على أبواب غزة.. عملية عسكرية لاستعراض القوة‏

[ضرار الأقصى]

استنفار في غزة وهرب في اسديرويت

على أبواب غزة.. عملية عسكرية لاستعراض القوة‏

مختصون: المواجهة ستكون شرسة وخسائر كبيرة في الأرواح

مركز البيان للإعلام
الخطط العسكرية المدرجة في دواليب هيئة الأركان الإسرائيلية والمعدة للتعامل مع قطاع غزة، بات من غير المستبعد دخولها حيز التنفيذ في أي لحظة، "وهو السيناريو الأرجح"، كما يقول مختصين.

ويتوقع مختصون في الشأنين العسكري والإسرائيلي، أن يشهد قطاع غزة خلال المرحلة القادمة (أي ما بعد التهدئة) عملية عسكرية هي الأعنف كما وصفوها، بهدف وقف صواريخ المقاومة الفلسطينية.‏

ولا تزال تتمسك إسرائيل بالخيار العسكري تجاه غزة-حسب قراءة المختصين- رغم حاجتها للتهدئة مع الفصائل الفلسطينية، والتي انتهى عمرها الزمني الجمعة الماضية.‏

خطط جاهزة

وكانت صحيفة "معاريف" العبرية قد أكدت أن الجيش الإسرائيلي أعدّ خططاً جاهزة لجميع الاحتمالات التي قد تحدث في قطاع غزة عقب انتهاء اتفاق التهدئة بعد يومين, أبسطها سيؤدي إلى مقتل (800) فلسطيني بريء.

وقالت معاريف إن "الجيش بدأ بتسخين محركات دباباته", مبينة أن القيادة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي بقيادة "يوئاف غالنت", وقائد كتيبة غزة السابق "تشيكو تامير" أعدت منذ عامين خططاً لكل الاحتمالات تتضمن عمليات لكل الأهداف المتوخاة.‏

ويقول المختص في الشؤون الإسرائيلية عدنان أبو عامر "إسرائيل قررت إنهاء التهدئة عمليا قبل إنهائها رسميا من قبل قوى المقاومة الفلسطينية..هي فقط كانت معنية بتهدئة مقابل تهدئة".‏

وواضح أن إسرائيل ستمضي في برنامجها العسكري ضد غزة، وفق أبو عامر، لكنه أكد في الوقت نفسه أن هذا الخيار مدروس، "خاصة أن إسرائيل غير معنية بأن تنجر لفخ المقاومة الفلسطينية ". ‏

ورغم أن الاحتلال ينفذ حرب اقتصادية وسياسية في قطاع غزة منذ عامين، إلا أن أبو عامر لا يستبعد ضربة عسكرية كبرى، "ليست محدودة، ستشهد خسائر في الأرواح" كما قال.‏

وأضاف أبو عامر "إسرائيل ستستخدم كافة الخطط العسكرية المعدة بشأن غزة في الفترة القادمة، خاصة أنها معنية بأن يعيش سكان سيديروت والمجدل في امن حتى لو عاش أهل غزة في حصار خانق".

عمليات عسكرية

ويوافقه في ذلك العميد يوسف الشرقاوي وهو خبير في الشؤون العسكرية، بقوله "الاحتلال ينوي شن عملية كوماندوز لتحرير شاليط، لكن هذه العملية سيسبقها العديد من العمليات لاستنزاف المقاومة الفلسطينية".‏

وأكد الشرقاوي أن رغبة إسرائيل في التهدئة قد لا تمنعها من ممارسة عملية عسكرية واسعة النطاق في غزة.

ويدور في الأوساط السياسية الإسرائيلية، حديث عن إمكانية تنفيذ عملية (السور الواقي 2) كتلك التي استخدمت في الضفة الغربية خلال العام 2002 والتي كان الهدف منها وقف العمليات الاستشهادية داخل "إسرائيل".‏

‏ وحسب معاريف فإن جيش الاحتلال يهدف لوقف صواريخ القسام، وتقول إن هذا الهدف يعني "إعادة احتلال مناطق الإطلاق شمال القطاع, وتنفيذ عمليات جوية مكثفه ضد قواعد الإطلاق داخل الأحياء المكتظة".

بالإضافة إلى ذلك فإن إسرائيل تريد "وقف عمليات التهريب من مصر عبر الأنفاق, لتمارس ضغوط في المنطقة التي تزعم وجود الجندي الأسير "جلعاد شاليط" فيها" على ذمة معاريف.‏

وأضافت الصحيفة العبرية أن هذا يتطلب "أن تتمركز العملية العسكرية جنوبي القطاع, وإعادة احتلال محور صلاح الدين"، مؤكدة على أن هدف العملية أيضا هو إسقاط حماس.‏

خسائر في الأرواح

وهنا شدد الشرقاوي على ضرورة أن تحتدي المقاومة الفلسطينية بنموذج المقاومة اللبنانية، وألا تسمح بالاستجابة للابتزاز الإسرائيلي، متوقعا أن يكون هناك خسائر كبيرة في الأرواح.

وعلى خلاف سابقيه، فإن المختص في الشؤون الإسرائيلية عامر خليل اعتبر أن لا قواعد جديدة للعبة، خاصة بعد انتهاء التهدئة، لكنه توقع في ذات الوقت أن تمارس إسرائيل ردود فعل محدودة في غزة.

ولا يرجح خليل أن يكون هناك مواجهة شرسة مع الاحتلال في الوقت الحالي، مع تأكيده على أن إسرائيل ستمهد لمرحلة صعبة تدريجيا، "ستقدم خلالها على ممارسة الاغتيالات بحق قادة المقاومة" وفق قوله.

وأضاف خليل "ستعود إسرائيل لسياستها السابقة المتجددة كالقصف الجوي للمؤسسات التي تتهمها بأنها تأوي المقاومة، بالإضافة لتدمير المؤسسات الحكومية باعتبار أن حكومة غزة هي حكومة مقاومة".

وأكد المختص في الشأن الإسرائيلي أن من المحتمل أن تستخدم إسرائيل الوحدات الخاصة في التعامل مع غزة، إضافة إلى القصف الجوي لتدمير الأنفاق الممتدة على الشريط الحدودي مع مصر.

وقد تفضل الدولة العبرية التعامل مع غزة من خلال الضغط الاقتصادي "على الأقل خلال الفترة الحالية"، كما يقول خليل.

واعتبر أن استعجال إسرائيل عملياتها العسكرية على غزة، ربما يكون منوط بحدوث تطور ميداني تقوم به المقاومة الفلسطينية "كالعمليات الاستشهادية، أو تصعيد القصف على الأراضي المحتلة عام 1948" على حد قوله.‏
الرسالة