بعد ست سنوات من الفراق الطفلة تعود لاهلها

[فرسان الاسلام]

بعد 6 سنوات من الفراق.. الطفلة سماهر تعود الى اهلها اليوم


اكد الدكتور صائب عريقات مسؤول شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية لـ القدس ان الطفلة سماهر جلال الهريمي (10 اعوام) سيتم نقلها اليوم من قطاع غزة الى بيت لحم لتعود الى احضان عائلتها، بعد 6 اعوام من الفراق القسري بينهما.
وكان الدكتور عريقات قد اتصل هاتفيا امس مع صحيفة القدس قائلا: بناء على تكليف من الرئيس محمود عباس الذي ابدى اهتماما خاصا بقضية الطفلة سماهر بعد ان اطلع على تفاصيلها ومناشدتها في صحيفة القدس في عددها الصادر امس الثلاثاء ، فقد طلب الي متابعة القضية واتخاذ الاجراءات اللازمة لاعادتها الى احضان عائلتها، وقامت القدس بتزويد الدكتور عريقات بعناوين وهواتف ذويها في بيت لحم وغزة، وعلى الفور قام باجراء الاتصالات اللازمة مع الجنرال ميشلب منسق شؤون المناطق في الحكومة الاسرائيلية وطالبه بتسهيل عودة الطفلة سماهر الى ذويها في بيت لحم ، فوافق ميشلب على الطلب وتم الاتفاق على ان يتوجه الدكتور عريقات في الساعة التاسعة من صباح اليوم الى معبر بيت حانون »ايرز« ليستقبل الطفلة ويقوم بنقلها الى والدها في بيت لحم ليلتئم شملها مع العائلة.
يذكر ان سماهر كانت قد توجهت الى غزة قبل ستة اعوام مع جدتها بعد ان اعتقل والدها حيث كان جدها من مبعدي كنيسة المهد، وتوفيت جدتها بعد ذلك وباتت وحيدة لا تستطيع العودة الى بيت لحم من جديد. وبعد ان تم الافراج عن والدها مؤخرا وجهت نداء لكل مسؤول في فلسطين والعالم للمساعدة في عودتها للقاء والدها واحتضانه والعيش في كنفه.
وكان الرئيس ابو مازن اول المستجيبين للنداء بشعور الوالد تجاه الولد والجد تجاه الحفيد.
سماهر: فرحة العودة وحزن فراق الجد
وعبرت الطفله سماهر عن فرحة ممزوجة بآلام اختلطت فيها مشاعر الحزن بمشاعر الالم بين سعادتها بالاخبار الوارده عن موافقة الاسرائيليين بعودتها الى والدها بالضفة الغربية وحزنها لفراق جدها المبعد في غزة .
وتحدثت الطفله ابنه العشر سنوات لـ القدس بالقول : كم اتمنى ان يلتئم شمل كل الاطفال المحرومين من ابائهم المعتقلين فهي فرحه لا تسعها الدنيا .
وناشدت سماهر الرئيس محمود عباس ان يعمل كل ما بوسعه للعمل على عودة كافة المبعدين الى عائلاتهم ومنازلهم والافراج عن جميع المعتقلين في السجون الاسرائيلية لان لهم اطفالا مثلها يشتاقون للقاء بعضهم البعض.
كما وجهت حديثها للاسرائيليين قائلة : اذا كنتم تريدون السلام الحقيقي فعليكم اخلاء جميع الاسرى ليحضنوا اطفالهم كابسط حق انساني كفلته الشرائع والقوانين السماوية والارضية .
واوضحت سماهر ان حديثها مع والدها عبر الهاتف لم يرو ظمأها للقائه والشعور بدفء حنانه وهو يطوقها بذراعيه باحضانه متمنية من الله ان الا يفترق أي طفل في العالم عن والديه .
اما جدها ياسين فلم يستطع البوح بمشاعره وغالبته الدموع وهي اللغة الوحيدة التي نطقت بها مشاعره المختلطه بين فرحة الافراج عن ابنه وعودة حفيدته لاحضانه والم الفراق بعيدا عن ابنه وحفيدته وعائلته .
وقال وهو يشير للرسائل التي كان يبعث بها ابنه من سجنه هذا هو الامر الوحيد الذي خفف عني الم الفراق .
والد سماهر: فرحة لا توصف .. واشادة بجهود الدكتور عريقات
وقال جلال ياسين الهريمي، والد الطفلة سماهر والذي تحرر من الاسر بعد ان امضى ست سنوات لـ »?0255« انه لم يتمالك نفسه حين سمع بنبأ السماح بعودة طفلته سماهر من قبل د. صائب عريقات ، وقال: لا يمكن وصف لحظات الفرح التي عشتها ، بكيت كثيرا، وبكى معي جداها لامها، لاننا سنتمكن اخيرا من رؤيتها بعد فراق عنا دام ست سنوات.
واضاف: عودتها تعادل تماما خروجي من السجن، ان لم يكن اكثر من ذلك، وبهذه المناسبة اتوجه بجزيل الشكر لصحيفة القدس التي نشرت التقرير بالامس عن سماهر، واشكر ايضا د. صائب عريقات الذي اسهم بجهده بعودتها، ولا انسى ان اوجه عظيم الشكر والتقدير للرئيس ابو مازن.
ولم يخف المواطن الهريمي عظم شوقه لابنته سماهر وقد امضى ليلة امس يقرع ابواب منازل خالات وعمات سماهر وافراد عائلته لمشاركته اليوم في حفل كبير سينظمه في ساحة بيته احتفاء بعودة ابنته التي عانت كثيرا من الم البعاد. يضيف: لا تتصوروا اشتياقي لها، فخلال السنوات الست الماضية لم ارها سوى مرتين، انها اكثر اولادي قربا ومحبة.
اما فهمي كنعان ابن عم سماهر، المبعد الى قطاع غزة مع اثنين من اطفاله فلم يخف فرحته لعودة سماهر وحزنه وحزن اطفاله على فراقها، وقال لـ القدس: عودة سماهر اشتعلت فينا الحنين للاهل في بيت لحم، واحيت آمالنا بالعودة الى ذوينا واسرنا، نحن الذين حرمنا حتى الآن من اللقاء بهم.
وتمنى كنعان ان تتاح الفرصة لطفليه اللذين صاحباه في ابعاده القسري الى غزة بالعودة ايضا الى بيت لحم حيث ينتظرهما الاهل والاقارب والجدان.
هذا الخبر منقول عن جريدة القدس المقدسية
والحمد لله فقد شاهدناها اليوم على شاشات التلفاز بين اهلها