب - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير سورة العاديات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          تفسير قوله تعالى: {ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          حذف الياء وإثباتها في ضوء القراءات القرآنية: دراسة لغوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 489 - عددالزوار : 200551 )           »          تفسير سورة النصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          المصادر الكلية الأساسية التي يرجع إليها المفسر ويستمد منها علم التفسير تفصيلا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          تفسير سورة القارعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          {ألم نجعل الأرض مهادا} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          تعريف (القرآن) بين الشرع والاصطلاح: عرض وتحرير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3120 - عددالزوار : 503971 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-04-2021, 05:43 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 168,443
الدولة : Egypt
افتراضي اقتربي مني فالوصل طيب

اقتربي مني فالوصل طيب
أ. سميرة بيطام




هي رسالة إلى كلِّ أختٍ مسلِمة عبر نِقاط المعمورة؛ مَن قرَأَت حرفي فأحبَّته واحترمَته، ودعَت لي عن ظهر الغيب، ففجَّرت حبِّي لها في الله، فكانت لها هذه الكلمات بمثابَة شكرٍ وعرفان.



لكِ أختي أن تقتربِي منِّي؛ لتَنْثُري حرفك فوقَ صفحتي بعد أن أكملتُ العتابَ والنَّقد، والشَّرحَ والختام، اقتربي منِّي وضَعي نقطةَ النِّهاية لِما كتَبتُ، ورتِّبي حروفَك كما تشائين، واترُكِيها تنطلق مِن وَحي إلهامك، ولا تضيفِي لها تعديلاً؛ فأنا أحبُّ الكلامَ كما هو، مِن غير شكرٍ مبالَغ فيه، ولا مَدح مطوَّل في أبعاده.



اقتربي منِّي؛ لتتعرَّفي عليَّ وجهًا لوجه، يَكفي أنَّ الوصل بيني وبينك طيِّب، كلُّه أخوَّة في الله وتَوافق في المبدأ والشعور، اقتربي منِّي على مَهلك وعلى راحتك، فإن شِئتِ جلسنا على حَصيرة فوقَ أرض بسِيطة لا زَرع فيها ولا حصًى؛ لنتكلَّم ونناقِش ما كتبتُ، لأنِّي من المؤكَّد سأستفيدُ من كلامك حتى لو ظنَنتِه بنفسك متواضعًا، وإن شئتِ جلَسنا على صَخرة نقابل سويًّا تمرُّدَ البحر في ثَورته، سنترك فسحةً من الحريَّة لقطرات الماء لتبلِّل قدمَينا الاثنتين؛ حتى نَشعر أنَّنا في استقرار وثِقة بموجٍ قادِم نحوَنا فقط ليدغدِغ الضَّحك فينا، لا تَقطعي شجونَ الماء حينما يرتَطم بالصَّخر، بل اتركيه يَفعل ما يشاء؛ فأنتِ اليومَ في رِحلة لراحة البال، وأنا اليوم في تفرُّغٍ بعيدًا عن الكتابة لحين أمتِّع نفسي بمشهَد الطَّبيعة الماجِن.



اقتربي واختاري لك مشروبًا عَطِرًا قد يَكون نفسه الذي سأختاره قهوةً دافِئة تُعاكِس برودةَ الجوِّ الذي يحضن فينا هدوءَنا، وقد تختارين لك مشروبًا آخر؛ حتى تستمتعي بحريَّة الاختيار، وأنتِ قد اخترتِ الاقترابَ منِّي في موعدٍ أرَدتيه لتُجالسيني وتَسأليني أسئلةً كثيرة، أنتِ لها في اشتياقٍ حتى تسمعي الجوابَ.



منذ سنوات لم أَمنح موعدًا لأحد؛ فقد غرقتُ في جوِّ التَّعَب والجدِّ معًا، فنسيتُ نفسي ونسيتُ نسمَة البحر، ولم أتذكَّرها إلاَّ بموعدك الذي أخذَني إلى الأمس؛ لأعيش لحظةً فارِقة من الرَّاحة وسُكونِ التَّفكير، فعلاً أنا بحاجة إليه بعد مَسيرة من الإبداع الذي نالَ مِن انفصالي عن واقعي؛ لأنتقِل إلى العالَم الآخَر من الجمال، فلو بقيتُ في عالمي لما أبدَعتُ، وفي هذا المقام يَطيب لي أن أشكرَك كثيرًا؛ لأنَّك أخَذتِني إلى العالَم الآخَر في مناسبة سعيدةٍ سأحتفظ بها لنفسي؛ لأنِّي فعلاً شعرتُ أنِّي إنسان وُلد من جديد وأنا أتبادَل معكِ وصلات الحديث؛ فمرَّة لأجيبَ عن أسئلتك ومرَّة لأبتسم فاصلاً خصصتُه لي ثمَّ أعود لك.



قد تسألينَني عن فحوى ذاك الفاصل؛ سأجيبك أنَّ تلك الابتسامة انطلقَت بإيحاءٍ من دموعٍ التفَّت في عيني، وأرادَت السقوطَ لكن ابتسامتي منعَتها؛ حتى لا تُثير فيكِ حَيرة أو تدفع بك لتسأليني سؤالاً آخر قد يُسكتني ولا أجيب، وقد كنتُ لبَّيتُ دعوتَكِ لأجلِ أن نتكلَّم ونتبادَل أطرافَ الحديث، وعليه لستُ أَقدر على أن أحرِمَك مِن سعادة ستَقتطِعينها من زمن عمرِك، وقد لا ألتقي بكِ مستقبلاً، فحِرصك واضحٌ أمامي أنَّك تريدين استغلالَ كل دقيقة بل كل ثانية؛ لذلك تجاوَزي عن فاصِلي ولا تُحدِّثيني كما بدأتِ، فتلك الفواصل هي لنفسي أمنحها متنفَّسًا حينما أشعر أنَّها ستظلُّ غريبةً حتى في المجالس والمحافِل والمسرَّات! نعم هكذا تعوَّدتُ وأرجو أن لا تَستوقفيني للسؤال في فاصلي.



مرَّة أخرى أقول لكِ: اقتربي وركِّزي على ما تُريدين؛ فلستُ أنا من سيدير الجلسةَ أو يضبط مستجدَّاتٍ قد تَطرأ فيها، كلُّ ما كان مِنِّي أنِّي منحتُ لنفسي جلسةً هادئة، وأنتِ مَن أخذتِ بشُرودي إلى حيث أرَدتِ، وكأنَّك قرأتِ أفكاري في نظراتي، ولم تقرَئيها في أَسطر صفحاتِ إِبداعي، ما كان عليَّ أن أشقَّ على نفسي هذا العناء، لكنَّه إدمان قلَم أَحَبَّ - ولا يَزال يحبُّ - أن يبدع رغمًا عنه ومِن غير مقدِّماتٍ للنجاح، فإصرار هذا القلم ليس هو إصراري في الحقيقة، لكنَّه عنفوان مبدأ ترَعْرع ونضج وحان نَثره على صفحاتٍ من مسيرتي.



أعتقد أنَّك استلطَفتِ صراحتي، وأخشى أن تَغرقي في نعيمِها وأنسى العودةَ إلى بيتي، لكن لا يهمُّك؛ فوقتُ الرَّحيل لا يَستأذِنني لأنَّ تلقائيَّتي في النُّهوض من مجلسي سببُها أنِّي أخشى أن يَستغرقني الهناءُ، فأكرِّر المجلس وألبِّي دعوات أَخواتٍ أُخرَيات، وقد ألِفتُ كسرَ الحزن بحرفِي وفي نَبرة من سكونٍ تَكفِيني علاجًا لآلامي.



إذًا اقتربي؛ فالوصل طيِّب ومِسْكُه في عبق نسيم الهواء يترأَّس المجلسَ في ومضاته، فلن يكون لكِ إلاَّ الاقترابُ وأخذُ مكانِك من الجلوس، ويا ليتَك تَرقُبين معي شمسَ الغروب في رحيلِها من أمام مجلِسنا الرَّائع، فلِلأخوَّة فَيضٌ من الطمأنينة لا يشعر بها إلاَّ من كانت له روحٌ طيِّبة وقلبٌ صافٍ متَّصلٌ بالله دومًا.



إذًا أختي: حَطِّمي قيدَ الحياء منِّي، واقتربي من مجلسي؛ فالحياةُ مدرسة كبيرة نتعلَّم منها دروسًا كثيرة، ولسنا نتَشابَه في تلقِّي العِبَر والدروس، فلا أنا ما أنتِ عليه الآن، ولا أنتِ ما عليه أنا في فاصِلي، لكن المهم هو أن نُغادِر مجلسَنا وقد اتَّفقنا على أن يَبقى قرارُ حياتِنا بأيدينا بعد نقاشٍ طويل بدَأتِه أنتِ بسؤالك عن كتاباتي، وانتهيتِ بتعلُّم العِبرة من هذه الحياة، وهي أن لا نيئس إن خَسِرنا جولةً من الكِفاح؛ فبقدر تفاؤلِنا ويقينِنا بالله سنربَح جولاتٍ أخرى.



في الختام:

شكرًا لأنك اقتربتِ وأخذتِ راحتك في مجلسك معي، والشكر موصولٌ لأنَّك شجَّعتِني أن أُواصل مسيرةَ الإبداع المتعِبة بنقدٍ مِن صدق، لم يكن لا مادحًا ولا مهدِّمًا؛ بل كان مصوِّبًا لي وباعثًا في نفسي امتنانًا للجميع دونما استثناء.



ألف تقدير وشكر للقرَّاء الكرام!




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.36 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.69 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.25%)]