|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() تدمرت حياتي بسبب خيانة زوجي لي أ. لولوة السجا السؤال: ♦ الملخص: سيدة تشكو مِن خيانة زوجها لها، وتفكِّر في طلب الطلاق، لكنها لن تستطيع تربية الأولاد وحدها، دعت الله كثيرًا، لكنه لم يستجبْ لدعائها، وتسأل: لماذا لم يستجب الله دعائي؟ ♦ السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا سيدة متزوجة منذ 5 سنوات، ولديَّ أولاد، مشكلتي تكمُن في خيانة زوجي المستمرة! أعيش في صراعٍ واكتئابٍ بسبب زوجي، والآن أعيش معه كالإخوة، ليستْ بيننا أية علاقة، وإن طلقتُ لن أستطيع تربية الأولاد وحدي، ولن أستطيع العودة إلى عملي لأني تركتُه منذ فترة طويلة. دعوتُ الله كثيرًا، لكنه لم يستجبْ لي، فأخبروني: لما لا يستجيب ربي دعائي؟ ولماذا لم يصلح الله زوجي؟ ولماذا هو يخون وأتقطع مِن خيانته، وأنا لا أخونه كما يفعل؟ ولماذا قدَّر الله عليَّ تلك الخيانة؟ ولماذا لم يتغيَّر وضعي إلى الآن؟ تعبتُ مِن حياتي وزوجي ووضعي السيئ، فأخبروني ماذا أفعل؟ الجواب: الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ: فأختي الكريمة، سألتِ وقلتِ: لماذا لم يصلح الله زوجي؟ ولماذا قدَّر الله عليَّ ذلك؟ ولماذا لم يستجب الله دعائي؟ ولماذا لم يتغيَّرْ وضعي؟! وأنا في المقابل أقول لك: لماذا الاستعجال، وقلة الصبر، وسوء الظن بالله؟ فوالله إنَّ سُوء الظن بالله لهو أعظم مِن كل ما ذكرتِ! كيف لا وأنتِ تظنين بربك الرحمن الرحيم، القادر المقتدر، الحكيم العليم - ظنًّا لا يليق به جل جلاله؟! ما أنت فيه ليس بذاك البلاء العظيم، والمؤمنُ يَنبغي حين ينزل به البلاء أن يُحسن ظنه بربه قبل كل شيء، وذلك بأن يَتَيَقَّن أن ما نزل به مِن البلاء إنما هو الخير، فأمر المؤمن كلُّه خيرٌ، فكم مِن محنة قُلِبَتْ منحة! وكم مِن بلايا تَحَوَّلَتْ إلى عطايا! وذلك بأن الله قد يمنع عن العبد أمورًا يحبها، ويُقدِّر عليه أمورًا يَكرهها؛ كل ذلك ليس عقابًا ولا عبثًا ولا ظُلمًا، إنما يفعل ذلك بحكمةٍ ورحمةٍ وعدلٍ. قد يظهر ذلك عاجلًا وقد يتأخر، ومع ذلك فهو لعلمه بضعف عبده لا يُطيل عليه البلاء، بل يفرج عنه ويزيده مِن فضله. لا تيأسي وتحلَّي بالصبر، فلستِ وحدك في ذلك، ولستِ أول مَن يخونها زوجها، ولا يعني ذلك أن العيب فيك، إنما العيبُ في زوجك الذي أنعم الله عليه بزوجةٍ جميلةٍ مطيعةٍ مثلك، ومع ذلك لم يُقَدِّرْ هذه النعمة، بل قابل ذلك بالمعصية والكفران! فلا عليك إن لم يقدُرْك قدرَك، ولا يضرك إن أَعْرَضَ وعصى، المهم في كل ذلك هو أن ترضَيْ عن ربك فيما قدره عليك. كم في البلايا مِن تكفيرٍ للسيئات ورفعة للدرجات! والدنيا دار ابتلاء لَم تصفُ لأحدٍ، لم تصفُ لخير البشر، فلا بد من الصبر وعدم التضجُّر والتسخُّط والاستعجال، وقد قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((يُستجاب لأحدكم ما لَم يَعْجَلْ، يقول: دعوتُ ربي فلم يَستجبْ لي)). فاصبري والْزمي الدعاء، ولا تهتمي لما يحدُث في الكون، فللكون ربٌّ يُدبِّره ويعلم حال عباده، ويعامل كلًّا منهم بما يُناسبه، فلا تغتري بالظواهر إنما العبرةُ بالنهايات. استعيني بربك على صلاح زوجك وتفريج همك، والْزمي الطاعات والاستغفار، وأقبلي على ربك، وانتظري الفرَج، لكن لا تتعجَّلي الأمور. اقرئي كثيرًا عن الصبر على البلاء، وعن مسببات الفرَج، وعن كل ما يردُّ على تساؤلاتك، فالعلمُ نور يريح القلوب ويسكنها الرضا. وفقك الله لهداه، ويسر أمرك، وشرَح صدرك، وكفاكِ هَمَّك
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |