الأسرة ذلك البناء الرباني - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         المبسوط فى الفقه الحنفى محمد بن أحمد السرخسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 511 - عددالزوار : 22759 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 78 - عددالزوار : 72979 )           »          حكم الإيثار بالقربات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          إفراد شهر رجب بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          حب المال وجمعه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          الزكاة والمجتمع المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 76 )           »          حسر الإنسان عن رأسه ليصيبه المطر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          قضاء أيام رمضان في الشتاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          مسألة في النذر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          الغسل يجزئ عن الوضوء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-12-2020, 05:24 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 168,584
الدولة : Egypt
افتراضي الأسرة ذلك البناء الرباني

الأسرة ذلك البناء الرباني
صفوت نور الدين

الحمد لله، والصلاة والسلام على خير خلقه محمد وآله وصحبه.
وبعد: ‏
فإن الله جلت قدرته جعل المؤسسات التربوية التي يعهد إليها بتربية الإنسان في ‏منهج الإسلام تتمثل في مؤسستين اثنتين هما: الأسرة، والمسجد. ‏
وقد جعل -سبحانه- الأسس التي تبنى عليها الأسرة أسسًا فطرية، والأسس التي ‏يبنى عليها المسجد أسسًا شرعية، وأيما مسلم نقل معه من المسجد الأسس الشرعية ‏إلى البيت سعد وأسعد البيت، بل سعد به البيت، وأيما عبد لم ينقل أسس ‏المساجد الشرعية إلى البيت فإنه لا يرى السعادة، بل يشقى، ويشقى به البيت ‏الذي يحيا فيه. ‏
وبيان ذلك أن الأسس الفطرية هي التي يشترك فيها المؤمن والكافر، والأسس ‏الشرعية هي التي بعث الله بها رسله وأنزل بها كتبه؛ أي تلك الأعمال التي يُثاب ‏عليها فاعلها من الله - سبحانه -. ‏
فالأسرة تتكون من زوج وزوجة، ثم يصبحا أبًا وأمًّا لأبناء وحفدة، فالرجل عندما ‏يكبر ولده ويبلغ مبلغ الرجال لا يرى غرابة ولا غضاضة في أن يطلب منه أن يختار ‏له فتاة يتزوجها، بل قد يكون الأب هو الذي يبدأ في العرض عليه إذا وجده ‏متشاغلاً أو خجلاً، بل ويستغرب منه التأخر في طلبه هذا، وكذلك الفتاة عندما ‏تبلغ مبلغ النساء لا يتعجب الرجل ولا تتعجب زوجه من أن خاطبًا طرق بابهم ‏يريد الزواج من ابنتهم؛ ذلك لأن هذا كله من الأمور الفطرية التي فطر الله الخلق ‏عليها: (فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ‏وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) [الروم: 30].
وتلك الأسس الفطرية فيها الميل الفطري من الرجل للمرأة، ومن المرأة للرجل لم ‏يأت بها الشرع إنما جاء الشرع بترويضها، فأمر الرجال والنساء بغض الأبصار، ‏وبيّن أن ذلك هو طريق حفظ الفروج: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا ‏فُرُوجَهُمْ) [النور: 30].
وكذلك: (وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ ‏وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنّ) [النور: 31]. ‏
وأمر كذلك المرأة بالحجاب، ونهاها عن التعطر إذا خرجت من البيت، ونهاها عن ‏الخضوع بالقول، حتى لا يطمع الذي في قلبه مرض، كأن الشرع جاء بالتدابير ‏الواقية التي يحمي بها العبد من نفسه التي بين جنبيه أن تزين له السوء، ومن ‏الشيطان الذي ينزغ في شهوته، ثم أمر بالزواج تحصينًا للفرج وغضًّا للبصر ‏وتكوينًا للأسرة وبناءً لها. ‏
بل إن الله -سبحانه- فطر الأم والأب على حب الأبناء، لذا فإنه لم يوص بالإحسان ‏إليهم كما أوصى بالإحسان إلى الوالدين؛ لأن حب الولد فطري وحب الوالد شرعي‏‏، فإذا أنفق الرجل على ولده أو سهر عليه فهذه أمور فطرية، والأم في ذلك أكثر، ‏تلك بعض الأسس الفطرية التي بنى الله عليها الأسرة. ‏
أما المساجد، فكل أسسها شرعية؛ فاتجاه القبلة في بناء المسجد: (فَوَلِّ وَجْهَكَ ‏شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ) [البقرة: 144].
‏والدخول إليها يسبقه الوضوء: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ ‏وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا) [المائدة: 6].
بل والدخول إليها ‏بالرجل اليمني والخروج منها باليسرى، والداخل لا يجلس حتى يركع ركعتين، ‏وينادى على الناس للصلاة في أوقات خمس معلومة، وللصلاة هيئة وعدد ركعات ‏معلومة. ‏
ويوم الجمعة ينادى على الناس للصلاة، فيحرم عليهم الاشتغال بالبيع والتجارة ‏‏، وسكوت المصلين عند الخطبة شرعي، والاستماع والإنصات للإمام إذا قرأ في ‏الصلاة فرض لازم لكل المأمومين. ‏
فهذه لمحة لبيان الأسس الفطرية للبيت، والشرعية للمسجد، فإذا جاء الرجل ‏إلى المسجد تعلم طريق الجنة في مرضاة رب العالمين، بأداء الأمانات التي عليه، ‏فيعرف أمانة الزوجة والولد، ويعرف أن الرفق بهم مهمة شرعية جاء بها الشرع ‏الشريف، ويتعلم آداب معاملة الزوجة وآداب تربية الولد، فإذا رجع إلى بيته ‏عمل ذلك وامتثله فأسعد بدخوله البيت كله زوجة وولدًا، عالمًا أنه ينال من الله ‏- سبحانه - الأجر على الرفق بالزوجة، والإحسان إلى الولد، فالزوجة تسعد، والله ‏يأجر، والولد يسعد، والله يأجر، فسبحان الله رزقنا الحسنات ليسعد الخلق. ‏
فإذا سألت الزوجة عن أفعاله وأخلاقه، أخبرها الزوج أن ذلك كله تعلمه في ‏المسجد، فإذا رأت سعادتها في وصايا المسجد أحبت المسجد قبل أن تعرفه، فإذا ‏أرادت أن تدخل المسجد تداركها الشرع بحديث: ((لا تمنعوا إماء الله مساجد الله))‏‏. ‏
وبحديث: ((إذا استأذنكم النساء إلى المساجد فلا تمنعوهن)). ‏
فتحضر المسجد وتشهد به الصلوات، وتستمع فيه المواعظ والدروس، وتتعلم فيه ‏أخلاقًا وآدابًا، فيكون من ذلك أن تعلم واجبها نحو زوجها؛ إذا نظر إليها ‏زوجها سرته، وإذا أمرها أطاعته، وإذا أقسم عليها أبراته، وإذا غاب عنها ‏حفظته في نفسها وماله، بل وعياله، وعلمت أنها إن ماتت وزوجها عنها راض ‏دخلت الجنة، وأنها إن باتت وزوجها عنها غضبان باتت الملائكة تلعنها حتى ‏تصبح. ‏
فبذلك يسعد الزوج مع الزوجة التي تعلمت ذلك وعملت به، ويتربى الولد على بر ‏الوالدين والإحسان والطاعة، والرضا والقناعة، كل ذلك حتى تثاب الزوجة من الله ‏ويُثاب الولد من ربه، فكأن الله يثيب الزوجة إذا أسعدت زوجها، والولد إذا بر ‏بوالديه، ويكافئ الزوج إذا أحسن إلى زوجته، ويثيب الوالدين إذا أحسنا تربية ‏الولد.
وهكذا نرى أن المساجد أسسها شرعية، والأسر أسسها فطرية، فمن نقل الأسس ‏الشرعية من المساجد إلى البيوت أدخل السعادة على البيوت وساكنيها، ثم ينقلب ‏إلى ربه يوم القيامة فيجد ذلك الخير في ميزانه عند الله يوم القيامة فيدخل الجنة، ‏فيسعد في الدارين سعادتين؛ سعادة دنيا بفطرة يشبعها كما أمر الله بشرعه، وفي ‏الآخرة لأنه عمل بشرع الله كما أمره. ‏
فاللهَ اللهَ في البيوت، واللهَ اللهَ في المساجد، عملاً بشرع الله والتزامًا بدينه. ‏

والله من وراء القصد.‏



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.96 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.29 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.27%)]