التعايش الاقتصادي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4957 - عددالزوار : 2061892 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4533 - عددالزوار : 1330645 )           »          ابتسامة تدوم مدى الحياة: دليلك للعناية بالأسنان في كل مرحلة عمرية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 62 )           »          كم يحتاج الجسم من البروتين يوميًا؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          أطعمة ممنوعة للمرضع: قللي منها لصحة طفلك! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          مكملات البروبيوتيك: كل ما تحتاج معرفته! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 60 )           »          التخلص من التوتر: دليلك لحياة متوازنة! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 73 )           »          أطعمة مفيدة لمرضى الربو: قائمة بأهمها! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          كيفية التعامل مع الطفل العنيد: 9 نصائح ذكية! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          كيف يؤثر التدخين على لياقتك البدنية وأدائك الرياضي؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 56 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-10-2022, 08:56 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,695
الدولة : Egypt
افتراضي التعايش الاقتصادي

التعايش الاقتصادي

أ. د. عبدالحليم عويس


كما تعايش غير المسلمين مع المسلمين اجتماعيًّا، فقد تعايشوا معهم في المجال الاقتصادي، وقاموا بدور أساسي في تسيير الحياة الاقتصادية.
وتعد هذه المشاركة دليلًا قاطعًا على أنهم جزء من نسيج الدولة الإسلامية، يتمتعون بكافة حقوق المواطنة، ومنها حق العمل والكسب في إطار من العدل والمساواة مع المسلمين.
لقد أتاحت الدولة الإسلامية لأهل الذمة المشاركة في الحياة الاقتصادية بما كفلته لهم من حقوق وحريات، كما ساعدت فترات الازدهار الاقتصادي التي شملت مختلف النواحي في العصر العباسي الأول، وما تلاه أيضًا في القرن الرابع الهجري العاشر الميلادي - على تألق الذميين في هذا المجال.


فقد قررت الحكومةُ الإسلامية مبدأ الحيازة والمِلكية للفلاحين الذين كانوا محرومين منها كافة، وقد ارتبط ذلك بفرض ضريبة الخراج التي كانت بالقياس إلى الضرائب القديمة خفيفةَ العبء، كما وضعت الضوابط التي تحافظ على أرض الذمي مثل المسلم.
فنهى الرسولُ صلى الله عليه وسلم عن الإضرار بأرض الغير، وقد قال: ((ملعون من ضارَّ مسلمًا أو غيره... ملعون))، وكتب عمر بن الخطاب إلى أبي عبيدة يأمره أن يمنع المسلمين من ظلم أحد من أهل الذمة، بمعنى أنه لا يحلُّ لمسلم أن يتعمَّد الإضرار بجاره لتغريق أرضه أو لتحريق زرعه في شيء يحدثه في أرضه.


كما نهى الخليفة عمر بن الخطاب عن شراء أرض أهل الذمة وعقاراتهم، وهذا الأمر مرتبط بالمحافظة على ملكياتهم بما يتفق وعهودَ الأمان التي أعطيت للذميين لحماية أراضيهم وما يملِكون، والمصادر تذكر لنا الكثير مما حازوه من أراضٍ وعقارات، مما يؤكد تمتعهم بجميع الحقوق المدنية التي ساعدتهم على الظهور في المجتمع الإسلامي [1].
وقد استعانت الدولة بخبرات أهل الذمة في بناء البحرية الإسلامية؛ فقد استعان الأمويون بأقباط مصر في إنشاء ميناء تونس ودار صناعتها، عندما أمر الخليفة عبدالملك بن مروان أخاه عبدالعزيز واليَ مصر بإرسال ألف قبطي بأهله وولده إلى أفريقية لإنشاء ميناء تونس، كما سبق أنِ استخدم معاوية المِصريين في بناء الأسطول السوري في عكا.


كما أن سياسة الرفق التي اتبعتها الدولة الإسلامية - فيما أصدرته من قرارات ضريبية رحيمة شملت مختلف أوجه النشاط الاقتصادي - قد دفعت هؤلاء الذميين إلى المشاركة الفعلية في الحياة الاقتصادية، كذلك تساوى أهلُ الذمة العاملون في استخراج المعادن مع المسلمين في الضريبة المفروضة عليهم والمقدرة بالخُمس، فضلًا عن الضريبة المخففة التي فُرضت عليهم لقاء ممارستهم للنشاط التجاري، فيؤخذ منهم نصف العشر مرة واحدة في السنة، ولا يؤخذ من أقل من مائتي درهم شيء.
وقد حرَص المسلمون على ألا يتجاوز العمال الأموال المقررة في تحصيل هذه الضرائب؛ لذلك وجدنا الخليفة عمر بن الخطاب يشمل أهل الذمة بعدله، فما شكا منهم مظلومٌ واليًا - مهما كان قدره - إلا أنصَفه منه.


وفي ظل هذه الحرية الاقتصادية، وما أفرزته من مساواة وعدالة تجاه أهل الذمة، راج الاشتغال بالتجارة، كما أتيح لهم حرية الانتقال داخل أنحاء العالم الإسلامي؛ فقد اشتمل عهد أهل بعلبك: "ولتجارهم أن يسافروا إلى حيث أرادوا من البلاد التي صالحنا عليها"، وبديهي أن ينسحب هذا على جماعات المعاهدين الذين شملتهم دار الإسلام، وشجع على ذلك ما شهدته التجارة من انتعاشة؛ نتيجة ما قام به خلفاء العصر العباسي الأول من إصلاحات في الحياة الاقتصادية، وما حدث أيضًا في القرن الرابع الهجري من انتعاشة اقتصادية شملت العالم الإسلامي كله، بسبب وجود كيانات سياسية كبيرة حكمت العالم الإسلامي، وأصبحت لها السيادة على البحار، وما أدى إليه ذلك من ارتياد سفن المسلمين وقوافلهم كلَّ البحار والبلدان.


ومن الجدير بالذكر أن هذه الأوضاع أدت إلى تنوع الطوائف التي عملت بالتجارة؛ فأسهم فيها المسلمون والنصارى واليهود والمجوس والهنود الهنادكة وأتباع (بوذا) وغيرهم، وهم ليسوا متنوعين فحسب، بل لا ينفصلون عن بعضهم البعض... ويسافرون ويعملون جنبًا إلى جنب [2].

[1] انظر د/ نريمان عبدالكريم، معاملة غير المسلمين في الدولة الإسلامية، ص: 133 - 137.

[2] انظر د/ نريمان عبدالكريم: معاملة غير المسلمين في الدولة الإسلامية، ص: 133 - 137.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.88 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.21 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.48%)]