|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() زوجي شخصيته ضعيفة الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل السؤال: ♦ الملخص: امرأة اكتشفت عيوبًا في زوجها بعد الزواج؛ كضَعف شخصيته، وتهاونه في بعض الأمور الشرعية، وتسأل: ما الحل؟ ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: أنا فتاة خطبني شابٌّ مدة سنة، وتزوجني منذ ثلاثة أشهر، وقد ارتبطت بزوجي لالتزامه الديني وأخلاقه التي يتكلم عنها الجميع، لكني أعاني من عدم اهتمامه بي منذ فترة الخِطبة وحتى بعد الزواج، ثم إني بدأت أُلاحظ تهاونه في بعض الأمور الدينية؛ مثل: تكلمه مع زوجة أخيه وضحكه معها، وعدم غضِّه بصرَه عنها؛ بحجة أنها تكبُره بخمس عشرة سنة، وأيضًا مشاهدته بعض المسلسلات، واكتشفت أيضًا أنه يتأثر جدًّا بآراء الناس حوله، ويغير رأيه بسرعة عجيبة، ويتقمص شخصيات مَن حوله، وهناك الكثير من الصفات التي لا أحبها فيه؛ مثل: انعدام المبالاة والكسل، لكن لا أدري ما هو التصرف المناسب في حال اكتشاف هذه الخصال في بداية الزواج، مع العلم بأني نبَّهته لكثير من هذه الأمور، ولكنه لم يستجب، وأنا امرأة أعشق الشخصية القوية، وقد تبيَّن لي ضعف شخصيته، وتصدُر منه تصرفات طفولية كثيرًا، وهو أصغر إخوته، ومن ثَمَّ فأنا أشعر بصعوبة العيش مع زوج كهذا يريدني أن أكون مسؤولة عن كل شيء؛ لأن المرأة بطبيعتها تحتاج في شريك حياتها أن يكون لها سندًا ودعمًا، كما أنني أخاف ألَّا أقدِرَ على تحمُّل المسؤولية كاملةً، مع العلم أنه يخطِّط أن تكون تربية أبنائه أفضل تربية، انصحوني ماذا أفعل ولكم جزيل الشكر. الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد: فقد ذكرتِ اكتشافكِ عيوبًا في زوجكِ؛ أهمها ما لحظتِهِ من ضعف شخصيته، بينما أنتِ تعشقين الشخصية القوية ذات الاستقلالية في القرارات. وتخافين من عدم تحمُّلك المسؤولية كاملة مستقبلًا، وتسألين عن الحل، فأقول ومن الله التوفيق: أولًا: ضعف الشخصية على قسمين: قسم يكون وراثيًّا، وقسم يكون بسبب تربية سابقة من والديه أو أحدهما. أما القسم الأول الوراثي، فهو صعب العلاج، وليس أمام مَن يتعامل معه إلا الصبر. وأما الثاني، فأمره أسهل، فما جاء بالتربية والتعود يمكن علاجه بمشيئة الله بالتربية المعاكسة والتعود التدريجي. ثانيًا: إن كان ضَعفه من التعود، فبإمكانكِ بحكمة المرأة العاقلة انتشاله من هذا الضعف تدريجيًّا بأمور؛ منها: أ- قاعدة: (الميدان يا حميدان)؛ يعني: تتركينه في الميدان يشتري ويقرر، ولا تقومين بأي جهد لمتطلبات الأسرة؛ لأنكِ إن عوَّدتِهِ على تحملكِ أنتِ المسؤوليات سيتعود على الكسل ويستمر فيه، صحيح أنكِ ستعانين في البداية من صعوبات في ذلك، لكن عليكِ الصبر. ب- عليكِ بتشجيعه كلما قام بجهدٍ رجوليٍّ طيب ولو كان ناقصًا، فالتشجيع من الأسباب الكبيرة للنجاح. ج- لا تعايريه أبدًا بالضعف أو تلمزيه به؛ لأنكِ بذلك ترسِّخين في ذهنه أنه ضعيف؛ فيبقى على ضعفه، أو يشعر بالإهانة منكِ، ومن ثَمَّ عدم قبول توجيهاتكِ. د- لِتَكُنْ توجيهاتكِ تحمِل بصماتِ الحنوِّ والشفقة، لا بصمات التعالي والاستضعاف؛ فإن ذلك أدعى للقبول والتغيير. ه- من وسائل انتشاله من الضعف تعريفه على عقلاء أقوياء في شخصياتهم، ناجحين أسريًّا ووظيفيًّا ليستفيد منهم. و- الطلب من هؤلاء الأقوياء العقلاء مناصحته لتلافي ملحوظاتكِ عليه. ز- إطْلاعه على أخطاء ضعاف الشخصية ونتائجها السيئة على بيوتهم، ثم إطْلاعه على نجاحات أقوياء الشخصية أسريًّا ووظيفيًّا، وذلك إما بمقاطع إنترنت، أو رسائل تحكي مواقفَ مفيدةً للصنفين. ثالثًا: لا تنسي ثلاثة أمور مهمة جدًّا؛ هي: الدعاء له، وكثرة الاستغفار، وكثرة الاسترجاع؛ فلها أثر عجيب في تيسير الأمور. رابعًا: قدِّري أن زوجكِ جديدٌ على الحياة الزوجية وعلى تحمل المسؤوليات، ويحتاج إلى وقت كي يتعلم ويتقن هذه الأمور. خامسًا: حاولي قدر الاستطاعة أن يتم توجيهه ونصحه من غيركِ خاصة الأصدقاء المقربين، وكذلك بعض الأقارب، فالقبول منهم أقوى بكثير منكِ. سادسًا: أتقني لغة الجسد معه؛ فلها فعل السحر الحلال في قلوب الرجال، وبمعنى أوضح: إذا أحسن، فلْيَرَ في عينيكِ نظرات الإعجاب والتقدير، وإذا قصَّر أو أخطأ، فلا يرى نظرات اللمز والهمز والانتقاص. سابعًا: تذكري قوله صلى الله عليه وسلم: ((لا يفْرَكُ مؤمن مؤمنة، إن كرِه منها خلقًا رضي منها آخر))؛ [رواه مسلم]، وكذلك المرأة مع زوجها لا تطلب الكمال، بل تقبل اليسير وتغض الطرف عما أمكن من النواقص. ثامنًا: تذكَّري قوله صلى الله عليه وسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه: ((انظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم؛ فهو أجدر ألَّا تزدروا نعمة الله عليكم))؛ [متفق عليه، وهذا لفظ مسلم]، وفي رواية البخاري: ((إذا نظر أحدكم إلى من فُضِّلَ عليه في المال والخلق، فلينظر إلى من هو أسفل منه)). تاسعًا: كوني منصفة وتذكَّري الصفات الإيجابية في زوجكِ، واحمدي الله عليها، واجتهدي في استثمارها وتشجيعه عليها. عاشرًا: تذكري غيركِ ممن يعانون من سوء أخلاق أزواجهنَّ، وتركهم للصلاة، وتعاطيهم للمخدرات، وفعلهم للزنا، وضربهم لنسائهنَّ، وحياة زوجاتهم معهم جحيم لا يُطاق. حادي عشر: تذكري أنه ربما كان هذا الزوج على ما به من ضعف تتذمرين منه خيرًا لك من زوج قوي شرس مؤذٍ ضرَّاب للزوجة، فالله حكيم في اختياره لكِ. ملحوظة: ربما لأنكِ امرأة قوية الشخصية تضايقتِ من ضعف نسبي في زوجكِ؛ لأنكِ تريدينه أقوى منكِ، وعمومًا لعل في ذلك خيرًا لكِ؛ قال سبحانه: ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216]، فأنتِ لا تدرين أين يكون الخير والبركة، والله الحكيم اختار لكِ الأصلح لكِ. حفِظكِ الله، وجعلكِ من عباده المتقين، وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |