التطفيف المجتمعي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1249 - عددالزوار : 136634 )           »          إنه ينادينا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 24 - عددالزوار : 5543 )           »          السَّدَاد فيما اتفقا عليه البخاري ومسلم في المتن والإسناد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 59 - عددالزوار : 8177 )           »          ميزة جديدة لمتصفح كروم بنظام أندرويد 15 تتيح إخفاء البيانات الحساسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          كل ما تحتاج معرفته عن ميزة الصورة المستطيلة بإنستجرام.. اعرف التفاصيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          إيه الفرق؟.. تعرف على أبرز الاختلافات بين هاتفى iPhone 14 Plus وGoogle Pixel 9 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          احمِ أطفالك من الإنترنت.. احذر ألعاب الفيديو لحماية أبنائك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          أبل تعمل على جهاز بشاشة تشبه شاشة الآيباد مع ذراع آلية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          طفلك يستخدم تطبيقات الموبايل سرا دون علمك.. كيف تكتشف ذلك؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          أدوات مهمة هتساعدك للحد من استخدام طفلك للإنترنت.. جربها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 15-02-2023, 09:19 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,985
الدولة : Egypt
افتراضي التطفيف المجتمعي

التطفيف المجتمعي



تعددت صور الوعيد والتحذير والترهيب في كتاب الله للمعاصي والآثام؛ ليرتدع عنها الخَلْقُ والأنام، ومن تلك الصيغ البلاغية كلمة "ويل"، التي تكررت في كتاب الله تعالى، ونقف اليوم مع إحداها، والتي حذرت من فعل شنيع وخُلُق ذميم، وتوعَّدت فاعله بالويل، وأنذرته؛ فقال جل وعلا: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ * الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ * وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ * أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ * لِيَوْمٍ عَظِيمٍ * يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [المطففين: 1 - 6].

هؤلاء المطفِّفون أخلُّوا بميزان الحق والعدالة، وهتكوا قيم الصدق والأمانة؛ ففي حال شرائهم من الناس يستوفون لأنفسهم الكيل والوزن تامًّا، وإن كانوا بائعين أنقصوه، فكانوا على هذه الصورة يتصرفون بلا رقيب أخلاقي يصدهم، ودون رادع اجتماعي يردعهم، وكأنهم أمِنوا العقاب ونسوا يوم الحساب؛ روى ابن عباس رضي الله عنهما قال: ((لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينةَ كانوا من أبخس الناس كيلًا؛ فأنزل الله: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ}، فأحسنوا الكيل بعد ذلك)).

ولقد توعَّد ربنا من طفَّف في الكيل أو الوزن بهذا الوعيد، وكفى به وعيدًا وإنذارًا، والتطفيف - عباد الله - نقص يخون به المرء غيره في كيل أو وزن أو حق، فكل من خان غيره وبخسه حقه، أو انتقص مما وجب عليه، فهو داخل في هذا الوعيد.

قال السعدي رحمه الله في تفسير هذه السورة: "دلت الآية الكريمة على أن الإنسان كما يأخذ من الناس الذي له، يجب عليه أن يعطيهم كل ما لهم من الأموال والمعاملات".

معاشر المؤمنين:
اعلموا - أثابكم الله - أن التطفيف ليس خاصًّا بالكيل والوزن، بل هو عام يدخل فيه كل بخس، سواء كان بخسًا حسيًّا أو معنويًّا، فمن التطفيف أن يطالب الموظف بكل ما له، مع إخلاله بواجباته الوظيفية وتقصيره، فهو يطالب بكل ما يظنه حقًّا له، ويقصر فيما هو واجب عليه.

ومن التطفيف تطفيف المعلِّم في حقوق التعليم والتربية تجاه طلابه، من جودة التحضير، وحسن التعليم، ودقة التربية والإحسان في الأداء، وفي مقابل ذلك يطالب تلاميذه بنَيلِ أعلى الدرجات ويحاسبهم على ذلك، ويُلِحُّ على إدارته لاستيفاء كافة متطلباته وحقوقه، وكذلك تطفيف الطلاب بتقصيرهم عن الجد والمذاكرة، والمطالبة بأعلى الدرجات والنجاح، أو باتخاذ الغش وسيلةً للنجاح، كما نسمع عن حالات الغش هذه الأيام.

ومن التطفيف استئجار العمال واستيفاء ما استُؤجروا له، وبخس حقوقهم كلها أو بعضها؛ عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا: «قال الله تعالى: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة: رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حرًّا فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيرًا فاستوفى منه، ولم يعطِهِ أجره»؛ (رواه البخاري (2270)).

ومن التطفيف عباد الله، تطفيف الزوج تجاه زوجته، وتطفيف الزوجة تجاه زوجها؛ فيطالب كلٌّ منهما الآخر بكامل حقوقه، ويتناسى هو أو هي بعض واجباته ومسؤولياته؛ وربنا جل وعلا قال: {وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} [النساء: 32].

معاشر المؤمنين:
المانع من التطفيف والحاجز للمرء أن يقع فيه، والرادع له أن يكون من المطففين هو تذكُّر الوقوف بين يدي الله تعالى يوم القيامة، في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون؛ لذا فقد جاء بعد الوعيد عن ذلك السلوك المشين قوله تعالى: {أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ * لِيَوْمٍ عَظِيمٍ * يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [المطففين: 4 - 6].

عندها لن ينفع المرء ما طفف به من حقوق، وما أفسده من ذمة، وما أخل به من أمانة، بل سيكون ذلك عليه حسرة وندامة؛ قال صلى الله عليه وسلم: «من كانت له مظلمة لأخيه من عِرضه أو شيء، فليتحلَّلْهُ منه اليوم، قبل ألَّا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أُخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم تكن له حسنات، أُخذ من سيئات صاحبه فحُمل عليه»؛ (صحيح البخاري).


فلنتقِ الله عباد الله، ولنحذر من التطفيف وبخس الحقوق والظلم، ولنكن من أهل العدل والقسط؛ فإن الله تعالى يحب المقسطين.
__________________________________________________ _
الكاتب: يحيى سليمان العقيلي











__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 60.69 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 58.97 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.83%)]