الطفلة المطلقة

[زارع المحبة]

السلام عليكم .
أتوجه بتحية خالصة الى أسرتي الثانية وهم أعضاء ملتقى الشفاء الإسلامي.
أحييكم إخواني بتحية ملؤها المودة والمحبة والاحترام , وأخص بالذكر الثنائيالنشط : شروق وأبو الشيماء .
وإني لأشعر بسعادة غامرة وأنا متواجد بينكم لهذه اللحظات.وما أقصرها !
أتمنى ـ بل أسأل الله ـ أن يجمعنا في دار كرامته ومستقر رحمته في الفردوس الأعلى من الجنة مع من أنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا . آمين
الموضوع الذي أود طرحه والنقاش حوله وإبراز إيجابياته وسلبياته هو :

الزواج المبكر

قد يفاجأ البعض من طرح هذا الموضوع في هذا الوقت حيث أن أغلب المجتمعات اليوم تعاني من مشكلة أخرى عكسية وهي تأخر سن الزواج , خاصة في بعض دول المشرق , أما عندنا فنعاني من مشكلتين متناقضتين:مشكلة تأخر سن الزواج وهذا أمر نشترك فيه مع غيرنا وإن كان يطرح بحدة أقل عندنا , لكن لدينا مشكل ثاني : زواج القاصرات بالاصطلاح القانوني
حيث أن البعض يزوجون بناتهم قبل سن النضج وقبل السن القانونية ,
فيتحايلون على القانون بعدة طرق أو بعدم التبليغ عن الزواج أصلا وعدم التسجيل في سجل الحالة المدنية وإنما يتم الزواج عرفا .
وربما شاهدتم يوم الأحد السابق قصة الفتاة التي عمرها 11سنة وهي متزوجة ومطلقة مرتين .
حيث ذكرت كيف كان زوجها الأول يعاملها بقسوة من ضرب وسوء معاملة , بل ذكرت أنه كان أحيانا يُدخل نساء غريبات إلى بيتها ولا تستطيع أن تتكلم .
وماذا عسى أن تتكلم أوتقول بنت صغيرة في عمر11 سنة ؟ وحتى أن تكلمت فمن يسمع لها , وأي حق عندها , وزواجها غير مسجل أصلا , لا في بلدية ولا في محكمة ؟
ثم ومما زاد أمرها سوءا أنها بعد شهور فقط طُلقت , بحجة أنها لا تحسن الطبخ وإدارة المنزل !
وربما هي كذلك فعلا ـ فأنا لا أنتظر من طفلة(11سنة) أن تكون ربة بيت ناجحة وقادرة على تحمل المسؤولية وإدارة بيت وتربية أطفال وهي في حد ذاتها طفلة لا زالت بحاجة لتربية .
ولا يقولن أحدكم عن هذه القصة إن هي إلا أخبار تلفزيون لا ندري صدقها من كذبها , فهناك عشرات إن لم أقل مئات الحالات مثلها هنا في بلدتي الصغيرة فقط ,أقربُها إلي قصة أمي ـ وهي لا تزال حية ـ أطال الله عمرها أخبرتني أنهم زوجوها وعمرها أيضا 11سنة وبدون إذن , وطلقت هي أيضا ثم تزوجت زواجها الثاني .
ووالله إنها في كل فرصة يتاح لها الحديث في هذا الموضوع تتحدث بمرارة وأسى عن تجربته الأليمة تلك , فتقول مثلا: الناس يقولون زواجي الأول وإنما هي جنازتي الأولى.
أوتقول:رحم الله أبي زوجني في تلك السن ليتخلص مني , فقد كان يكره البنات. وفعلا كان يكره البنات كرها شديد .وأنا أعرفه شخصيا , فهو جدي .رحمه الله .
ولا تزال هذه الأحداث تتكرر من حين لآخر, أعرف منها الكثير في حيينا فقط .
وأغلب هذه الحالات تنتهي بالفشل لعدم النضج الكافي والتربية الكافية .
ثم تضيع حقوق الفتاة فلا حق لها في نفقة ولا سكنى ولا حتى في رؤية أطفالها إن كان لديها أطفال, وإنما ترمى رمي النواة , كما يقال .

حضرت يوما عقدا من هذا القبيل فجعل أبو البنت يوصي زوجها المقبل بها خيرا وقال له: أكمل أنت تربيتها فهي مازالت صغيرة وغير متربية ..........
غير أن هذا الزوج هو أيضا صغيرـ وفي رأيي ـ بحاجة لتربية .ووالله لقد تم الطلاق بعد سنة تقريبا .

المناقشة :
هل ترى أنه ينبغي تجنب هذا النوع من الزيجات لما يترتب عليها من آثار سيئة كما ذكرنا .
أم ترى أنه وحتى نتجنب مشكلة أخرى وهي تأخير سن الزواج أو عدم الزواج أصلا ـ كما وقع للكثيرات ــ فأنه ينبغي عدم تضييع أي فرصة تتاح ؟
وإني في انتظار مشاركاتكم . فافتحوا علي في هذا الباب فتح الله لكم أبواب جنته .

أخيرا تقبلوا تحيات أخيكم إسماعيل الذي يحبكم ويتمنى لكم الخير .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.