عزيزتي الام..طفلك وصدى صوتك

[قلب الجزائر]

كل إنسان في هذه الدنيا يتمنى البيت الهادئ والمريح نفسياً وجسدياً لمن يسكنه، لكن هل هذا هو حال كثير من البيوت اليوم؟

إن أغلب البيوت اليوم أصبح المرء فيها يسمع الرعد قادماً من الحناجر، أو باتت كساحة حرب لدوي القنابل وانفجار القاذفات، فمن أطفال يتشاجرون بجنون في كل زاوية وركن يتقافزون أو يتقاذفون، ومن أمهات يكدن أن يصبن بالجنون، ومن آباء يزيدون (الطين بللا) أو يتذمرون!

إن ضغوط الحياة اليومية على الأم بالذات ومسؤولياتها الجسيمة في تربية الأبناء وتدريسهم جعل الكثير من الأمهات يلجأن للصراخ وسيلة في التعامل مع الأبناء في صورة الصراخ على الأبناء وما يتبع ذلك من القسوة في التعامل أو صور عدة أخطر من ذلك، لكن الأبناء لا يفهمون كل هذه الأمور، وقد لا يشعرون بمعاناة الأم أو يدركون دوافعها حين تصرخ بهم وتغضب وتضرب مما قد يترك أثراً سيئاً في نفسية الطفل، لذلك على الأمهات التحلي بضبط النفس ومحاولة التحكم في أعصابهن إذا ما أخطأ الطفل أو سبب لها الإزعاج، فصراخ الأم على الطفل يزيد الأمر سوءاً ويجعل الطفل عصبياً وقد يجعله يعاني الكثير من المشكلات النفسية حالياً ومستقبلاً، فالطفل يتعود على الصراخ ويصبح وسيلته في التعامل مع الآخرين سواء أخوته أو غيرهم، فتصبح الحنجرة حنجرتين والحنجرتين ثلاثاً والثلاث أربعا،ً وهكذا الصراخ يولد الصراخ والتوتر ينجب توتراً آخر مما يفاقم المشكلات ولا يحلها لاسيما إذا عاد الأب للمنزل يبحث عن واحة أمان فيجدها بركاناً من الصراخ والغضب فينضم للسرب ليغرد معهم، ويعلو الصراخ في كل مكان وقد اكتمل العدد!

صراخ الأم

صراخ الأبناء صراخ الأب

فهل هذه هي البيئة السليمة لتنشئة طفل أو حتى للسكنى؟!

وهل منكم من يتمنى ذلك؟

نعود لبداية المشكلة.

صراخ الأم

كيف تتحكمين أيتها الأم الرؤوم بصراخك المعلوم؟

1 - إن أول شيء يجب أن تدركيه أن صراخك لا يحل المشكلة نهائياً، بل يزيدها سوءاً وتعقيداً.

2 - ثم عليك أن تدركي أيضاً أن الصراخ يضيع طاقتك ويرهقك ويؤثر سلبياً على صحتك ويزيد من متاعبك وأغلب الأشياء التي تصرخ الأمهات فيها على أبنائهن لا تستحق كل ذلك، فأنت بحاجة لصحتك الغالية للاهتمام بنفسك ولرعاية أطفالك فلا تضيعيها هدراً.

3 - عليك أن تتبعي أسلوب الحكمة في التعامل مع الطفل، وبدل الصراخ عليه ليجلس ساكناً - وهو أمر مستحيل بالنسبة لطفل لديه طاقة ويحتاج للحركة واللعب - وجهي طاقته في أعمال يستفيد منها حسب عمره، تشغليه بها عن إزعاجك أو إزعاج إخوته. كالتلوين أو الألعاب اليدوية، وخصصي مكاناً آمناً للأطفال ليلعبوا به إذا أمكن ذلك حتى تجدي وقتاً للراحة من عناء اليوم.

4 - استعيذي بالله من الشيطان الرجيم كلما شعرت بالغضب والرغبة في الصراخ وضرب الطفل عند قيامه بما يثير أعصابك فديننا الكريم يوصينا بعدم الغضب.

5 - استدعي الطفل وحاوريه بهدوء لتوضحي له أنك تحبينه وأنك مرهقة وبحاجة للراحة، وأن سلوكه الخطأ يزعجك، وبيني له السلوك الصحيح؛ فأنت عندما تحاورين الطفل بالحب والمشاعر يستمع لما تقولينه، لكن لو حاولت إجباره بالصراخ والضرب سيزداد عناده وستورثينه هذه الصفة وتأصلينها في شخصيته مما يزيد من متاعبك في المستقبل.

6 - حاولي أن تتجاوزي عن بعض تصرفات الطفل فلا تدققي على كل تصرفاته وتحاسبينه عليها، فالطفل أحياناً يقوم ببعض السلوكيات وإزعاج الكبار للفت انتباههم إليه، فإذا نجح هذا السلوك في جذب انتباههم كرره، لذلك أحياناً يكون تجاهل السلوك هو الحل حتى يكف الطفل عنه.

7 - تذكري قبل أن تصرخي أو تضربي طفلك ضعفه وقلة حيلته أمامك، وما سينتابك من تأنيب الضمير لاحقاً بعد أن يهدأ غضبك، فهل يستحق هذا المخلوق الجميل الذي أنعم الله به عليك أن تعامليه بقسوة تزيده تمرداً وعناداً؟ أم يستحق أن تتحملي قليلاً أو كثيراً بعض تصرفاته الخطأ وتحاولي إصلاحها بالحسنى؟.

8 - إذا أردت تقويم سلوك الطفل لا تفعلي ذلك في ثورة غضبك حتى لا تؤذي الطفل وحاولي التشاغل بشيء عنه - كمكالمة تلفونية أو عمل في المنزل - وقولي للطفل إنك ستعاقبينه على السلوك الخطأ بعد الانتهاء من العمل الذي في يدك الآن، فهذا يعطي الطفل وقتاً للتراجع عن السلوك ويعطيك وقتاً للهدوء واتخاذ القرار السليم دون صراخ ويعلم الطفل أن سلوكه الخطأ لن يمر دون عقاب إذا لم يقومه.

وتذكري أيتها الأم أن بيتك هو مملكتك وأطفالك رعاياك المسؤولة عنهم، فهل ستحاولين جعل مملكتك واحة أمان وهدوء بكافة الطرق (السليمة) أم ستحولينها لساحة معركة؟

فإذا ما سمعتِ دوي القنابل وصوت القاذفات يخرج من زوايا مملكتك فتذكري أنه صدى صوتك..

[oumyahia]

السلام عليكم
بارك الله فيك أختي الكريمة
ولكن الله غالب في بعض الأحيان الصراخ هو الحلّ الوحيد
ولكن أنا مع من يعالج بالعقوبات والمنع من الأمور المحببة
والله الموفق