ركام الأوهام! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تلاوة النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن وقيامه به في جوف الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          من مائدة التفسير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 1747 )           »          الكتمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          شبح الغفلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          لماذا ضحك النبي صلى الله عليه وسلم عند دعاء الركوب؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          المنكرات الرقمية: فريضة الحسبة في زمن الشاشات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          ذكر الله سبب من أسباب إعانة الله لك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          عداوة الشيطان للإنسان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 474 - عددالزوار : 158883 )           »          تحريم الحلف بالملائكة أو الرسل عليهم الصلاة والسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-07-2025, 12:12 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,671
الدولة : Egypt
افتراضي ركام الأوهام!

ركام الأوهام!


رأيت بعضهم في أوائل سِنيِّ الطلب يُسلِمُ عقله لشباب أغمار لم تنضج تجربتهم، فيجلسونه بمهارة على موائد البغي، ويديرون له كؤوس الغيبة، ويعلمونه فنون نهش الأعراض، ويسوِّغون له الإيغال في لحوم أهل العلم، فأدركتني الشفقة على هذا الفتى الواقف فوق ركام الأوهام، ففي غدٍ القريب سيعض أصابع الندم، ولكن بعد فوات زهرة العمر، وذلك حين يدرك مدى جناية هؤلاء على نشأته الأولى!
‏كان أيوب السختياني يقول: إن من سعادة الحَدَث والأعجمي أن يوفقهما الله لعالم من أهل السنة.
‏قلت: ومن بؤس الفتى والأعجمي أن يستفتح أحدهما طريق العلم بإفناء الطاقة وإرخاء السمع لمن يستحلي ثلب الأكابر، فإنه لا يلبث إلا أن يجعل لسانَ هذا الفتى مِقراضَ أعراض، وقلبَه مستودع أمراض، وجوارحَه عاطلة عن حلية العمل!

‏ثم سرح خاطري بعيدًا مع تجربة حكاها ابن الجوزي مع مشايخه الذين جالسهم، ومن الذين تحقق له الانتفاع الحقيقي بعلمهم، وذلك رغم كونهم أقل علمًا من غيرهم!
‏يقول أبو الفرج:
‏(لقيت مشايخ أحوالهم مختلفةٌ، يتفاوتون في مقاديرهم في العلم، وكان أنفعهم لي في صحبةٍ العاملُ منهم بعلمه، وإن كان غيره أعلمَ منه.
‏• ولقيت جماعةً من أهل الحديث يحفظون ويعرفون، ولكنهم كانوا يتسامحون في غيبةٍ يخرجونها مخرج جرحٍ وتعديلٍ، ويأخذون على قراءة الحديث أجرًا، ويُسرعون بالجواب لئلّا ينكسر الجاه، وإن وقع خطأ!
‏• ولقيت عبدالوهَّاب الأنماطي؛ فكان على قانون السلف، لم يُسْمَع في مجلِسهِ غيبةٌ، ولا كان يطلبُ أجرًا على إسماع الحديث، وكنتُ إذا قرأتُ عليه أحاديث الرقائق بكى، واتَّصل بكاؤه!
‏• فكان -وأنا صغير السنِّ حينئذٍ– يعملُ بكاؤه في قلبي، ويبني قواعد.
‏• ولقيت أبا منصور الجواليقي؛ فكان كثير الصمت، شديد التحرِّي فيما يقول، متقناً محقِّقًا، ورُبَّما سُئل المسألة الظاهرة، التي يبادر بجوابها بعض غلمانه فيتوقَّف فيها حتى يتيقَّن، وكان كثير الصوم والصمت.
‏• فانتفعت بهذين الرجلين أكثر من انتفاعي بغيرهما؛ ففهمتُ من هذه الحالة: أنَّ الدليل بالفعل أرشد من الدليل بالقول.
‏فالله الله في العمل بالعلم فإنه الأصل الأكبر، والمسكين كل المسكين: من ضاع عمره في علمٍ لم يعمل به؛ ففاته لذات الدنيا، وخيرات الآخرة؛ فقدم مفلساً مع قوَّة الحجَّة عليه).
‏فعليك بما يعود عليك بالنفع في علمك وإيمانك، ولا تخدعنّك ركام الأوهام عن رؤية حقائق الأمور، فالعلم الشرعي ليس مجرد معارف صماء، ولا معلومات متراكمة! وإنما هو عبادة شريفة من جملة القربات، وروحٌ تسري في النفس، ورحمة تَصِلُ الخلق بالحق، ونور يهدي به الله من يشاء من عباده إلى صراط مستقيم!
________________________________
الكاتب: د.سليمان العبودي








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 46.55 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 44.88 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.58%)]