من الفساد إلى الفلاح: رحلة استعادة الوعي في أمتنا - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1299 - عددالزوار : 137450 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 57 - عددالزوار : 42164 )           »          حكم من تأخر في إخراج الزكاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          حكم من اكتشف أنه على غير وضوء في الصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          المسيح ابن مريم عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 20 - عددالزوار : 5426 )           »          يا ربيعة ألا تتزوج؟! وأنتم أيها الشباب ألا تتزوجون؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          فضائل الحسين بن علي عليهما السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          سودة بنت زمعة - رضي الله عنها - (صانعة البهجة في بيت النبوة) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          حجة الوداع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          التشريع للحياة وتنظيمها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 06-08-2024, 08:50 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,060
الدولة : Egypt
افتراضي من الفساد إلى الفلاح: رحلة استعادة الوعي في أمتنا

من الفساد إلى الفلاح: رحلة استعادة الوعي في أمتنا

محمد سلامة الغنيمي


تتوالى المآسي على هذه الأمة تترا الفاجعة تلو الفاجعة والمحنة تتبع المحنة في حالة مزرية من الضعف والهوان، بل الأغرب هو الاستسلام للهوان والأشد غرابة هو استمراء حالة الهوان والتكيف معه والدفاع عنه.
أمة تبني ولائها وبرائها على كرة القدم، أمة ينشغل الرأي العام فيها بإطلالة ممثلة، أمة تحزن وتفرح لحالة مغنية، أمة تنبطح لعدوها وتشد على أبناءها، أمة تهين رموزها وترفع سفلائها.. هي أمة مغيبة الوعي فاقدة الإدراك، أبناءها سكارى الترف، غارقون في اللهو والعبث، كبلهم الإعلام الموجه، فجرت فيهم سنة الله في خلقه بفسقهم، والفسق: هو الخروج عن المألوف سواء في أمور الدين أو الدنيا، قال تعالى: "فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين". فالمجتمع الذي خرج أفراده عن المعتاد والمألوف، مجتمع يسهل تضليلة؛ لأنه أصبح مؤهل للانحراف والتضليل، وقال تعالى: "إذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها"؛ لأن الانغماس في الترف والتنعم بريد التطرف على المعتاد والمألوف، والتطرف أو الفسق بريد الهلاك وتغييب الوعي.
لا شك إن وراء المآسي التي تتوالى على الأمم ، والصعوبات والمحن التي تنتاب المجتمعات ، فلسفة وحكمة . على الرغم من أن البعض يزعم أن الصدفة تلعب دوراً أساسياً فيما يجري عليه، ونحن ـ كمسلمين ـ نرفض هذا الرأي، ونرى أن كل شيء في هذا الكون بمقدار ؛ فما من سكون وحركة ، وضر ونفع ، إلاّ في كتاب مبين.
وفي كل مرحلة من مراحل البلاء يكون الهدف هو اليقظة واستعادة الوعي ؛ أي أن يستيقظوا ، وينتقدوا أنفسهم ، ويعودوا الى رشدهم ، ويعترفون بخطأهم وانحرافهم . فان لم يصلوا الى هذا المستوى ، فان الخالق سوف ينـزل عليهم بلاءات أخرى أشدّ ، حتى تحين فرصتهم في الاعتبار من هذا البلاء . وحينئذ يفتح الله تعالى عليهم أبواب الرحمة ، وإذا بهم بعد ذلك يفرحون ، ويعلون في الأرض ، ويعيثون فيها الفساد ، وعند ذلك يأخذهم الخالق بأشدّ البلاء.. وهكذا يرتبط فقدان الوعي للأمم بترفها؛ لأن الترف مدعاة للفسق، والفسق مدعاة للهلاك.
استعادة الوعي
والذي يصيبنا الآن ـ نحن المسلمين ـ هدفه وحكمته أن نستعيد وعينا ، وأن نقف موقف الناقد من أنفسنا ، وأن نسأل أنفسنا : لماذا هذه الابتلاءات ؟ فان انتبهنا ، واستيقظنا ، وعدنا الى رشدنا ، رفع الله تعالى عنّا البلاء . وإن لم نفعل ذلك ، فان هذا البلاء سوف يزداد ، وستأتي مراحل شديدة وصعبة إذا لم نتّعظ . وفي هذا المجال يقول عز من قائل : {﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَىٰ أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ * فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَٰكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ * فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾} 3.
إن قضية الوعي في أمتنا هي بالفعل جوهر التحديات التي تواجهنا، وهي المفتاح لحل العديد من المشكلات التي نعاني منها. السؤال عن كيفية استعادة الوعي المفقود هو سؤال محوري يتطلب منا جميعًا التفكير العميق والتحليل الشامل.
أسباب فقدان الوعي
قبل أن نتطرق إلى الحلول، دعونا نلقي نظرة سريعة على بعض الأسباب التي أدت إلى فقدان الوعي أو الفسق والخروج عن المألوف في أمتنا:
التجهيل المتعمد: تاريخنا يشهد محاولات متكررة لتجهيل الشعوب وإبعادهم عن المعرفة الحقيقية.
الاستعمار الثقافي: فرض ثقافات وأفكار غريبة علينا، مما أدى إلى تآكل هويتنا وتراثنا.
الإعلام الموجه: استخدام وسائل الإعلام لتضليل الرأي العام وتوجيهه نحو أجندات محددة.
الأنانية والفردية: غلبة المصلحة الشخصية على المصلحة العامة، مما أدى إلى تآكل الروابط الاجتماعية.
خطوات عملية لاستعادة الوعي:
لاستعادة الوعي المفقود، علينا العمل على عدة جبهات:
التعليم الحقيقي: يجب أن يكون التعليم هو الأساس، تعليم يركز على تطوير الفكر النقدي والتحليلي، ويعزز القيم الأخلاقية والإنسانية.
الإعلام المستقل: دعم وسائل الإعلام المستقلة التي تسعى إلى نشر الحقيقة وتوعية الناس.
الحوار والنقاش: تشجيع الحوار البناء والنقاش الحر حول القضايا المختلفة، وتقبل الرأي الآخر.
القراءة والاطلاع: تشجيع القراءة والاطلاع على مختلف المصادر، سواء كانت كتبًا أو مقالات أو مواقع إلكترونية.
الوعي بالهوية: التعرف على هويتنا وتراثنا، والاعتزاز بهما.
التعاون والتكاتف: العمل معًا لتحقيق أهدافنا المشتركة، والتغلب على التحديات التي تواجهنا.
دور الأفراد والمؤسسات
كل فرد في المجتمع له دور مهم في استعادة الوعي. يمكننا جميعًا أن نساهم في هذا الجهد من خلال:
تثقيف أنفسنا والآخرين: مشاركة المعلومات المفيدة، وتنظيم ورش عمل وندوات.
دعم المبادرات الإيجابية: التطوع والعمل في المشاريع التي تساهم في بناء مجتمع أفضل.
نشر الوعي عبر وسائل التواصل الاجتماعي: استخدام هذه المنصات لنشر الأفكار الإيجابية والتوعية بالقضايا المهمة.
في الختام، قضية الوعي هي قضية الجميع. إنها مسؤولية مشتركة علينا جميعًا أن نتحملها. من خلال العمل الجاد والمتواصل، يمكننا أن نستعيد وعي أمتنا ونبني مستقبلًا أفضل لأجيالنا القادمة.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 60.82 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 59.10 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.82%)]