|
الملتقى العام ملتقى عام يهتم بكافة المواضيع |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
![]() بُعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكارم الأخلاق ليصلح ويطهر نفوس الناس وأحوالهم، وليقَوّم سلوكهم، إلا أن المتأمل في أحوال المسلمين يرى هجراناً لبعض الأخلاق الراقية وانصرافاً عنها مع أهميتها في طريق التزكية والتربية، وضرورتها لبناء مجتمع صالح مصلح قوي مترابط كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً، ومن هذه الأخلاق المهجورة: الحزن والبكاء على النفس وعلى حال الأمة، وهذا ما سأنثره في الكلمات التالية: إن الذي يلقي بنظرة فاحصة على أحوال أمتنا يجد واقعاً مراً أليماً، تهتز له المشاعر، وتتفطر له القلوب، تدمع له العيون، وتقشعر منه الأبدان. فمن ولى بوجهه في كثير من بلدان المسلمين وجد للإسلام غربة، ولأهله كربة ونكبة، هناك أرواح تزهق في كل مكان، دماء تسيل لا تفتر، عظام تكسر لا تنجبر، أطفال تشرد، بيوت تهدم، بطون تتألم جوع، أعراض تنتهك، ثروات تنهب،أراض تغتصب، حقوق تهضم، شريعة معطلة، وفساد منتشر، ومنكر ذائع، وظلم شائع، أمة ضائعة بين الأمم، حكمها من تسلطوا عليها فباعوها لليهود والنصارى مقابل البقاء على كراسيهم؛ فشتتوا أمرها وضيعوا عزها وطمسوا مجدها، أهوال عظام وطوام جسام، تحزن القلب وتدمي الفؤاد، وتفتت الأكباد، لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، والإسلام يستغيث ولا مجيب، والمسلمون يذوقون الويلات، ويعانون الانهزامات والانقسامات والأزمات،لا يكادون ينسون مصيبة حتى تباغتهم أخرى، تتوالى عليهم المحن حتى تقول اللاحقة للسابقة: أختي.. أختي، أمة نائمة، لا تستفيد من تاريخ الحياة. لمثل هذا يذوب القلب من كمد إن كان في القلب إسلام وإيمان وقال مهتم بأمته مغتم بنكباتها، باك مشفق على أحوالها: أبكي وقلبي زاد في الأحزان مما أسمع بل أرى بعيان من حال أمتنا التي ما هزها ما يفعل الأعداء بالإنسان إن المؤمن الصادق الذي ينتمي إلى أمة المسلمين هو الذي يحزنه حال أمته، وتؤثر فيه آلامها، وتحز في نفسه وتؤرقه، وهو الذي يضع قضايا المسلمين في بؤرة شعوره ووجدانه وفي برنامج انشغالاته، وهو الذي يهتم ويغتم بمشكلاتهم وقضاياهم، يقول الرسول الكريم {: "من أصبح ولم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم" (رواه الطبراني والبيهقي عن أنس بن مالك). إن المؤمن الصادق الحاذق هو الذي يهتم بحال نفسه مع الله، ويحاسبها ويحزن إذا ضيعت فرائض الله وأهملت واجباته، وحادت عن جادة الصواب، وظلمت عباد الله، وغفلت عن ذكر الله، وفرطت في جنب الله، وإذا نسيت مصيرها وما ينتظرها فيه، أما أصحاب القلوب المنكوسة والأدمغة المشطوبة من ذكر الله والتفكر في المصير والتأمل في حال الأمة فهم أشباح وأجساد بلا أرواح، وقلوب خاوية وانتماء شكلي غير صادق. نضحك على أنفسنا وإن الذي يتأمل في أحوال كثير من المسلمين اليوم يجدهم منشغلين بالثقافة والفكر والحضارة والرياضة والفنون، والآداب الإنسانية والفلسفات الفارغة، وهوس العالم وأخباره، والعلوم الدنيوية المختلفة، لاهثين وراء المال والثروات والشهوات والنزوات، لاهين بالعمل والأزواج والأولاد والتوافه، منصرفين عن ذكر الله والدار الآخرة، ضاحكين غافلين، يزداد فرحهم ويتعالى ضحكهم كل حين غير مهتمين بحال أنفسهم مع الله. ألا يكفينا هذا الضحك الطويل؟ ألا نفهم أننا نضحك على أنفسنا وإن لم نشعر؟ ألا ندرك أن العالم كله يضحك استهزاء على أحوال المسلمين، متى نستيقظ من غفلتنا عن الله؟ متى تؤثر فينا أحوال أمتنا البئيسة؟ ألا إن الموقف موقف مراجعة ومحاسبة، وتوبة وأوبة، ونقد وتقويم وبكاء دائم، وحزن عميق على حالنا مع الله ومع حقوقه، ألا إن الحال حال جد وحزم وعزم [فاعتبروا يا أولي الأبصار (2)](الحشر). إن أخلاقاً كهذه للأسف تركها كثير من الناس، وهجرها كثير من المسلمين، وسكت عنها كثير من العلماء والخطباء والوعاظ والأدباء، وفرغت منها القلوب، مع أنها أخلاق قرآنية، وسجايا نبوية، وشعب إيمانية ومدارج إحسانية. إن الناس اليوم يحزنون ويبكون إذا ضاع منهم مال، أو فقدوا حبيباً، ويندمون إذا فاتتهم فرصة، ويأسفون إذا خسرت لهم صفقة، ويضحكون ملء أفواههم لمسرات الدنيا ومباهجها، ولا يحزنون على سوء حالهم مع الله، ولا يبكون على ذنوبهم وعلى أحوال أمتهم البئيسة التعيسة، ولا يندمون على ما فاتهم من الخير، ولا على ما فرطوا في حق الله. جاء عقبة بن عامر إلى رسول الله { يسأله: يا رسول الله، ما النجاة؟ قال: "أمسك عليك لسانك وليسعْك بيتك، وابك على خطيئتك." (رواه أحمد والترمذي والبيهقي). وقال عليه الصلاة والسلام: "طوبى لمن ملك نفسه، ووسعه بيته، وبكى على خطيئته." (رواه ابن حبان). حزن الدنيا والآخرة إن المؤمن ينبغي له أن يكون في الدنيا صاحب نفس لوامة، للخير تواقة، للقاء الله مشتاقة، وصاحب قلب مكلوم وفؤاد مهموم، كي ينجو من نار السموم، وتنجلي عنه أحزان الآخرة ويفوز يومها ويفرح؛ لأن الله عز وجل لا يجمع على المؤمن حزنين:حزن الدنيا وحزن الآخرة، قال الله عز وجل حاكياً عن الذين حزنوا في الدنيا وفرحوا يوم لقائه: [وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور ويقول الله عز وجل في حديث قدسي: "وعزتي، لا أجمع على عبدي خوفين، ولا أجمع له أمنين؛ فإن أمنني في الدنيا أخفته يوم القيامة، وإن خافني في الدنيا أمنته يوم القيامة." (رواه الشيخان، وأبو داود عن أنس). اللهم اجعلنا يوم القيامة من الآمنين. كان رسول الله { يحزن رقة لحادث ألم به، فيكون حزنه على عزيز انتقل من الدنيا، وهذا الحزن رقة بشرية مشتركة بين العباد مسلمهم وكافرهم، وهي مروءة، وكان رسول الله { يلازمه حزن آخر أعمق، حزن على النفس، وحزن على مصير أمته بعده في الدنيا والآخرة. عَظُم حزن الرءوف الرحيم وطال وتعمق على قدر عظمة ربه العظيم عنده، وعلى قدر تفكره وعمق ذكره، لما توفي ابنه إبراهيم عليه السلام بكى الرسول الكريم { وقال: "إن العين تدمع والقلب يخشع، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون"، وبكى وحزن كثيراً على عمه، وعلى زوجته خديجة رضي الله عنها سنة وفاتهما، حتى سمي هذا العام ب"عام الحزن"، وبكى عليه أزكى الصلاة وأتم التسليم في مواقف كثيرة، إنه حزن بشري رفيق، وبكاء رحيم رقيق، عواطف نبيلة يرعاها الإسلام، وأعلى منه مرتبة حزن الذاكرين الله الخاشعين لجلاله، حزن الواجلة قلوبهم من ذكر الله، اللينة منه، شتان بين حزن على الناس، وحزن خاشع لله، كلاهما رحمة، لكن رحمة بين الخلق والخلق،لا تستوي مع رحمة بين الخلق والحق سبحانه، هذه الرحمة الأخيرة وُفق لها ورُزقها الأنبياء والأصفياء والأولياء. عين بكت من خشية الله لا تدخل النار، تساوي في النجاء والعلاء عيناً سهرت حارسة في سبيل الله، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه يكون في ظل الله يوم لا ظل إلا ظل الله. الحزن على الحبيب المفقود، وعلى المؤمن رقة وعطف وهو خير، وخير منه حزن على أحوال الأمة وما تعانيه من ويلات ونكبات ومشكلات، وأفضل من ذلك حزن على النفس، وهذا هو الحزن النفيس المطلوب حزن على حالها ومآلها يوم تصير إلى الله، وتفكر في الأهوال التي تنتظرها يوم الحشر والحساب. |
#2
|
||||
|
||||
![]() صدقت اخى الكريم كل الحزن على حال الامة والمسلمين .... تغير القلوب وحال الناس ومتاعهم بالدنيا واللهو اصبح حال الامة محزن جزاك الله خيرا اخى الكريم ... جعله الله فى ميزان حسناتك.. |
#3
|
|||
|
|||
![]() اختى المشرفة الكريمة جزاكى الله خيرا على مرورك الذى اعتز به |
#4
|
||||
|
||||
![]() جزاك الله كل خير اخي الفاضل ان شاء الله ما تكتب بهذا اللون دمت في حفظ الله |
#5
|
||||
|
||||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم./
ان ما يحدث الان في بلاد الاسلام على وجه العموم دليل على صدق منهج الاسلام..لأن العالم لو كان كما نحب صلاحا و استقامة مع عزوفه عن منهج الله تعالى لقلنا انه لا ضرورة لهذا المنهج..اذن الذي يحدث في العالم الاسلامي أمر طبيعي والله تعالى أراد أن ينبهنا الى أننا ما دمنا تابعين فسيظل الفساد كما هو... قال تعالى(لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا)سورة المائدة/. فلكل أمة منهاجها الذي أرسله الله اليها بواسطة الرسل و الأنبياء...و نحن ارتضى لنا الاسلام./ فماذا فعلنا بالأمانة و ماذا فعل بها الحكام..../ لو أن كل واحد منا طبق الاسلام في نفسه وأهله والمقربين..لسقط الحاكمون بغير الاسلام وحدهم..و لو أن الحكام يعلمون أن الناس يحبون منهج الله لأنهم يرونهم يطبقونه في نفوسهم ..لتقربوا الى شعوبهم بتطبيق منهج الله لان الشعب طبق منهج الله فيما ليس للحكومات فيه دخل..ببساطة ان طبق الناس منهج الله فلن يصلوا الى الشرطة ولا الى المحكة ولا الى غيرهما لأن كل واحد يملك منهج الله و يعرف ما له و ما عليه./ الان نحن ابتعدنا عن منهج الله واتبعنا الكفار في كل مناهج الحياة و لم نحسن التطبيق ..لماذا..بكل بساطة أن منهجهم لم و لن يصلح للمسلمين...فأصبحنا وأمسينا نخبط خبط عشواء في ديننا ودنيانا (وكل ما ذكرته في موضوعك هو تفصيل لما أكتبه) الحل= ودونه و الله لن يجدي= هو الرجوع الى ما ارتضاه الله لنا./ و لله عاقبة الأمور/..(أبو الشيماء) |
#6
|
||||
|
||||
![]() السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته اخي الكريم مشكلتنا أننا لم نفهم الإسلام جيدا ولم نطبقوه في حياتنا الفردية أو الأسرية وبهدها المجتمع. ما زلنا ضائعين وأخذتنا دوامة الحياة المزيفة التي لا تنفعنا أبذا . مشكور اخي الكريم على الموضوع وأسأل الله أن يصلح حالنا وحال امتنا الإسلامية |
#7
|
|||
|
|||
![]() جزاكم الله خيرا على مروركم العطر (استاذى ابو الشيماء ومعلمتى ( اكرام ) ودمتم بود |
#8
|
|||
|
|||
![]() جزاك الله خيرا
لمست الجرح بارك الله فيك
__________________
![]() |
#9
|
||||
|
||||
![]() اقتباس:
نحن نكتب ونظل ننبح أصواتنا وكأننا ( بندن في مالطا )بالمصري الشيء اللي يستفزك فعلا أن الناس ولا هنا بارك الله فيك أخي يسري سلمت يمناك
__________________
الداء والدواء قال النبي صلى الله عليه وسلم: {إذا تبايعتم بالعينة(أي البيع المحرم - الربا-) وأخذتم أذناب البقر(أي اشتغلتم بالحرث عن الجهاد) ورضيتم بالزرع(أي صارت الدنيا همكم ورضيتم بها عن الآخرة) وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لاينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم}
تولبار إسلامي |
#10
|
|||
|
|||
![]() بورك مرورك استاذى الحبيب وجزاك ربى خيرا
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |