فتنــــــــة الموضة .....والأزياء - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير القرآن العظيم (تفسير ابن كثير) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 260 - عددالزوار : 4698 )           »          الله الله في إسلامكم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          بين حمدين تبدأ الحياة وتنتهي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          وقفات مع حديث جامع لآفات النفس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          العدل في الرضا والغضب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          ليس منا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 16 )           »          بدع ومخالفات في المحرم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          الـعـفة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          حفظ اللسان وضوابط الكلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          من قال إنك لا تكسب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأخت المسلمة
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-11-2007, 02:22 AM
الصورة الرمزية طالبة العفو من الله
طالبة العفو من الله طالبة العفو من الله غير متصل
مشرفة سابقة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
مكان الإقامة: الإسكندرية
الجنس :
المشاركات: 5,524
الدولة : Egypt
افتراضي فتنــــــــة الموضة .....والأزياء

فتنة الأزياء والموضة


تتعاقب الأجيال تلو الأجيال ، وكل جيل ينمو في أطوار تتباين مع من قبله ، فتشكل تلك المراحل جيلاً ينفرد بمزايا لم يتميز بها غيره ، كما ينشأ فيه أحداث تفتنه ، وقلاقل تضعفه ، ومن ثم يورث ذلك من بعده ، ففي كل جيل نرى أن خط الفتن يسير ، وتزداد الفتن ؛ مصداقاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (( فإنه من يعش منكم فسيرى أختلافاً كثيراً )) وكل فتنة عند ظهورها تبدأ كبيرة ، يتعاظمها أهلها حتى يأتي ما بعدها من فتن أعظم منها فترققها ، وعلى هذا تسير الأمم بالعد التنازلي من ناحية القوة العقدية ، والأخلاق والسلوك من بعد سلف الأمة ، إلى نهاية شرار من تقوم عليهم الساعة .
وحينما أود الكتابة عن الفتن فأنا أحكم على ورقي بالنفاد ، وعلى قلمي بالسهاد ؛ فالفتن عمت ، وطمت ، ومن أسباب قوة شوكتها في الأمة ؛ مسايرتها لها ؛ بحجة مسايرة الواقع ، ومواكبة العصر ، وهذا بحد ذاته فتنة عظيمة ، انقسمت فيها الأمة إلى معرض عن المحدثات ، حذر من المستجدات ، وقسم مقبل على الصادرات ، منفتح لكل رائج ، والأصل في مسايرة الناس في ضلالهم هو الهوى المتغلب على النفوس ، بحيث يطمس البصيرة ، حتى ترى المتبع لهواه يضحي بروحه في سبيل هواه ، وباطله .
والفتنة بمسايرة الواقع ، وما اعتاده الناس كثيرة في زماننا اليوم لا يسلم منها إلا من رحم الله – عز وجل – وجاهد نفسه مجاهدة كبيرة ؛ لأن ضغط الفساد ، ومكر المفسدين ، وترويض الناس عليه ردحاً من الزمان جعله متمكن من القلوب ، وشربته النفوس حتى ألفته وأحبته .
ومن أعظم ما حصل من هذه الفتن في العصر الحاضر : مسايرة النساء في لباسهن للفاسقات والكافرات ، وتقليدهن لعادات الغرب الكافر ، فيه وفي الأزياء ، وصرعات الموضات ، وأدوات التجميل ؛ حتى أصبحت هذه الفتن مألوفة لم ينج منها إلا أقل القليل ممن رحم الله – عز وجل – من النساء الصالحات المتربيات في منابت صالحة تجعل رضى الله – عز وجل – فوق رضى المخلوق ، أما أكثر الناس فقد سقط في هذه الفتنة ؛ فانهزمت المرأة أمام ضغط الواقع الشديد ، وتلا ذلك انهزام وليها أمام رغبة موليته ، حتى صرنا نرى أكثر نساء المسلمين على هيئة في اللباس والموضات ينكرها الشرع ، والعقل ، وتنكرها المروءة والغيرة ، وكأن الأمر تحول – والعياذ بالله تعالى – إلى شبه عبودية لبيوت الأزياء ، يصعب الانفكاك عنها .
وعن هذه العادات ، والتهالك عليها ، وسقوط كثير من الناس فيها ، يقول صاحب الظلال – رحمه الله تعالى – (( هذه العادات والتقاليد التي تكلف الناس العنت الشديد في حياتهم ، ثم لا يجدون لأنفسهم منها مفراً . هذه الأزياء والمراسم التي تفرض نفسها على الناس فرضاً ، وتكلفهم أحياناً ما لايطقون من النفقة ، وتأكل حياتهم واهتماماتهم ، ثم تفسد أخلاقهم وحياتهم ، ومع ذلك لا يملكون إلا الخضوع لها : أزياء الصباح ، وأزياء بعد الظهر ، وأزياء المساء ، الأزياء القصيرة ، والأزياء الضيقة ، والأزياء المضحكة ! وأنواع الزينة ، والتجميل ، والتصفيف إلى آخر هذا الاسترقاق المذل : من الذي يصنعه ؟ ومن الذي يقف وراءه ؟ تقف وراءه بيوت الأزياء ، وتقف وراءه شركات الإنتاج ! ويقف وراءه المرابون في بيوت المال والبنوك من الذين يعطون أموالهم للصناعات ليأخذوا هم حصيلة كدها ! ويقف وراءه اليهود الذين يعملون لتدمير البشرية كلها ليحكموها !)) [في ظلال القرآن 2/219] .

بداية فتنة الأزياء :
ارتبط تاريخ البدء بارتداء المسلمين للأزياء الغربية بانتهاء الدولة العثمانية ؛ حيث لم يشهد التاريخ الإسلامي قبل هذه الفترة أي نوع من أنواع الاختلافات في الرأي بين المسلمين على الزي الإسلامي في قواعده العامة ، المستمدة من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ؛ والتي يختلف تطبيقها من بلد إلى آخر تبعاً للبيئة والمناخ وما شابهه من الأمور .
وقد كان من آثار شدة تعلق المسلمين بزيهم ، أن كان لهذا الزي دور فعال في اندلاع الفتنة التي أدت إلى نهاية العهد العثماني ، إذ قام أحد الأشخاص ، بعد أن زور ختم السلطان عبد الحميد الثاني رحمه الله ، بالادعاء أنه يحمل مرسوماً من السلطان ، ذيله بفتوى مزورة لشيخ الإسلام ، يفرض فيه نزع القلنسوة الإسلامية وتبديلها بالقبعة الغربية ؛ مما أثار حفيظة المسلمين آنذاك ، ورفضوا التخلي عن زيهم الإسلامي . [مصطفى طوزان ، أسرار الانقلاب العثماني ، ص:77]
إلا إن هذا الأمر ما لبث أن تبدل بعد أن فرض " أتاتورك " زي وقبعة الغربيين فرضاً بالقوة ، الأمر الذي كان أحد نتائجه زحف الأزياء الغربية وما يعرف " بالموضة" إلى عقول وقلوب النساء والرجال على حد سواء .

ضوابط لابد من معرفتها :
قال الشيخ سلمان العودة :
(( إن ثمة ضوابط لا بد للمرأة الداعية بل المسلمة أن تتمسك بها ، وهي حدود شرعية جاء الشرع بتحقيقها :
1- أن تبتعد المرأة المسلمة عن التشبه بالكافرات ، وهذا قدر يعلم بالضرورة من الشرع ، والتشبه المنهي عنه هنا ما علم وتحقق اختصاصه بالكافرات أو بعضهن ، بخلاف ما ليس اختصاصاً لهن ، فهذا لا يدخل في التشبه ، وإن كن يستعملنه كغيرهن .
2- أن تبتعد المرأة المسلمة عن التشبه بالفاسقات اللاتي عرفن بالفسق ، واطراح الحياء من المغنيات والممثلات ، فلا توافق شيئاً عرف اختصاصهن به ، وإن كن يستعملنه كغيرهن .
3- أن تبتعد عن التشبه بالرجال وما عرف من خصائصهم .
4- أن تبتعد عما طرق الشارع بخصوصه في الهيئة والصورة كالنمص ، والتفليج للحسن ، وكشف ما يعد عورة في محله ، وأمثال ذلك مما علم مجيء الشريعة بمنعه وتحريمه أو النهي عنه . ومن ذلك : ما نهت عنه الشريعة ؛ لكونه شهرة . وما خرج عن هذه القواعد الأربع فلا يجب على المرأة المسلمة أن تترفع عن شيء من ذلك ، ولا يقدح في دينها وخلقها وحيائها إذا هي فعلت ذلك ، لكن يجب ألا يكون في ذلك إسراف ولا مخيلة . أما ألبسة الإسراف والخيلاء والشهرة ، فهذه منهي عنها لكن هذا عام في الرجال ، والنساء فهذا يقال في أصلة الحكم الشرعي المحرم ، والجائز ، ولكن ما علم دخوله تحت الجائز المباح ، فهذا لابد فيه من التفريق بين أمرين :
الأول : استعمال المباحات والتوسع في هذا فهذا لا باس به من حيث الأصل ،لكن المرأة المسلمة ينبغي
ألا تبالغ في هذا ، وإذا كانت من الداعيات وتقرر سابقاً أن الدعوة تكون بالاقتداء ، فهنا لابد للداعية من الاعتدال في هذا المقام فكما تحرص على عدم المبالغة أيضاً لابد من قدر من العناية ، هو في المقام الأول حق لها باعتبارها امرأة فيها طبيعة النساء ،
وفي المقام الثاني : حتى لا يكون الالتزام طريقاً إلى إغلاق ما أذن الله فيه من المباح ، فترى بعض المقصرات هذه الداعية المعرضة عن كثير من أشكال الزينة والعناية بهيئتها ، فيتولد عن هذا الإعراض عن الالتزام ، واستثقال التمسك ؛ لأنه صُنف وظهر للناس بهذه الهيئة حتى صار من صدق الالتزام ، أو ربما من أول مراتبه : البعد عن هذه العناية والهيئة الجميلة ، ولو كانت من المباح ، وهذا – فيما نحسبه – غلط ، بل لابد للمرأة الداعية والملتزمة أن تظهر بقدر من العناية والاهتمام حتى لا يؤكد هذا نظرية ينادي بها أعداء المرأة من المنحرفين والمنحرفات : أن التزام المرأة يعني قلب طبيعتها ، والقضاء على أنوثتها ، وميولاتها الذاتية ، لكن في المقام نفسه فإن هذا لا يوجب المبالغة في المباحات ، فضلاً عن الواقع في المنهي عنه في الشريعة بدعوى وضع مثل هذا التصور الغلط عن المرأة الملتزمة.
الثاني : الموقف الشرعي من هذه المباحات كمظاهر تعرض النساء فهذا يخفف فيه ، وتبعاً لهذا فمسألة قص الشعر ، وألوان الثياب ، وصفتها ، ووصف الحذاء وأمثال ذلك ، والمواد المستعملة للتجميل كل هذا مباح إذ لم يقع شيء منه – فيما تقدم تقريره – مما نهت عنه الشريعة ، و إلا الأصل فيه الجواز والإباحة ، ولا يضيق على النساء فيه ، ومن تمتعت بقدرة على عدم الاهتمام بكثير من هذا فلا يعني أنها تحدد الالتزام ، والتزين به ، بل ولا يحق ذلك لها ؛ فإن المحرم هو ما حرمه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، وبكل حال فالاعتدال في المباح هو القدر الوسط في سائر المباحات ، والاقتداء ، هو : انعكاس لرؤية اعتدال مناسب في محل مناسب ، أما إذا فقد المحل الاعتدال إما بإفراط أو تفريط فلا يؤهل غالباً للاقتداء الصالح والخير .

الحلول والبدائل :
1- تقوى الله تعالى والتزام طاعته ، فإن لباس التقوى خير لباس ، قال الله تعالى :{ يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ } .
قال ابن كثير – رحمه الله – في تفسير هذه الآية الكريمة : (( يمتن تعالى على عباده بما جعل لهم من اللباس والريش ، فاللباس : ستر العورات وهي السوءات ، والريش : ما يجمل به ظاهراً . فالأول من الضروريات ، والريش من التكملات والزيادات . ولباس التقوى هو الإيمان بالله وخشيته والعمل الصالح والسمت الحسن)).[تفسير ابن كثير بتصرف واختصار]
فلباس التقوى أعظم ساتر للإنسان كما قال الشاعر :

إذا المرء لم يلبس ثياباً من التقى *** تجرد عرياناً وإن كان كاسياً
وخير خصال المرء طاعة ربه *** ولا خير فيمن كان لله عاصياً

2- التزين المباح : كالتحلي بالذهب،والملابس الحسنة الجميلة،والعناية بالشعر وتصفيفه وتزيينه بما لا يشتمل على محظور شرعي ، وأتوجه بالنصح لأخواتي المتزوجات على وجه الخصوص بأن يكون لديهن اهتمام بالزينة لأزواجهن ؛ فإن المرأة العاقلة هي التي تولي اهتمامها في الزينة لزوجها لأنها مثابة على ذلك. أما تزينها لنسائها ومحارمها فهو جائز بحدود .
3- استبدال مستحضرات التجميل بالزانية الطبيعية : كالحناء والعسل والكحل وغيرها ، واستعمال المستحضرات الحديثة بعد التأكد من عدم وجود أضرار لها على الجسم ؛ لأن بعضها ضار على الجسم خاصة مع تكراره ، وكثرة استخدامه .
4- أكثري – أختي – من شغل أوقاتك بما يفيد : وخاصة بقراءة الكتب النافعة،والاستماع للتسجيلات الإسلامية عبر الأشرطة المسجلة أو إذاعة القرآن الكريم .
5- لا داعي مطلقاً لتعدد الملابس والفساتين بتكرار المناسبات ، فقبل إقدامك على تفصيل فستان جديد ، أو شراء قماش آخر حديث ، اسألي نفسك : أأنت محتاجة له أم لا ؟ تذكري أنك ستسألين يوم القيامة عن قيمة ذلك الفستان من أين أتيت بها ؟ وفيما أنفقتها ؟
وتذكري أن هناك من المسلمين والمسلمات من لا يجدون ما يكسون به أجسادهم ، بل ما يسترون به عوراتهم ، فوازني في ذلك .

خاتمة :
لا يعني هذا بأي حال من الأحوال أن كل من تسير على خطوط الموضة العالمية سيئة السلوك أو النية ، فهناك من يتبعن تلك الخطوط بتمييز شديد ، وعقل ووعي ، ومعرفة ما يناسب وما لا يناسب ، وما يليق وما لا يليق ، وتأخذ من تلك المبتكرات ما يصلح ، وتنبذ ما لا ينفع ..
المشكلة الحقيقية هي في الوضع العام لسيطرة بيوة الأزياء والموضة على عقول الكثير من النساء،بلا تفكير ،ولا مراجعة ،ولا تمييز ، ولا تقوى .
__________________




رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.41 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.74 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.13%)]