|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() إن الله يحول بين المرء وقلبه.. قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} (الأنفال:24)بدأت الآيات بالحث على الإسراع والمبادرة بالاستجابة لله ورسوله إذا ما دُعُوا إلى ما يحييهم، والمقصود بالإحياء هنا هو إحياء القلوب الذي لا يكون إلا بالإيمان ولوازمه كما في قوله تعالى: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا ۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (الأنعام:122) وحياة القلوب في الدنيا هي التي تضمن للمرء حياة النعيم المُقيم في الآخرة، فهو رابح في الدارين؛ لأنه يحيا حياة الكرام الآمنين المطمئنين في الدنيا والآخرة. أما النتيجة الحتمية للتقاعس عن الاستجابة لهذه الدعوة فقد تناولته الآية في قوله تعالى: {واعلموا أَنَّ الله يَحُولُ بَيْنَ المرء وَقَلْبِهِ}. فكثيرًا ما نجد أن معظم العصاة المفرطين يذكرون أن بداخلهم النية على التوبة في المستقبل، ومما لا شك فيه أنه يوجد بينهم الصادقون الذين يحملون قلبًا رافضًا للمعاصي، لكن لا يدعم هذا القلب عزيمة صلبة وإرادة قوية تترجم صدق هذا القلب إلى سلوك عملي. والمشكلة هنا لا تكون في التشكيك في صدقهم، فالله أعلم بهم، لكن المشكلة الكبرى التي لا يدركها العاصي الكاره للمعصية أن القلوب متقلبة وأن استمرار المعصية غالبًا ما يُحوّل القلب بعد ما كان يبغضها ومع الاستمرار يألفها، ولا يجد في ارتكابها غضاضة، بل إنه بطول صحبته للعصاة وتزيين الأمر له وتسويغهم لأنفسهم قد يصورون له أنهم على الصواب، وأن الذين اختاروا الطريق الآخر ما هم إلا مغفلون؛ لأنهم سلكوا طريق الصعاب والمشقة، ويجهل هؤلاء العصاة أو يتجاهلون قول النبي صلى الله عليه وسلم : «حُفَّتِ الجنَّةُ بالمَكارِهِ. وحُفَّتِ النَّارُ بالشَّهواتِ» الراوي: أنس بن مالك (صحيح مسلم ؛ رقم: (2822)). ورغم أن مشكلة الإنسان الأساسية تكمن في جهله بموعد الخاتمة، فهؤلاء الذين غطى الران قلوبهم فمهما طال بهم الأَجَل فهم يزدادون تمرغًا في الإثم بعد أن كانوا كارهين له في البداية ويحملون النية على تركه، ولكنهم نسوا أن القلوب بين إصبعي الرحمن لا يملك توجيهها إلا هو فمن استحق فالله يوجه قلبه نحو نعيمه، ومن لم يستحق وجهه إلى شقائه؛ لأنه هو العدل المطلق، فهو يمنح الجميع حرية الاختيار، فإذا ما اختار الإنسان لنفسه البداية لا يضمن اختيار النهاية؛ لأن الله سبحانه بعد طول إمهال يحول بين المرء وقلبه. فلينتهز كل منا الفرصة ويغتنمها ويختر لنفسه طريق الطاعة (بعون الله) قبل أن يجتمع عليه شيطانه وهوى نفسه وسخط الله. عابد غريب
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |