|
ملتقى الفتاوى الشرعية إسأل ونحن بحول الله تعالى نجيب ... قسم يشرف عليه فضيلة الشيخ أبو البراء الأحمدي |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() السلام عليك ورحمة الله وبركاته يا شيخنا الكريم
أريد أن أسألك : هل يحاسبنا الله عز وجل على ما يدور في خاطرنا وما نفكر به من أمور وأشياء تخطر في بال الشخص وأحياناً يكون التفكير بها خارجاً عن إرادة الشخص يعني أشياء تبقى تخطر بباله فيحاول الشخص ألا يفكر بها والتخلص منها ولكن تخطر له بين الحين والآخر وهو غير راض إطلاقاً على أن يبقى يفكر فيها أرجو الإجابة وجزاك الله كل الخير . |
#2
|
||||
|
||||
![]() [quote=هنى..;903644]السلام عليك ورحمة الله وبركاته يا شيخنا الكريم ــــــــــــــــــــــــــأريد أن أسألك : هل يحاسبنا الله عز وجل على ما يدور في خاطرنا وما نفكر به من أمور وأشياء تخطر في بال الشخص وأحياناً يكون التفكير بها خارجاً عن إرادة الشخص يعني أشياء تبقى تخطر بباله فيحاول الشخص ألا يفكر بها والتخلص منها ولكن تخطر له بين الحين والآخر وهو غير راض إطلاقاً على أن يبقى يفكر فيها أرجو الإجابة وجزاك الله كل الخير .[/quote] بسم الله الرحمن الرحيم أختى الكريمة / هنى السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعـــــــد فاعلمى رحمنى الله وإياك أنه لابد أن أقدم بين يدي جوابى ماتتبين به مسألتك ، ثم يكون الجواب فى خلاصة مانصل إليه بالدليل : فأقول وبالله توفيقى ورشادى : قال الله سبحانه وتعالى : { وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (284)} سورة البقرة قال ابن الجزرى فى زاد المسير : قال ابن الأنباري : وقد ذهب قوم إلى أن المحاسبة هاهنا هي إطلاع الله العبد يوم القيامة على ما كان حدث به نفسه في الدنيا ، ليعلم أنه لم يعزب عنه شيء . قال : والذي نختاره أن تكون الآية محكمة ، لأن النسخ إنما يدخل على الأمر والنهي . وقد روي عن عائشة أنها قالت : أما ما أعلنت ، فالله يحاسبك به ، وأما ما أخفيت ، فما عُجلت لك به العقوبة في الدنيا . وعند البخارى ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم " . قال ابن حجر فى الفتح : ذكر المطرزي عن أهل اللغة أنهم يقولونه بالضم يريدون بغير اختيارها ، وقد أسند الإسماعيلي عن عبد الرحمن بن مهدي قال ليس عند قتادة حديث أحسن من هذا ، وهذا الحديث حجة في أن الموسوس لا يقع طلاقه والمعتوه والمجنون أولى منه بذلك . ومن هنا قال العلماء : إن للنفس عدة حركات ، منها الهاجس والخاطر وحديث النفس والهم والعزم ، وكل إنسان معرض لها بحكم طبيعته التى خلقه الله عليها ، ولو حاسبَنا عليها وآخذَنا بها لكان ذلك تكليفا بما لا يطاق ، وهو سبحانه حكم عدل رءوف رحيم ، ولذلك لا يحاسب إلا على نتيجة هذه الحركات النفسية من القول أو العمل ، أما ما دامت فى المرحلة الداخلية فلا يُكلفنا إلا بأقواها وأقربها إلى التنفيذ ، وذلك يكون عند الهم والعزم . وعند مسلم من حديث أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال الله عز وجل : " إذا هم عبدي بسيئة فلا تكتبوها عليه فإن عملها فاكتبوها سيئة وإذا هم بحسنة فلم يعملها فاكتبوها حسنة فإن عملها فاكتبوها عشرا " . قال النووى فى شرح مسلم : قال الإمام المازري رحمه الله : مذهب القاضي أبي بكر بن الطيب أن من عزم على المعصية بقلبه ، ووطن نفسه عليها ، أثم في اعتقاده وعزمه . ويحمل ما وقع في هذه الأحاديث وأمثالها على أن ذلك فيمن لم يوطن نفسه على المعصية ، وإنما مر ذلك بفكره من غير استقرار ، ويسمى هذا هما ويفرق بين الهم والعزم . هذا مذهب القاضي أبي بكر ، وخالفه كثير من الفقهاء والمحدثين وأخذوا بظاهر الحديث . قال القاضي عياض رحمه الله : عامة السلف وأهل العلم من الفقهاء والمحدثين على ما ذهب إليه القاضي أبو بكر للأحاديث الدالة على المؤاخذة بأعمال القلوب ، لكنهم قالوا : إن هذا العزم يكتب سيئة وليست السيئة التي هم بها لكونه لم يعملها وقطعه عنها قاطع غير خوف الله تعالى والإنابة . لكن نفس الإصرار والعزم معصية فتكتب معصية فإذا عملها كتبت معصية ثانية ، فإن تركها خشية لله تعالى كتبت حسنة كما في الحديث . وعند البخارى ومسلم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه عز وجل قال : " إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة فإن هو هم بها فعملها كتبها الله له عنده عشر حسنات إلى سبع مائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ومن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة فإن هو هم بها فعملها كتبها الله له سيئة واحدة " . قال بن حجر فى الفتح : والحديث محمول على حديث النفس لتوافق الروايات الأخرى ، ويحتمل أن يكون على ظاهره ولكن ليس قيدا في كتابة الحسنة بل بمجرد الإرادة تكتب الحسنة . وبالدليل أقول : حكم الهم بالسيئة دون عملها ، لا عقاب عليها بل نص هذا الحديث على أنه يثاب بحسنة ، أما العزم وهو درجة أقوى من الهم ففيه المؤاخذة ، ودليل ذلك مارواه البخارى ومسلم من حديث الأحنف بن قيس قال : ذهبت لأنصر هذا الرجل ، فلقيني أبو بكرة فقال : أين تريد ؟ قلت : أنصر هذا الرجل ، قال : ارجع فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار . فقلت يا رسول الله : هذا القاتل فما بال المقتول ؟ قال : " إنه كان حريصا على قتل صاحبه " . والمعلوم أن الحرص هو العزم المصمم وهو كالفعل فى المؤاخذة عليه . قال العلماء : العدول عن فعل المعصية التى همَّ بها المسلم له سببان : السبب الأول : عجزه عن تنفيذها أو خوفه من رقيب دنيوى ـ حاكم أو غيره ـ ، وهذا لا مؤاخذة فيه ، فلا تكتب سيئة ، ولا يعطى حسنة ، وكفى أنه لا عقاب عليه ، لأنه ماتركها ابتغاء مرضاة الله فلا يثاب بتركها ، وهو لايعاقب بحديث نفس . والسبب الثانى : أن عدوله عن فعل المعصية هو الخوف من الله سبحانه ، وهنا لا يكتفى بعدم العقاب ، بل يكافأ بثواب الحسنة ، فالخوف من الله عمل خير ، لا يضيع أجره عند الله . ودليله ماأورده البخارى فى صحيحه من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : يقول الله : " إذا أراد عبدي أن يعمل سيئة فلا تكتبوها عليه حتى يعملها فإن عملها فاكتبوها بمثلها وإن تركها من أجلي فاكتبوها له حسنة وإذا أراد أن يعمل حسنة فلم يعملها فاكتبوها له حسنة فإن عملها فاكتبوها له بعشر أمثالها إلى سبع مائة ضعف ". ومناط الدليل : " وإن تركها من أجلي " . الخلاصــــــــة أنه لا عقاب علي من حدث نفسه بارتكاب المعصية حتى لو وصل إلى درجة الهم فما دام تركها خوفا من الله سبحانه فله حسنة إن شاء الله . بارك الله فيك
__________________
قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ(53) سورة الزمر
|
#3
|
||||
|
||||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم جزاك الله خيراً شيخنا الفاضل على الإجابة المفصلة نحمد الله على رحمته بنا
__________________
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() . اللَّهُمَّ اقْسِمْ لَنَا مِنْ خَشْيَتِكَ مَا يَحُولُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَعَاصِيكَ وَمِنْ طَاعَتِكَ مَا تُبَلِّغُنَا بِهِ جَنَّتَكَ ، وَمِنَ اليَقِينِ مَا تُهَوِّنُ بِهِ عَلَيْنَا مُصِيبَاتِ الدُّنْيَا ، وَمَتِّعْنَا بِأَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَقُوَّتِنَا مَا أَحْيَيْتَنَا ، وَاجْعَلْهُ الوَارِثَ مِنَّا ، وَاجْعَلْ ثَأْرَنَا عَلَى مَنْ ظَلَمَنَا ، وَانْصُرْنَا عَلَى مَنْ عَادَانَا ، وَلاَ تَجْعَلْ مُصِيبَتَنَا فِي دِينِنَا ، وَلاَ تَجْعَلِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّنَا ، وَلاَ مَبْلَغَ عِلْمِنَا ، وَلاَ تُسَلِّطْ عَلَيْنَا مَنْ لاَ يَرْحَمُنَا ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |