بناء إنسان.. بناء مجتمع - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الدعاء والذكر عند قراءة القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 1113 )           »          خمس عشرة فائدة في الاستماع إلى تلاوة القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          وقفات قرآنية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          قلبٌ وقلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 50 - عددالزوار : 10987 )           »          خواطرفي سبيل الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 48 - عددالزوار : 11890 )           »          حفر قناة السويس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 13 )           »          وِرْدُ الخَيْر أدعيةٌ وأذكار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          مع نبيين : هارون وموسى عليهما السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          ضوابط العمل .. الاخلاص ، والموافقة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          فلسفة حجاب المرأة المسلمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 24-06-2023, 09:43 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 163,223
الدولة : Egypt
افتراضي بناء إنسان.. بناء مجتمع

بناء إنسان.. بناء مجتمع
د. ماجد محمد الوبيران


في أحد الأيام نشر الروائي البرازيلي الشهير باولو كويلو قصةً قصيرةً، قال فيها: "كان الأبُ يحاول أن يقرأ الجريدة، لكن ابنه الصغير لم يكُفَّ عن مضايقته، وحين تعب الأبُ من مضايقات ابنه، قام بقطع ورقة في الجريدة كانت تحتوي على خريطة العالم، ومزَّقها إلى قطع صغيرة، وقدَّمَها لابنه، وطلب إليه إعادة تجميع الخريطة! ثم واصل قراءته للجريدة ظانًّا أن ابنه الطفل سيبقى مشغولًا بقية اليوم، إلا أنه لم تمرَّ خمسَ عشرةَ دقيقةً حتى عاد الابن إليه وقد أعاد ترتيب الخريطة!

فتساءل الأب مذهولًا: هل كانت أمُّك تُعلِّمُك الجغرافيا؟
ردَّ الطفل قائلًا: لا؛ لكن كانت هناك صورة لإنسان على الوجه الآخر من الورقة، وعندما أعدْتُ بناء الإنسان، أعدْتُ بناء العالم!

كانت عبارة عفوية من الطفل؛ لكنها كانت ذات معنى عميق ... عندما أعدْتُ بناء الإنسان، أعدْتُ بناء العالم؛ فالأهمُّ هو بناء الإنسان!

إن دولًا اليوم تُعَدُّ من أرقى الدول وأفضلها في مجالات شتى، هي دول استطاعت أن تتجاوز كثيرًا من مِحَنِها التي أصابتها جرَّاء الحروب والاعتداءات والكوارث، تجاوزتها بكل جدارة حين أقرَّت بقيمة الإنسان، وأنه العنصر الأساس في بناء أي مجتمع، ومِن ثم بناء العالم؛ لذا جاء في أحد اللقاءات: "نحن لا نملِك سوى الإنسان؛ فنحن نستثمر في الإنسان!".

فنلندا اليوم هي دولة رفاهية اجتماعية واسعة ومتوازنة، ودائمًا ما تتصدر المقارنات الدولية في الأداء الوطني، واستطاعت أن تتصدَّر قائمة أفضل بلد في العالم في عام ٢٠١٠م؛ من حيث الصحة، والاقتصاد، والتعليم، وتجويد الحياة، وما ذلك كله إلا بسبب اهتمامهم ببناء الإنسان، والاستثمار فيه، وإكرامه!

ومن خلال هذا نُدرِك جميعًا ما للإنسان من أهمية في بناء أي مجتمع، فما المجتمع إلا أفراد!
وأهمُّ طريقة تتخذ من أجل بنائه هي التربية السليمة، والتربية التي تُعنى بتنمية الوظائف الجسمية، والعقلية، والخُلقية؛ كي تبلغ كمالها هي عملية تتداخل فيها عوامل كثيرة، وتتجاذبها مؤثرات كبيرةٌ، ومن هنا يبرز دورُ الحكومات في هذه العملية البنائية الحيوية، وذلك من خلال مؤسساتها المتفاعلة مع الفرد؛ كالصحة، والتعليم، والثقافة، والإعلام، والرياضة وغيرها.

ولا يشكُّ أحدٌ في أهمية التربية التي من شأنها تحقيق الأهداف الكبرى لأي مجتمع، ومن ثم إسعاد الإنسان الذي هو أسُّ المجتمع وقاعدته الحقيقية!

ولعلَّ المهتمين بالتعليم في بلادنا يُدركون هذا، ويسعون إلى أن يكون عملهم عملًا للتاريخ، تعيشه أجيال، وتشهد فتراته ومراحله، وتتطلَّع إلى أن تكون نتائجه ومخرجاته نتائج عظيمة ومخرجات باهرة، ومعهم أتطلَّع إلى أن تُقرَّر في مراحلنا التعليمية مادةُ التربية الأخلاقية التي تُعَدُّ قوةً دافعةً للسلوك والعمل؛ فالقيم والأخلاق المرغوب فيها متى تغلغلت في نفس الفرد، جعلته يسعى دائمًا للعمل على تحقيقها من مبدأ الالتزام الأخلاقي، والشعور بالمسؤولية الأخلاقية، وبهذا نكون قد أسهمنا في بناء إنسان سوي مُتحضِّر يبني مجتمعًا طموحًا مُتقدِّمًا مُتطوِّرًا راقيًا.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.58 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.86 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.98%)]