أهل زوجي وتدخلهم في حياتنا

[ابوالوليد المسلم]

أهل زوجي وتدخلهم في حياتنا
يسرا سليمان

السؤال:

♦ الملخص:
امرأة متزوجة عانت كثيرًا من معاملة زوجها وتدخُّل أهله الدائم في حياتهما الزوجية، وتسأل عن حلٍّ.

♦ التفاصيل:
ترددت كثيرًا قبل أن أرسل هذه الرسالة.


أنا أمٌّ لبنتين، أعمل معلمة، زوجي يكبرني بتسع سنوات، تربَّيت منذ نعومة أظافري على أن الزوج والزوجة هما أعمدة البيت، ولم أكن أعتقد أبدًا أنني عندما أتزوج سوف أجد الأمر على الضد من ذلك، بدأت المراحل الصعبة في حياتي منذ تزوجت؛ حيث تعرضت للإهانة والشتم والمعاملة السيئة التي تفتقد الشعور بكوني أنثى يجب احترام كياني، تركت بلدي وأهلي وعالمي، وجئتُ كي أتزوج، مررت بمشاكل كثيرة مع زوجي حول تدخُّل أهله بحياتنا، وإعطاء مفتاح بيتي لهم، فبيتي متاح لهم متى شاؤوا، كنتُ إذا خرجتُ دخلتْ أمُّه لتفحُّص نظافته، وإذا أحضرت أشياءَ جديدة إلى بيتي، تدخل لتعرف ما هي، كانوا يتصلون على زوجي ويقولون: زوجتك أغلقت باب غرفة بناتها بالمفتاح، وأمك غير قادرة على المشي، أيضًا: لقد وضعت زوجتك إسفنجة الجلي في الماء ولم تخرجها لتجف.


حاليًّا أنا أرفض العمل في التعليم؛ لأنني تعبت كثيرًا وأريد أن أرتاح من الاستيقاظ المبكر، وأنا في قمة التعب من اليوم الذي قبله.


كذلك أنا لا أقدر أن أحضر أحدًا؛ لكي يساعدني في تنظيف منزلي؛ لأنه يخاف من العاملات بشكل عام، مع أنه يعرف أنني إذا وقفت على يدها وهي تنظِّف، فلن تفعل شيئًا لبناتي أو تسرق شيئًا.


حاليًّا أنا في مرحلة أقوم بدور الأم والأب والمربية والخادمة والمعلمة لبناتي، وأعطي دروسًا خصوصية في منزلي؛ لأنه لا يخصص لي مصروفًا كل شهر من معاشه، ولا أستطيع النقاش معه بأي موضوع، يكره أهلي ولا يتواصل مع أبي منذ خمس سنوات؛ لأن أبي لم يستطع تحمُّل الحمل الذي أحمله، وأراد أن يضرب زوجي، وطلب منه أن يتصرف بوصفه رجلًا، وطبعًا زوجي لن ينسى أن أبي حاول ضربه.


لا أستطيع أن أطلب من أمي التدخل؛ لأني لا أثق بردة فعله، يريد مني كل شيء وهو لا يريد أن يقدم أي شيء بالمقابل، الشيء الوحيد الذي يُحسَب له أنه يحضر لي بعض الهدايا، لكنه يظل طوال العام يذكِّرني بها، حتى أنني صرت لا أحبه أن يحضر شيئًا.


أهله حاليًّا يقدرون مجهودي بطريقة ما، لكن لا ينصفونني بأي شيء؛ لأنهم ليسوا قادرين على إصلاحه، وقد طلبت منه أن يعاملني كأنثى، ألَّا يصرخ في وجهي وأن يحترم كياني، والشيء الوحيد الذي يقوم به تجاه أولاده أنه يأخذهم إلى المدرسة، مع العلم بأنني طوال السنوات الماضية كنت أشارك معه في دفع رسوم المدرسة.


أرجو المساعدة، لقد تعبت، أرجو من الله أن يهديَه.



الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
أختي الفاضلة، بدأتِ رسالتكِ بجملة جميلة ومعبرة بأن الزوج وزوجته هما أعمدة المنزل، فبهما يرتكز ويتحمل كل التصدعات، فإذا كان مبنيًّا على أساس قوي، فلن تستطيع أي ريح أن تطيح به.

لكن قد يكون الزوج يعاني من مشكلة ما أدَّت للخلل في هذه الحياة الزوجية: الإهانة، والشتم، والمعاملة السيئة، والتدخل السلبي من الأهل، فكل ذلك يُضعف العلاقة بين الزوجين وغير مقبول.

أنتِ كنت موظفة، وتعملين الآن في الدروس الخاصة، فلديكِ نوع من الاستقلال المادي، وهذا شيء مهم، لكن أوصيكِ أن تجربي أن تحاسبي نفسكِ أيضًا كجزء من حل المشكلة؛ فالعلاقة الزوجية هي بين طرفين، على كلٍّ منهما محاسبة نفسه لإصلاح هذه العلاقة، حاسبي نفسكِ واكتُبي كل ما يخطر ببالكِ لحل المشكلة، واكتبي أخطاءكِ، وحاولي أن تغيري من جوِّ المنزل، اعملي الأشياء التي يحبها حتى ولو لم يُثنِ عليها، واملئي منزلكِ بالدفء والسلام.

وتجنبي الدخول في مشاجرات معه، شارِكيه ما يحبه، وبعدها بفترة إذا وجدتِهِ هادئًا، فاطلبي منه بعضًا من الوقت لمناقشة ما كتبتِهِ، واطلبي منه كل ما تحتاجينه بصيغة واضحة، ولكن برقة ولطف، فلا تطلبيها بصيغة الأمر أو العتاب.

ادعي دائمًا في صلاتكِ أن يقرب الله منكِ زوجكِ، لازمي الاستغفار، وادعي له بالهداية لمنزله وأولاده.

أدعو الله أن يمنَّ عليكما بالسعادة، وأن يجعل بينكما مودة ورحمة.