هواجس تقدم العمر - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4948 - عددالزوار : 2051553 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4524 - عددالزوار : 1319459 )           »          شرح زاد المستقنع في اختصار المقنع للشيخ محمد الشنقيطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 591 - عددالزوار : 334111 )           »          اكتشف الأسباب الخفية وراء انتفاخ البطن! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          الكافيين: فوائده، أضراره، والكمية الآمنة للاستهلاك يوميًا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          التعايش مع اضطراب ثنائي القطب: دليلك لحياة متوازنة! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          7 أطعمة تقوي العظام! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          نصائح بعد خرم الأذن: دليلك الشامل للتعافي بسرعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          ما هي فوائد التبرع بالدم؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          متى يكون فقدان الوزن خطير؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-10-2020, 10:59 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,341
الدولة : Egypt
افتراضي هواجس تقدم العمر

هواجس تقدم العمر


أ. سميرة بيطام



بمرور العمر شهورًا وأعوامًا يصبح لملامح الوجه تقاسيم أخرى، وبانقضاء الأعمال والطموحات يصبح للعقل فِكر آخر، وبنيل التعب حصة كُبرى من طاقتنا عبر مسيرة شاقة من المثابرة يُصبِح للركود منفذ في أجسادنا، كل شيء عادي بالنظر إلى تقدُّم السن لدى كل واحد منا، ولو أننا لا نَرغَب في أن نَكبَر سريعًا؛ فالصغير يُفضِّل أن يبقى بريئًا، والمراهق يختار له طاقة الشباب قوة دائمة له، ولكن لن نجد ما نريد، أو ما يُخالِف سُنَّة الله في خَلْقه.

يَقِل في الكبير ذاك الجهد المتوقِّد عطاء؛ ليكتفي بما يَقدِر عليه؛ لأنه فعلاً لا يَقدِر على أكثر من ذاك الحد، تغيب الابتسامة من في الصغير، أو ربما تتغيَّر ملامحها لتأخذ لها طابعًا آخر فيه الكثير من الاحترام وتقدير الغير؛ لأنه مُراقِب لكل سلوك نابع منه، إنه النُّضج والشعور بتفوُّق الرزانة على كل طيش أو شقاوة، إنها إرادة الله في الخِلْقة الآدميَّة أن كل عضو في الجسد يُساير ويُوافِق التغيرات بكل أبعادها بآليات الوظيفة فيها.

أحيانًا تتقدَّم المرأة أو الرجل إلى المِرآة لتتَبُّع تَغيرات التقاسيم البادية في الوجه، وتَغيُّر لون الشعر، وانكسار النظرات في تَعَبٍ كبير؛ غالبًا فالشعور النفسي أن الكِيان ككل قد كَبِر وتبدَّل يَبعَث ويثير الكثير من التوجس في ألا يَقدِر ذاك المخلوق المراقب لنفسه وجهًا لوجه أن يَخدُم نفسه مِثْل السابق، أو قد لا يجد مَن يتفهَّم قلَّةَ النشاط فيه؛ لأن معايير التعامل في المجتمع تؤخذ على أساس العطاء الشبابي الذي يمنح إشراقةً واضحة المعالم على الوجه خيرًا من تقاسيم السكوت والهدوء في الكِبَر، ولكن لهذا التقدم في العمر رسالة أخرى تحمل بين طياتها جمالاً من نوع آخر، إنها إضاءة الوجه من الرُّكون إلى العبادة أكثر بالبُعْد عن كل ما يُثير الأعصاب أو يوتِّر العقل، فليس معيار التعقل يؤخذ من قالب الضحكة المُرسَلة أو سرعة الخطى بقدر ما يُفْهَم من تعابير الرضا.

بالأمس كنا أطفالاً صغارًا، ثم بعدها انتقلنا إلى مرحلة الشباب النشيطة، وبعدها إلى مرحلة النضج والتعقل، كلنا ماضون على هذا التحول والانتقال عبر فترات تحوليُّة في أجسادنا وعقولنا وحتى في ردود أفعالنا، هكذا هي سُنَّة الحياة، فلا داعي لأن تملأ الهواجس قلوبنا خوفًا ورعبًا، وليتمَنَّ كل واحد فينا أن يَكْبَر على طاعة الله أكثر من ذي قبل، وأظنُّ أنه بقدر التقدم في العمر بقدر ما تُفهَم فصول وأساسيات الحياة على حقيقتها؛ حتى نرضى بما نحن فيه، ولنهيِّئ أنفسنا نفسيًّا لهذا التحول من غير مخاوف أو توجسات، فلن يبقى شيء على حاله، ولن يعود أصل إلى ما كان عليه في السابق؛ فدَورة الحياة في كل شيء على سطح الأرض هي في تحوُّل وتغيُّر، من النبات إلى الحيوان إلى أضعف الحشرات، واللب المُستخلَص من كل هذا التحول هو أن يُصحِّح كلٌّ منا مسارَه من الزلات بالاستغفار، وطلب العفو من الغير، والإكثار من العبادات، والتقرب إلى الله، وعلى الأخص الدعاء بحسن الخاتمة بقلب خاشع ومتضرِّع.

يقولون هل بَعْد الثلاثين مَلْعَبٌ
فقلتُ وهل قبل الثلاثين مَلْعَبُ

لقد جلَّ قَدْر الشيب إن كان كلما
بَدَتْ شَيْبة يَعْرَى من اللهو مَرْكَبُ

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.63 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.96 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.50%)]