كيف أبدأ حياتي؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         مواضع الدعاء في الصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          ذرية الشيطان.. وطريقة حصولها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          هل الإشهاد شرط لصحة الطلاق ؟ (الشيخ اﻷلباني) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          هل يجوز للجنب قراءة او مس المصحف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          ( مَحَبَّةِ الْجَمَالِ )كلمات لابن تيمية رحمه الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          هل الدعاء في الوتر في رمضان قبل الوتر أم بعده (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 58 - عددالزوار : 44008 )           »          الأموال الربوية بعد توبة صاحبها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          التوبة من الذنوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          زكاة رواتب الموظفين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-09-2023, 06:10 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,599
الدولة : Egypt
افتراضي كيف أبدأ حياتي؟

كيف أبدأ حياتي؟
أ. رضا الجنيدي

السؤال:
الملخص:
فتاة في مقتبل العمر تسأل أسئلة كثيرة عن الحياة والتعامل مع المجتمع، وتعلُّم المهارات، وتنمية الهوايات.

التفاصيل:
السلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته.


أنا في الرابعة عشرة من عمري، عندي سؤالات مختلفة: أريد أن أعرف شغفي يكمن أين، وهل صحيح أنه لا يظهر الآن؟ وكيف أملأ فراغي العاطفي؟ وكيف أملأ وقت فراغي؟ وأعلم أن الرسم محرم، لكن هل يجوز تحريك شخصيات الكرتون لعمل كرتون مفيد للأطفال؛ يعني: دون أن أرسم، وإنما أحرك الشخصية، وأحرك فمها ويديها ورجليها؟ وكيف أتخلص من الرهاب؟ وما الطريقة المثلى للتكلم والتعامل مع الناس؟ وكيف أصبر وأتعلم مهارات النفس؟ وما المحرم - شرعًا - في الاعتناء بالنفس من ناحية التجميل؟ وما العادة السرية للفتيات وأضرارها؟ وجزاكم الله خيرًا.



الجواب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ابنتي الحبيبة، سعدت جدًّا جدًّا وأنا أقرأ رسالتكِ، ودعوت لكِ من أعماق قلبي؛ ففتاة في مثل سنكِ تسأل كل هذه الأسئلة، التي من شأنها أن تصلح بها دينها ودنياها - هي فتاة أحسبها على خير، ولا أزكي على الله أحدًا، وأرجو من الله أن تسيري على درب أمكِ عائشة رضي الله عنها، التي كانت تسأل النبي صلى الله عليه وسلم دومًا عن أمور دينها ودنياها لتتعلم، ثم إذا بها هي من تُعلِّم المسلمين بعد ذلك، أسأل الله أن تقتدي بها، وأن ينفعكِ الله، وينفع بك.

يمكنكِ - حبيبتي - أن تتعرفي على شغفكِ من خلال التأمل في أكثر الأشياء التي تُسعدكِ حين تمارسينها، والتي تقضين فيها وقتًا طويلًا دون ملل، وكذلك تلك الأشياء التي تشعرين بالفخر كلما قمتِ بها، والأشياء التي يثني عليكِ الناس فيها، المهم أن تكون هذه الأشياء نافعة، وموافقة للشرع، وترضي الله عز وجل.

وبوادر الشغف تظهر في سنكِ، ولكن كلما مرت الأعوام قد تتغير الاهتمامات، ويبدأ شغفنا ببعض الأشياء يزيد وينمو، بينما يقل ويضمحل تجاه بعض الأشياء الأخرى؛ وذلك نتيجة لخبراتنا الجديدة وثقافتنا واختلاف اهتماماتنا، ونتيجة كذلك لنمو ونضج تفكيرنا؛ لذلكِ احرصي من الآن أن تهتمي بالعديد من الأمور النافعة، ومع الوقت ستكتشفين أي هذه الأمور تمثل شغفكِ الحقيقي، وأسأل الله أن يكون من هذه الأمور العلم النافع، وبذل المعروف للناس، وترك الأثر الجميل في هذه الحياة.

بالنسبة لسؤالكِ عن كيفية ملء الفراغ العاطفي، فأقول لك: أولًا: أكثري من الدعاء بأن يجعل الله عز وجل حبه في قلبكِ أشدَّ حبٍّ، واقرئي كثيرًا في أسماء الله الحسنى لتزدادي معرفة بربكِ، وتزدادي حبًّا له، ووقتها لن تجدي لديكِ فراغًا عاطفيًّا، بل ستجدين قلبكِ مملوءًا بحب الله، وحب كل ما يحبه الله، وحب كل ما يقربكِ إليه عز وجل.

ومما يساعدكِ على ملء فراغكِ العاطفي أن يكون لكِ هوايات واهتمامات تقضين فيها وقت فراغك، وتفرغين فيها طاقتكِ النفسية والذهنية.

ويساعدكِ على ذلكِ أيضًا ألَّا تجلسي وحدكِ قدر استطاعتك، وألَّا تتركي لنفسكِ المجال للتفكير الكثير في أمور خيالية، وفي أحلام يقظة قد تشعركِ بهذا الفراغ.

ويساعدكِ كذلك على ملء فراغكِ العاطفي أن تهتمي بالعمل التطوعي الخالي من الاختلاط والمحرمات، وأن تبذلي فيه جهدًا جميلًا، وتقضي فيه وقتًا نافعًا ومفيدًا.

كل هذه الخطوات تساعدكِ على ملء الفراغ العاطفي لديكِ، وتساعدكِ كذلك على استغلال وقت الفراغ الذي سألتِ عنه في أشياء مفيدة ونافعة.

أمَّا بالنسبة للرسم، فهو غير محرم بشكل كامل، بل هناك أمور محرمة في الرسم، وأمور مباحة، فرسم النباتات والأشجار، والجبال والبيوت، وغير ذلك من غير ذوات الأرواح، والرسوم التعليمية للأطفال من الرسم المباح، أما رسم ذوات الأرواح، فهو من المحرمات.

أما بالنسبة لتحريك الرسوم الكارتونية، فإن كنتِ تقصدين بذلك ما يُقدم للأطفال، فما يُقدم للأطفال بغرض تعليمهم، وبثِّ الأخلاق والقيم الإسلامية فيهم، وتعويدهم الخير - فهو مباح، وقد أجازه العلماء، ما دام لا يحتوي على مخالفات شرعية ينهي الدين عنها.

أما بخصوص سؤالكِ عن الرهاب، فلم توضحي ما الأشياء التي تخافين منها، وتصيبكِ بالرهاب، ولكن على أية حالٍ، أكثري من ذكر الله؛ فبِذِكْرِ الله يطمئن القلب، وتأنس النفس، ويزول الخوف، وأكثري من ذكر الله بقول: "حسبنا الله ونعم الوكيل"؛ فلهذا الذكر أثر عجيب في علاج المخاوف والرهاب، وأكثري من الدعاء بأن يرزقكِ الله الطمأنينة والأمن والأمان.

فكري في الشيء الذي تخافين منه تفكيرًا عقلانيًّا، وانظري: هل هذا الشيء مؤذٍ بالفعل، ويمكنه أن يصيبكِ بالضرر؟ هل كل الناس يخافون منه ويتجنبونه أو أنَّ هذه المخاوف مجرد أوهام في العقل فقط؟

على سبيل المثال: لو أنكِ تخافين الطيور كما يخاف بعض الناس من الدجاج أو الحمام، فاسألي نفسكِ: هل الدجاج مؤذٍ بالفعل وسيصيبكِ بالضرر؟ هل كل من حولكِ من البشر أو أغلبهم يخاف من الدجاج؟

قومي بتحليل هذه الأفكار، وستكتشفين أنها مجرد أوهام يزرعها الشيطان فيكِ ليصيبكِ بالهم والحزن والقلق والخوف المستمر.

بعد ذلك، استعيني بشخص يتسم بالحكمة، واطلبي منه أن يساعدكِ على التخلص من هذا الخوف، بأن تجلسا معًا بعض الوقت في المكان الذي فيه الشيء الذي تخافين منه، واستمرا على ذلك، وأطيلي ذلك الوقت، ولكن بالتدريج، وفي كل مرة حاولي الاقتراب أكثر من هذا الشيء، وبمرور الأيام، وتكرار هذه الأفعال، سيزول خوفكِ بإذن الله عز وجل.

أما بخصوص سؤالكِ عن كيفية تحسين أسلوبكِ في الكلام وفي التعامل مع الناس، فيمكنكِ فعل ذلك من خلال قراءة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، والاقتداء به في تعاملاته مع الآخرين، وتطبيق إرشاداته لنا؛ مثل: التبسم في وجه الآخرين، والكلمة الطيبة، وأن نتحدث دائمًا بالخير والكلمة الطيبة، وألَّا نتدخل في شؤون الآخرين، وألا نسألهم عمَّا لا يعنينا، وأن ننادي من حولنا بأحب الأسماء لديهم، وألَّا ننادي أحدًا بلقب يكرهه، وأن نعبر عن حبنا ومشاعرنا لأهلنا وإخوتنا وأصدقائنا، وأن نحسن الظن فيمن حولنا ولا نكثر من عتابهم، بل نتغافل عن بعض الأمور، وأن نتحكم في أنفسنا، ولا نعبر عن مشاعرنا بطريقة غاضبة أو صاخبة، ولا نمزح مزاحًا يؤلم الآخرين نفسيًّا، كل هذه الإرشادات وغيرها مما جاءت في ديننا وفي سنة نبينا من أكثر ما يجذب قلوب الناس لنا؛ فدرِّبي نفسكِ عليها خطوة بخطوة، واحتسبي الأجر في ذلك.

أما عن الصبر، فيمكنكِ اكتساب هذه الفضيلة بمعرفة قيمتها وأجرها في الإسلام؛ فالصابرون من الفئات التي وعدها الله عز وجل بأنَّه سيوفيها أجرها بغير حساب، وأن تعلمي أن الصابرين محبوبون عند الله عز وجل، وأن كل ما أصابنا خير لنا، إن نحن رضينا بقضاء الله عز وجل، وصبرنا على هذا القضاء، وأنَّ هذا الخير سنرى نتيجته يوم القيامة بإذن الله، حتى وإن لم نَرَ أثره في الحياة الدنيا.

اقرئي سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وصبره على ما مر به من قومه، وما مر به من ابتلاءات، وكذلك صبر سيدنا يعقوب حينما فقد ابنه، وصبر سيدنا أيوب على ما أصابه من المرض، وصبر سيدنا إبراهيم على ما مر به من ابتلاءات، وصبر سيدنا نوح، وسيدنا موسى، وصبر الأنبياء والرسل، والصحابة والصالحين، وسيساعدكِ ذلك على تنمية فضيلة الصبر لديكِ بإذن الله عز وجل.

بخصوص مهارات النفس، فسِيري خطوة خطوة فيها، بعد أن تجلسي مع نفسكِ جلسة اكتشاف وتدوين أسماء المهارات التي تريدين تطوير نفسكِ فيها، ثم ابدئي بتعلم مهارة واحدة، ثم بعد إتقانها ابدئي بمهارة أخرى، وهكذا، ولا تشتتي نفسكِ في أمور عديدة، وتذكري أن أحب الأعمال إلى الله عز وجل أدومها، حتى وإن كانت قليلة، فالاستمرار والمداومة يصنعان النجاح مع الوقت بإذن الله عز وجل، ويساعدكِ على التعلم - سواء للأمور الدينية أو الدنيوية التنموية - الاشتراك في بعض المنصات التعليمية الموجودة على شبكة الإنترنت، التي تقدم علمًا هادفًا مثل أكاديمية زاد.

بخصوص المحرَّم في الاعتناء بالنفس، فالأصل في الاعتناء بالنفس وتجميلها الإباحة باستثناء بعض الأمور، بل يمكنكِ أن تكتسبي من وراء هذا الاعتناء عظيم الأجر بإذن الله عز وجل، إن نويتِ بذلك طاعة الله سبحانه وتعالى.

فمن أمور التجميل المباحة: العناية بشعركِ بكل أوجه العناية به، ما دمتِ لا تكشفين شعركِ للرجال من غير محارمكِ، ويُستثنى من ذلك بعض الأمور اليسيرة؛ مثل: صبغ الشعر باللون الأسود فقط، وارتداء الباروكة.

بالنسبة لبشرتكِ، يمكنكِ العناية بها، وعمل الماسكات المغذية للبشرية، التي تساعدكِ على تنعميها أو إزالة الحبوب منها، ويمكنكِ وضع أدوات الزينة على وجهكِ في المنزل؛ مثل: الكحل، وملون الشفاه، وغير ذلك ما دمتِ في منزلكِ، ولا يراكِ به رجال من غير محارمكِ، ويمكنكِ إزالة الشعر الزائد في الوجه، ولكن لا تقتربي من الحاجبين؛ فهناك نهيُ تحريمٍ في ذلك الأمر.

يمكنكِ وضع طلاء الأظافر في المنزل في أيام الحيض، أو في غير أوقات الصلاة، أما غير ذلك، فلا بد من إزالته تمامًا عند الوضوء؛ لأنه يحول بين وصول ماء الوضوء للبشرة، والأمر نفسه ينطبق على ملون الشفاه، ومساحيق التجميل، التي تمنع وصول الماء للبشرة، فلا بد من إزالتها قبل الوضوء.

يمكنكِ التعطر في منزلكِ كما يحلو لكِ، ولكن يحرم شرعًا أن تخرجي بهذا العطر، أو تتعطري به أمام الرجال من غير محارمكِ.

أما بخصوص العادة السرية، فهي فعل مُحرم يجب علينا عدم الاقتراب منه؛ إرضاء لله عز وجل، وتجنبًا لسخطه، وتجنبًا للعذاب المترتب على هذا الذنب العظيم، وبالنسبة لأضرارها، فلها أضرار كثيرة جدًّا يمتد أثرها للمدى البعيد، سواء على الجانب النفسي أو الصحي؛ فاجتهدي في الحفاظ على نقائكِ، واحرصي على تقوى الله، والابتعاد عن كل ما يغضبه، واعلمي أنكِ في سنٍّ يمكنكِ من خلالها الوصول لأعظم الدرجات بإذن الله، إن نشأتِ في طاعة الله عز وجل، فاجتهدي لأن تكوني من فئة الشباب الذين نشؤوا في طاعة الله.

أجبتكِ يا ابنتي إجابات سريعة عن أسئلتكِ، وإلا فالإجابة على كل هذه الأسئلة تحتاج إلى كتاب كبير، فخذي ما قدمته إليكِ باهتمام وعناية، وضعيه نُصب عينيكِ، وطبقيه في حياتكِ؛ تسعدي بإذن الله عز وجل، وبمرور الوقت ستعرفين المزيد من المعلومات حول هذه الأسئلة.

أسأل الله أن يرزقكِ العفاف والتقوى، وأن يحبب إليكِ الإيمان، ويزينه في قلبكِ، ويكره إليكِ الكفر والفسوق والعصيان، وأن ينبتكِ نباتًا حسنًا، وأن يجعلكِ من خير الناس.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.57 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.90 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.06%)]