تفسير الآيتين الأولى والثانية من سورة الأنعام - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 774 - عددالزوار : 117750 )           »          المسيح ابن مريم عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 5 - عددالزوار : 3622 )           »          قسمة غنائم حنين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          الوجه المشرق والجانب المضيء لطرد المسلمين من الأندلس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          القرآن يذكر غزوة حنين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          مشاهد من معركة حنين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          غزوة هوازن "حنين" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          الإمام الأوزاعي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          ليلة هي من أقسى ليالي الدنيا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          أحكام فقهية وقعت في مكة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 29-11-2023, 11:58 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,138
الدولة : Egypt
افتراضي تفسير الآيتين الأولى والثانية من سورة الأنعام

تفسير الآيتين الأولى والثانية من سورة الأنعام
يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف




قال تعالى: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ * هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ ﴾ [الأنعام: 1 ، 2].


﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ
﴿ الْحَمْدُ ﴾: (الْ) فِي الْحَمْدِ لِاسْتِغْرَاقِ الْجِنْسِ؛ أَي: أنَّ عَامَّةَ ألْفَاظِ الْحَمْدِ هِي لِلهِ تَعَالَى، واللهُ مُسْتَحِقٌّ لَهَا جَمِيعَهَا[1]، و(الحَمْدُ) وصْفُ الْمَحْمُودِ بِصِفَاتِ الْكَمَالِ، مَعَ الْمَحَبَّةِ والتَّعْظِيمِ[2].

﴿ لِلَّهِ ﴾ الْلَامُ فِي (لِلَّهِ) للاسْتِحْقَاقِ، فَجَمِيعُ الْمَحَامِدِ مُسْتَحِقَّةٌ لِلهِ تَعَالَى[3].

﴿ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ ﴾ خَلَقَ ﴿ الظُّلُمَاتِ ﴾ اللَّيلَ ﴿ وَالنُّورَ ﴾ النَّهَارَ[4]، وَهَذا مِنْ دَلائِلِ أُلُوهِيَّتِهِ وَقُدْرَتِهِ وَعَظَمَتِهِ [5].

﴿ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا ﴾ مَعَ قِيامِ هَذِهِ الْأَدِلَّةِ الْقَاطِعَةِ ﴿ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ ﴾ يُشْرِكُونَ[6]، كَمَا قَال تَعَالَى: ﴿ أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ ﴾ [النَّمْل: ٦٠][7].


﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ
﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ﴾ بِخَلْقِ أبِيكُمْ آدَمَ الَّذِي هُو أَصْلُكُمْ مِنْ طِينٍ [8]، كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ خَلْقَ الإنْسَانِ مِنْ طِينٍ﴾ [السَّجْدَة: ٧].

﴿ ثُمَّ قَضَى أَجَلًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ﴾ أَي: أنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدَّر لِعِبَادِهِ أَجَلَيْنِ: أَجَلًا لَكُلِّ إِنْسَانٍ يَمُوتُ عِنْدَ انْتِهائِهِ[9]، وأَجَلًا آخَرَ مَعلومٌ عِنْدَ اللَّهِ وَحَدَهُ لَا يَعْلَمُهُ غَيْرُهُ[10]، وَهْو يَوْمُ الْقِيَامَةِ لِيُحَاسِبَهُمْ عَلَى أَعْمَالِهِمْ، كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ ذَٰلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ النَّاسُ وَذَٰلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ * وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَّعْدُودٍ ﴾ [سُورَة هُود:103-104]، وَقَال تَعَالَى: ﴿ قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ * لَمَجْمُوعُونَ إِلَىٰ مِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ ﴾ [سُورَة الْوَاقِعَة:49-50].

﴿ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ ﴾ تَشُكُّونَ فِي البَعْثِ بَعْد عِلْمكُمْ أنَّهُ ابْتَدَأَ خَلْقكُمْ، وَمَنْ قَدَرَ عَلى الِابْتِداءِ فَهُوَ عَلى الإِعَادَةِ أقْدَرُ[11]، كَمَا قَال اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم ﴾ [سُورَة الرُّوم:27]، وَقَالَ: ﴿ أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ ۚ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِّنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ ﴾ [سورة ق:15][12].


وَالْآيَتَانِ فِيهِمَا مِنَ الْفَوَائِد:
أولًا:كمالُ قُدْرةِ اللهِ تَعَالَى وَوحدَانيَّتِهِ وَإِلَهيَّتِهِ وَاسْتِحْقَاقِهِ للعِبَادَةِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ؛ لِكَونِهِ الْخَالِقَ العظيمَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاواتِ وَالْأَرْضَ، وَخَلقَ الليلَ وَالنَّهَارَ، وَخَلقَ الإِنْسَانَ مِنْ طِينٍ[13].

ثانيًا: شِدَّةُ إِعْرَاضِ الْكَافِرِينَ وَعِنَادِهِمْ وَتَكْذِيبِهِمْ، فَهُمْ وَالْعِيَاذُ بِاَللَّه مَعَ وُضُوحِ هَذِهِ الْأَدِلَّةِ الدَّالَّةِ عَلَى أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى هُوَ الْمُسْتَحِقُّ لِلْعِبَادَةِ إلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاَللَّهِ، كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ ﴾ [سُورَة الْأَنْعَام:1]، وَقَالَ: ﴿ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ ﴾ [سُورَة الْأَنْعَام:2][14].

[1] ينظر: تفسير ابن عطية (2/ 265)، تفسير القرطبي (2/ 153).

[2] ينظر: تفسير العثيمين – الفاتحة والبقرة (ص9).

[3] ينظر: تفسير الطبري (1/ 137)، فتح القدير (2/ 112).

[4] ينظر: تفسير الماوردي (2/ 92).

[5] ينظر: تفسير السعدي (ص250).

[6] ينظر: تفسير البغوي (3/ 126).

[7] ينظر: توفيق الرحمن في دروس القرآن (3/ 340).

[8] ينظر: تفسير ابن عطية (2/ 266)، تفسير ابن كثير (3/ 239)، فتح القدير (2/ 113).

[9] ينظر: تفسير ابن كثير (3/ 239)، تفسير الجلالين (ص162).

[10] ينظر: تفسير الطبري (9/ 152)، تفسير النسفي (1/ 490).

[11] ينظر: نظم الدرر في تناسب السور(7/ 10)، فتح القدير (2/ 113).

[12] ينظر: التحرير والتنوير (7/ 129).

[13] ينظر: تفسير القاسمي (4/ 309)، تفسير السعدي (ص250).

[14] ينظر: تفسير أبي السعود (3/ 107).




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 66.42 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 64.70 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.58%)]