|
هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن قسم يختص بحفظ واستظهار كتاب الله عز وجل بالإضافة الى المسابقات القرآنية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() عناية الصحابة - رضي الله عنهم - بحفظ القرآن وضبطه في محفوظًا في الصدور الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي ولقد أجل الصحابةُ - رضوان الله عليهم - كتابَ ربهم أيَّما إجلالٍ، فأنزلوه في قلوبهم ونفوسهم وأرواحهم منزلةَ الروح من الجسد؛ كما وصفه الله تعالى بقوله: ﴿ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [الشورى: 52]. يقول مالك بن دينار (ت: 313هـ) - رحمه الله -: الروح هو القرآن، وسماه روحًا لأن فيه حياة من موت الجهل[1]. يقول ابن سعدي (ت: 1367هـ) - رحمه الله -: وهو هذا القرآن الكريم سماه روحًا؛ لأن الروح يحيا به الجسد، والقرآن تحيا به القلوب والأرواح، وتحيا به مصالح الدنيا والدين، لما فيه من الخير الكثير والعلم الغزير[2]، فكان الصحابة - رضي الله عنهم - يتسابقون في تلقيه من فِي رسول الله - صلى الله عليه وسلم. وها هو عبد الله بن مسعود (ت: 32هـ) - رضي الله عنه - يقول عن نفسه: "والله الذي لا إله غيره، ما أُنزلت سورة من كتاب الله إلا أنا أعلم أين أنزلت، ولا أنزلت آية من كتاب الله إلا أنا أعلم فيم أنزلت، ولو أعلم أحدًا أعلم مني بكتاب الله تبلغه الإبل، لركِبت إليه"[3]. عنشَقِيقُ بْنُ سَلَمَةَ (ت: 82هـ) -رحمه الله -قَالَ: خطبنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ (ت: 32هـ) - رضي الله عنهم - فقَالَ: "وَاللَّهِ لَقَدْ أَخَذْتُ مِنْ فِيِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِضْعًا وَسَبْعِينَ سُورَةً، وَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنِّي مِنْ أَعْلَمِهِمْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَمَا أَنَا بِخَيْرِهِمْ". قالَ شَقِيقٌ: فَجَلَسْتُ فِي الْحِلَقِ أَسْمَعُ مَا يَقُولُونَ، فَمَا سَمِعْتُ رَادًّا يَقُول غَيْرَ ذَلِكَ[4]. وما قال ذلك إلا بعد تلقِّي القرآن من فِي رسول الله -صلى الله عليه وسلم - وبلغ مبلغًا عظيمًا في العلم بكتاب الله، تلاوة وتفسيرًا، تجويدًا وتحبيرًا، وما يتعلق بأسباب نزوله، وفَهْم معانيه ومقاصده ومراميه. وإذا أردنا أن تترسَّخ تلك المعاني في نفوسنا، فلنتأمل إلى ما حسَّنه الألباني - رحمه الله - وأصله عند أحمد في المسند من حديث زر بن حبيش - رضي الله عنه - قال: دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المسجد، وهو بين أبي بكر وعمر، وإذا ابن مسعود يصلي، وإذا هو يقرأ النساء، فانتهى إلى رأس المائة، فجعل ابن مسعود يدعو، وهو قائم يصلي، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: اسأل تُعطه، اسأل تعطه، ثم قال: من سرَّه أن يقرأ القرآن غضًّا كما أُنزل، فليقرأه بقراءة ابن أم عبد، فلما أصبح غدا إليه أبو بكر ليبشِّره، وقال له: ما سألت الله البارحة؟ قال: قلتُ: اللهم إني أسألك إيمانًا لا يرتدُّ، ونعيمًا لا يَنْفَد، ومرافقة محمد في أعلى جنة الخلد، ثم جاء عمر - رضي الله عنه - فقيل له: إن أبا بكر قد سبقك، قال: يرحم الله أبا بكر، ما سبقته إلى خير قط، إلا سبقني إليه"[5]. ولقد تلقَّى جيل الصحابة - رضوان الله عليهم - القرآن غضًّا طريًّا من فِي رسول الله النبي - صلى الله عليه وسلم - فكانوا يسارعون ويسابقون لكتابته في السطور، وحفظه في الصدور، ومن ثَمَّ تلقي ما أُشكل عليهم من فَهْم معانيه، ثم حرصوا - رضوان الله عليهم - على العمل بما تعلَّموه، ومن ثَمَّ ينقلوا ما تعلَّموه وتدارَسوه، كما كان يفعل أهل الصُّفَّة، كانوا يحتطبون بالنهار، ويتدارسون القرآن بالليل، وتلك سمة بارزة تَميَّز بها جيلُ الصحابة - رضوان الله عليهم. [1] تفسير القرطبي: (16/ 53). [2] تفسير ابن سعدي: (7/ 1602). [3] صحيح البخاري، كتاب فضائل القرآن: (4716). [4] صحيح البخاري، كِتَاب فَضَائِلِ الْقُرْآنِ - بَاب الْقُرَّاءِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى، حديث رقم: (4641). [5] مسند الإمام أحمد 7/ 359 رقم 4340، وقال شعيب الأرناؤوط ومحققو المسند: " صحيح بشواهده، وهذا إسناد حسن"، وحسَّنه الألباني في السلسلة الصحيحة 5/ 379 رقم 2301.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |