|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الاستقلال عن الأهل حفظا للدين أ. هنا أحمد السؤال: ♦ الملخص: أرملة تسكن مع أهلها، لكنها تشكو تغيُّرَ أهلها في الأفكار والمبادئ، وتخشى على نفسها وابنتها، وتريد الاستقلال عنهم، وتسأل: هل هذا صواب؟ ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا أرْمَلَةٌ ولدي ابنة، أسكن مع أهلي، ولكني أفكر في الاستقلال بالسكن عنهم؛ لكثرة المشاكل في بيتنا، فلا يوجد حبٌّ ولا ودٌّ ولا احترام بيننا، نتعامل مع بعضنا بالفردية، تطبَّعتُ بطِباعهم، وصرت أتعامل بشدة مع مَن حولي؛ للتغير في أفكارهم ومبادئهم، ولِما لاقيتُ منهم من أذًى سابق، جعلني أتعامل معهم بحذَرٍ وسوءِ ظنٍّ دون أن أشعر؛ حيث إنني من أسرة محافظة ومتدينة، وتربَّينا على القيم والدين والعفاف، وبدأ أهل بيتي ينسلخون عن هذا تدريجيًّا، وتغيرت بعض أفكارهم ومبادئهم تبعًا لِما صار عليه المجتمع، وما كنا نراه قديمًا من المنكرات أصبحوا يَرَونه عاديًّا وأنا المتشددة، أختلف معهم في كثير من الأشياء، وخاصة فيما يخص الدين وخروج المرأة وحريتها، صرت أخشى على نفسي أن أُصبحَ مثلهم، لم أعد أعلم كيف أصنع؛ فإن خالفتُهم وأنكرت عليهم، دخلنا في صراع وخصام وشِقاقٍ، وإن سكتُّ تجنُّبًا للمشاكل، فسأكون ساكتةً عن منكر؛ ما سيجعلهم أجرأ أكثر، وسيسمحون بدخول المنكرات للبيت أكثر، أخشى أن أُداهِنَ وأُجاملَ على الباطل، فأُفتن وتُفتَن ابنتي؛ حيث إنها في سن مراهقة، وأحيانًا تستحسن ما هم عليه؛ لذا فكرت في الفرار من هذا البيت والابتعاد عنهم؛ سلامةً لديني ودين ابنتي، وصونًا لعفافنا، وراحة لأعصابي؛ إذ لم أعُد أُطيق احتمالًا للمشاكل والشقاق، وأنا - والحمد لله - مرتاحة ماديًّا، وأستطيع الاستقلال بالسكن، لكن أخشى عواقبه، ولا أعلم إن كان قراري صائبًا أم لا، أرشدوني مأجورين. الجواب: بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد: فدَعِينا نقول: إن هناك خلافاتٍ بينكِ وبين أهلكِ، بعدما رجعتِ للعَيشِ معهم مرة أخرى، وليس بالضرورة أن يكون الحق معكِ، وقد تكونين أنتِ فعلًا المتشددة، وخاصة وأنتِ تتكلمين عن الحلال والحرام، وهذا واقعٌ عاشه كثيرٌ منا في بداية طلب العلم، عندما كان يعرف رأيًا واحدًا فقط، ولا يعرف أن هناك خلافًا سائغًا حول المسائل التي أعتقد أن الحق فيها واحد، وحتى عندما يذهب العوام إلى تقليد مَن يثقون فيهم من العلماء في قضايا ليس فيها خلاف سائغ، فلا يسعُنا الإنكار عليهم، وخاصة نحن مثلهم مُقلِّدة، نأخذ بأقوال علماء آخرين. أنتِ امرأةٌ في العقد الرابع من عمركِ، وابنتكِ وصلت لمرحلة المراهقة، وحالكِ ميسور، وأنتِ لا تحتاجين لعذرٍ كي تستقلِّي في السكن عن أهلكِ، طالما أنكِ تنفقين من مالِكِ الخاص، واعلمي أنه لا يحول بينكِ وبين الاستقلال في السكن مانعٌ شرعي، طالما كنتِ تأمنين على نفسكِ وعلى ابنتكِ في السكن الجديد، لكن ما أنصحكِ به أن يتم الانتقال بشكلٍ سَلِسٍ، وبعيدًا عن اتهام أهلكِ في أخلاقهم ودينهم، فهذا قد يدمر أواصر الروابط الأسرية، ويؤدي للقطيعة، وقطيعة الرحم من أعظم الذنوب. ولا أظنُّكِ تعدمين الذكاء الذي تُبرِّرين به الانتقال إلى سكن قريب منهم، من حاجتكِ - مثلًا - للهدوء والتركيز على تربية ابنتكِ، والحد من المؤثرات الخارجية عليها، مع التأكيد أنكِ لن تنفصلي عنهم تمامًا، وأنكِ سوف تكونين موجودة وسط العائلة عدة أيام في الأسبوع - على الأقل في البداية - وجرِّبي الانسحاب التدريجي من الأسرة، فربما تجدين أن قراركِ لم يكن موفقًا، وأن وجودكِ في كَنفِ الأسرة أفضلُ رغم كل العيوب التي تتبدَّى الآن أمام عينيكِ. وأنصحكِ أن تجربي هذا الاستقلال على مراحل إن أمكن، فمثلًا لو كان السكن الجديد قريبًا من منزل الأسرة، فننتقل خلال النهار بحجة الهدوء وتوفير المناخ الأفضل للمذاكرة، ثم العودة للنوم في بيت الأسرة، وبالتدريج سوف يعتادون غيابكِ عنهم، ثم ننتقل لمرحلة الاستقلال التام إن وجدنا أن الأمور تسير في طريقها الصحيح. ولا يفوتكِ أن تستخيري الله، متى عزمتِ على الاستقلال والرحيل عن بيت الأسرة، وأكثري من الدعاء والتضرع لله أن يهديَ أهلكِ ويُذهِبَ عنهم السوء. وفقكِ الله لِما يحب ويرضى، ويسَّر لكِ الخير حيث كان.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |