|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() أبي سيطلق أمي بعد 24 عاما من الزواج! أ. شريفة السديري السؤال ♦ ملخص السؤال: شابٌّ يحكي مشكلة بين والده ووالدته، فوالده يريد أن يطلق أمه بعد 24 عامًا من الزواج، ويسأل عن نصيحة يحاول بها أن يوفق بينهما حتى لا ينهار البيت. ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. لدي مشكلة مع والديّ، فأبي وأمي متزوجان منذ 24 عامًا، لكن أبي من النوع الذي لا يعترف بخطئه، ويتعب أمي ويغضبها ويشتمها، وإذا قدمت له أي شيء لا يعجبه. يريد من أمي أن تطيعه في كل شيء، في كل صغيرة وكبيرة، بدون نقاش أو تفاهم، فحياتُه تتلخَّص في: افعلي كذا، ولا تفعلي كذا، بدون مُعارَضة! لا توجد علاقة مودة ورحمة بينهما ألبتة، وهما على هذه الحال منذ سنين طويلة، وللأسف أبي يزداد في تضييقه على أمي يومًا بعد يوم، وأمي لَم تعُدْ تتحمَّل. في إحدى المرات مرِضتْ مرضًا شديدًا، والحمدُ لله نَجَتْ مِن الموت بلُطْف الله بها، والآن تُريد أن تبقى في البيت لتخدمه وتخدم أبناءها بدون أن تتدخَّل في شؤونه، أو يتدخل في شؤونها، لكنه يُهَدِّد بإنهاء العلاقة الزوجية وطلاقها. فبِمَ تنصحون؟ وجزاكم الله خيرًا الجواب أهلاً بك سيدي الكريم في شبكة الألوكة. ما تحملتْه والدتك وتتحمله حتى الآن هو أمرٌ صعبٌ، وقاسٍ جدًّا، و24 سنة هي فترة أكثر مِن طويلة! صحيح أنه زوجها، وعليها طاعته، لكن طاعة الزوج لا تكون أبدًا بهذه الطريقة. وقد جاء في فتاوى الشبكة الإسلامية: "طاعةُ المرأة لزوجِها ليستْ مُطْلَقَة، وإنما هي طاعةٌ مُقَيَّدةٌ بثلاثة أمور: الأول: ألا تكون في أمرٍ فيه مُخالَفةٌ للشرْع؛ فعن عليٍّ رَضِيَ الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ((لا طاعة في مَعصيةٍ، إنما الطاعةُ في المعروف))؛ متفق عليه، فيَحْرُم على المرأةِ أن تطُيع زوجها في فِعلٍ مُحَرَّمٍ، أو ترْكِ واجبٍ. القيد الثاني: أن تكونَ في استطاعة الزوجة، ولا يلحقها فيها ضررٌ؛ لقول الله تعالى: ﴿ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ﴾ [البقرة: 286]، وقوله تعالى: ﴿ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ﴾ [الحج: 78]، ولقوله صلى الله عليه وسلم: ((إنما الطاعة في المعروف))،وقوله صلى الله عليه وسلم: ((لا ضرَرَ ولا ضرار))؛ رواهمالكوأحمدوابن ماجه، وصححهالألباني. والقيد الثالث: أنها لا تكون واجبةً إلا في أمور النكاح وما يتعلق به، قال ابن نُجَيْم الحنفي: لأنَّ المرأةَ لا يجب عليها طاعةُ الزوج في كلِّ ما يأمر به، إنما ذلك فيما يرجع إلى النكاح وتوابعه، خصوصًا إذا كان في أمره إضرارٌ بها. اهـ. ونُنَبِّه إلى أن الأصل في علاقة الزوجين إحسان العِشْرة، والتغافل عن الهفَوات، والحرص على ما يجلب الأُلْفَة والمودة." انتهى. وبناءً على الكلام السابق، فإنَّ والدتك لا يجب عليها طاعة والدك؛ لأنها تتوافق مع القيد الثاني: أن تكون طاعة الزوج في استطاعة الزوجة، ولا يَلْحقها فيه ضررٌ، ووالدتُك صار الضررُ الذي يلحقها ويؤلمها كبيرًا جدًّا، وربما كان هو السبب في مرَضِها الذي تكلمتَ عنه! ومع كل ما تقوم به والدتك مع والدك، فإنَّ مِن أبسط حقوقها أن ترى عرفانًا وشكرًا لجهدها وصبرها، فإن لم تَرَ ذلك فعلى الأقل لا تسمع ما يؤذيها ويُزعجها ويكسر قلبها. المشكلة الآن أن والدك ووالدتك كبرَا في السنِّ، فلا هي تستطيع التحمل أكثر، ولا هو الذي قد يتغير الآن! ما الحل إذًا؟ ربما تستطيعون أن تدْخُلوا لوالدكم مِن باب المرض، وأن والدتكم مريضة، ولم تَعُدْ تحتمل، وصراخه قد يتعبها أكثر، وقد تموت بسببه، وربما إن استطعتم أن تَجْعلوا طبيبها يتحدث معه، فربما كان ذلك أجدر بإقناعه وإجباره على التغيُّر خوفًا عليها. وإن لم يتغيَّر أو رفَض كلامكم، فربما استعنتم بمن يثق به والدكم ويُقدره ليتحدَّث معه في هذا الشأن. وإن لم يسمعْ مِن أحدٍ، ورفض تمامًا أن يُغَيِّر طريقته وأسلوبه، وقرَّر أن يُطَلِّقها - كما يُهَدِّد دائمًا - فلن يكون هناك خيارٌ آخر، والقرارُ حينها يَعود لوالدكم. ربما كان مجرد كلام وتهديد، وحين يرى والدتكم مُستغنية عنه، ولا تخاف مِن أن يُطَلِّقها سيتراجَع عن الأمر، أما إن كان جادًّا في كلامه، فكما قلنا: الخيارُ يعود لوالدكم. وربما قد يَسْهُل أمر الطلاق على والدتك أو يصعب، بناءً على وضْعك أنت وإخوتك إن كان لديك إخوة، هل أنت مُتزوج؟ هل وضعك المادي جيد؟ هل تسكن في بيت مستقل؟ هل لديك القدرة والوقت والجهد لترعى والدتك؟ هذه الأمور تُحَدِّد ما إذا كان وضْعُك يسمح أن تسكنَ والدتك معك في بيتك، وتتكفَّل أنت بمصاريفها ومتطلباتها أو لا. إن استطعتَ أن تقومَ بكلِّ مُتطلبات وأمور والدتك وتكفيها هَمَّ المستقبل والتفكير فيه، وهم حاجتها لوالدك، وتضمن لها حياة مريحة هانئة مُسترخية، فأجْرُك سيكون عظيمًا عند الله سبحانه وتعالى. أما إن لم تستطعْ، وكان صعبًا عليك، فمِن الأفضل أن تحاولَ قدْر استطاعتك أن تجد حلاًّ جذريًّا وقويًّا للأمر، لترتاح والدتك، ويخفَّ عنها ضررُ والدك، ويهدأ هو، ويعيشَا بسلام وهدوءٍ بقية حياتهما. أسأل الله لوالديك الراحة والاطمئنان، والعيش بسلام وسكينة وراحة بال وشكرًا لثقتك في الألوكة، وننتظر أن تُوافينا بأخبار والدتك وتطمئننا عليها
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |