|
ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() مقدمة هامة في الاختلاط د. محمد رفعت زنجير الحمد لله وحده، خلق الزوجين الذكر والأنثى، ونظم العلاقة بينهما، فجعل اللقاء ضمن عش الزوجية، وشرع الفصل بينهما في ما لا ضرورة فيه، كوقت السلم وهو أطول الأوقات، وأجاز اللقاء في الظروف الاستثنائية، والضرورات الشرعية، بوجود محرم للمرأة، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [سورة النساء: 1]. والصلاة والسلام على سيد ولد آدم، الذي نصح الأمة، وحذر من فتنة النساء، فقال: (ما تركت بعدي فتنةً أضر على الرجال من النساء). وبعد: فإن الاختلاط من غير ضرورة عمل مذموم، يتمناه كل ضال وجاهل، ويرفضه كل حكيم وعاقل، فهل ثمة شيء أغلى على المرء بعد دينه من عرضه؟!، فكيف يقبل به وهو يخشى أن يجر إليه أبواب الرذيلة؟ إنه قد يكون مقدمة لما بعده... فليس كل الناس في عفة الصحابة رضي الله عنهم، ولا كل النساء في عفة مريم العذراء وأمهات المؤمنين، أو الرعيل الأول من الصحابيات رضي الله عنهن، والشيطان يلقي وساوسه، والنفس تتمنى وتشتهي، ولا يسلم في مزالق الفتنة والإغراء إلا الصالحون من عباد الله، أمثال سيدنا يوسف عليه السلام!. لقد وهب الله تعالى الرجل خصائص لم يهبها للمرأة، ووهب المرأة خصائص لم يهبها للرجل، فالمرأة كيان عاطفي ضعيف، ولكنه قاتل كما قال جرير: إن العيون َ التي في طرفها حورٌ ![]() قتلننا ثم لم يُحيين قتلانا ![]() يصرعن ذا اللبِّ حتى لا حَراكَ به ![]() وهن أضعفُ خلق اللهِ أركانا ![]() وأما الرجل، فهو صاحب عقل ودهاء، ولكنه أمام المرأة قد يكون أضعف الضعفاء، قال سهل بن هارون: قلبي إلى ما ضرني داعي ![]() يكثرُ أسقامي وأوجاعي ![]() كيف احترازي من عدوي إذا ![]() كان عدوي بين أضلاعي ![]() لذا كان لزاماً أن لا نجر الزوجين الذكر والأنثى إلى فتنة اللقاء في كل مكان!، حفاظاً عليهما من الفتنة والانزلاق، وذلك أن الرجل شاعر يجيد الكلام، والمرأة غادة تحسن الدلع، واللقاء هو شرارة الحريق الكبير الذي حذر منه شوقي عندما قال: خدعوها بقولهم حسناء ![]() والغواني يغرهن الثناء ![]() نظرة فابتسامة فسلام ![]() فكلام فموعد فلقاء ![]() ففراق يكون فيه دواء ![]() أو فراق يكون منه الداء ![]() فاتقوا الله في قلوب العذارى ![]() فالعذارى قلوبهن هواء ![]() وبفعل ما أصاب أمتنا من وهن حضاري، وتبعية للآخر حتى الذوبان فيه، فقد كثر الترويج للاختلاط هذه الأيام، فصارت المرأة موجودة في كل المرافق، اللهم إلا بيتها الذي يفتقدها أحياناً!، وصار الرجل بلا عمل أحياناً في عصر البطالة، فلا هو يستطيع أن يبني عش الزوجية، ولا هي تستقيل وتقعد في بيتها، وأدى هذا التغيير إلى اضطراب في الحياة الاجتماعية، وانقلاب أمور الناس رأساً على عقب!، وأدى هذا إلى مزيد من التقهقر والتراجع الحضاري لهذه الأمة، وأصبح حال الأمة يشبه ما أورده الأرجاني في وصف زمانه: هذا زمانٌ على ما فيهِ من كدرٍ ![]() يحكي انقلابَ لياليهِ بأهليهِ ![]() غديرُ ماءٍ تراءى في أسافلِهِ ![]() خيالُ قومٍ قيامٍ في أعاليهِ ![]() فالرجلُ تبصرُ مرفوعاً أخامصها ![]() والرأسُ يوجدُ منكوساً نواصيهِ ![]() صابرْ زمانَك تعبرْ عنك شدتُهُ ![]() وأمهلِ الرفقَ يخلصْ منه صافيهِ ![]() يتبع
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
![]() إن أمتنا الآن هي في أقصى درجات التخلف العلمي والصناعي والحضاري!، وقد ركز دعاة التحديث والتغريب على الاختلاط والسفور سبيلاً لخروج الأمة من أزمتها، فهل الاختلاط هو سبيل خروج الأمة من واقعها المرير؟! وهل الاختلاط مظهر حضاري راق، أم هو مظهر سلبي من مظاهر الحضارة الحديثة؟، هل التبرج والسفور من علامات التقدم، أم علامات نكسة في الفطرة والأخلاق؟، وهل إذا شجعنا الاختلاط في المدارس والعمل ومؤسسات المجتمع سنكون مثل الأوروبيين، أم مثل فقراء اليهود لا دنيا ولا دين؟!. هل ستصبح خزائن المسلمين ملأى بالأموال؟، وتذهب مشكلاتهم أدراج الرياح؟، أم سيزدادون تيهاً وضياعاً ومشكلات؟!. إن الاختلاط لم يكن عملاً إيجابياً بقدر ما كان سلاحاً فاتكاً للغواية والإغراء، والضياع والهلاك، بواسطته عاش الناس في دوامة، يظنون أنفسهم في برج الحضارة، وهم في القاع، ويحسبون أنهم تقدموا نحو حضارة لندن وباريس، وفي الحقيقة هم قد انتكسوا نحو الجاهلية الأولى... الحضارة هي صناعة الإنسان.. صناعة الرغيف.. بناء المدن.. احترام القانون.. تكافؤ الفرص.. العدل والمساواة.. الاكتشاف العلمي.. الإبداع.. إيجاد الحلول المستقبلية لمشكلات البشر الحالية... وهي قبل هذا كله معرفة الله وتقواه... وليست هي كسر الحاجز بين الذكر والأنثى، وغناء ورقصاً وتبرجاً، كما هو الحال في عالمنا العربي!، حيث من ينظر إلى فضائياته يظن أننا أسعد الناس، إذ تكاد لا تجد فيها غير تصفيقٍ وغناءٍ ورقصٍ ولهوٍ ومجونٍ ليلاً ونهاراً، بينما يموت الناس على الأرصفة جوعاً وفقراً، وقد داست كرامتهم جيوش الاحتلال!. إن نقل التكنولوجيا الغربية أمر صعب، يحتاج إلى أولي العزم، وليت دعاة التقدم والتطوير اهتموا بذلك، بدلاً من أن ينقلوا لنا أسوأ ما في مدنية الغرب من لهو ومجون، واختلاط وفساد، وكأن هذا هو سبيل الحل لمشكلاتنا، والقضاء على آلامنا!. بقي أن ننبه إلى خطورة دعوة الاختلاط، فهي كالأفيون، الذي قد يجد متعاطيه معه خدراً وراحة، وهي في حقيقتها ليست إلا تلفاً للمخ والأعصاب، وقتلاً للمال والوقت، وهروباً من مواجهة الواقع... وقد استخدم الاختلاط في المجتمعات المتخلفة كوسيلة لتخدير القطعان البائسة، لكي تعيش في غيبوبة عن آلامها وجراحها، فلا تفكر بالنهضة والتغيير ذات يوم!، فتكون كما قال جرير: ويقضي الأمر حين تغيب تيمٌ ![]() ولا يستأذنون وهم شهودُ ![]() وإذا ابتلي المرء بجو الاختلاط، أو نشأ فيه واعتاده، أو مال إليه وأحبه، فليثبت ولا ينزلق، وليتذكر قول إبراهيم بن محمد المهلبي: أهوى الملاح وأهوى أن أجالسهم ![]() وليس لي في حرامٍ منهم وطر ![]() كذلك الحب لا إتيان معصيةٍ ![]() لا خير في لذةٍ من بعدها سقر ![]() أجل والله لقد صدق الشاعر، فإنه لا خير في لذةٍ من بعدها سقر!!.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |