زوجي بخيل ولا يعرف حقوقي ويُهَدِّدني - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 5002 - عددالزوار : 2121967 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4582 - عددالزوار : 1400520 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 96 - عددالزوار : 51530 )           »          إعانة الفقيه بتيسير مسائل ابن قاسم وشروحه وحواشيه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 49 - عددالزوار : 14496 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 221 - عددالزوار : 68874 )           »          انحراف الفكر مجلبة لسوء العمل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 63 )           »          وسائل صناعة الكراهية بين الثقافات: الاستشراق الصحفي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          الهداية والعقل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          حقوق غير المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          مواقيت الصلوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 315 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-02-2022, 04:40 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,332
الدولة : Egypt
افتراضي زوجي بخيل ولا يعرف حقوقي ويُهَدِّدني

زوجي بخيل ولا يعرف حقوقي ويُهَدِّدني
أ. فيصل العشاري

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا في منتصف الأربعينيَّات مِن عمري، أُقِيم في دولةٍ أجنبيَّة، تعرَّفتُ إلى زوجي عبر الإنترنت، وعلمتُ أنه كان متزوجًا بأمريكية، ثم حدَث طلاق، رأيتُ فيه بعض البُخل من خلال زياراته لي، لكن هناك بعض الصفات التي رغبتني فيه؛ منها: كِبَر سنه، وكونه مُلتزمًا، وغيرها من الصفات.

قبلتُ الزواج، وأخبرتُه أنَّ عَليَّ ديونًا متراكِمَةً، وأريد العمل لسدادها، وأخبرتُه بحقوقي، وأني لا أريد أن أسأل عن حقوقي كل مدة، وأن الرجل لا بد أن يعرفَ حقوق زوجته.

تم الزواج، وفوجئتُ أن النَّفَقة الواجبة عليه: الطعام والمسكن فقط، وأصبح يحاسبني على كل شيء، حتى على العصائر، وأنه غير ملزم بها!

هذا غير الإهمال الذي أراه منه، فأجلس وحدي في الغربة، حتى لا يأتي لي بهديةٍ، أعيش وحيدة، بين النوم والاستيقاظ والطعام، أصبحتُ نادمة على الزواج وتركي لعملي.

حاولتُ مرارًا أن أتكلم معه وأخبره أن هناك متطلبات لي خاصة أريدها ولازمة، لكنه أخبرني أني امرأة غير صالحة، ودون المستوى، لكوني أطلُب منه مالًا، ثم قارن بيني وبين زوجته الأولى الأمريكية، وأنني لستُ في مستواها!

يهددني بالطرد والطلاق، أصبحتُ أخاف مناقشته في أي موضوع، وأفكِّر في الطلاق.

أشيروا عليَّ، ماذا أفعل؟


الجواب:
الأخت الفاضلة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نشكركم على تواصلكم معنا، وثقتكم في شبكة الألوكة.

الزواجُ شركة حياة، ولا بد مِن وجود ضوابط واضحة لهذه الشركة، وقوانين يحترمها الجميعُ، وإلا فشلتْ هذه الشركة وكسدتْ!

والبُخلُ صفةٌ سلبية في الإنسان، وهو أشدُّ إيذاءً وألمًا، والبخلاءُ لا يسودون قومهم؛ روى ابن عبدالبر في ترجمة السخي التقي عمرو بن الجَمُوح - رضي الله عنه – أنه قَدِم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نفرٌ مِن الأنصار، فقال: ((مَن سيدكم؟))، فقالوا: الجد بن قيس، على بُخل فيه؛ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((وأيُّ داء أدوى مِن البخل؟ بل سيدكم الجعد الأبيض عمرو بن الجموح)).

وقد قيل في ذلك:

وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ وَالْحَقُّ قَوْلُهُ
لِمَنْ قَالَ مِنَّا مَنْ تُسَمُّونَ سَيِّدَا

فَقَالُوا لَهُ: الْجَدُّ بْنُ قَيْسٍ عَلَى الَّتِي
نُبَخِّلُهُ فِيهَا وَإِنْ كَانَ أَسْوَدَا

فَسَوَّدَ عَمْرَوَ بْنَ الْجَمُوحِ لِجُودِهِ
وَحُقَّ لِعَمْرٍو بِالنَّدَى أَنْ يُسَوَّدَا

إِذَا جَاءَهُ السُّؤَّالُ أَذْهَبَ مَالَهُ
وَقَالَ: خُذُوهُ إِنَّهُ عَائِدٌ غَدَا

فَلَوْ كُنْتَ يَا جَدَّ بْنِ قَيْسٍ عَلَى الَّتِي
عَلَى مِثْلِهَا عَمْرٌو لَكُنْتَ مُسَوَّدَا



غير أنَّ هذه الصفة يُمكن التعامُل معها، وترويض النفس بالصبر والمران، وتكلف الإنفاق والكرم، وهذه الحقيقةُ هي أول شيء ينبغي أن يعيها زوجك الكريم! على أننا ينبغي أن نوضح شيئًا يتعلق بهذا المسلك: هناك بعضُ الأزواج يجتهد في الاقتصاد والتدبير ونفسه كريمة، فهذا ليس بخيلًا، وإنما رجلٌ حكيم، ونظن أن زوجك من هذا النوع؛ فقط يحتاج إلى تدعيم الناحية المعرفية في التفريق بين ما هو واجب في النفقة، وما هو مِن الكماليات، هذا مِن جانب، كما يحتاج إلى تعامل حكيم مع زوجته - التي هي أنت - ويقدم الرفض في صورة لبقة ومقبولة لدى الطرف الآخر، وهذا مِن حقك عليه كزوجة.

من الأمور المهمة في علاج مِثْل هذه المشاكل: تحديد السلبيات والإيجابيات، فيمكنك أن تخرجي ورقة وقلمًا مِن الدرج، وتضعي جدولًا تكتبين فيه سلبيات الزوج وإيجابياته، لا تُقارني بينهما! لأنَّ المقارنة ستقودك إلى اليأس والإحباط في بادئ الأمر، ولكن اجعلي هدفَك أن تسعي في علاج السلبيات، ومساعدته في ذلك، فهذا مِن حقه عليك كشريك وزوج أن تنصحي له، وأن تُقَدِّمي له النصيحة في قالبٍ يتقبله، وقد قمت مشكورة بمحاولة سابقة، وَوُوجِهْتِ بصدٍّ ونكران منه، لكن هذا لا يمنع من تجديد المحاولة بعد إعداد خطة واضحة، وآليات إقناع جديدة.

في حال فشل كل المحاولات الممكنة معه، هنا يبرز خيار التفكير في الانفصال الذي ألمحتِ إليه في آخر رسالتك، وهو خيار لا نحبذه لك لأسباب، منها:
كونك حديثة عهد به، ولم يحصل التوافق النفسي بينكما بعدُ.

كونك امرأة متقدِّمة في سن الزواج، وتوفر فرصة أخرى ربما لا تسنح بسهولة.

كونك لم تستنفدي كل محاولات الإصلاح والإقناع بعدُ.

كما لا نحبِّذ أن نرجع معك إلى الوراء، ونقيم تجربتك في الاختيار؛ لأن هذا ربما يزيدك ألمًا، نعم قد تحتاجين لمثل هذا في حال تكرار التجربة بالزواج مِن رجلٍ آخر؛ ذلك أن أساس الاختيار هو الدين المرتكز على الخلُق!

وقد جاء التشديدُ على مسألة الأخلاق، فالتديُّن الذي يفتقد إلى الأخلاق هو تدين ناقصٌ؛ لذلك جاء النص على: ((إذا أتاكم مَن ترضَوْن دينه وخُلُقه فزوِّجوه))، فلم يكتفِ بالدين، وإنما بناه على الخُلُق، هذه الحالة ليستْ موجهة بالضرورة لزوجك الكريم الذي ربما يطالع هذه السطور معك؛ لأن الحال ينطبق عليك كما ينطبق عليه؛ أي في اشتراط الدين والخلق، فلا شعائر بلا مشاعر، ولا إسلام بلا سلوك، ولا دين بلا قيم، ولا حياة بلا أخلاق!

لعل مسحة الحياة الغربية القائمة على المنفعة واعتبارها أمرًا مقصودًا لذاته بعيدًا عن الاعتبارات النفسية والأخلاقية - ربما أثَّرَتْ على سلوكيات زوجك الكريم حينما فاضَل بينك وبين زوجته الأمريكية السابقة التي لم تكنْ تُطالب بحقِّها - اكتفاء بمال أبيها - والمفاضلة هنا غير دقيقة وغير مناسبة؛ لأنك لم تطلبي شيئًا زائدًا عن حقك، وإنما طلبت ما يدخل في مسمى النفقة الواجبة على الزوج، وهو بين خيارين:
إما أن يضعَ لك مبلغًا ثابتًا كل شهر تتفقان على تحديده ابتداءً، وإما أن يلبِّي لك طلباتك بدون مَنٍّ منه أو إحسانٍ؛ إذ إنَّ هذا يُعَدُّ واجبًا عليه، يأثم عليه شرعًا إن لم يَقُمْ به.

ينبغي أن تكونَ الأمورُ الشرعية واضحةً بينكما، حتى لو اضطررت إلى كتابتِها في لوحة مُعَلَّقة على جدار غرفتكم!

يمكنك الاستعانة بمَنْ يُؤَثِّر عليه من أصحابه أو أصدقائه، أو حتى إمام مسجد حكيم، أو حسب ما ترينه مناسبًا لوضْعِه، وكون زوجك الكريم رجلًا يَتَزَيَّا بِزِيِّ أهل الدين والصلاح، فهو أولى الناس بقبول النصيحة والالتزام بها، وهذا ما نظنه فيه.

بعد تحديد الأمور الواجبة بينكما والاتفاق عليها؛ يتبقَّى بعد ذلك مبدأ (المكارمة)، وهو أن يُعاملك بالكرم، ولا نعني به: الناحية المادية فقط، بل نعني به ذلك ونعني به: كرم الأخلاق والمعاملة الطيبة، فالنساءُ ما أكرمهنَّ إلا كريم، ولا أهانهنَّ إلا لئيم، وقد حذَّر النبي - صلى الله عليه وسلم - مِن انتهاك حقوق المرأة والطفل اليتيم الذي لا أب له؛ فقال - عليه الصلاة والسلام -: ((اللهم إني أحرج حق الضعيفين: اليتيم، والمرأة))؛ رواه أحمد وابن ماجه.

وقوله: أحرِّج: أي أُشَدِّد.

فكيف سيكون الحال لو تصوَّر كلُّ زوج حاله عندما يلقَى الله وقد ضيَّع هذا الحق!

ما تحسينه مِن وحدةٍ في تلك الغربة، حاولي أن تتواءَمي مع هذا الوَضْع، أو أن تبحثي عن صديقات صالحات يكُنَّ لك عونًا ونصيرًا في صحراء الاغتراب!

نعيد التذكير بأن الأمور لا بد أن تكونَ واضحةً، ولا تخجلي مِن ذِكْرِها أمامه، ولكن استغلِّي الفُرَص الذهبية عندما يكون مزاجه خاليًا، ونفسه منشَرِحة، لعل الله يشرح صدره ويصلح أمره.

عموما نرى من المبكر الحكم على هذه الأمور الواردة في رسالتك، ونعني بذلك ترتيب نتائج عليها، لا سيما وأنك ما زلتِ تنتظرين أوراق الهجرة لتتمكَّني من العمل، فربما تغيرت الأمور بعدها لصالحك بشكلٍ أفضل.

استعيني بالله تعالى، وأصلحي علاقتك بخالقك، وسوف يجعل لك مِن كلِّ هَمٍّ فرَجًا، ومن كلِّ ضيقٍ مخرجًا، والْزَمي الذِّكْر والاستغفار، وكلي أمرك إلى الواحد القهار، فبِيَدِه مقاليدُ كلِّ شيءٍ؛ ﴿ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ﴾[الطلاق: 3].

والله الموفق


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.99 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.33 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.09%)]