الفتوى كمقياس لدرجة نقاء القلوب...؟

[شمـس الدين]

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

رودني هذا التساؤل وددت أن أرى وجهات النظر لديكم

اخوك العبد الضعيف لله لابمفتي ولافقيه بالدين
جعلني الله وإياكم أدرى الناس بامور ديننا
وأن نتحرى عن الصغيرة و الكبيرة

في حياتنا اليومية تصادفنا مواقف أو أحداث تجعلنا نتخذ قرارات نهائية بشأنها ، لكوننا رأينا انه القرار الصائب ، دون الرجوع للحكم الشرعي لها ولا يعني هذا بمخالفته وإنما هي نتيجة تربيتنا العائلية والإجتماعية وما اكتسبنه من اخلاق أضف إلى ذالك تركيبتنا النفسية ومعتقداتنا الراسخة ، ولشعورنا أن هذا القرار لايتعارض مع الشرع وإلا لم كنا أتخذناه من الأساس...

ولدى سماعنا للحكم الشرعي (الفتوى) من بعض المشايخ خاصة في الأمور المستحدثة التي لم يفصل في شأنها لحد الساعة بين مبيح ومعارض....

جوهر الموضوع حديث رسولنا الكريم
عليه أفضل الصلاة والسلام

(استفت نفسك وإن أفتاك الناس وأفتوك)

والأحاديث في باب إستفتاء القلب (ان صح القول) جد كثيرة


لايعني هذا أن اطلق العنان لنفسي وأقع في المحظورات.. واقول شعرت براحة القلب والطمائنية...ليس كل قلب اهل للفتوى ، بل قلب المؤمن الصادق والذي الله يخشى ربه في الصغيرة قبل الكبيرة

من وجهة نظري أرى أنه لايشترط أن يكون على درجة ودراية بالغة بكل أمور دينه ، احينا نتحاور مع شخص أمي
( لايقرأ ولايكتب) والله لو سالته عن أمرمعين لأجابك بم يتوافق ويتماشى مع الشرع...ببساطة لكونه يحمل قلبا طاهرا نقيا.....وهذا هو المطلوب للعمل بالحديث وقس على ذالك في شتى الجوانب .

في أمان الله

[أبو الشيماء]

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أخي السائل..

أولا وضعت حديثا دون تخريجه وهذا لا يصح...فلابد من تخريجه، فإن كان صحيحا ناقشناه وإلا لا نكلف أنفسنا عناء.
----

هذا الحديث رواه الإمام أحمد (17545) عن وابصة بن معبد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : (جِئْتَ تَسْأَلُنِي عَنْ الْبِرِّ وَالْإِثْمِ فَقَالَ نَعَمْ فَجَمَعَ أَنَامِلَهُ فَجَعَلَ يَنْكُتُ بِهِنَّ فِي صَدْرِي وَيَقُولُ يَا وَابِصَةُ اسْتَفْتِ قَلْبَكَ وَاسْتَفْتِ نَفْسَكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ الْبِرُّ مَا اطْمَأَنَّتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي النَّفْسِ وَتَرَدَّدَ فِي الصَّدْرِ وَإِنْ أَفْتَاكَ النَّاسُ وَأَفْتَوْكَ) .
وقد جاءت أحاديث أخرى تدل على ما دل عليه حديث وابصة ، فعن النواس بن سمعان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ ،
وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي صَدْرِكَ ، وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ)
رواه مسلم (2553
******
فالذي يستفتي قلبه ويعمل بما أفتاه به هو صاحب القلب السليم ، لا القلب المريض ، فإن صاحب القلب المريض لو استفتى قلبه عن الموبقات والكبائر لأفتاه أنها حلال لا شبهة فيها !
من كان ذا قلب سليم قاصدٍ للحق حسنِ النية فإنه يشعر قلبه بما يُحمَد وما يُذَم.
وخلاصة القول هي..

إذا أفتاك أهل العلم بالحل فاستفت قلبك، أما إذا أفتاك أهل العلم بالتحريم فلا تستفت قلبك..
فالمقصود من ( استفت قلبك ) هو نفس المقصود من ( فمن اتقى الشبهات )

فالذي يفتيه أهل العلم بالتحريم ثم يقول: أنا استفتيت قلبي ووجدت الأمر حلالا زلالا لا إشكال فيه !! فقوله باطل باتفاق أهل العلم.
واعلم وفقني الله وإياك أن الله تعالى يعبد بالعلم ولا يعبد بالجهل.

في حفظ الله

[شمـس الدين]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الشيماء

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أخي السائل..

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته
أخي الكريم أبو الشمياء

أسعدني كونك أول من عقب على الموضوع
لم لمست منكم من صدق الحــوار


أولا وضعت حديثا دون تخريجه وهذا لا يصح...فلابد من تخريجه، فإن كان صحيحا ناقشناه وإلا لا نكلف أنفسنا عناء.
----

...لم أطرح المرجع أو السند...لشئ واحد لأني أتحرى جيدا قبل طرح أي حديث...وبعض عناء البحث والتحرى طرحته ،
ولعل تعبي في البحث انساني طرح السند

هي هفوة مني و الحمد لله على تواجد إخوة أمثالكم
ينصحون بصدق وإخلاص ، ويتحاورن لإجل الحوار البناء والهادف ، كلامك على العين والرأس
ليس لكون صدر منك فقط ، بل لكونه حق

لكن بحول الله مستقبل ارفق السند أو المرجع
هذا الحديث رواه الإمام أحمد (17545) عن وابصة بن معبد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : (جِئْتَ تَسْأَلُنِي عَنْ الْبِرِّ وَالْإِثْمِ فَقَالَ نَعَمْ فَجَمَعَ أَنَامِلَهُ فَجَعَلَ يَنْكُتُ بِهِنَّ فِي صَدْرِي وَيَقُولُ يَا وَابِصَةُ اسْتَفْتِ قَلْبَكَ وَاسْتَفْتِ نَفْسَكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ الْبِرُّ مَا اطْمَأَنَّتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي النَّفْسِ وَتَرَدَّدَ فِي الصَّدْرِ وَإِنْ أَفْتَاكَ النَّاسُ وَأَفْتَوْكَ) .
وقد جاءت أحاديث أخرى تدل على ما دل عليه حديث وابصة ، فعن النواس بن سمعان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ ،
وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي صَدْرِكَ ، وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ)
رواه مسلم (2553
******
فالذي يستفتي قلبه ويعمل بما أفتاه به هو صاحب القلب السليم ، لا القلب المريض ، فإن صاحب القلب المريض لو استفتى قلبه عن الموبقات والكبائر لأفتاه أنها حلال لا شبهة فيها !
من كان ذا قلب سليم قاصدٍ للحق حسنِ النية فإنه يشعر قلبه بما يُحمَد وما يُذَم.
وخلاصة القول هي..

بورك فيكم على دعم ما تم طرحه بالموضوع وعلى الشرح
المفصل ، جزاكم الله كل الخير وزاكم علما ومعرفة ، وأدام صفاء ونقاء قلوبهم...


إذا أفتاك أهل العلم بالحل فاستفت قلبك، أما إذا أفتاك أهل العلم بالتحريم فلا تستفت قلبك..
فالمقصود من ( استفت قلبك ) هو نفس المقصود من ( فمن اتقى الشبهات )

اهل العلم ...
هذا بيت القصيد وما أود الإسترسال فيه

كما تعلم أخي حتى يصنف الشخص من ذوى أهل العلم
مابد من توفر جملة من الشروط ، وأولها صدق
النية....نرى بعض الأشخاص من يسمى نفسه
من اهل العلم...حتى اصبح من هب ودب يفتي وبلا علم حتى

الكثير من الأسماء البارزة والمشهورة
تعتبر مرجع وسند لدى البعض ويتخذ من بعض
كلامهم مرجع للفتوى....وللاسف الكثير من الإخوة
المسلمين يتبعهم....

بعض المسائل المستحدثة تتطلب فتاوى
معاصرة تتماشى مع متغيرات العصر....وفي بعضها
لم يتم يتفق اتفاق بين جمهور العلماء بشانها
بين مبيح ومعارض...ولنفترض مثلا بنسة النصف
وكما أشرتم حضرتكم فمن الأولى ان يعدل عن قراره
اتقاء للشبهة، وفي حالة الإجماع عليه أن يتبع رأي الأغلبية


ماوددت قوله في الموضوع ، أن
صاحب القلب السليم لايحتاج للجوء للفتوى
في أمور كهذه لان قلبه الصادق الطاهر كفيل أن يرشده
إلى القرار الصائب

والله أعلم

فالذي يفتيه أهل العلم بالتحريم ثم يقول: أنا استفتيت قلبي ووجدت الأمر حلالا زلالا لا إشكال فيه !! فقوله باطل باتفاق أهل العلم.
واعلم وفقني الله وإياك أن الله تعالى يعبد بالعلم ولا يعبد بالجهل.

في حفظ الله

جزاكم الله كل الخير وزادكم علما ومعرفة ، وجعل اعمالكم في ميزان حسانتكم

[زارع المحبة]

شكرا على اختيارك لــهذا الموضوع الهام .
وسأعود لمناقشته قريبا إن شاء الله .

[القلب السمـح]

موضوع قيم ....