دعوة إلى تهذيب النفس - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حقوق الطفل في الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          القواعد والضوابط الفقهية في الأعمال الخيرية والوقفية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 26 - عددالزوار : 11274 )           »          خادمتي مسلمة.. ولكن! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          سلوكيات غير صحيحة سائدة في حياتنا الأسرية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 4 - عددالزوار : 3602 )           »          المخدرات تحول المتعاطي إلى مجرم وتجعله مسخا مشوها عديم القيم!! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          الظاهر والباطن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الحيوانات المفترسة خطر داخل بيوتنا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          إثبات توحيد الربوبية والرد على الملاحدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 5 - عددالزوار : 1759 )           »          درر وفوائـد من كــلام السلف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 17 - عددالزوار : 15371 )           »          موقف الشريعة من إثبات النسب بالبصمة الوراثية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-08-2020, 03:38 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,941
الدولة : Egypt
افتراضي دعوة إلى تهذيب النفس

دعوة إلى تهذيب النفس


مصطفى قاسم عباس




إن أمر النفس البشرية لعجيب، جُد عجيب، والله -سبحانه وتعالى- هو الذي خلق النفس وسوَّاها، وألهَمهما فجورها وتَقواها، فالذي يزكي نفسه كان من الفائزين، والذي يُدسِّيها فهو من الخائبين.




وهذه النفس إذا لم يكبح صاحبها جِماحها، فإنها تسير به في مهاوي الضلال، وتزجُّ به في أوحال الرَّدَى، فتُبقيه أسيرًا عندها، متبعًا لشهواته وهواه، وغارقًا في بحار العصيان، ودائمًا تسوِّل له بأنه لا يزال على الشاطئ.




والنفس تزيِّن لصاحبها القبيح، فيراه جميلاً، وقد تشوِّه له الجميل، فيراه قبيحًا، وعلى كلٍّ، فعندما يرتكب الإنسان أمرًا خاطئًا، وجريرة عُظمى، فإنه بعد ذلك لا بد أن يعود إلى رشده، وعندما يعود إلى رشده، فإنه يخاطب نفسه قائلاً: ليتني لم أفعل كذا، وليتني لم أقم بكذا، ويكرِّر ما قاله السامري في سورة طه: ﴿ وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي ﴾ [طه: 96].




والنفس عيوبها كثيرة، فعلى المرء دائمًا أن يصلح هذه العيوب، وصلاحها يكون بالتزكية، والتحلي بالأخلاق الحميدة.




ومن عيوب النفس: إعجاب المرء بنفسه؛ حيث يظن المرء أنه أفضل من الجميع، فيتكبَّر على الآخرين، ويمشي الخيلاء، مُصعِّرًا خدَّه للناس، ومعجبًا بنفسه، ويظل سادرًا وهو لا يدري أنه يمضي في طريق الهلاك؛ لأن الإعجاب بالنفس إحدى المهلكات الثلاث، فعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((المهلِكات ثلاث: إعجاب المرء بنفسه، وشحٌّ مطاع، وهوًى متَّبع))؛ رواه البزار.




ومن عيوب النفس: أنها قد تكون حريصة كل الحرص على جمْع المال، والإكثار منه، وربما لا يبالي صاحبها أمِن حلال جمع ماله أم من حرام؟!




فعلى الإنسان أن يروِّض نفسه بالقناعة؛ لأن الحرص هو الفقر الحقيقي، والقناعة هي الغنى الحقيقي، وذلك كما قال عمرو بن مالك الحارثي في "نهاية الأرب في فنون الأدب":



الحرص للنفس فقرٌ والقنوع غنى

والقوتُ - إن قنعتْ بالقوت - يُجزيها



والنفس لو أنَّ ما في الأرض حِيز لها

ما كان - إن هي لم تَقنع - بكافيها








فكما تعوِّد نفسك فإنها تعتاد، فإذا رغَّبتها رغبت، وإذا ردَدتها إلى القليل قنَعت، كما قال أبو ذؤيب الهُذَلي:



والنفس راغبةٌ إذا رغَّبتها

وإذا تُردُّ إلى قليلٍ تَقنعُ






وهناك تشبيه قريب من هذا المعنى للشاعر البوصيري في ميميَّته المشهورة؛ حيث يقول:



والنفسُ كالطفلِ إن تُهمله شبَّ على

حبِّ الرَّضاعِ وإن تَفطمه يَنفطمِ






كما يحثُّ البوصيري في القصيدة ذاتها على مخالفة النفس، وعصيان الشيطان، حتى وإن تظاهرا بإخلاص النصح لك، وقدَّما لك صافي المحبة والوداد، فيقول ناصحًا:



وخالفِ النفسَ والشيطانَ واعصِهما

وإن هما محَّضاك النصحَ فاتَّهمِ






فعلى الإنسان إذًا أن يصون نفسه عن كل ما يُدنسها، وأن يرتفع بها إلى قِمم الفضائل والمزايا، وكلنا نحفظ البيت المشهور من سينية البحتري الذي يقول فيه:



صنتُ نفسي عما يُدنِّس نفسي

وترفَّعت عن جَدا كلِّ جِبسِ






والنفس البشرية قد لا تقبل النصح، وكثيرًا ما تماطل في اتباع الحق، وكثيرًا ما تسوِّف، وما أروعَ ما قاله موسى بن عمران المارتلي في أبيات تصوِّر حالة الإنسان مع نفسه، وكيف تُحدثه نفسه بطول البقاء، مع أن منادي الموت في كل يوم يناديه، فنراه يقول - كما في كتاب "المغرب في حُلى المغرب" -:



إلى كم أقولُ ولا أفعلُ

وكم ذا أحومُ ولا أنزلُ!



وأزجرُ عيني فلا تَرْعَوِي

وأنصح نفسي فلا تَقبَلُ



وكم ذا تُعلِّل لي ويحَها

بعلَّ وسوف وكم تمطلُ!








وعلينا ألا ننسى أن هناك بعض النفوس الكبيرة، والتي ولعِظَم هِمَّتها، وعُلوها، وسُموها، فإنها كثيرًا ما تُتعِب صاحبها، ولله درُّ المتنبي عندما قال:



وإذا كانت النفوس كبارًا

تَعِبت في مرادِها الأجسامُ






والحديث عن النفس وأنواعها يطول ويطول، ولكنها إحدى ثلاث: النفس المطمئنة، والنفس اللوَّامة، والنفس الأمَّارة بالسوء.




وعلى المرء منا أن يخاطب نفسه، وأن يَهمس في سرِّها بين الفَينة والأخرى:



كفى يا نفسُ ما كانا

كفاك هوًى وعِصيانا



خطوت خُطاك مخطئةً

فسرت الدربَ حَيرانا





ونختم بالدعاء الذي رواه الإمام مسلم، والذي كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعو به كثيرًا، فيقول: ((اللهم آتِ نفسي تقواها، وزكِّها أنت خير من زكَّاها, أنت وليُّها ومولاها)).



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.84 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.17 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.93%)]