زوجتي ذات دين لكنها سليطة اللسان - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1329 - عددالزوار : 137763 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 57 - عددالزوار : 42196 )           »          حكم من تأخر في إخراج الزكاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          حكم من اكتشف أنه على غير وضوء في الصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          المسيح ابن مريم عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 20 - عددالزوار : 5453 )           »          يا ربيعة ألا تتزوج؟! وأنتم أيها الشباب ألا تتزوجون؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          فضائل الحسين بن علي عليهما السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          سودة بنت زمعة - رضي الله عنها - (صانعة البهجة في بيت النبوة) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          حجة الوداع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          التشريع للحياة وتنظيمها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 09-08-2023, 06:04 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,090
الدولة : Egypt
افتراضي زوجتي ذات دين لكنها سليطة اللسان

زوجتي ذات دين لكنها سليطة اللسان
الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل

السؤال:

الملخص:
رجل يشكو زوجته، فهي برغم أنها ذات خلق ودين، فإنها سليطة اللسان وسريعة الغضب، ويريد طلاقها لأجل ذلك، ويسأل: ما النصيحة؟

التفاصيل:
أنا رجل في الخامسة والثلاثين من العمر، متزوج منذ خمس سنوات، ولم أُرزق بذرية حتى الآن، زوجتي ذات خُلُقٍ ودين؛ فهي خريجة دراسات إسلامية، وتحفظ القرآن، فتزوجتها - بعد الاستخارة، وبعد خِطبة استمرت تسعة أشهر - طمعًا في دينها وأخلاقها، وعملًا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((فاظفر بذات الدين؛ ترِبت يداكَ))، وأنا أُشهِد الله عز وجل أن زوجتي تخاف الله وحريصة على دينها، ولا تقصر في حقوقي الشرعية، وتجتهد معي في كل شيء، لكن عيبًا قاتلًا ينفرني منها؛ ألا وهو سلاطة لسانها، فإذا ما تجادلنا في وقت غضبٍ، فإنها تتكلم كلامًا – مثلي – خارج الحدود، ثم نهدأ ويعتذر أحدنا للآخر، وفي الفترة الأخيرة بدأت أسيطر على نفسي وقت الغضب، فلاحظتُ تجاوزها كل الخطوط الحمراء في الكلام، فهي تتكلم بكلام لا أظن أن رجلًا يملك كرامة ورجولة سيتحمَّله، وبدأت أفكر بشكل جادٍّ إن استمر هذا الحال، فسوف أطلقها، رغم أنني حاولت إيقافها كثيرًا؛ تارة بالموعظة، وأخرى بالهجران، وثالثة بالضرب، فقد ضربتها أكثر من مرة، وهذا ليس مثارَ فخرٍ لي، بل أقصد أن وقع كلامها السيئ على نفسي حدا بي إلى ذلك، وتواصلت مع أهلها وأحرجتها أمامهم؛ علَّها تتعظ وتعود، ولكن بلا جدوى، والغريب في الأمر أنها إذا هدأت تعود لحالتها الوديعة، وتحاول أن تصحح خطأها، ثم لا يلبث أن يمرَّ شهر، وتعيد الكلام السيئ على أذني تارة أخرى، وتعتذر زوجتي عن ذلك بأنها مرهقة نفسيًّا، وأن الحمل وتأخر الإنجاب يؤثر عليها، وبأنها أصبحت لا تستطيع تمالك نفسها، سيما بعد أن أخذت الإبر المنشطة للهرمونات؛ لتنشيط المبايض استعدادًا لعملية أطفال الأنابيب، وأنا أعترف بأن الأمر ازداد سوءًا بعد أخذها تلك الإبر، لكن هذه الإبر مرَّ عليها نحو ثمانية أشهر، فهل يُعقل استمرار مفعولها إلى الآن؟ وهل يُعقل أن ألتزم الصمت حيال هذه الإهانات بهذه الحجة؟ أرجو النصيحة منكم، فأنا لا أبحث عن الطلاق؛ إذ هو بالنسبة لي حل أخير، إذا فشلت كل المحاولات، ولا أريد أن أظلمها، وفي الوقت نفسه لا أريد لهذه الحال أن تستمر للأبد، وجزاكم الله خيرًا.





الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
فتنحصر مشكلتك في شدة غضب زوجتك، وطول لسانها إذا غضبت، وكذلك أنت يبدو أنك غضوب وطويل اللسان مثلها، إذًا ما الحل لكما؟

الحل بإذن الله في الآتي:
أولًا: أهم سبب هو الدعاء لكلٍّ منكما بالشفاء من الغضب؛ فهو مرض معنوي مدمر للحياة الزوجية.

ثانيًا: أكْثِرا من العبادات، خاصة الصلاة، وتلاوة القرآن في البيت بالأخص.

ثالثًا: لا بد لكلٍّ منكما من مجاهدة النفس على التخلص من الغضب.

رابعًا: إذا غضبتما، فاتبعا الإرشادات النبوية لإطفاء نار الغضب؛ بالوضوء، وتغيير الجلسة، والاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم.

خامسًا: قلت: (والغريب في الأمر أنها إذا هدأت تعود لحالتها الوديعة، وتحاول أن تصحح خطأها) وقلت: (ثم لا يلبث أن يمرَّ شهر، وتعيد الكلام السيئ على أذني تارة أخرى)؛ هاتان الجملتان تحملان علامات تعجب كثيرة وقوية جدًّا وتناقضات، وربما دلَّتا على أن الذي بك وبزوجتك ليس الغضب وحده، ربما شيء آخر فتِّشْ عنه؛ يعني مثلًا هل أنتما متوتران بسبب عدم الإنجاب، وبسبب كلام الناس عنكما، وانعكس ذلك على تعاملكما؟ هل ظلمتما أحدًا؟ هل أكثرت من مدح زوجتك في المجالس وهي أيضًا مدحتك؟

سادسًا: بالإضافة للعلاجات السابقة، أرقيا نفسيكما بالرقية الشرعية، ليس لأن بكما مسًّا أو سحرًا، لا ليس بكما شيء منه، ولكنَّ الغضب مرض معنوي خطير؛ والله سبحانه قال: ﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا ﴾ [الإسراء: 82]، فأطلق الله الشفاء ليشمل جميع الأمراض الحسية والمعنوية، بشرط قوة اعتقاد الراقي والمرقي عليه بهذا السبب.

سابعًا: هل جربتما تغيير البيت ولو لمدة شهر لترَوا ماذا يحصل؟ لأن بعض البيوت مشؤومة تكثر فيها المشاكل، فإذا رحل منها أهلها، تنزَّلت عليهم السكينة؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنما الشؤم في ثلاثةٍ: في الفرس والمرأة والدار)).

وقال الشيخ ابن باز رحمه الله: "التشاؤم أصله مذموم ومن أعمال الجاهلية، وهو من جنس التطيُّر، إلا في ثلاثٍ يُستثنى هذا مستثنى، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((الشؤم في ثلاث)) بالجزم، وفي رواية: ((إن كان الشؤم، ففي ثلاث))، وجزم في عدة أحاديث عليه الصلاة والسلام بأنه يكون في ثلاث: ((في المرأة والدابة والمنزل))، فهذا قد يقع فيها شؤم، بعض النساء مشؤومات، بعض المنازل مشؤوم، وبعض الدواب مشؤومة، فمن شؤم المنزل أن مَن دخله يمرض، بعض المنازل من دخلها يمرض، مشؤوم على أهلها، فإذا عُرف بهذا المنزل، يُترك، ينتقل عنه"؛ [انتهى كلام سماحته].

قال العلماء: وكذلك بعض الزوجات مشؤومات بسلاطة لسانها، وسوء خلقها وإسرافها.

ثامنًا: أما الطلاق، فلا أنصحك به، خاصة أنك ذكرتَ بها صفات طيبة جدًّا.

تاسعًا: وما يدريك لعل في صبرك على ما يبدر منها أحيانًا خيرًا عظيمًا لك؛ بتكفير خطاياك، ورفع درجاتك، والحسنات لك؛ بسبب إحسانك لها، وتحملك لسلاطتها.

عاشرًا: تفقَّدا نفسيكما؛ فقد يكون ما يحصل بينكما بسبب ذنوب تقعان فيها، أو يقع فيها أحدكما، ولا تأبهان لها؛ قال سبحانه: ﴿ أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [آل عمران: 165].

وبعد ذلك أكْثِرا من الاستغفار؛ فقد جعله الله سببًا للمغفرة وبسط الرزق؛ قال تعالى: ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا ﴾ [نوح: 10 - 12].

حفظكما الله، وفرج كربتكما، وأعاذكما من الغضب وتبعاته.

وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 108.12 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 106.40 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.59%)]