حدود المزاح في الإسلام - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         انت أخي في الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          الفساد الأخلاقي ...عند غياب الرقيب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          كن نبيهاً ذكياً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          آية الإسراء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          مستقبل اليهود كما تحدده سورة الأعراف والإسراء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          طاهر بن الحسين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          إسلام حمزة رضي الله عنه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          تاريخ المسلمين في القرم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          مصنع الحياة - الزواج الطريق القويم للمتعة الحلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          أبناؤكم يبثون همومهم إليكم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-11-2020, 09:30 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,777
الدولة : Egypt
افتراضي حدود المزاح في الإسلام

حدود المزاح في الإسلام


كيندة حامد التركاوي







مما يتصل بطيب النفس، حب الدعابة البريئة، والمزاح مع الأصحاب والمترددين عليه، فقد كان صلى الله عليه وسلم يحب الدعابة ويبتسم للنكتة اللطيفة، ويمازح أصحابه ويداعبهم بالنكات اللطيفة.


وإن أصحاب النبي قالوا له: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ تُدَاعِبُنَا. قَالَ: (إِنِّي لاَ أَقُولُ إِلاَّ حَقًّا). مَعْنَى قَوْلِهِ إنَّكَ تُدَاعِبُنَا إِنَّمَا يَعْنُونَ: إِنَّكَ تُمَازِحُنَا [1].


والمِزاح: بكسر الميم، الانبساط مع الغير من غير تنقيص أو تحقير له. والمزاح إن كان في جو الاحترام وضمن ضوابط الأدب والشرع جائز بين الفينة والأخرى في زمن يسوده التوتر والعصبية وتقطيب الجبين، مع أن الدين الإسلامي دين السماحة والبشاشة وطلاقة الوجه. ولكن البعض يتخذ من المزاح ديدنه وسمة مميزة له، فالمزاح الدائم يُسقط الهيبة، ويُخِلُّ بالمروءة، ويُفقد احترام الآخرين.


والمقصود أن المزاح لا ينبغي الإكثار منه، ولا الإسفاف فيه. أما ماعدا ذلك فيحسن؛ لما فيه من إيناس الجليس، وإزالة الوحشة، ونفي الملل والسآمة [2].


وقال بعض الحكماء: (من كثر مزاحه زالت هيبتُه).


قال سعيد بن العاص[3] لابنه: اقتصد في مِزاحك فإنَّ الإفراط فيه يُذْهِبُ الْبَهَاءَ، وَيُجَرِّئُ عليك السفهاء، وإن التَّقصير فيه يَفُضُّ عنك المؤانسين، وَيُوحِشُ مِنْك الْمُصَاحِبِينَ [4].

وقال أحد الشعراء:
أَفْدِ طَبْعَك الْمَكْدُودَ بِالْجِدِّ رَاحَةً
يُجَمُّ وَعَلِّلْهُ بِشَيْءٍ مِنْ الْمَزْحِ

وَلَكِنْ إذَا أَعْطَيْتَهُ الْمَزْحَ فَلْيَكُنْ
بِمِقْدَارِ مَا تُعْطِي الطَّعَامَ مِنْ الْمِلْحِ




وأما المزاح المُؤذي المُغير للقلوب الموجس للنفوس فإنه لا ينفك عن تحريم أو كراهية، وإنما كان النبي صلى الله عليه وسلم يمزح جبرًا للممزُوح معه وإيناسًا وبسطًا، كَقَوْلِهِ لِأَخِي أَنَسِ بْنِ مالِكٍ: عَنْ أَنَسٍ قَالَ إِنْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَيُخَالِطُنَا حَتَّى إِنْ كَانَ لَيَقُولُ لأَخٍ لِى صَغِيرٍ: يَا أَبَا عُمَيْرٍ مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ .[5]


وشرط المِزاح المُباح أن يكون بالصدق دون الكذب. قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: لاَ تُمَارِ أَخَاكَ وَلاَ تُمَازِحْهُ وَلاَ تَعِدْهُ مَوْعِدَةً فَتُخْلِفَهُ [6].


قال العلماء: المزاحُ المنهيُّ عنه، هو الذي فيه إفراط ويُداوم عليه، فإنه يُورث الضحك وقسوة القلب، ويُشغل عن ذكر الله تعالى والفكر في مهمات الدين، ويؤول في كثير من الأوقات إلى الإيذاء ويُورث الأحقاد، ويسقط المهابة والوقار.


فأما ما سلم من هذه الأمور فهو المباح الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله، وإنما كان يفعله في نادر من الأحوال لمصلحة وتطيب نفس المخاطب ومؤانسته، وهذا لا منعَ منه قطعًا، بل هو سنّةٌ مستحبةٌ إذا كان بهذه الصفة [7].


ويجب تربية الأبناء على الوقار والأدب، أما الوقار فوضع الكلام موضعه، وأما الأدب فمسايرة الناس بالمسالمة والاحترام، فهذه الأخلاق تسمى الرزانة، وهي ضد السخف الذي نهى عنه النبي الكريم.


[1] الترمذي، سنن الترمذي، كتاب البر والصلة (1897 /2035)، باب ما جاء في المزاح (57)، حديث (19889)، 563.

[2] الحمد، محمد بن إبراهيم، سُوء الخُلق، الرياض، وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، ط1، 1425هـ/1995م، 48.

[3] سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي، وأمه أم كلثوم بنت عمرو العامرية. ولد عام الهجرة، كان سعيد من أشرف قريش وأجودهم وأفصحهم، وهو أحد الذين كتبوا المصحف لعثمان بن عفان، واستعمله عثمان على الكوفة. وغزا طبرستان فافتتحها، وغزا جرجان فافتتحها سنة تسع وعشرين أو سنة ثلاثين. وكان سعيد كثير الجود والسخاء، وكان يجمع إخوانه كل جمعة يوماً فيصنع لهم الطعام، وروى سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وتوفي رضي الله عنه سنة تسع وخمسين. يُنظر: أُسد الغابة، 1 ،451.

[4] الماوردي، أدب الدنيا والدين، 392.

[5] الترمذي، سنن الترمذي، كتاب البر والصلة (1897 /2035)، باب ما جاء في المزاح (57)، حديث (1989)،563.

[6] الترمذي، سننن الترمذي، كتاب البر والصلة (1897 /2035)، باب ما جاء في المراء (58)، حديث (1995)،564.

[7] النووي، أبو زكريا يحيى بن شرف الدين، ( ت676هـ/ 1226م )، الأذكار المنتخبة من كلام سيد الأبرار، وعليه شرح وجيز مختصر من شرح العلامة ابن عَلان، دمشق، دار الهجرة، 1407هـ/ 1987م، باب المزاح،287.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.53 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.82 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.19%)]