كيف يوفق الشباب إلى البركة وحسن العمل؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14853 - عددالزوار : 1085983 )           »          بيع العربون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          أحكام من أدرك وقت الصلاة فلم يصل ثم زال تكليفه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          بيع حبل الحبلة والمضامين والملاقيح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          لماذا أحب رسول الله؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          علة حديث: ((من غسل واغتسل يوم الجمعة وبكر وابتكر، كان له بكل خطوة عمل سنة أجر صيامها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          الحديث العاشر: صلة الرحم تزيد في العمر والرزق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          تخريج حديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يبال في الجحر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          رفع الارتياب في بيان أحكام إجازة القراءة والسماع عن بعد ومن وراء حجاب لأحمد آل إبراهي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 483 - عددالزوار : 174556 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 12-10-2025, 11:39 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 163,449
الدولة : Egypt
افتراضي كيف يوفق الشباب إلى البركة وحسن العمل؟

كيف يوفَّق الشباب إلى البركة وحسن العمل؟

عدنان بن سلمان الدريويش

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهدِهِ الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلم تسليمًا كثيرًا؛ أما بعد:
فأوصيكم - أيها المؤمنون - ونفسي بتقوى الله؛ فهي العصمة من البلايا، والمَنعة من الرزايا؛ ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾ [الطلاق: 2، 3].

يا عباد الله، عمر الإنسان له أجلٌ مُحدَّد لا يعلمه إلا الله، والعاقل فينا من يجتهد بالأعمال الصالحة، ويزرع الخير لنفسه في الدنيا، ولا يلهيه الأمل عن العمل؛ جاء في صحيح الترمذي: ((أن رجلًا قال: يا رسول الله، أي الناس خير؟ قال: من طال عمره، وحسُن عمله، قال: فأي الناس شرٌّ؟ قال: من طال عمره وساء عمله))، وجاء في صحيح الجامع: ((طوبى لمن طال عمره وحسُن عمله))، وقال تعالى في سورة مريم: ﴿ وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا ﴾ [مريم: 31]؛ قال السعدي رحمه الله: "﴿ وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ ﴾ [مريم: 31]؛ أي: في أي مكان، وأي زمان، فالبركة جعلها الله في تعليم الخير والدعوة إليه، والنهي عن الشر، والدعوة إلى الله في أقواله وأفعاله، فكل من جالسه، أو اجتمع به، نالته بركتُه، وسعد به مصاحِبُه"؛ [تفسير السعدي].

أيها المسلمون؛ قال قتادة: "اعلموا أن طول العمر حُجَّة، فنعوذ بالله أن نعيَّر بطول العمر؛ قد نزلت فيهم هذه الآية: ﴿ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ ﴾ [فاطر: 37]، وإن فيهم لابن ثماني عشرة سنة"؛ [تفسير ابن كثير]، وجاء في صحيح ابن ماجه: ((أن رجلين من بَلِيٍّ قدما على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان إسلامهما جميعًا، فكان أحدهما أشدَّ اجتهادًا من الآخر، فغزا المجتهد منهما فاستُشهد، ثم مكث الآخر بعده سنةً ثم تُوفي، قال طلحة: فرأيت في المنام بينا أنا عند باب الجنة، إذا أنا بهما، فخرج خارج من الجنة، فأذِن للذي تُوفِّي الآخِر منهما، ثم خرج فأذِن للذي استشهد، ثم رجع إليَّ، فقال: ارجع، فإنك لم يأنِ لك بعدُ، فأصبح طلحة يحدِّث به الناس، فعجِبوا لذلك، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحدثوه الحديث، فقال: من أي ذلك تعجبون؟ فقالوا: يا رسول الله، هذا كان أشد الرجلين اجتهادًا ثم استُشهد، ودخل هذا الآخر الجنة قبله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أليس قد مكث هذا بعده سنةً؟ قالوا: بلى، قال: وأدرك رمضان فصام وصلى كذا وكذا من سجدة في السنة؟ قالوا: بلى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فما بينهما أبعدُ مما بين السماء والأرض)).

يا عباد الله، إن ذلك الرجل الذي عاش سنة كاملة بعد صاحبه، أدرك فيها رمضانَ، وحصل له فيه أجر الصيام والقيام، وصلى في هذه السنة أكثر من ألف وثمانمائة صلاة مفروضة وتطوع، غير التسبيحات والتهليلات، والأذكار والأعمال الصالحة، كل هذه الأعمال جعلت ما بينه وما بين صاحبه أبعدَ مما بين السماء والأرض.

وحتى يوفَّق الشاب – يا عباد الله - إلى البركة وحسن العمل عليه بما يأتي:
أولًا: أن يُكثر من دعاء الله بأن يهديه للعمل الصالح، وأن يثبته عليه؛ مثل قوله صلى الله عليه وسلم: ((اللهم أحيِني ما كانت الحياة خيرًا لي، وتوفَّني إذا كانت الوفاة خيرًا لي))؛ [متفق عليه].

ثانيًا: المثابرة ومجاهدة النفس؛ قال أحد السلف: "كلما زاد حزبي من القرآن، زادت البركة في وقتي، ولا زلتُ أزيد حتى بلغ حزبي عشرة أجزاء".

ثالثًا: الحرص على طلب العلم الشرعي، وحضور مجالس العلماء؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((من يرِدِ الله به خيرًا، يفقِّهه في الدين))؛ [رواه البخاري].

رابعًا: اغتنام الأوقات المباركة؛ كثُلث الليل، ورمضان، وعشر ذي الحجة، وكذا الأماكن المباركة؛ كمكة، والمدينة، وبيوت الله.

خامسًا: تذكَّر أن العاقل من يغتنم صحته قبل مرضه، وشبابه قبل هرمه، وحياته قبل موته، وفراغه قبل شغله، ثم يعمرها بالطاعات والأعمال الصالحة.

سادسًا: الحرص على الصحبة الصالحة؛ فإنها تُعين المسلم على الطاعات، وتُبعده عن المعاصي.

سابعًا: البعد عن الذنوب والمعاصي، وعن أصحابها وأماكنها، فإن المعصية تقسي القلب، وتبعده عن الطاعة.

ثامنًا: الحذر من الانغماس في الأجهزة الإلكترونية والانشغال بها، فإنها تشغل المسلم عن الطاعة والخير.

نفعني الله وإياكم بهديِ نبيه وبسُنة نبيه صلى الله عليه وسلم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم، ولسائر المسلمين والمسلمات، من كل خطيئة وإثمٍ، فاستغفروه وتوبوا إليه، إن ربي لغفور رحيم.

الخطبة الثانية
الحمد لله، خلق فسوَّى، وقدَّر فهدى، وصلى الله وسلم على نبي الرحمة والهدى، وعلى آله وصحبه ومن اقتفى؛ قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ﴾ [النساء: 1]؛ أما بعد عباد الله:
فحتى يوفَّق شبابنا إلى البركة وحسن العمل، عليهم بالتنوع في الطاعات؛ حتى لا يصاب الشباب بالملل والفتور، وعليهم بقراءة قصص وسير الصالحين والسلف الصالح، والاقتداء بهم، والدعوة إلى الله، والمسابقة إلى الخيرات؛ فإنها من أهم الوسائل على الثبات.

أيها المسلمون، إن العمل التطوعيَّ، ومساعدة الناس، وجبر الخواطر، وحسن الخلق، كلها من الأعمال الصالحة التي يحبها الله سبحانه؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: ((ما شيءٌ أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حَسَنٍ، فإن الله تعالى لَيبغض الفاحش البذيء))؛ [رواه الترمذي].

هذا، وصلُّوا وسلِّموا - عباد الله - على نبيكم؛ استجابة لأمر ربكم: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]، اللهم صلِّ وسلم على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم.

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، واخذل أعداءك أعداء الدين، اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، وألِّف بين قلوبهم، واجمع على الحق كلمتهم، ربنا آتنا في الدنيا حسنةً، وفي الآخرة حسنةً، وقِنا ووالدينا عذاب القبر والنار.

عباد الله: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 90]؛ فاذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ﴿ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 45].




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 66.33 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 64.61 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.60%)]