|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() خطيبي تزوج غيري، وما زال يحبني! أ. لولوة السجا السؤال: ♦ الملخص: فتاة أحبَّتْ شابًّا، وتَقَدَّم لخطبتها، لكن أهله رفَضوا الانتظار، وأجبَروه على خطبة غيرها، والفتاةُ ما زالتْ تحبه وتشعر بتأنيب الضمير بسبب زواجه من غيرها. ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا فتاةٌ في العشرين مِن العمر، أُعاني مِن صراع داخلي، مع عدم الراحة أو السلام النفسي. مشكلتي أن بيني وبين شابٍّ علاقةً عاطفية، وتَقَدَّم لخِطْبَتي، لكن ظروفي وقتها لم تكنْ تسمح بالزواج بسبب مرض أمي، وهو وافق على تأجيل الزواج فترة، لكن أهله لم يُوافقوا ورفضوا، وذهبوا وخطبوا له فتاة أخرى ووضعوه أمام الأمر الواقع! كان يرفضها، لكنه قبِلَها رغمًا عنه بسبب ضغط أهله عليه، ثم تَزَوَّجَها وهو رافض لها. المشكلة الكُبْرى أنه ما زال يُحبني ويريد الزواج مني، وأنا أُريده زوجًا لي، لكن مِن داخلي أشعُر بتأنيب الضمير بما أفعله، وأشعر بحرب داخلي، لأني لا أريد أن أظلم زوجته أو أشغله عنها، فليس لها ذنب فيما حصل، وفي المقابل لا أقدِر على فراقه وما زلتُ أحبه ويحبني. فأشيروا عليَّ ماذا أفعل؟ الجواب: الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ: فبنيتي، إنَّ العلاقة التي بينك وبين هذا الشاب هي علاقة مُحرَّمة، ومهما كانت النوايا فإنه لا يَحلُّ لك فِعْل ذلك، ويزداد الأمرُ سوءًا بعد زواجه؛ حيث إنك كما ذكرتِ ستَتَسَبَّبين في الأذى لكلا الطرفين، فالمرأةُ قد يَنصرف عنها زوجها، والعكس مِن ذلك قد يَحْصُل لو علمتْ بالأمر، إضافة لحدوث الفتنة مِن جرَّاء التواصُل المحرَّم. أنت تقولين: (لا أشعر بالراحة)، ولن تشعري بذلك حقيقةً ما دمتِ تَسيرين في هذا الطريق الذي زيَّنَه لك الشيطان وسهَّله، وهكذا هي المعصية تَحْرِم صاحبها الطمأنينة، بعكس الطاعة تمامًا؛ قال تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97]. واعلمي بل وتيقَّني بأن كلَّ أمر المؤمن خير؛ كما قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((عجبًا لأمر المؤمن، إنَّ أمرَه كله خير؛ إنْ أصابَتْهُ سرَّاء شكَر، فكان خيرًا له، وإن أصابَتْه ضرَّاء صبَر، فكان خيرًا له)). فانصرافُ أمر الزواج مِن هذا الشاب خير، ولو أراده الله لأتَمَّه، لكنه جل جلاله قدَّر ذلك بمُقتضى حكمته ورحمته، فلا تغترِّي بمشاعرَ وقتيةٍ قد تَنقَلِب إلى الضد لأيِّ سببٍ كان، وقد سَمِعْنا عن ذلك كثيرًا، فأحْسِني الظن بربك، واسأليه سبحانه أن يُعَوِّضك خيرًا، وذلك بعد أن تستغفري لذنبك، ولْتُبادري بقطع العلاقة، ولا تستسلمي لأوهام الشيطان حين يُخيل لك صعوبة ذلك، واستعيني بالله فإنَّ الله هو المعين، وهو مالكُ المُلْك ومُقلِّبُ القلوب جلَّتْ قُدرته، فأحسني التوكُّل عليه، واسأليه أن يُخْرِجك مِن هذه المحنة بأيسر الأسباب، فإنَّ أمر السموات والأرض على الله هين، لا يُعجزه شيءٌ سبحانه وبحمده. أكثري مِن الذِّكْر وتلاوة القرآن؛ فهُما مِن أسباب ثبات القلب وراحته؛ قال تعالى: ﴿ كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا ﴾ [الفرقان: 32]. حافظي على الواجبات، وازدادي مِن النوافل التي تُقَرِّبك من الله فتحصل لك السعادة الحقَّة؛ يقول جلَّ جلاله في الحديث القدسي: ((مَن عادى لي وليًّا فقد آذنتُه بالحرب، وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيءٍ أحب إليَّ مما افترضتُ عليه، وما يزال عبدي يَتَقَرَّب إليَّ بالنوافل حتى أحبَّه؛ فإذا أحببتُه كنتُ سمعَه الذي يَسمع به، وبَصَرَه الذي يُبصر به، ويده التي يَبْطِش بها، ورجله التي يَمشي بها، وإن سألني لأعطينَّه، ولئن استعاذني لأُعيذَنَّه))، فأيُّ سعادة وقوة وثبات بعد ذلك؟ أسأل الله جل جلاله أن يكفيك بحلاله عن حرامه، وبطاعته عن معصيته، وبفَضْله عمَّن سِواه، كما أسأله أن يُلهمك رشدك، ويقيك شر نفسك، وأن يُعينك على ذِكْره وشكره، وحُسن عبادته.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |