تأملات في أخوة المصالح - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         نصيحة إلى أبناء الصحوة الإسلامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          القوامة الزوجية.. أسبابها، ضوابطها، مقتضاها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          التطور التاريخي لعلم البصمات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          صفحات مطوية من القضية الفلسطينية قبل قيام دولة إسرائيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 5832 )           »          حقوق الطفل في الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          القواعد والضوابط الفقهية في الأعمال الخيرية والوقفية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 26 - عددالزوار : 11277 )           »          خادمتي مسلمة.. ولكن! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          سلوكيات غير صحيحة سائدة في حياتنا الأسرية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 4 - عددالزوار : 3603 )           »          المخدرات تحول المتعاطي إلى مجرم وتجعله مسخا مشوها عديم القيم!! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الظاهر والباطن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30-07-2025, 10:54 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,945
الدولة : Egypt
افتراضي تأملات في أخوة المصالح

تأمـلات في أُخُـوَّة المصـالح

د. سعد الله المحمدي

كثيرون هم الذين يدَّعون المحبة والأخوة، والاحترام والحب، يملؤون رأسك بالمديح الزائف، والنفاق الظاهر، يصفِّقون لكل ما تقوم به، سواء أكان حقًّا أم باطلًا، خيرًا أم شرًّا، وكأن لسان حالهم يقول:
إذا نحن أثنينا عليك بصالحٍ فأنت كما نُثني وفوق الذي نُثني

أو كما قال ابن نباتة المصري:
والله ما نوفي أياديك حقها إذا نحن أثنينا عليك بصالحِ

وبما أن النفس البشرية تميل بطبعها إلى الإطراء والمجاملة، فإنك كثيرًا ما تُخدع بمثل هؤلاء، خاصةً في زمننا الذي اختلط فيه الحابل بالنابل، والمرعيُّ بالهمل، وتداخلت فيه المظاهر والآراء حتى غدا التمييز بين الصادق والمخادع أمرًا بالغ الصعوبة، فالوجوه باسمة، والقلوب دامية، والابتسامات ماكرة، ودموع التماسيح ليست سوى وسيلة خداعٍ سهلةٍ لاقتناص الفرائس.

في خضم هذا الزيف، تجد بعض أصحاب القلوب المريضة ينادونك بأجمل الألقاب أمامك، ويسمُّونك بأقبحها خلفك، فأنت في ظاهرهم "الحبيب العزيز"، وفي باطنهم "العدو اللدود".

يمتدحونك بكلام منمَّق، ثم ينالون منك بمجرد أن تغيب عن أعينهم؛ لكونهم ذئابًا في ثياب بشر، "فلا أدب يفيد ولا أديب"، لا يعرفون للصداقة حقًّا، ولا يمنعهم حياء عن الطعن والهمز واللمز، يدَّعون الإخلاص، وهم في الحقيقة لا عهد لهم ولا ذمة، ولا وفاء ولا ملح.

وما الناس بالناس الذين عهدتهم
ولا الدار بالدار التي كنتَ تعرفُ
وما كل من تهوى يحبك قلبه
ولا كل من صاحبته لك منصفُ



وقد ألَّف الإمام العلامة محمد بن خلف بن المرزبان بن بسام، أبو بكر المحولي (ت ٣٠٩هـ) كتابه "فضل الكلاب على كثير ممن لبس الثياب"، مبينًا فساد بعض الناس، ولؤم طِباعهم، الذين يأكلون لحوم أصدقائهم دون إضافة شيء من الملح الذي كان بينهم، وهو بالمناسبة مؤلف كتب نفيسة منها: "المروءة" بتحقيق محمد خير رمضان يوسف، و"ذم الثقلاء" بتحقيق د. مأمون محمود ياسين.

فيقول رحمه الله: "ذكرتَ - أعزك الله - زماننا هذا وفساد مودة أهله، وخِسة أخلاقهم، ولؤم طباعهم، وأن أبعد الناس سفرًا من كان سفره في طلب أخٍ صالح، ومن حاول صاحبًا يأمن زلته، ويدوم اغتباطه كان كصاحب الطريق الحيران، الذي لا يزداد لنفسه إتعابًا، إلا ازداد من غايته بعدًا، فالأمر كما وصفت".


ذهب الذين يُعاش في أكنافهم وبقيت في خلف كجلد الأجربِ


ويقول كذلك: "ولو فتَّشت في دهرنا هذا، لوجدتَ كثيرًا ممن تعاشره إذ لقيك، رحَّب بك، وإذ رغبت عنه، أسرف في الغِيبة، وتلقَّاك بوجه المحبة، ويُضمر لك الغش والمسبة".

لقد انحدر هؤلاء إلى قاع النفاق، وشربوا من ينابيع الخديعة، حتى صاروا لا يؤمَن جانبهم، ولا يُرجى خيرهم، إنهم إخوان السوء، وأصدقاء المصالح، وزملاء الطمع، وطلاب الفرص.

شمعة أخيرة:
أشرت إلى ظاهرة اجتماعية منتشرة منذ قديم الزمان، ولا أقصد أحدًا بلحمه وشحمه، فليُحسن القارئ الظن؛ قال الشاعر:
ولا خير في ودِّ امرئ متلون إذا الريح مالت مال حيث تميلُ




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.15 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.48 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.46%)]