سلاح الدين والدنيا: العلم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير (الجامع لأحكام القرآن) الشيخ الفقيه الامام القرطبى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 594 - عددالزوار : 135032 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4925 - عددالزوار : 1999650 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4497 - عددالزوار : 1283529 )           »          سِيَرِ أعلام المحدثين من الصحابة والتابعين .....يوميا فى رمضان . (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14 - عددالزوار : 17 )           »          مكارم الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 4 - عددالزوار : 1049 )           »          الوصايا النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 25 - عددالزوار : 5551 )           »          الجميع يعلِّق زينات النصر.. فمن تلقَّى الهزائم؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          هلموا إلى منهج السلف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 1348 )           »          غزة في ذاكرة التاريخ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 5 - عددالزوار : 1736 )           »          أثر العربية في نهضة الأمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 1440 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-10-2024, 11:25 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 156,352
الدولة : Egypt
افتراضي سلاح الدين والدنيا: العلم

سلاح الدين والدنيا: العلم

إن لكل أمَّةٍ سلاحًا تستعمله مَطِيَّةً للارتقاء على حساب ضعفائهم، وتكأةً تستخدمه للتحكم فيهم، وعلى سبيل الواقع ما يمتلكه ويستعمله الغربيُّون من أسلحة متنوعة تكمن في مناهجَ وأفكارٍ وعلوم مختلفة، يبثُّونها في المجتمعات المتخلِّفة.

لقد استعملوا القوةَ مع أسلافنا الذين مَضَوا قبلنا، ثم تيقَّنوا أن ذلك لم يُجْدِ نفعًا، ولم يَدُمْ زمانًا.

فاستعملوا سلاحَ العلم، فأنشؤوا التكنولوجيا الحديثة، فصنعوا التلفاز، وأنشؤوا مواقع التواصل والشبكة العنكبوتية، وعرضوا فيها اقتصادهم ومنتجاتهم وسلعهم؛ ليتقوَّوا على غيرهم، ثم بثُّوا فيها أفكارهم الهدَّامة، ومناهجهم الكاسدة، وعقائدهم الفاسدة، فنشروا الإلحاد والنصرانية، ثم صدروا أخلاقهم القبيحة وعاداتهم الدَّخِيلة، وطرائقهم المنكرة، فنشروا الرذيلة والتبرُّجَ والعُريَ والْمُجون، نشروا الشذوذ والْمِثْلِيَّة والخلاعة، وباعوها بثمن بخسٍ للمسلمين، الذين تلقَّفوا كل قبيح، واستقبلوا كل محظور، والله المستعان، وصدق رسول صلى الله عليه وسلم إذ يقول: (( «لتتبعُنَّ سَنَنَ من كان قبلكم حذوَ القُذَّة بالقذة، حتى لو دخلوا جُحرَ ضبٍّ لَدخلتموه، قالوا: اليهود والنصارى؟ قال: فمن» ؟))؛ [ (أخرجاه) ].

معاشر المسلمين: اعلموا - يا رعاكم الله - أن الله جل جلاله فتح على المسلمين بسلاح عظيم فتَّاك، لو استعملوه لَقهروا العالم بأسرِهِ؛ إنه العِلْمُ يا معاشر المسلمين؛ وهو نوعان:
الأول: هو علم الدين والشريعة، هو علم التوحيد ومعرفة الدَّيَّان، الملك المنَّان، جلَّت قدرته، وتبارك اسمه، وعزَّ سلطانه؛ قال جل وعلا: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [النور: 55]، وقال سبحانه: {إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [آل عمران: 160]، وقال سبحانه: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} [الروم: 47].

إنه التمكين يا عباد الله، الذي لا يكون إلا لعباد الله الصالحين، وهذا يعرفه الموقنون، بل ويشهده الكفار المكذِّبون، وقد شهِد بهذا عظيم الروم، حاكم أكبر دولة في عهد الرسول عليه السلام، فإنه لما أرسل إليه الرسول صلى الله عليه وسلم رسالةً، يدعوه فيها إلى الإسلام، وقد حدث حوار بين هرقل ملك الروم وبين أبي سفيان، ومما جاء فيه: ((وسألتك: بمَ يأمركم؟ فذكرت: أنه يأمركم أن تعبدوا الله، ولا تشركوا به شيئًا، وينهاكم عن عبادة الأوثان، ويأمركم بالصلاة والصدق والعَفاف‏، فإن كان ما تقول حقًّا فسيملِكُ موضعَ قدميَّ هاتين))، عظيم الروم بقوته وجيشه وسلطانه، أيقن أن ملكه سيزول يومًا، وأن أكبر دولة سيحكمها المسلمون، بفضل توحيدهم وعقيدتهم، وصلاتهم وعفافهم، وأخلاقهم، فليت شعري لو أيقن هذا أهل وطني وبلدي، وليت شعري لو أدرك هذا المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها.

فلا قوة إلا بالعلم، ولا عزَّ إلا بالعلم، ولا تمكين إلا بالعلم، ولا شرف إلا بالعلم، ولا سلاح أقوى من العلم.

ولأجل كل ما سبق يا عباد الله؛ كان أول ما أنزل الله من القرآن على نبيِّه العربيِّ الأميِّ صلوات الله وسلامه عليه، الأمرُ بالعلم والقراءة والكتابة: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق: 1 - 5].

عباد الله: العلم أشرف شيء في هذا الوجود، وهو أنفس ما تُستعمَل فيه الأعمار والساعات، وأولى ما أُنفقت فيه نفائس الأموال والأوقات.

والعلم زينة، ولولا العلم ما كان للعقل قيمة، ولصار الإنسان كالبهيمة.
عِلْمُ العليم وعقلُ العاقل اختلفا ** مَن ذا الذي منهما قد أحرز الشرفا
فالعلم قال: أنا أحرزت غايتــــه ** والعقلُ قال: أنا الرحمن بي عُرِفــا
فأومأ العلم إيماءً وقال لــــــــه ** بأينا الرحمن في القرآن قد وُصِفــا
فأدرك العقل أن العلم سيـــــده ** فقبَّل العقل رأسَ العلم وانصرفــــا

العلم دليل الإيمان، ولولا العلم ما عرف الناس ربهم ولا أسماءه ولا صفاته، ولا عرفوا كيف يعبدونه؛ فبالعلم يُعرَف الله، وبه يُطاع الله، وبه يُعبَد، وبه يُوحَّد، وبه يُمجَّد، وبه يُتورَّع، وبه تُوصل الأرحام، وبه يُعرَف الحلال من الحرام؛ قال معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه: "تعلموا العلم؛ فإن تعلمه لله خشية، وطلبه عبادة، ومدارسته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة، وبذله لأهله قُربة، وهو الأنيس في الوحشة، والصاحب في الخلوة".

وأهل العلم هم أرفع الناس، وأشرفهم مكانةً، وأكثرهم فضلًا؛ قال سبحانه: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [المجادلة: 11]، وفرَّق بينهم وبين أهل الجهل؛ فقال: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} [الزمر: 9]، واستشهد بهم على أعظم مشهود عليه؛ وهو توحيده وإخلاص الدين له: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [آل عمران: 18]، وميَّزهم ورفعهم على غيرهم؛ فقال: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} [الزمر: 9]، فهم أهل الخشية لله: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر: 28].


عباد الله: لقد عرَفتم سلاح الأمة الفتَّاك؛ فاستمسكوا بالعروة الوثقى، فإنها النجاة والفِكاك.

وأما السلاح الثاني - معاشر المسلمين - فهو علم الدنيا، لا شك أن الدراسة للعلوم الدنيوية أمر مطلوب؛ والله يقول سبحانه: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} [الأنفال: 60]، وقال جل وعلا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ} [النساء: 71].

عباد الله: بالعلم نصنع ما نلبَس، ونزرع ما نأكل، وننتج علاجنا ودواءنا، كذلك به نصنع سلاحنا الذي نقاتل به عدونا، وندافع به عن أنفسنا؛ وقد قال الله لنبيه نوح عليه السلام: {وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا} [هود: 37]، وقال الله لنبيه داود: {وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ} [الأنبياء: 80]؛ قال القرطبي: "هذه الآية أصل في اتخاذ الصنائع والأسباب، وهو قول أهل العقول والألباب، لا قول الجهلة الأغبياء القائلين بأن ذلك إنما شُرِع للضعفاء، وقد أخبر الله تعالى عن نبيه داود عليه السلام أنه كان يصنع الدروع، وكان أيضًا يصنع الخوص (ورق النخل)، وكان يأكل من عمل يده، وكان آدم حراثًا ونوح نجارًا، ولقمان خياطًا، وطالوت دبَّاغًا، وقيل: سقَّاءً، فالصنعة يكُفُّ بها الإنسان نفسه عن الناس، ويدفع بها عن نفسه الضرر والبأس".

ألَا فاتقوا الله - يا أمة الإسلام - واعلموا أن دينكم دين علم ومعرفة وعمل، وليس دين جهل وتخرُّصٍ أو خرافة، وكلما كان المسلم أكثر علمًا بدينه، كان أحرى أن يتمسك به ويثبت عليه.

فاللهم إنا نسألك علمًا نافعًا، وعملًا صالحًا، اللهم اشرح صدورنا لطلب العلم وأعنَّا عليه.


منقول
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.42 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.75 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.31%)]